تفسير سورة التكوير

التبيان في تفسير غريب القرآن

تفسير سورة سورة التكوير من كتاب التبيان في تفسير غريب القرآن
لمؤلفه ابن الهائم . المتوفي سنة 815 هـ

" كورت " ذهب ضوؤها وقيل لفت كما تلف العمامة
" انكدرت " انتثرت وانصبت ومثله قول العجاج :
أبصر خربان فضاء فانكدر ***
" العشار عطلت " أي الحوامل من الإبل واحدتها عشراء وهي التي أتى عليها في الحمل عشرة أشهر ثم لا يزال ذلك اسمها حتى تضع وما بعدها تضع وهي من أنفس الإبل عندهم يقول عطلها أهلها من الشغل بأنفسهم.
" البحار سجرت " ملئت أو جمعت بلغة خثعم ونفذ بعضها إلى بعض فصارت بحرا واحدا مملوءا ويقال معنى سجرت يقدن بالكواكب فيها ثم تضرم فتصير نيرانا.
" النفوس زوجت " جمع معها مقارنتها التي كانت على رأيها في الدنيا.
" الموؤودة " البنت تدفن حية.
" السماء كشطت " نزعت فطويت كما يكشط الغطاء عن الشيء يقال كشطت الجلد وقشطته بمعنى واحد إذا نزعته.
" سعرت " أوقدت.
" بالخنس الجوار الكنس " خمسة أنجم زحل والمشتري والمريخ والزهرة وعطارد سميت بذلك لأنها تخنس في مجراها أي ترجع وتكنس أي تستتر كما تكنس الظباء في كنسها.
" والليل إذا عسعس " يقال عسعس الليل إذا أقبل ظلامه ويقال أدبر ظلامه وهوم لغة قريش وهو من الأضداد.
" والصبح إذا تنفس " أي انتشر وتتابع ضوءه.
" بضنين " أي بخيل بلغة قريش ومن قرأ بظنين فمعناه متهم بلغة هذيل.
سورة التكوير
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (التَّكْوير) من السُّوَر المكية، نزلت بعد سورة (المَسَد)، وهي من السُّوَر التي شيَّبتْ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم؛ كما صح في الأثر؛ وذلك لِما أخبَرتْ عنه من الأهوال التي تسبق يومَ القيامة؛ تخويفًا للكفار من عذاب الله الواقع بهم إن بَقُوا على كفرهم، وقد خُتِمت بحقيقةِ الوحي، وإثباتِ مجيئه من عند الله عز وجل.

ترتيبها المصحفي
81
نوعها
مكية
ألفاظها
104
ترتيب نزولها
7
العد المدني الأول
29
العد المدني الأخير
29
العد البصري
29
العد الكوفي
29
العد الشامي
29

* سورة (التَّكْوير):

سُمِّيت سورة (التَّكْوير) بهذا الاسم؛ لافتتاحها بقوله تعالى: {إِذَا اْلشَّمْسُ كُوِّرَتْ} [التكوير: 1].

سورة (التَّكْوير) من السُّوَر التي شيَّبتْ رسول الله صلى الله عليه وسلم:

عن ابنِ عباسٍ رضي الله عنهما، قال: «قال أبو بكرٍ الصِّدِّيقُ رضي الله عنه لرسولِ اللهِ: يا رسولَ اللهِ، أراكَ قد شِبْتَ! قال: «شيَّبتْني هُودٌ، والواقعةُ، والمُرسَلاتُ، و{عَمَّ يَتَسَآءَلُونَ}، و{إِذَا اْلشَّمْسُ كُوِّرَتْ}». أخرجه الحاكم (3314).

* سورة (التَّكْوير) من السُّوَر التي وصفت أحداثَ يوم القيامة بدقة؛ لذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو الصحابةَ إلى قراءتها:

عن عبدِ اللهِ بن عُمَرَ رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَن سَرَّه أن ينظُرَ إلى يومِ القيامةِ كأنَّه رأيَ عينٍ، فَلْيَقرأْ: {إِذَا اْلشَّمْسُ كُوِّرَتْ}، و{إِذَا اْلسَّمَآءُ اْنفَطَرَتْ}، و{إِذَا اْلسَّمَآءُ اْنشَقَّتْ}». أخرجه الترمذي (٣٣٣٣).

1. حقيقة القيامة (١-١٤).

2. حقيقة الوحي (١٥-٢٩).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (9 /49).

يقول ابنُ عاشور رحمه الله: «اشتملت على تحقيقِ الجزاء صريحًا، وعلى إثبات البعث، وابتُدئ بوصفِ الأهوال التي تتقدمه، وانتُقل إلى وصف أهوال تقع عَقِبَه.

وعلى التنويه بشأن القرآن الذي كذَّبوا به؛ لأنه أوعَدهم بالبعث؛ زيادةً لتحقيقِ وقوع البعث إذ رمَوُا النبيَّ صلى الله عليه وسلم بالجنون، والقرآنَ بأنه يأتيه به شيطانٌ». "التحرر والتنوير" لابن عاشور (30 /140).