تفسير سورة التكوير

اللغة العربية - المختصر في تفسير القرآن الكريم

تفسير سورة سورة التكوير من كتاب المختصر في تفسير القرآن الكريم المعروف بـاللغة العربية - المختصر في تفسير القرآن الكريم.
لمؤلفه مركز تفسير للدراسات القرآنية .

إذا الشمس جُمِع جِرْمها، وذهب ضوؤها.
وإذا الكواكب تساقطت ومُحِي ضوؤها.
وإذا الجبال حُرِّكت من مكانها.
وإذا النُّوق الحوامل التي هي أَنْفَسُ أموالهم أُهْمِلت بترك أهلها لها.
وإذا الوحوش جُمِعت مع البشر في صعيد واحد.
وإذا البحار أُوقِدت حتى تصير نارًا.
وإذا النفوس قُرِنت بمن يماثلها، فَيُقْرن الفاجر بالفاجر، والتقي بالتقي.
وإذا الطفلة المدفونة وهي حيّة سألها الله.
بأي جريمة قتلك من قتلك؟!
وإذا صحف أعمال العباد نُشِرت؛ ليقرأ كل واحد صحيفة أعماله.
وإذا السماء نُزِعت كما يُنْزَع الجلد عن الشاة.
وإذا النار أُوقِدت.
وإذا الجنة قُرِّبت للمتقين.
عندما يحصل ذلك تعلم كل نفس ما قدمت من الأعمال لذلك اليوم.
أقسم الله بالنجوم الخفية قبل بزوغها في الليل.
الجاريات في أفلاكها التي تغيب عند بزوغ الصبح مثل الظباء تدخل كِنَاسها؛ أي: بيتها.
وأقسم بأول الليل إذا أقبل، وبآخره إذا أدبر.
وأقسم بالصبح إذا بزغ نوره.
إن القرآن المنزل على محمد صلّى الله عليه وسلّم لكلام الله بلّغه ملك أمين، وهو جبريل عليه السلام، ائتمنه الله عليه.
صاحب قوة، ذي منزلة عظيمة عند رب العرش سبحانه.
يطيعه أهل السماء، مُؤْتَمن على ما يبلغه من الوحي.
وما محمد صلّى الله عليه وسلّم الملازم لكم الذي تعرفون عقله وأمانته وصدقه بمجنون كما تدّعون بهتانًا.
ولقد رأى صاحبكم جبريل على صورته التي خُلِقَ عليها بأفق السماء الواضح.
وليس صاحبكم ببخيل عليكم يبخل أن يبلغكم ما أُمِر بتبلغيه إليكم، ولا يأخذ أجرًا كما يأخذه الكهنة.
وليس هذا القرآن من كلام شيطان مطرود من رحمة الله.
فأي طريق تسلكونها لإنكار أنه من الله بعد هذه الحجج؟!
ليس القرآن إلا تذكيرًا وموعظة للجن والإنس.
لمن شاء منكم أن يستقيم على طريق الحق.
وما تشاؤون استقامة ولا غيرها إلا أن يشاء الله ذلك، رب الخلائق كلها.
سورة التكوير
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (التَّكْوير) من السُّوَر المكية، نزلت بعد سورة (المَسَد)، وهي من السُّوَر التي شيَّبتْ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم؛ كما صح في الأثر؛ وذلك لِما أخبَرتْ عنه من الأهوال التي تسبق يومَ القيامة؛ تخويفًا للكفار من عذاب الله الواقع بهم إن بَقُوا على كفرهم، وقد خُتِمت بحقيقةِ الوحي، وإثباتِ مجيئه من عند الله عز وجل.

ترتيبها المصحفي
81
نوعها
مكية
ألفاظها
104
ترتيب نزولها
7
العد المدني الأول
29
العد المدني الأخير
29
العد البصري
29
العد الكوفي
29
العد الشامي
29

* سورة (التَّكْوير):

سُمِّيت سورة (التَّكْوير) بهذا الاسم؛ لافتتاحها بقوله تعالى: {إِذَا اْلشَّمْسُ كُوِّرَتْ} [التكوير: 1].

سورة (التَّكْوير) من السُّوَر التي شيَّبتْ رسول الله صلى الله عليه وسلم:

عن ابنِ عباسٍ رضي الله عنهما، قال: «قال أبو بكرٍ الصِّدِّيقُ رضي الله عنه لرسولِ اللهِ: يا رسولَ اللهِ، أراكَ قد شِبْتَ! قال: «شيَّبتْني هُودٌ، والواقعةُ، والمُرسَلاتُ، و{عَمَّ يَتَسَآءَلُونَ}، و{إِذَا اْلشَّمْسُ كُوِّرَتْ}». أخرجه الحاكم (3314).

* سورة (التَّكْوير) من السُّوَر التي وصفت أحداثَ يوم القيامة بدقة؛ لذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو الصحابةَ إلى قراءتها:

عن عبدِ اللهِ بن عُمَرَ رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَن سَرَّه أن ينظُرَ إلى يومِ القيامةِ كأنَّه رأيَ عينٍ، فَلْيَقرأْ: {إِذَا اْلشَّمْسُ كُوِّرَتْ}، و{إِذَا اْلسَّمَآءُ اْنفَطَرَتْ}، و{إِذَا اْلسَّمَآءُ اْنشَقَّتْ}». أخرجه الترمذي (٣٣٣٣).

1. حقيقة القيامة (١-١٤).

2. حقيقة الوحي (١٥-٢٩).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (9 /49).

يقول ابنُ عاشور رحمه الله: «اشتملت على تحقيقِ الجزاء صريحًا، وعلى إثبات البعث، وابتُدئ بوصفِ الأهوال التي تتقدمه، وانتُقل إلى وصف أهوال تقع عَقِبَه.

وعلى التنويه بشأن القرآن الذي كذَّبوا به؛ لأنه أوعَدهم بالبعث؛ زيادةً لتحقيقِ وقوع البعث إذ رمَوُا النبيَّ صلى الله عليه وسلم بالجنون، والقرآنَ بأنه يأتيه به شيطانٌ». "التحرر والتنوير" لابن عاشور (30 /140).