تفسير سورة العاديات

حومد

تفسير سورة سورة العاديات من كتاب أيسر التفاسير المعروف بـحومد.
لمؤلفه أسعد محمود حومد .

﴿العاديات﴾
(١) - يٌقْسِمُ اللهُ تَعَالَى بِالخَيْلِ التِي تَجْرِي فِي سَبيلِ اللهِ، فَيُسْمَعُ لَهَا زَفِيرٌ شَدِيدٌ لِشِدَّةِ عَدْوِهَا.
(وَيُقْسِمُ تَعَالَى بِالخَيْلِ لِيُعْلِيَ مِنْ قَدْرِهَا فِي نُفُوسِ المُؤْمِنِينَ مِنْ عِبَادِهِ، لِيَعْتَزُّوا بِهَا، وَيُكَرِّمُوهَا، وَيَتَّخِذُوهَا لِلجِهَادِ فِي سَبِيلِهِ تَعَالَى).
العَادِيَاتُ - الخَيْلُ.
ضَبْحاً - زَفِيرَ الخَيْلِ الشَّدِيدَ حِينَمَا تَرْكُضُ.
﴿فالموريات﴾
(٢) - وَالخَيْلُ التِي تَعْدُو فِي سَبِيلِ اللهِ تَضْرِبُ بِحَوَافِرِهَا الأَرْضَ فَيَتَطَايَرُ الشَّرَرُ مِنْ آَثارِ ضَرْبِ الصُّخُورِ بِحَدِيدِ نِعَالِهَا.
المُورِيَاتُ - المُخَرِجَاتُ النَّارِ بِصَكِّ حَوَافِرِهَا بِالصَّخْرِ.
﴿فالمغيرات﴾
(٣) - وَالخَيْلُ التِي تغيرُ عَلَى الأَعْدَاءِ فِي الصَّبَاحِ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ لأًَخْذِهِمْ عَلى حِينِ غِرَّةٍ مِنْهُمْ.
" وَكَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ يَنْتَظِرُ الصَّبَاحَ لِيُغِيرَ عَلَى مِنْ أَرَادَ الإِغَارَةَ عَلَيْهِ، فَإِذَا سَمِعَ فِي حَيِّهِم أَذَاناً كَفَّ عَنْهُمْ لأَنَّهُ يُدْرِكُ أَنَّهُمْ قَوْمٌ مُسْلِمُونَ مُتَمَسِّكُونَ بِالصَّلاَةِ وَإِلاَّ أَغَارَ عَلَيهِمْ " المُغِيرَاتِ صُبْحاً - المُبَاغِتَاتِ لِلعَدُوِّ وَقْتَ الصَّبَاحِ.
(٤) - فَأَثَارَتِ الخَيْلُ الغُبَارَ أَثْنَاءَ رَكْضِهِنَّ لإِدْرَاكِ الأَعْدَاءِ، وَفِي جَرْيِهِنَّ فِي سَاحَةِ المَعْرَكَةِ.
أَثَرْنَ - أَخْرَجْنَ.
النَّقْعُ - الغُبَارُ.
(٥) - فَجَعَلْنَ الغُبَارَ يَتَوَسَّطُ جَمْعَ الأَعْدَاءِ حَتَّى يُصِيبَهُ الرُّعْبُ والفَزَعُ.
وَسَطْنَ - تَوَسَّطْنَ جَمْعَ الأَعْدَاءِ.
﴿الإنسان﴾
(٦) - ثُمَّ ذَكَرَ اللهُ تَعَالَى مَا أَقْسَمَ عَلَيْهِ وَهُوَ أَنَّ الإِنْسَانَ لَشدِيدُ الكُفْرَانِ وَالجُحُودِ لأَنْعُمِ اللهِ.
كَنُودٌ - كَفُورٌ جَحُودٌ.
" وَعَرَّفَ رَسُولُ اللهِ ﷺ الكَنُودَ فَقَالَ: الكَنُودُ الذِي يَأْكُلُ وَحْدَهُ، وَيَضْرِبُ عَبْدَهُ، وَيَمْنَعُ رِفْدَهُ "
(٧) - وَإِنَّ الإِنْسَانَ نَفْسَهُ يَعْلَمُ أَنَّهُ كَنُودٌ فِي الكُفْرَانِ وَالجُحُودِ لأَنِعُمِ اللهِ، وَأَنَّهُ لَمْ يُؤدِّ حَقَّ رَبَّهِ عَلَيْهِ بِالشُّكْرِ. وَهَذِهِ شَهَادَةٌ مِنَ الإِنْسَانِ عَلَى نَفْسِهِ بِأَنَّهُ كَنُودٌ، وَهِيَ شَهَادَةٌ بِلِسَانِ الحَالِ.
(وَقِيلَ أَيْضاً إِنَّ الإِنْسَانَ يَشْهَدُ عَلَى نَفْسِهِ فِي الآخِرَةِ بِذُنُوبِهِ).
(٨) - وَإِنَّ الإِنْسَانَ بِسَبَبِ حُبِّهِ الشَّدِيدِ لِلْمَالِ، وَشَغَفِهِ بِهِ وَتَعَلُّقِهِ بِجَمْعِهِ وَادِّخَارِهِ، لَبَخِيلٌ شَدِيدُ البُخْلِ، حَرِيصٌ مُتَنَاهٍ فِي حِرْصِهِ، وَمُمْسِكٌ مُتَنَاهٍ فِي إِمْسَاكِهِ.
(٩) - أَفَلاَ يَعْلَمُ هَذَا الإِنْسَانُ البَخِيلُ بِالمَالِ، الحَرِيصُ عَلَى جَمْعِهِ، أَنَّ اللهَ إِذَا بَعَثَ مَنْ فِي القُبُورِ مِنَ الأَمْوَاتِ.
بَعْثِرَ - أُثِيرَ وَأُخْرِجَ وَنُثِرَ.
(١٠) - وَظَهَرَ مَا كَانَ النَّاسُ يُسِرُّونَهُ فِي أَنْفُسِهِمْ.
حُصِّلَ - جُمِعَ وَأُظْهِرَ.
﴿يَوْمَئِذٍ﴾
(١١) - فَإِذَا بُعِثَ مَنْ فِي القُبُورِ، وَظَهَرَ مَا أَخْفَتْهُ الصُّدُورُ، فَحِينَئِذٍ يُدْرِكَ الإِنْسَانُ البَخِيلُ الكَنُودُ، الحَرِيصُ عَلَى جَمْعِ المَالِ، أَنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِمَا كَانَتْ تَنْطَوِي عَلَيْهِ نَفْسُهُ، وَأَنَّهُم مُجَازِيهِ عَلَى جُحُودِهِ وَكُفْرِهِ بِأَنْعُمِ رَبِّهِ عَلَيْهِ.
سورة العاديات
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (العاديَات) من السُّوَر المكية، نزلت بعد سورة (العصر)، وقد افتُتحت بقَسَم الله عز وجل بـ(العاديَات)؛ وهي: خيلُ الغُزَاة، أو رواحلُ الحَجيج، وذكَّرتْ بالآخرة، وذمَّتْ خِصالًا تؤدي بصاحبها إلى الخسران والنِّيران؛ منها الجحود، والطَّمَعُ في هذه الدنيا ومَلذَّاتها وشهواتها.

ترتيبها المصحفي
100
نوعها
مكية
ألفاظها
40
ترتيب نزولها
14
العد المدني الأول
11
العد المدني الأخير
11
العد البصري
11
العد الكوفي
11
العد الشامي
11

* سورة (العاديَات):

سُمِّيت سورة (العاديَات) بهذا الاسم؛ لافتتاحها بقَسَمِ الله عزَّ وجلَّ بـ(العاديَات)؛ قال تعالى: {وَاْلْعَٰدِيَٰتِ ضَبْحٗا} [العاديات: 1].

1. القَسَم على جحود الإنسان (١-٨).

2. مشهد البعث والحشر (٩-١١).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (9 /299).

التذكيرُ بالآخرة، وذمُّ الخصالِ التي تؤدي إلى الخسران والنِّيران.

يقول ابنُ عاشور رحمه الله عن مقاصدها: «ذمُّ خصالٍ تفضي بأصحابها إلى الخسران في الآخرة، وهي خصالٌ غالية على المشركين والمنافقين، ويراد تحذيرُ المسلمين منها، ووعظُ الناس بأن وراءهم حسابًا على أعمالهم بعد الموت؛ ليتذكرَه المؤمن، ويُهدَّد به الجاحد.

وأُكِّد ذلك كلُّه بأن افتُتح بالقَسَم، وأدمج في القَسَم التنويه بخيلِ الغزاة، أو رواحلِ الحجيج». "التحرير والتنوير" لابن عاشور (30 /498).