تفسير سورة الطور

جهود ابن عبد البر في التفسير

تفسير سورة سورة الطور من كتاب جهود ابن عبد البر في التفسير
لمؤلفه ابن عبد البر . المتوفي سنة 463 هـ

٤٦٤- إن قيل : فإنما في القرآن من الإقسام بالمخلوقات، نحو قوله تعالى :﴿ والطور وكتاب مسطور ﴾، ﴿ والتين والزيتون ﴾١، ﴿ والسماء والطارق ﴾٢، وما كان مثله في القرآن، قيل : المعنى فيه : ورب الطور، ورب النجم٣، فعلى هذا المعنى هي إقسام بالله تعالى لا بغيره.
وقد قيل في جواب ذلك أيضا : قد أقسم ربنا تعالى بما شاء من خلقه. ( س : ١٥/٩٥ )
١ سورة التين: ١..
٢ سورة الطارق: ١..
٣ يقصد قوله تعالى: ﴿والنجم إذا هوى﴾، النجم: ١..
٤٦٥- روي عن جماعة من أهل العلم بتأويل القرآن في قول الله-عز وجل- :﴿ وسبح بحمد ربك حين تقوم ﴾، منهم مجاهد، وأبو الأحوص، وعطاء، ويحيى بن جعدة، قالوا : حين تقوم من كل مجلس تقول فيه : سبحانك اللهم وبحمدك، أستغفرك وأتوب إليك، قالوا : ومن قالها، غفر له ما كان منه في المجلس. وقال عطاء : إن كنت أحسنت ازددت إحسانا، وإن كان غير ذلك، كان كفارة، ومنهم من قال : تقول حين تقوم : سبحان الله وبحمدك من كل مكان ومن كل مجلس١. ( بهجة المجالس وأنس المجالس : ١/٥٣ )
١ انظر تفسير ابن كثير: ٤/٢٤٦-٢٤٧..
٤٦٦- روى أبو إسحاق، عن الحارث، عن علي- رضي الله عنه- قال : سألت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- عن قوله –عز وجل- :﴿ ومن الليل فسبحه وإدبار النجوم ﴾، قال :( الركعتان قبل الغداة )١، وروى حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن أوس بن خالد، عن أبي هريرة، قال :﴿ وإدبار النجوم ﴾ : الركعتان بعد طلوع الفجر٢. ( س : ٥/٣٠١-٣٠٢ )
١ أخرجه ابن جرير موقوفا على ابن عباس. انظر تفسيره: ٢٧/٣٩..
٢ انظر الدر المنثور: ٧/٦١١..
سورة الطور
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (الطُّور) من السُّوَر المكية، نزلت بعد سورة (السَّجْدة)، وقد جاءت بتحذيرِ الكافرين من تحقيقِ وقوع العذاب بهم؛ ترهيبًا لهم من عاقبة كفرهم، كما أبانت عن صفاتِ أهل التقوى التي ينبغي أن نتصفَ بها، وبيَّنتْ جزاءَ الكفار، وسُوءَ عاقبتهم التي ينبغي أن نَحذَرَ منها، و(الطُّور): هو اسمُ الجبل الذي كلَّم اللهُ عليه موسى عليه السلام.

ترتيبها المصحفي
52
نوعها
مكية
ألفاظها
312
ترتيب نزولها
76
العد المدني الأول
47
العد المدني الأخير
47
العد البصري
48
العد الكوفي
49
العد الشامي
49

* سورة (الطُّور):

سُمِّيت سورةُ (الطُّور) بهذا الاسم؛ لافتتاحها بقَسَم الله بـ(الطُّور)، و(الطُّور): هو اسمُ الجبل الذي كلَّم الله عليه موسى عليه السلام.

* كان صلى الله عليه وسلم يقرأُ في المغرب بـ(الطُّور):

عن جُبَيرِ بن مُطعِمٍ رضي الله عنه: «أنَّه سَمِعَ النبيَّ ﷺ يَقرَأُ في المغرِبِ بالطُّورِ». أخرجه ابن حبان (١٨٣٣).

* كان صلى الله عليه وسلم يَقرأ (الطُّور) وهو بجانبِ الكعبة:

عن أمِّ المؤمنين أمِّ سلَمةَ رضي الله عنها، قالت: «شكَوْتُ إلى رسولِ اللهِ ﷺ أنِّي أشتكي، فقال: «طُوفِي مِن وراءِ الناسِ وأنتِ راكبةٌ»، فطُفْتُ ورسولُ اللهِ ﷺ يُصلِّي إلى جَنْبِ البيتِ، يَقرَأُ بـ {اْلطُّورِ * وَكِتَٰبٖ مَّسْطُورٖ}». أخرجه البخاري (٤٨٥٣).

1. تحقيق وقوع العذاب (١-١٦).

2. صفات أهل التقوى (١٧-٢٨).

3. مزاعمُ باطلة (٢٩-٤٦).

4. عاقبة المكذِّبين، وحفظُ الله لرسوله صلى الله عليه وسلم (٤٧-٤٩).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (7 /468).

يقول البِقاعيُّ مشيرًا إلى مقصدها الأعظم - وهو إثبات وقوع العذاب بمَن عصى وكفَر -: «ومقصودها: تحقيقُ وقوع العذاب، الذي هو مضمونُ الوعيد المُقسَم على وقوعه في (الذَّاريَات)، الذي هو مضمون الإنذار المدلول على صدقِه في (ق)، وأنَّ وقوعه أثبَتُ وأمكَنُ من الجبال التي أخبر الصادقُ بسَيْرِها، وجعَل دَكَّ بعضِها آيةً على ذلك، ومِن الكتاب في أثبَتِ أوضاعه؛ لإمكان غَسْلِه وحَرْقِه، ومن البيت الذي يُمكِن عامِرَه وغيرَه إخرابُه، والسقفِ الذي يُمكِن رافِعَه وَضْعُه، والبحرِ الذي يُمكِن مَن سجَرَه أن يُرسِلَه». "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور" للبقاعي (3 /28).