تفسير سورة الإنفطار

النهر الماد من البحر المحيط

تفسير سورة سورة الإنفطار من كتاب النهر الماد من البحر المحيط
لمؤلفه أبو حيان الأندلسي . المتوفي سنة 745 هـ

﴿ بِسمِ ٱلله الرَّحْمٰنِ الرَّحِيـمِ * إِذَا ٱلسَّمَآءُ ٱنفَطَرَتْ ﴾ هذه السورة مكية وتقدم الكلام على الإِنفطار.﴿ ٱنتَثَرَتْ ﴾ تساقط من مواضعها كالنظام. و ﴿ فُجِّرَتْ ﴾ أي من امتلائها فتفجر من أعلاها وتفيض على ما يليها أو من أسفلها فيذهب الله تعالى ماءها حيث أراد. و ﴿ بُعْثِرَتْ ﴾ قال ابن عباس: بحثت وتقدم الكلام على ما قدمت وأخرت في القيامة.﴿ مَا غَرَّكَ ﴾ إستفهام على سبيل الإِنكار عليه وغرك بمعنى أدخلك في الغرة وروي أنه عليه السلام قرأ ما غرك بربك الكريم فقال: جهله وقاله عمر وقرأ أنه كان ظلوماً جهولاً.﴿ فَسَوَّاكَ ﴾ جعلك سوياً في أعضائك.﴿ فَعَدَلَكَ ﴾ صيرك معتدلاً متناسب الخلقة من غير تفاوت والظاهر أن قوله في أي صورة يتعلق بركبك أي وضعك في صورة اقتضتها مشيئته من حسن وطول وذكورة وشبه ببعض الأقارب أو مقابل ذلك وما زائدة وشاء في موضع لصورة ولم يعطف ركبك بالفاء كالذي قبله لأنه بيان لعدلك والتركيب التأليف وجمع شىء إلى شىء.﴿ كَلاَّ ﴾ ردع وزجر لما دل عليه ما قبله من اغترارهم بالله تعالى.﴿ بَلْ تُكَذِّبُونَ ﴾ خطاب للكفار.﴿ وَإِنَّ عَلَيْكُمْ ﴾ إستئناف أخبار أن عليهم من يحفظ أعمالهم ويضبطها ويظهر أنها جملة حالية والواو واو الحال أي تكذبون بيوم الجزاء والكاتبون الحفظة يضبطون أعمالكم لأن تجازوا عليها وفي تعظيم الكتبة بالثناء عليهم تعظيم لأمر الجزاء.﴿ يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ ﴾ فيكتبون ما تعلق به الجزاء.﴿ وَمَا هُمْ عَنْهَا ﴾ أي عن الجحيم أي لا يمكنهم الغيبة لما أخبر عن صليهم يوم القيامة أخبر بانتفاء غيبتهم عنها قبل الصلي أي يرون مقاعدهم من النار.﴿ وَمَآ أَدْرَاكَ ﴾ تعظيم لهول ذلك اليوم.﴿ يَوْمَ لاَ تَمْلِكُ ﴾ عام في كل نفس.﴿ وَٱلأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ ﴾ أي لا يدعي أحد منازعته.
سورة الإنفطار
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (الانفطار) من السُّوَر المكية، نزلت بعد سورة (النَّازعات)، وقد افتُتحت بإثباتِ البعث وما يَتقدَّمه من أهوالٍ بوصف دقيق؛ تحذيرًا من عقاب الله، ودلالة على عظمتِه سبحانه، ثم جاءت بالتحذير من الانهماك في الدنيا، والاغترارِ بنِعَمِ الله على خَلْقِه، ومن نسيان اليوم الذي يَفصِل اللهُ فيه بين عباده، ويحاسبهم على كلِّ صغيرة وكبيرة.

ترتيبها المصحفي
82
نوعها
مكية
ألفاظها
81
ترتيب نزولها
82
العد المدني الأول
19
العد المدني الأخير
19
العد البصري
19
العد الكوفي
19
العد الشامي
19

* سورة (الانفطار):

سُمِّيت سورة (الانفطار) بذلك؛ لافتتاحها بقوله تعالى: {إِذَا اْلسَّمَآءُ اْنفَطَرَتْ} [الانفطار: 1].

* سورة (الانفطار) من السُّوَر التي وصفت أحداثَ يوم القيامة بدقة؛ لذا كان يدعو الصحابةُ إلى قراءتها:

عن عبدِ اللهِ بن عُمَرَ رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَن سَرَّه أن ينظُرَ إلى يومِ القيامةِ كأنَّه رأيَ عينٍ، فَلْيَقرأْ: {إِذَا اْلشَّمْسُ كُوِّرَتْ}، و{إِذَا اْلسَّمَآءُ اْنفَطَرَتْ}، و{إِذَا اْلسَّمَآءُ اْنشَقَّتْ}». أخرجه الترمذي (٣٣٣٣).

1. إثبات البعث وأهواله (١-٥).

2. التحذير من الانهماك في الدنيا (٦-٨).

3. علَّةُ تكذيب الإنسان ليوم الحساب (٩-١٦).

4. ضخامة يوم الحساب (١٧-١٩).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (9 /57).

يقول البقاعي: «مقصودها: التحذيرُ من الانهماك في الأعمال السيئة؛ اغترارًا بإحسانِ الربِّ وكرمِه، ونسيانًا ليوم الدِّين، الذي يحاسِبُ فيه على النَّقِير والقِطْمِير، ولا تغني فيه نفسٌ عن نفس شيئًا.
واسمها (الانفطار) أدلُّ ما فيها على ذلك». "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور" للبقاعي (3 /165).

وينظر: "التحرير والتنوير" لابن عاشور (30 /170).