تفسير سورة الطور

تفسير ابن عباس

تفسير سورة سورة الطور من كتاب تنوير المقباس من تفسير ابن عباس المعروف بـتفسير ابن عباس.
لمؤلفه الفيروزآبادي . المتوفي سنة 817 هـ

وبإسناده عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله تَعَالَى ﴿وَالطور﴾ يَقُول أقسم الله بجبل زبير وكل جبل فَهُوَ طور بِلِسَان السريانية والقبط وَلَكِن عَنى الله بِهِ الْجَبَل الَّذِي كلم الله عَلَيْهِ مُوسَى وَهُوَ جبل مَدين واسْمه زبير أقسم الله بِهِ
﴿وَكِتَابٍ مُّسْطُورٍ﴾ وَأقسم باللوح الْمَحْفُوظ مَكْتُوب فِيهِ أَعمال بني آدم
﴿فِي رَقٍّ﴾ يَعْنِي أديماً ﴿مَّنْشُورٍ﴾ مَكْتُوب فِي صحف مَفْتُوحَة يَقْرَأها بَنو آدم يَوْم الْقِيَامَة وَهُوَ ديوَان الْحفظَة
﴿وَالْبَيْت الْمَعْمُور﴾ وَأقسم بِالْبَيْتِ الْمَعْمُور بِالْمَلَائِكَةِ وَهُوَ فِي السَّمَاء السَّادِسَة بحيال الْكَعْبَة مَا بَينه وَبَين الْكَعْبَة إِلَى تخوم الْأَرْضين السَّابِعَة حرم يدْخل فِيهِ كل يَوْم سَبْعُونَ ألف ملك لَا يعودون إِلَيْهِ أبدا وَهُوَ الْبَيْت الَّذِي بناه آدم وَرفع إِلَى السَّمَاء السَّادِسَة من الطوفان وَهُوَ يُسمى الضراح وَهُوَ مُقَابل الْكَعْبَة
﴿والسقف الْمَرْفُوع﴾ وَأقسم بالسماء المرفوعة فَوق كل شىء
﴿وَالْبَحْر الْمَسْجُور﴾ وَأقسم بالبحر الممتلىء وَهُوَ بَحر فَوق السَّمَاء السَّابِعَة تَحت عرش الرَّحْمَن يُسمى الْحَيَوَان يحيي الله بِهِ الْخَلَائق يَوْم الْقِيَامَة وَيُقَال وَالْبَحْر الْمَسْجُور هُوَ بَحر حَار يصير نَارا وَيفتح فِي جَهَنَّم يَوْم الْقِيَامَة أقسم الله بِهَذِهِ الْأَشْيَاء
﴿إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ﴾ يَوْم الْقِيَامَة ﴿لَوَاقِعٌ﴾ لكائن نَازل على قُرَيْش
﴿مَاله﴾ للعذاب ﴿مِن دَافِعٍ﴾ من مَانع
﴿يَوْمَ تَمُورُ السمآء﴾ تَدور السَّمَاء ﴿مَوْراً﴾ بِأَهْلِهَا دوراناً كدوران الرحا وتموج الْخَلَائق بَعضهم فِي بعض من الهول
﴿وَتَسِيرُ الْجبَال﴾ على وَجه الأَرْض ﴿سَيْراً﴾ كسير السَّحَاب فِي الْهَوَاء
﴿فَوَيْلٌ﴾ شدَّة الْعَذَاب ﴿يَوْمَئِذٍ﴾ وَهُوَ يَوْم الْقِيَامَة ﴿للمكذبين﴾ بِمُحَمد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَالْقُرْآن وَهُوَ أَبُو جهل وَأَصْحَابه
﴿الَّذين هُمْ فِي خَوْضٍ يَلْعَبُونَ﴾ فِي بَاطِل يَخُوضُونَ
﴿يَوْمَ يُدَعُّونَ﴾ يدْفَعُونَ ﴿إِلَى نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا﴾ دفعا تدفعهم الْمَلَائِكَة وتجرهم على وُجُوههم إِلَى جَهَنَّم وَتقول لَهُم الزَّبَانِيَة
﴿هَذِه النَّار الَّتِي كُنتُم بِهَا﴾ فِي الدُّنْيَا ﴿تُكَذِّبُونَ﴾ أَنَّهَا لَا تكون
﴿أَفَسِحْرٌ هَذَا﴾ هَذَا الْيَوْم
443
وَهَذَا الْعَذَاب لأنكم قُلْتُمْ فِي الدُّنْيَا للأنبياء هم سحرة ﴿أَمْ أَنتُمْ لاَ تُبْصِرُونَ﴾ لَا تعقلون يَقُول الله
444
﴿اصلوها﴾ ادخلوها يَعْنِي النَّار ﴿فَاصْبِرُوا﴾ على عَذَابهَا ﴿أَوْ لاَ تَصْبِرُواْ﴾ على عَذَابهَا ﴿سَوَآءٌ عَلَيْكُمْ﴾ الْجزع وَالصَّبْر ﴿إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ وتقولون فِي الدُّنْيَا
ثمَّ بَين مُسْتَقر الْمُؤمنِينَ أبي بكر وَأَصْحَابه فَقَالَ ﴿إِنَّ الْمُتَّقِينَ﴾ الْكفْر والشرك وَالْفَوَاحِش ﴿فِي جَنَّاتٍ﴾ فِي بساتين ﴿وَنَعِيمٍ﴾ دَائِم
﴿فَاكِهِينَ﴾ معجبين ﴿بِمَآ آتَاهُمْ رَبُّهُمْ﴾ بِمَا أَعْطَاهُم رَبهم فِي الْجنَّة ﴿وَوَقَاهُمْ﴾ دفع عَنْهُم ﴿رَبُّهُمْ عَذَابَ الْجَحِيم﴾ عَذَاب النَّار فَيَقُول الله لَهُم
﴿كُلُواْ﴾ من ثمار الْجنَّة ﴿وَاشْرَبُوا﴾ من أنهارها ﴿هَنِيئَاً﴾ بِلَا دَاء وَلَا إِثْم وَلَا موت ﴿بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ وتقولون فِي الدُّنْيَا
﴿مُتَّكِئِينَ﴾ جالسين ﴿على سُرُرٍ مَّصْفُوفَةٍ﴾ قد صف بَعْضهَا إِلَى بعض ﴿وَزَوَّجْنَاهُم﴾ قرناهم فِي الْجنَّة ﴿بِحُورٍ﴾ بجوار بيض ﴿عِينٍ﴾ عِظَام الْأَعْين حسان الْوُجُوه
﴿وَالَّذين آمنُوا﴾ بِمُحَمد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَالْقُرْآن وَصَدقُوا بإيمَانهمْ ﴿وَاتَّبَعتهمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ﴾ بِإِيمَان الذُّرِّيَّة فِي الدُّنْيَا ﴿أَلْحَقْنَا بِهِمْ﴾ بِالْآبَاءِ ﴿ذُرِّيَّتَهُمْ﴾ فِي الْآخِرَة فِي دَرَجَة آبَائِهِم وَيُقَال وَالَّذين آمنُوا بِمُحَمد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَالْقُرْآن يدخلهم الْجنَّة وأتبعتهم ذُرِّيتهمْ الصغار فِي درجاتهم بِإِيمَان الذُّرِّيَّة يَوْم الْمِيثَاق ألحقنا بهم بِالْآبَاءِ يَقُول ألحقنا بدرجات الْآبَاء ذُرِّيتهمْ المدركين إِذا كَانَت دَرَجَة آبَائِهِم أرفع ﴿وَمَآ أَلَتْنَاهُمْ مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ﴾ يَقُول لم ننقص من دَرَجَة الْآبَاء وثوابهم لأجل إِلْحَاق الذُّرِّيَّة بهم ﴿كل امْرِئ بِمَا كَسَبَ﴾ من الذُّنُوب ﴿رَهَينٌ﴾ مُرْتَهن فيفعل الله بهم مَا يَشَاء
﴿وَأَمْدَدْنَاهُم﴾ أعطيناهم يَعْنِي أهل الْجنَّة فِي الْجنَّة ﴿بِفَاكِهَةٍ﴾ بألوان الْفَاكِهَة ﴿وَلَحْمٍ﴾ أَي لحم طير ﴿مِّمَّا يَشْتَهُونَ﴾ يتمنون
﴿يَتَنَازَعُونَ فِيهَا﴾ يتعاطون فِي الْجنَّة ﴿كَأْساً﴾ خمرًا ﴿لاَّ لَغْوٌ فِيهَا﴾ لَا وجع للبطن من شربهَا ﴿وَلاَ تَأْثِيمٌ﴾ لَا إِثْم عَلَيْهِم فِي شربهَا وَيُقَال لَا لَغْو فِيهَا لَا بَاطِل فِيهَا وَلَا حلف فِي الْجنَّة وَلَا تأثيم لَا يشْتم وَلَا يكذب بَعضهم بَعْضًا
﴿وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ﴾ فِي الْخدمَة ﴿غِلْمَانٌ﴾ وصفاء ﴿لَّهُمْ كَأَنَّهُمْ﴾ فِي الصفاء ﴿لُؤْلُؤٌ مَّكْنُونٌ﴾ قد كن من الْحر وَالْبرد والقر
﴿وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ على بَعْضٍ﴾ فِي الزِّيَارَة ﴿يَتَسَآءَلُونَ﴾ يتحدثون من أَمر الدُّنْيَا
﴿قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ﴾ قبل دُخُول الْجنَّة ﴿فِي أَهْلِنَا﴾ مَعَ أهلنا فِي الدُّنْيَا ﴿مُشْفِقِينَ﴾ خَائِفين من عَذَاب الله
﴿فَمَنَّ الله عَلَيْنَا﴾ بالمغفرة وَالرَّحْمَة وَدخُول الْجنَّة ﴿وَوَقَانَا﴾ دفع عَنَّا ﴿عَذَابَ السمُوم﴾ عَذَاب النَّار
﴿إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلُ﴾ من قبل الْمَغْفِرَة وَالرَّحْمَة ﴿نَدْعُوهُ﴾ نعبده ونوحده ﴿إِنَّهُ هُوَ الْبر﴾ الصَّادِق فِي قَوْله فِيمَا وعد لنا ﴿الرَّحِيم﴾ بعباده الْمُؤمنِينَ إِذْ رحمنا
﴿فَذَكِّرْ﴾ فعظ يَا مُحَمَّد ﴿فَمَآ أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ﴾ بِالنُّبُوَّةِ وَالْإِسْلَام ﴿بِكَاهِنٍ﴾ تخبر بِمَا فِي الْغَد ﴿وَلاَ مَجْنُونٍ﴾ لَا تختنق
﴿أَمْ يَقُولُونَ﴾ بل يَقُولُونَ كفار مَكَّة أَبُو جهل والوليد بن الْمُغيرَة وَأَصْحَابه ﴿شَاعِرٌ﴾ يتقوله من تِلْقَاء نَفسه ﴿نَّتَرَبَّصُ بِهِ﴾ نَنْتَظِر بِهِ ﴿رَيْبَ الْمنون﴾ أوجاع الْمَوْت
﴿قل﴾ يَا مُحَمَّد لأبى جهل والوليد بن الْمُغيرَة وَأَصْحَابه ﴿تَرَبَّصُواْ﴾ انتظروا موتِي ﴿فَإِنِّي مَعَكُمْ مِّنَ المتربصين﴾ من المنتظرين بكم الْعَذَاب فعذبوا يَوْم بدر
﴿أم تَأْمُرهُمْ﴾ أتأمرهم ﴿أحلامهم﴾ أى عُقُولهمْ ﴿بِهَذَا﴾ التَّكْذِيب والشتم والأذى بِمُحَمد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهَذِه طعنة لَهُم من الله ﴿أَمْ هُمْ﴾ بل هم ﴿قَوْمٌ طَاغُونَ﴾ كافرون عالون فِي مَعْصِيّة الله
﴿أَمْ يَقُولُونَ﴾ بل يَقُولُونَ كفار مَكَّة ﴿تَقَوَّلَهُ﴾ تخلق وَكذب مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَالْقُرْآن من تِلْقَاء نَفسه ﴿بَل لاَّ يُؤْمِنُونَ﴾ بِمُحَمد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي علم الله
﴿فَلْيَأْتُواْ بِحَدِيثٍ مِّثْلِهِ﴾ فليجيئوا بقرآن مثل قُرْآن مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من تِلْقَاء أنفسهم ﴿إِن كَانُواْ صَادِقِينَ﴾ أَن مُحَمَّدًا تَقوله من تِلْقَاء
444
نَفسه
445
﴿أَمْ خُلِقُواْ مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ﴾ من غير أَب وَيُقَال من غير رب ﴿أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ﴾ غير المخلوقين
﴿أَمْ خَلَقُواْ السَّمَاوَات وَالْأَرْض﴾ بل الله خلقهما ﴿بل لَا يوقنون﴾ بل لَا يصدقون بمحمدا صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَالْقُرْآن
﴿أَمْ عِندَهُمْ﴾ أعندهم ﴿خَزَآئِنُ رَبِّكَ﴾ مَفَاتِيح خَزَائِن رَبك بالمطر والرزق والنبات والنبوة ﴿أَمْ هُمُ المصيطرون﴾ المسلطون على ذَلِك
﴿أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ يَسْتَمِعُونَ فِيهِ﴾ يصعدون فِيهِ إِلَى السَّمَاء ﴿فَلْيَأْتِ مُسْتَمِعُهُم بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ﴾ بِحجَّة بَيِّنَة على مَا يَقُولُونَ
﴿أَمْ لَهُ الْبَنَات﴾ ترْضونَ لَهُ وَأَنْتُم تكرهونهن ﴿وَلَكُمُ البنون﴾ تختارونهم
﴿أَمْ تَسْأَلُهُمْ﴾ يَا مُحَمَّد ﴿أَجْراً﴾ جعلا على الْإِيمَان ﴿فهم من مغرم﴾ من الْغرم ﴿مثقلون﴾ بالإجابة
﴿أَمْ عِندَهُمُ الْغَيْب﴾ بِأَنَّهُم لَا يبعثون ﴿فَهُمْ يَكْتُبُونَ﴾ أَي أم مَعَهم كتاب يَكْتُبُونَ مَا يشاءون من اللَّوْح الْمَحْفُوظ فهم يَكْتُبُونَ مِنْهُ مَا يَقُولُونَ ويعملون
﴿أَمْ يُرِيدُونَ﴾ بل يُرِيدُونَ ﴿كَيْداً﴾ قَتلك يَا مُحَمَّد ﴿فَالَّذِينَ كَفَرُواْ﴾ كفار مَكَّة أَبُو جهل وَأَصْحَابه الَّذين أَرَادوا قتل مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ﴿هُمُ المكيدون﴾ المقتولون يَوْم بدر
﴿أَمْ لَهُمْ إِلَه غَيْرُ الله﴾ يمنعهُم من عَذَاب الله ﴿سُبْحَانَ الله﴾ نزه نَفسه ﴿عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾ بِهِ من الْأَوْثَان
﴿وَإِن يَرَوْاْ﴾ كفار مَكَّة ﴿كِسْفاً﴾ قطعا ﴿مِّنَ السمآء سَاقِطاً﴾ نازلاً ﴿يَقُولُواْ سَحَابٌ مَّرْكُومٌ﴾ هَذَا سَحَاب مركوم بعضه على بعض من تكذيبهم
﴿فَذَرْهُمْ﴾ اتركهم يَا مُحَمَّد ﴿حَتَّى يُلاَقُواْ﴾ يعاينوا ﴿يَوْمَهُمُ الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ﴾ يموتون
﴿يَوْمَ﴾ وَهُوَ يَوْم الْقِيَامَة ﴿لاَ يُغْنِي عَنْهُمْ﴾ عَن أبي جهل وَأَصْحَابه ﴿كَيْدُهُمْ﴾ لَا يَنْفَعهُمْ صنيعهم من عَذَاب الله ﴿شَيْئاً وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ﴾ يمْنَعُونَ عَمَّا يُرَاد بهم
﴿وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ﴾ أشركوا كفار مَكَّة ﴿عَذَاباً﴾ فِي الْقَبْر ﴿دُونَ ذَلِك﴾ دون عَذَاب جَهَنَّم ﴿وَلَكِن أَكْثَرَهُمْ﴾ كلهم ﴿لاَ يَعْلَمُونَ﴾ ذَلِك وَلَا يصدقون
﴿واصبر لِحُكْمِ رَبِّكَ﴾ على تَبْلِيغ رِسَالَة رَبك وَيُقَال ارْض بِقَضَاء رَبك فِيمَا يصيبك فِي طَاعَة الله ﴿فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا﴾ بمنظر منا ﴿وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ﴾ صل بِأَمْر رَبك ﴿حِينَ تَقُومُ﴾ من فراشك صَلَاة الْفجْر
﴿وَمِنَ اللَّيْل﴾ وَإِلَى اللَّيْل وَبعد دُخُول اللَّيْل ﴿فَسَبِّحْهُ﴾ فصل لَهُ صَلَاة الظّهْر وَالْعصر وَالْمغْرب وَالْعشَاء ﴿وَإِدْبَارَ النُّجُوم﴾ رَكْعَتَيْنِ بعد الْفجْر وإدبار النَّجْم إِذا هوى
وَمن السُّورَة الَّتِى يذكر فِيهَا النَّجْم وهى كلهَا مَكِّيَّة إِلَّا الْآيَة الَّتِى نزلت فى عُثْمَان وَعبد الله ابْن سعد بن أَبى سرح فانها مَدَنِيَّة آياتها سِتُّونَ وكلماتها ثلثمِائة وحروفها ألف وَأَرْبَعمِائَة وَخَمْسَة أحرف
﴿بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم﴾
سورة الطور
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (الطُّور) من السُّوَر المكية، نزلت بعد سورة (السَّجْدة)، وقد جاءت بتحذيرِ الكافرين من تحقيقِ وقوع العذاب بهم؛ ترهيبًا لهم من عاقبة كفرهم، كما أبانت عن صفاتِ أهل التقوى التي ينبغي أن نتصفَ بها، وبيَّنتْ جزاءَ الكفار، وسُوءَ عاقبتهم التي ينبغي أن نَحذَرَ منها، و(الطُّور): هو اسمُ الجبل الذي كلَّم اللهُ عليه موسى عليه السلام.

ترتيبها المصحفي
52
نوعها
مكية
ألفاظها
312
ترتيب نزولها
76
العد المدني الأول
47
العد المدني الأخير
47
العد البصري
48
العد الكوفي
49
العد الشامي
49

* سورة (الطُّور):

سُمِّيت سورةُ (الطُّور) بهذا الاسم؛ لافتتاحها بقَسَم الله بـ(الطُّور)، و(الطُّور): هو اسمُ الجبل الذي كلَّم الله عليه موسى عليه السلام.

* كان صلى الله عليه وسلم يقرأُ في المغرب بـ(الطُّور):

عن جُبَيرِ بن مُطعِمٍ رضي الله عنه: «أنَّه سَمِعَ النبيَّ ﷺ يَقرَأُ في المغرِبِ بالطُّورِ». أخرجه ابن حبان (١٨٣٣).

* كان صلى الله عليه وسلم يَقرأ (الطُّور) وهو بجانبِ الكعبة:

عن أمِّ المؤمنين أمِّ سلَمةَ رضي الله عنها، قالت: «شكَوْتُ إلى رسولِ اللهِ ﷺ أنِّي أشتكي، فقال: «طُوفِي مِن وراءِ الناسِ وأنتِ راكبةٌ»، فطُفْتُ ورسولُ اللهِ ﷺ يُصلِّي إلى جَنْبِ البيتِ، يَقرَأُ بـ {اْلطُّورِ * وَكِتَٰبٖ مَّسْطُورٖ}». أخرجه البخاري (٤٨٥٣).

1. تحقيق وقوع العذاب (١-١٦).

2. صفات أهل التقوى (١٧-٢٨).

3. مزاعمُ باطلة (٢٩-٤٦).

4. عاقبة المكذِّبين، وحفظُ الله لرسوله صلى الله عليه وسلم (٤٧-٤٩).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (7 /468).

يقول البِقاعيُّ مشيرًا إلى مقصدها الأعظم - وهو إثبات وقوع العذاب بمَن عصى وكفَر -: «ومقصودها: تحقيقُ وقوع العذاب، الذي هو مضمونُ الوعيد المُقسَم على وقوعه في (الذَّاريَات)، الذي هو مضمون الإنذار المدلول على صدقِه في (ق)، وأنَّ وقوعه أثبَتُ وأمكَنُ من الجبال التي أخبر الصادقُ بسَيْرِها، وجعَل دَكَّ بعضِها آيةً على ذلك، ومِن الكتاب في أثبَتِ أوضاعه؛ لإمكان غَسْلِه وحَرْقِه، ومن البيت الذي يُمكِن عامِرَه وغيرَه إخرابُه، والسقفِ الذي يُمكِن رافِعَه وَضْعُه، والبحرِ الذي يُمكِن مَن سجَرَه أن يُرسِلَه». "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور" للبقاعي (3 /28).