تفسير سورة العاديات

مجاز القرآن

تفسير سورة سورة العاديات من كتاب مجاز القرآن المعروف بـمجاز القرآن.
لمؤلفه أبو عبيدة معمر بن المثنى . المتوفي سنة 209 هـ

«سورة العاديات» (١٠٠)

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

«الْعادِياتِ» (١) الخيل..
«ضَبْحاً «١» » (١) أي ضبعا ضبحت وضبعت واحد وقال بعضهم: تضبح تنحم «٢» فمن قال هذا ففيه ضمير..
«فَالْمُورِياتِ قَدْحاً» (٢) تورى بسنابكها النار..
«فَالْمُغِيراتِ صُبْحاً» (٣) تغير عند الصباح..
«فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً» (٤) فرفعن به غبارا «٣»، النقع: الغبار..
«إِنَّ الْإِنْسانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ» (٦) لكفور وكذلك الأرض الكنود التي لا تنبت شيئا قال الأعشى:
أحدث لها تحدث لوصلك إنها كند لوصل الزائر المعتاد
«٤» [٩٤٥].
«وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ» (٨) وإنه من أجل حبّ الخير لشديد «٥» : لبخيل، يقال للبخيل: شديد ومتشدد، قال طرفة:
(١). - ٤ «ضبحا» : وانظر القرطبي (٢٠/ ١٥٥) ما رواه عن أبى عبيدة فى تفسير الآية.
(٢). - ٤ «تنحم» : وفى اللسان: وقيل تضبح تنحم وهو صوت أنفاسها إذا عدون (ضبح).
(٣). - ٧ «فأثرن... غبارا» : وهو فى الطبري وقال ابن حجر هو قول أبى عبيدة (فتح الباري ٨/ ٥٥٨).
(٤). - ٩٤٥: ديوانه ص ٩٨ والطبري ٣٠/ ١٥٣ والقرطبي ٢٠/ ١٦١.
(٥). - ١٢ «وإنه... لشديد... لشديد» : وهو فى البخاري، وأشار إليه ابن حجر بقوله:
هو قول أبى عبيدة أيضا فسر اللام بمعنى من أجل أي لأنه لأجل حب المال لبخيل (فتح الباري ٨/ ٥٥٨).
أرى الموت يعتام النفوس ويصطفى عقيلة مال الباخل المتشدّد
«١» [٩٤٦] ويروى: يعتام الكريم..
«إِذا بُعْثِرَ ما فِي الْقُبُورِ» (٩) أثير فأخرج..
«حُصِّلَ ما فِي الصُّدُورِ» (١٠) ميّز «٢».
(١). - ٩٤٦: ديوانه من الستة ص ٥٨ والطبري ٣٠/ ١٥٤ والقرطبي ٢٠/ ١٦٢ وشواهد الكشاف ١٠٣.
(٢). - ٤ «حصل... ميز» : كما فى فتح الباري ٨/ ٥٥٨.
سورة العاديات
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (العاديَات) من السُّوَر المكية، نزلت بعد سورة (العصر)، وقد افتُتحت بقَسَم الله عز وجل بـ(العاديَات)؛ وهي: خيلُ الغُزَاة، أو رواحلُ الحَجيج، وذكَّرتْ بالآخرة، وذمَّتْ خِصالًا تؤدي بصاحبها إلى الخسران والنِّيران؛ منها الجحود، والطَّمَعُ في هذه الدنيا ومَلذَّاتها وشهواتها.

ترتيبها المصحفي
100
نوعها
مكية
ألفاظها
40
ترتيب نزولها
14
العد المدني الأول
11
العد المدني الأخير
11
العد البصري
11
العد الكوفي
11
العد الشامي
11

* سورة (العاديَات):

سُمِّيت سورة (العاديَات) بهذا الاسم؛ لافتتاحها بقَسَمِ الله عزَّ وجلَّ بـ(العاديَات)؛ قال تعالى: {وَاْلْعَٰدِيَٰتِ ضَبْحٗا} [العاديات: 1].

1. القَسَم على جحود الإنسان (١-٨).

2. مشهد البعث والحشر (٩-١١).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (9 /299).

التذكيرُ بالآخرة، وذمُّ الخصالِ التي تؤدي إلى الخسران والنِّيران.

يقول ابنُ عاشور رحمه الله عن مقاصدها: «ذمُّ خصالٍ تفضي بأصحابها إلى الخسران في الآخرة، وهي خصالٌ غالية على المشركين والمنافقين، ويراد تحذيرُ المسلمين منها، ووعظُ الناس بأن وراءهم حسابًا على أعمالهم بعد الموت؛ ليتذكرَه المؤمن، ويُهدَّد به الجاحد.

وأُكِّد ذلك كلُّه بأن افتُتح بالقَسَم، وأدمج في القَسَم التنويه بخيلِ الغزاة، أو رواحلِ الحجيج». "التحرير والتنوير" لابن عاشور (30 /498).