تفسير سورة التكوير

مجاز القرآن

تفسير سورة سورة التكوير من كتاب مجاز القرآن المعروف بـمجاز القرآن.
لمؤلفه أبو عبيدة معمر بن المثنى . المتوفي سنة 209 هـ

«سورة إذا الشّمس كوّرت» (٨١)

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

«إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ» (١) مثل تكوير العمامة، تلفّ فتمحى..
«انْكَدَرَتْ» (٢) يقال: انكدر فلان انصب، قال العجّاج:
أبصر خربان فضاء فانكدر «١»
«٢» [٩٣٠].
«وَإِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ» (٨) وأد ولده حيّا قال الفرزدق:
ومنّا الذي منع الوائدات... وأحيا الوئيد فلم يوأد
«٣» [٩٣١] وهو صعصعة بن ناجية جدّه..
«وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ» (١٣) أدنيت..
«فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ الْجَوارِ الْكُنَّسِ» (١٥، ١٦) هى النجوم..
«وَاللَّيْلِ إِذا عَسْعَسَ» (١٧) قال بعضهم: إذا أقبلت ظلماؤه «٤»، وقال بعضهم:
إذا ولّى ألا تراه.
قال «وَالصُّبْحِ إِذا تَنَفَّسَ «٥» » (١٨) قال علقمة بن قرط:
(١). - ٣- ٥ «مثل... فانكدر» رواه القرطبي (١٩/ ٢٣٥) عن أبى عبيدة.
(٢). - ٩٣٠: ديوانه ص ١٧.
(٣). - ٩٣١: ديوانه ص ٢٠٣ واللسان (وأد) والقرطبي ١٩/ ٢٣١ وشواهد الكشاف ١٠٢.
(٤). - ١١ «إذا... ظلامه» الذي ورد فى الفروق: رواه ابن قتيبة عن أبى عبيدة (القرطين ٢/ ٢٠٥).
(٥). - ١١ ١٣ «والليل... تنفس» : رواه ابن حجر عن أبى عبيدة (فتح الباري ٨/ ٥٣٣)
سورة التكوير
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (التَّكْوير) من السُّوَر المكية، نزلت بعد سورة (المَسَد)، وهي من السُّوَر التي شيَّبتْ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم؛ كما صح في الأثر؛ وذلك لِما أخبَرتْ عنه من الأهوال التي تسبق يومَ القيامة؛ تخويفًا للكفار من عذاب الله الواقع بهم إن بَقُوا على كفرهم، وقد خُتِمت بحقيقةِ الوحي، وإثباتِ مجيئه من عند الله عز وجل.

ترتيبها المصحفي
81
نوعها
مكية
ألفاظها
104
ترتيب نزولها
7
العد المدني الأول
29
العد المدني الأخير
29
العد البصري
29
العد الكوفي
29
العد الشامي
29

* سورة (التَّكْوير):

سُمِّيت سورة (التَّكْوير) بهذا الاسم؛ لافتتاحها بقوله تعالى: {إِذَا اْلشَّمْسُ كُوِّرَتْ} [التكوير: 1].

سورة (التَّكْوير) من السُّوَر التي شيَّبتْ رسول الله صلى الله عليه وسلم:

عن ابنِ عباسٍ رضي الله عنهما، قال: «قال أبو بكرٍ الصِّدِّيقُ رضي الله عنه لرسولِ اللهِ: يا رسولَ اللهِ، أراكَ قد شِبْتَ! قال: «شيَّبتْني هُودٌ، والواقعةُ، والمُرسَلاتُ، و{عَمَّ يَتَسَآءَلُونَ}، و{إِذَا اْلشَّمْسُ كُوِّرَتْ}». أخرجه الحاكم (3314).

* سورة (التَّكْوير) من السُّوَر التي وصفت أحداثَ يوم القيامة بدقة؛ لذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو الصحابةَ إلى قراءتها:

عن عبدِ اللهِ بن عُمَرَ رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَن سَرَّه أن ينظُرَ إلى يومِ القيامةِ كأنَّه رأيَ عينٍ، فَلْيَقرأْ: {إِذَا اْلشَّمْسُ كُوِّرَتْ}، و{إِذَا اْلسَّمَآءُ اْنفَطَرَتْ}، و{إِذَا اْلسَّمَآءُ اْنشَقَّتْ}». أخرجه الترمذي (٣٣٣٣).

1. حقيقة القيامة (١-١٤).

2. حقيقة الوحي (١٥-٢٩).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (9 /49).

يقول ابنُ عاشور رحمه الله: «اشتملت على تحقيقِ الجزاء صريحًا، وعلى إثبات البعث، وابتُدئ بوصفِ الأهوال التي تتقدمه، وانتُقل إلى وصف أهوال تقع عَقِبَه.

وعلى التنويه بشأن القرآن الذي كذَّبوا به؛ لأنه أوعَدهم بالبعث؛ زيادةً لتحقيقِ وقوع البعث إذ رمَوُا النبيَّ صلى الله عليه وسلم بالجنون، والقرآنَ بأنه يأتيه به شيطانٌ». "التحرر والتنوير" لابن عاشور (30 /140).