تفسير سورة الإنفطار

معاني القرآن

تفسير سورة سورة الإنفطار من كتاب معاني القرآن
لمؤلفه الأخفش . المتوفي سنة 215 هـ

قال ﴿ فَعَدَلَكَ ﴾ ( ٧ ) أي : كذا خلقك، وبعضهم يخففها فمن ثقل ﴿ عَدَّلَك ﴾ فإنما يقول " عَدَّلَ خَلْقَكَ " و " عَدَلَكَ " أي : عدل بعضك ببعضك فجعلك مستويا معتدلا وهو في معنى " عدّلك ".
وقال ﴿ خَلَقَكَ ﴾ ( ٧ ) و﴿ رَكَّبَكَ ﴾ ( ٨ ) ﴿ كَلاَّ ﴾ ( ٩ ) وإن شئت قلت ﴿ خَلَقَك ﴾ و﴿ رَكَّبَكْ ﴾ ﴿ كَلاَّ ﴾ فأدغمت لأنهما حرفان مثلان. والمثلان يدغم أحدهما في صاحبه وإن شئت إذا تحركا جميعا أن تسكن الأول وتحرّك الآخر. وإذا سكن الأول لم يكن الإدغام وإن تحرك الأول وسكن الآخر لم يكن الإدغام.
وقال ﴿ يَوْمَ لاَ تَمْلِكُ نَفْسٌ ﴾ ( ١٩ ) فجعل اليوم حيناً كأنه حين قال ﴿ وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ ﴾ ( ١٧ ) قال " في حين لا تَمْلِكُ نَفْسٌ ". وقال بعضهم ﴿ يَوْمُ لا تَمْلِكُ نَفْسٌ ﴾ فجعله تفسيرا لليوم الأول كأنه قال : " هُوَ يوم لا تملك ".
سورة الإنفطار
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (الانفطار) من السُّوَر المكية، نزلت بعد سورة (النَّازعات)، وقد افتُتحت بإثباتِ البعث وما يَتقدَّمه من أهوالٍ بوصف دقيق؛ تحذيرًا من عقاب الله، ودلالة على عظمتِه سبحانه، ثم جاءت بالتحذير من الانهماك في الدنيا، والاغترارِ بنِعَمِ الله على خَلْقِه، ومن نسيان اليوم الذي يَفصِل اللهُ فيه بين عباده، ويحاسبهم على كلِّ صغيرة وكبيرة.

ترتيبها المصحفي
82
نوعها
مكية
ألفاظها
81
ترتيب نزولها
82
العد المدني الأول
19
العد المدني الأخير
19
العد البصري
19
العد الكوفي
19
العد الشامي
19

* سورة (الانفطار):

سُمِّيت سورة (الانفطار) بذلك؛ لافتتاحها بقوله تعالى: {إِذَا اْلسَّمَآءُ اْنفَطَرَتْ} [الانفطار: 1].

* سورة (الانفطار) من السُّوَر التي وصفت أحداثَ يوم القيامة بدقة؛ لذا كان يدعو الصحابةُ إلى قراءتها:

عن عبدِ اللهِ بن عُمَرَ رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَن سَرَّه أن ينظُرَ إلى يومِ القيامةِ كأنَّه رأيَ عينٍ، فَلْيَقرأْ: {إِذَا اْلشَّمْسُ كُوِّرَتْ}، و{إِذَا اْلسَّمَآءُ اْنفَطَرَتْ}، و{إِذَا اْلسَّمَآءُ اْنشَقَّتْ}». أخرجه الترمذي (٣٣٣٣).

1. إثبات البعث وأهواله (١-٥).

2. التحذير من الانهماك في الدنيا (٦-٨).

3. علَّةُ تكذيب الإنسان ليوم الحساب (٩-١٦).

4. ضخامة يوم الحساب (١٧-١٩).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (9 /57).

يقول البقاعي: «مقصودها: التحذيرُ من الانهماك في الأعمال السيئة؛ اغترارًا بإحسانِ الربِّ وكرمِه، ونسيانًا ليوم الدِّين، الذي يحاسِبُ فيه على النَّقِير والقِطْمِير، ولا تغني فيه نفسٌ عن نفس شيئًا.
واسمها (الانفطار) أدلُّ ما فيها على ذلك». "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور" للبقاعي (3 /165).

وينظر: "التحرير والتنوير" لابن عاشور (30 /170).