تفسير سورة التكوير

الموسوعة القرآنية

تفسير سورة سورة التكوير من كتاب الموسوعة القرآنية المعروف بـالموسوعة القرآنية.
لمؤلفه إبراهيم الإبياري . المتوفي سنة 1414 هـ

٨١ سورة التكوير

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

[سورة التكوير (٨١) : الآيات ١ الى ٩]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ (١) وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ (٢) وَإِذَا الْجِبالُ سُيِّرَتْ (٣) وَإِذَا الْعِشارُ عُطِّلَتْ (٤)
وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ (٥) وَإِذَا الْبِحارُ سُجِّرَتْ (٦) وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ (٧) وَإِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ (٨) بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ (٩)
١- إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ:
كُوِّرَتْ لفت ومحى ضوؤها.
٢- وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ:
انْكَدَرَتْ انطمس نورها، وتساقطت.
٣- وَإِذَا الْجِبالُ سُيِّرَتْ:
سُيِّرَتْ حركت من أماكنها.
٤- وَإِذَا الْعِشارُ عُطِّلَتْ:
الْعِشارُ ما من شأنه أن يحمل.
عُطِّلَتْ فقد خاصته.
٥- وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ:
حُشِرَتْ جمعت فى أوكارها وأجحارها ذاهلة من شدة الفزع.
٦- وَإِذَا الْبِحارُ سُجِّرَتْ:
سُجِّرَتْ تأججت نارا.
٧- وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ:
النُّفُوسُ الأزواج.
زُوِّجَتْ قرنت بأجسادها.
٨- وَإِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ:
الْمَوْؤُدَةُ التي دفنت حية.
سُئِلَتْ ترضية لها وسخطا على من وأدها.
٩- بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ:
بِأَيِّ ذَنْبٍ بأى جريرة.
[سورة التكوير (٨١) : الآيات ١٠ الى ١٧]
وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ (١٠) وَإِذَا السَّماءُ كُشِطَتْ (١١) وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ (١٢) وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ (١٣) عَلِمَتْ نَفْسٌ ما أَحْضَرَتْ (١٤)
فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ (١٥) الْجَوارِ الْكُنَّسِ (١٦) وَاللَّيْلِ إِذا عَسْعَسَ (١٧)
١٠- وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ:
الصُّحُفُ التي كتبت فيها أعمال أصحابها.
نُشِرَتْ بسطت عند الحساب.
١١- وَإِذَا السَّماءُ كُشِطَتْ:
كُشِطَتْ أزيلت من مكانها.
١٢- وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ:
الْجَحِيمُ النار.
سُعِّرَتْ أوقدت إيقادا شديدا.
١٣- وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ:
أُزْلِفَتْ أدنيت وقربت.
١٤- عَلِمَتْ نَفْسٌ ما أَحْضَرَتْ:
عَلِمَتْ نَفْسٌ علمت كل نفس.
ما أَحْضَرَتْ ما قدمته من خير أو شر.
١٥- فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ:
فَلا أُقْسِمُ أي أقسم، ولا، زائدة.
بِالْخُنَّسِ بالنجوم التي تنقبض عند طلوعها فيكون ضوءها خافتا.
١٦- الْجَوارِ الْكُنَّسِ:
الْجَوارِ الجارية.
الْكُنَّسِ التي تستتر وقت غروبها كما تستتر الظباء فى مغاراتها.
١٧- وَاللَّيْلِ إِذا عَسْعَسَ:
وَاللَّيْلِ أي وبالليل.
عَسْعَسَ خف ظلامه عند إدباره.

[سورة التكوير (٨١) : الآيات ١٨ الى ٢٤]

وَالصُّبْحِ إِذا تَنَفَّسَ (١٨) إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (١٩) ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ (٢٠) مُطاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ (٢١) وَما صاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ (٢٢)
وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ (٢٣) وَما هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ (٢٤)
١٨- وَالصُّبْحِ إِذا تَنَفَّسَ:
وَالصُّبْحِ وبالصبح.
تَنَفَّسَ بدأ ضوءه وهب نسيمه.
١٩- إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ:
إِنَّهُ أي القرآن.
رَسُولٍ من الله، يعنى جبريل عليه السلام.
كَرِيمٍ عليه.
٢٠- ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ:
ذِي قُوَّةٍ صاحب قوة فى أداء مهمته.
عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ عند الله ذى العرش.
مَكِينٍ صاحب مكانة ومنزلة، يعنى الرسول صلّى الله عليه وسلم.
٢١- مُطاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ:
ثَمَّ أي فى السموات.
أَمِينٍ على الوحى هناك فى الملأ الأعلى.
٢٢- وَما صاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ:
وَما صاحِبُكُمْ وما رسولكم الذي صاحبتموه وعرفتم رجاحة عقله.
٢٣- وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ:
وَلَقَدْ وأقسم لقد.
رَآهُ رأى محمد صلّى الله عليه وسلم جبريل.
بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ المظهر لما يرى فيه.
٢٤- وَما هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ:
وَما هُوَ وما محمد صلّى الله عليه وسلم.
عَلَى الْغَيْبِ على الوحى.
بِضَنِينٍ ببخيل يقصر فى تبليغه وتعليمه.
[سورة التكوير (٨١) : الآيات ٢٥ الى ٢٩]
وَما هُوَ بِقَوْلِ شَيْطانٍ رَجِيمٍ (٢٥) فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ (٢٦) إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ (٢٧) لِمَنْ شاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ (٢٨) وَما تَشاؤُنَ إِلاَّ أَنْ يَشاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعالَمِينَ (٢٩)
٢٥- وَما هُوَ بِقَوْلِ شَيْطانٍ رَجِيمٍ:
وَما هُوَ وما الوحى المنزل عليه.
رَجِيمٍ مطرود من رحمة الله.
٢٦- فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ:
أي: فأى طريق أهدى من هذا الطريق تسلكون؟
٢٧- إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ:
إِنْ هُوَ ما القرآن.
إِلَّا ذِكْرٌ إلا تذكير وموعظة.
٢٨- لِمَنْ شاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ:
أي لمن أراد منكم الاستقامة لتحرى الحق والصواب.
٢٩- وَما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعالَمِينَ:
وَما تَشاؤُنَ شيئا.
إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعالَمِينَ ذلك.
سورة التكوير
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (التَّكْوير) من السُّوَر المكية، نزلت بعد سورة (المَسَد)، وهي من السُّوَر التي شيَّبتْ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم؛ كما صح في الأثر؛ وذلك لِما أخبَرتْ عنه من الأهوال التي تسبق يومَ القيامة؛ تخويفًا للكفار من عذاب الله الواقع بهم إن بَقُوا على كفرهم، وقد خُتِمت بحقيقةِ الوحي، وإثباتِ مجيئه من عند الله عز وجل.

ترتيبها المصحفي
81
نوعها
مكية
ألفاظها
104
ترتيب نزولها
7
العد المدني الأول
29
العد المدني الأخير
29
العد البصري
29
العد الكوفي
29
العد الشامي
29

* سورة (التَّكْوير):

سُمِّيت سورة (التَّكْوير) بهذا الاسم؛ لافتتاحها بقوله تعالى: {إِذَا اْلشَّمْسُ كُوِّرَتْ} [التكوير: 1].

سورة (التَّكْوير) من السُّوَر التي شيَّبتْ رسول الله صلى الله عليه وسلم:

عن ابنِ عباسٍ رضي الله عنهما، قال: «قال أبو بكرٍ الصِّدِّيقُ رضي الله عنه لرسولِ اللهِ: يا رسولَ اللهِ، أراكَ قد شِبْتَ! قال: «شيَّبتْني هُودٌ، والواقعةُ، والمُرسَلاتُ، و{عَمَّ يَتَسَآءَلُونَ}، و{إِذَا اْلشَّمْسُ كُوِّرَتْ}». أخرجه الحاكم (3314).

* سورة (التَّكْوير) من السُّوَر التي وصفت أحداثَ يوم القيامة بدقة؛ لذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو الصحابةَ إلى قراءتها:

عن عبدِ اللهِ بن عُمَرَ رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَن سَرَّه أن ينظُرَ إلى يومِ القيامةِ كأنَّه رأيَ عينٍ، فَلْيَقرأْ: {إِذَا اْلشَّمْسُ كُوِّرَتْ}، و{إِذَا اْلسَّمَآءُ اْنفَطَرَتْ}، و{إِذَا اْلسَّمَآءُ اْنشَقَّتْ}». أخرجه الترمذي (٣٣٣٣).

1. حقيقة القيامة (١-١٤).

2. حقيقة الوحي (١٥-٢٩).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (9 /49).

يقول ابنُ عاشور رحمه الله: «اشتملت على تحقيقِ الجزاء صريحًا، وعلى إثبات البعث، وابتُدئ بوصفِ الأهوال التي تتقدمه، وانتُقل إلى وصف أهوال تقع عَقِبَه.

وعلى التنويه بشأن القرآن الذي كذَّبوا به؛ لأنه أوعَدهم بالبعث؛ زيادةً لتحقيقِ وقوع البعث إذ رمَوُا النبيَّ صلى الله عليه وسلم بالجنون، والقرآنَ بأنه يأتيه به شيطانٌ». "التحرر والتنوير" لابن عاشور (30 /140).