تفسير سورة العاديات

أوضح التفاسير

تفسير سورة سورة العاديات من كتاب أوضح التفاسير المعروف بـأوضح التفاسير.
لمؤلفه محمد عبد اللطيف الخطيب . المتوفي سنة 1402 هـ

﴿وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً﴾ الخيل التي تجري، فتضبح. والضبح: صوت أنفاسها عند عدوها
﴿فَالمُورِيَاتِ قَدْحاً﴾ التي تورى النار، وتقدحها بحوافرها. وهذا مشاهد عند جري الخيل؛ حين تصطدم حوافرها بقطع الصخر؛ فتقدح شرراً
﴿فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحاً﴾ التي تغير على العدو صباحاً
﴿فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً﴾ أي فهيجن بوقت الصبح غباراً
﴿فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً﴾ أي توسطن بهذا الوقت جموع الأعداء. أقسم تعالى بالخيل الجياد، التي تغدو للجهاد؛ فتعدو فتورى النار، وتقدحها بحوافرها؛ لقوتها وشدة بأسها، فتغير على الأعداء، وتنزل بهم صنوف البلاء، وتثير الغبار، وتتوسط الجموع. وذلك للإشعار بعلو مرتبة الخيل، والحض على اقتنائها والاعتناء بشأنها ولا يخفى ما يترتب على ذلك من تعلم الفروسية، وإعداد العدة، وأخذ الأهبة للحرب والجهاد في سبيل الله تعالى
﴿إِنَّ الإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ﴾ أي الكفور بأنعمه
﴿وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ﴾ أي وإن الإنسان على كفره هذا وكنوده ﴿لَشَهِيدٌ﴾ يشهد على نفسه بكفر النعمة؛
-[٧٦٠]- حيث يظهر أثر ذلك عليه؛ فهو دائماً يشكو من الله ولا يشكره على أنعمه
﴿وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ﴾ المال ﴿لَشَدِيدٌ﴾ أي لأجل حبه للمال لبخيل ممسك
﴿أَفَلاَ يَعْلَمُ﴾ ذلك الكنود الكفور ما يحل به ﴿إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ﴾ بعث ما فيها من الموتى
﴿وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ﴾ أي أخرج، وعلم ما فيها: من كفر وإيمان، وطاعة وعصيان، وشح وكرم
﴿إِنَّ رَبَّهُم بِهِمْ يَوْمَئِذٍ﴾ وبما في قلوبهم ﴿لَّخَبِيرٌ﴾ فيجازيهم على ما قدموا: من خير أو شر.
760
سورة القارعة

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

760
سورة العاديات
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (العاديَات) من السُّوَر المكية، نزلت بعد سورة (العصر)، وقد افتُتحت بقَسَم الله عز وجل بـ(العاديَات)؛ وهي: خيلُ الغُزَاة، أو رواحلُ الحَجيج، وذكَّرتْ بالآخرة، وذمَّتْ خِصالًا تؤدي بصاحبها إلى الخسران والنِّيران؛ منها الجحود، والطَّمَعُ في هذه الدنيا ومَلذَّاتها وشهواتها.

ترتيبها المصحفي
100
نوعها
مكية
ألفاظها
40
ترتيب نزولها
14
العد المدني الأول
11
العد المدني الأخير
11
العد البصري
11
العد الكوفي
11
العد الشامي
11

* سورة (العاديَات):

سُمِّيت سورة (العاديَات) بهذا الاسم؛ لافتتاحها بقَسَمِ الله عزَّ وجلَّ بـ(العاديَات)؛ قال تعالى: {وَاْلْعَٰدِيَٰتِ ضَبْحٗا} [العاديات: 1].

1. القَسَم على جحود الإنسان (١-٨).

2. مشهد البعث والحشر (٩-١١).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (9 /299).

التذكيرُ بالآخرة، وذمُّ الخصالِ التي تؤدي إلى الخسران والنِّيران.

يقول ابنُ عاشور رحمه الله عن مقاصدها: «ذمُّ خصالٍ تفضي بأصحابها إلى الخسران في الآخرة، وهي خصالٌ غالية على المشركين والمنافقين، ويراد تحذيرُ المسلمين منها، ووعظُ الناس بأن وراءهم حسابًا على أعمالهم بعد الموت؛ ليتذكرَه المؤمن، ويُهدَّد به الجاحد.

وأُكِّد ذلك كلُّه بأن افتُتح بالقَسَم، وأدمج في القَسَم التنويه بخيلِ الغزاة، أو رواحلِ الحجيج». "التحرير والتنوير" لابن عاشور (30 /498).