تفسير سورة الفجر

الموسوعة القرآنية

تفسير سورة سورة الفجر من كتاب الموسوعة القرآنية المعروف بـالموسوعة القرآنية.
لمؤلفه إبراهيم الإبياري . المتوفي سنة 1414 هـ

٨٩ سورة الفجر

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

[سورة الفجر (٨٩) : الآيات ١ الى ٧]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

وَالْفَجْرِ (١) وَلَيالٍ عَشْرٍ (٢) وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ (٣) وَاللَّيْلِ إِذا يَسْرِ (٤)
هَلْ فِي ذلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ (٥) أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعادٍ (٦) إِرَمَ ذاتِ الْعِمادِ (٧)
١- وَالْفَجْرِ:
أي أقسم بضوء الصبح عند مطاردته الليل.
٢- وَلَيالٍ عَشْرٍ:
وبليال عشر مفضلة عند الله.
٣- وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ:
وبالزوج والفرد من كل شىء.
٤- وَاللَّيْلِ إِذا يَسْرِ:
وَاللَّيْلِ وبالليل.
إِذا يَسْرِ إذا ينقضى بحركة الكون العجيبة.
٥- هَلْ فِي ذلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ:
هَلْ فِي ذلِكَ هل فيما ذكر من الأشياء.
قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ أي لذى عقل. يعنى فيما ذكر من الأشياء ما يراه العاقل قسما مقنعا.
٦- أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعادٍ:
أَلَمْ تَرَ ألم تعلم.
كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعادٍ كيف أنزل ربك عقابه بعاد قوم هود.
٧- إِرَمَ ذاتِ الْعِمادِ:
إِرَمَ أهل إرم.
ذاتِ الْعِمادِ ذات البناء الرفيع.

[سورة الفجر (٨٩) : الآيات ٨ الى ٩]

الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُها فِي الْبِلادِ (٨) وَثَمُودَ الَّذِينَ جابُوا الصَّخْرَ بِالْوادِ (٩)
٨- الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُها فِي الْبِلادِ:
متانة وضخامة بناء.
٩- وَثَمُودَ الَّذِينَ جابُوا الصَّخْرَ بِالْوادِ:
جابُوا قطعوا.
الصَّخْرَ من الجبال.
بِالْوادِ يبنون به القصور بالوادي.
[سورة الفجر (٨٩) : الآيات ١٠ الى ١٥]
وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتادِ (١٠) الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلادِ (١١) فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسادَ (١٢) فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذابٍ (١٣) إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصادِ (١٤)
فَأَمَّا الْإِنْسانُ إِذا مَا ابْتَلاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ (١٥)
١٠- وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتادِ:
ذِي الْأَوْتادِ أي ذى الجنود الذين يشدون ملكه كما تشد الأوتاد الخيام.
١١- الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلادِ:
طَغَوْا تجاوزا الحدود.
١٢- فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسادَ:
بالكفر والظلم.
١٣- فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذابٍ:
فَصَبَّ عَلَيْهِمْ فأنزل عليهم.
سَوْطَ عَذابٍ ألوانا ملهبة من العذاب.
١٤- إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصادِ:
لَبِالْمِرْصادِ يرقب عمل الناس ويحصيه عليهم ويجازيهم به.
١٥- فَأَمَّا الْإِنْسانُ إِذا مَا ابْتَلاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ:
إِذا مَا ابْتَلاهُ رَبُّهُ إذا ما اختبره.
فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ بالمال والجاه والقوة.
فَيَقُولُ مغترا بذلك.
رَبِّي أَكْرَمَنِ ربى فضلنى لاستحقاقى هذا.
[سورة الفجر (٨٩) : الآيات ١٦ الى ٢٢]
وَأَمَّا إِذا مَا ابْتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهانَنِ (١٦) كَلاَّ بَلْ لا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ (١٧) وَلا تَحَاضُّونَ عَلى طَعامِ الْمِسْكِينِ (١٨) وَتَأْكُلُونَ التُّراثَ أَكْلاً لَمًّا (١٩) وَتُحِبُّونَ الْمالَ حُبًّا جَمًّا (٢٠)
كَلاَّ إِذا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا (٢١) وَجاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا (٢٢)
١٦- وَأَمَّا إِذا مَا ابْتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهانَنِ:
إِذا مَا ابْتَلاهُ إذا ما اختبره ربه.
فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فضيقه.
فَيَقُولُ غافلا عن الحكمة فى ذلك.
١٧- كَلَّا بَلْ لا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ:
كَلَّا ارتدعوا، فليس الأمر كما تقولون.
بَلْ لا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ بل أنتم لا تكرمون اليتيم.
١٨- وَلا تَحَاضُّونَ عَلى طَعامِ الْمِسْكِينِ:
وَلا تَحَاضُّونَ ولا يحث بعضكم بعضا.
عَلى طَعامِ الْمِسْكِينِ على إطعام المسكين.
١٩- وَتَأْكُلُونَ التُّراثَ أَكْلًا لَمًّا:
التُّراثَ المال الموروث.
أَكْلًا لَمًّا لا تميزون فيه بين ما يحمد وما يذم.
٢٠- وَتُحِبُّونَ الْمالَ حُبًّا جَمًّا:
جَمًّا كثيرا يدفعكم إلى الحرص على جمعه والبخل بانفاقه.
٢١- كَلَّا إِذا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا:
كَلَّا ارتدعوا عن تلك الأفعال لما ينتظركم من الوعيد.
إِذا دُكَّتِ الْأَرْضُ إذا سويت الأرض.
دَكًّا دَكًّا تسوية بعد تسوية.
٢٢- وَجاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا:
وَالْمَلَكُ والملائكة.

[سورة الفجر (٨٩) : الآيات ٢٣ الى ٣٠]

وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرى (٢٣) يَقُولُ يا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَياتِي (٢٤) فَيَوْمَئِذٍ لا يُعَذِّبُ عَذابَهُ أَحَدٌ (٢٥) وَلا يُوثِقُ وَثاقَهُ أَحَدٌ (٢٦) يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (٢٧)
ارْجِعِي إِلى رَبِّكِ راضِيَةً مَرْضِيَّةً (٢٨) فَادْخُلِي فِي عِبادِي (٢٩) وَادْخُلِي جَنَّتِي (٣٠)
٢٣- وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرى:
يَتَذَكَّرُ الْإِنْسانُ ما فرط منه.
وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرى ومن أين له الذكرى.
٢٤- يَقُولُ يا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَياتِي:
يَقُولُ نادما.
قَدَّمْتُ فى الدنيا أعمالا صالحة.
لِحَياتِي تنفعنى لحياتى الآخرة.
٢٥- فَيَوْمَئِذٍ لا يُعَذِّبُ عَذابَهُ أَحَدٌ:
فَيَوْمَئِذٍ فيوم إذ تكون هذه الأحوال.
لا يُعَذِّبُ عَذابَهُ أَحَدٌ لا يعذب أحد كعذاب الله.
٢٦- وَلا يُوثِقُ وَثاقَهُ أَحَدٌ:
ولا يقيد أحد كقيده.
٢٧- يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ:
الْمُطْمَئِنَّةُ بالحق.
٢٨- ارْجِعِي إِلى رَبِّكِ راضِيَةً مَرْضِيَّةً:
إِلى رَبِّكِ إلى رضوان ربك.
راضِيَةً بما أوتيت من النعم.
مَرْضِيَّةً بما قدمت من عمل.
٢٩- فَادْخُلِي فِي عِبادِي:
فِي عِبادِي الصالحين.
٣٠- وَادْخُلِي جَنَّتِي:
أي دار النعيم المقيم.
سورة الفجر
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (الفجر) من السُّوَر المكية، نزلت بعد سورة (الليل)، وقد افتُتحت بقَسَمِ الله عز وجل بـ(الفجر)، وجاءت على ذكرِ ما عذَّب اللهُ به عادًا وثمودَ وقوم فرعون؛ ليعتبِرَ بذلك مشركو قريش، وفي ذلك تثبيتٌ للنبي صلى الله عليه وسلم على طريق الدعوة، وخُتمت السورة الكريمة بتقسيم الناس إلى أهل الشقاء وأهل السعادة.

ترتيبها المصحفي
89
نوعها
مكية
ألفاظها
139
ترتيب نزولها
10
العد المدني الأول
32
العد المدني الأخير
32
العد البصري
29
العد الكوفي
30
العد الشامي
30

* سورة (الفجر):

سُمِّيت سورة (الفجر) بهذا الاسم؛ لافتتاحها بقَسَمِ الله عز وجل بـ(الفجر)؛ قال تعالى: {وَاْلْفَجْرِ} [الفجر: 1].

1. في التاريخ عِبْرة وعِظة (١-١٤).

2. أهل الشقاء وأهل السعادة (١٥- ٣٠).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (9 /127).

مقصدُ السورة هو إنذارُ قُرَيش بعذاب الآخرة عن طريقِ ضربِ المثَلِ في إعراضهم عن قَبول رسالة ربهم بمثَلِ عادٍ وثمودَ وقومِ فرعون، وما أوقَعَ اللهُ بهم من عذاب، وفي ذلك تثبيتُ النبي صلى الله عليه وسلم على هذه الدعوة.

ينظر: "التحرير والتنوير" لابن عاشور (30 /312).