تفسير سورة التكوير

إعراب القرآن للدعاس

تفسير سورة سورة التكوير من كتاب إعراب القرآن المعروف بـإعراب القرآن للدعاس.
لمؤلفه مجموعة من المؤلفين .

سورة التكوير
[سورة التكوير (٨١) : الآيات ١ الى ٦]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ (١) وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ (٢) وَإِذَا الْجِبالُ سُيِّرَتْ (٣) وَإِذَا الْعِشارُ عُطِّلَتْ (٤)
وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ (٥) وَإِذَا الْبِحارُ سُجِّرَتْ (٦)
«إِذَا» ظرفية شرطية غير جازمة و «الشَّمْسُ» نائب فاعل لفعل محذوف يفسره المذكور بعده والجملة في محل جر بالإضافة «كُوِّرَتْ» ماض مبني للمجهول ونائب الفاعل مستتر والجملة الفعلية مفسرة لا محل لها. والآيات التي تليها معطوفة عليها وإعرابها واحد.
[سورة التكوير (٨١) : الآيات ٧ الى ٩]
وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ (٧) وَإِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ (٨) بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ (٩)
الآية معطوفة على ما قبلها والتي تليها معطوفة أيضا و «بِأَيِّ» متعلقان بقتلت و «ذَنْبٍ» مضاف إليه «قُتِلَتْ» ماض مبني للمجهول ونائب الفاعل مستتر والجملة مفعول به ثان لسئلت.
[سورة التكوير (٨١) : الآيات ١٠ الى ١٤]
وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ (١٠) وَإِذَا السَّماءُ كُشِطَتْ (١١) وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ (١٢) وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ (١٣) عَلِمَتْ نَفْسٌ ما أَحْضَرَتْ (١٤)
الآيات الأربع «١٠- ١٣» معطوفة على ما قبلها وإعرابها واضح و «عَلِمَتْ نَفْسٌ» ماض وفاعله و «ما» مفعول به والجملة جواب الشرط لا محل لها و «أَحْضَرَتْ» ماض فاعله مستتر والجملة صلة.
[سورة التكوير (٨١) : الآيات ١٥ الى ٢٢]
فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ (١٥) الْجَوارِ الْكُنَّسِ (١٦) وَاللَّيْلِ إِذا عَسْعَسَ (١٧) وَالصُّبْحِ إِذا تَنَفَّسَ (١٨) إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (١٩)
ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ (٢٠) مُطاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ (٢١) وَما صاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ (٢٢)
«فَلا» الفاء حرف استئناف و «لا» زائدة «أُقْسِمُ» مضارع فاعله مستتر و «بِالْخُنَّسِ» متعلقان بالفعل والجملة مستأنفة لا محل لها. و «الْجَوارِ» صفة الخنس و «الْكُنَّسِ» صفة ثانية «وَاللَّيْلِ» معطوف على الخنس و «إِذا» ظرف زمان و «عَسْعَسَ» ماض فاعله مستتر والجملة في محل جر بالإضافة.
«وَالصُّبْحِ إِذا تَنَفَّسَ» معطوفة على ما قبلها. «إِنَّهُ» إن واسمها «لَقَوْلُ» اللام المزحلقة و «قول» خبر إن والجملة الاسمية جواب القسم و «رَسُولٍ» مضاف إليه و «كَرِيمٍ» صفة و «ذِي» صفة ثانية لرسول و «قُوَّةٍ» مضاف إليه «عِنْدَ» ظرف مكان و «ذِي» مضاف إليه و «الْعَرْشِ» مضاف إليه أيضا و «مَكِينٍ» صفة ثالثة لرسول و «مُطاعٍ» صفة رابعة و «ثَمَّ» ظرف مكان بمعنى هناك و «أَمِينٍ» صفة خامسة لرسول. «وَما» الواو حرف عطف و «ما» نافية تعمل عمل ليس و «صاحِبُكُمْ» اسمها و «بِمَجْنُونٍ» مجرور لفظا منصوب محلا خبر ما.

[سورة التكوير (٨١) : الآيات ٢٣ الى ٢٦]

وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ (٢٣) وَما هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ (٢٤) وَما هُوَ بِقَوْلِ شَيْطانٍ رَجِيمٍ (٢٥) فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ (٢٦)
«وَلَقَدْ» الواو حرف قسم وجر واللام واقعة في جواب القسم و «قد» حرف تحقيق «رَآهُ» ماض ومفعوله والفاعل مستتر والجملة جواب القسم لا محل لها و «بِالْأُفُقِ» متعلقان بالفعل و «الْمُبِينِ» صفة الأفق.
«وَما» الواو حالية «وَما» نافية حجازية و «هُوَ» اسمها و «عَلَى الْغَيْبِ» متعلقان بما بعدهما و «بِضَنِينٍ» مجرور لفظا منصوب محلا خبر ما والجملة حالية «وَما» الواو حرف عطف و «ما» حجازية و «هُوَ» اسمها و «بِقَوْلِ» مجرور لفظا منصوب محلا خبر ما و «شَيْطانٍ» مضاف إليه و «رَجِيمٍ» صفة والجملة معطوفة على ما قبلها «فَأَيْنَ» الفاء الفصيحة و «أين» اسم استفهام في محل نصب على الظرفية المكانية «تَذْهَبُونَ» مضارع مرفوع والواو فاعله والجملة جواب شرط مقدر لا محل لها.
[سورة التكوير (٨١) : الآيات ٢٧ الى ٢٩]
إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ (٢٧) لِمَنْ شاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ (٢٨) وَما تَشاؤُنَ إِلاَّ أَنْ يَشاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعالَمِينَ (٢٩)
«إِنْ» نافية «هُوَ» مبتدأ «إِلَّا» حرف حصر «ذِكْرٌ» خبر «لِلْعالَمِينَ» متعلقان بالخبر والجملة مستأنفة لا محل لها. «لِمَنْ» بدل من قوله للعالمين «شاءَ» ماض فاعله مستتر والجملة صلة «مِنْكُمْ» متعلقان بالفعل «أَنْ يَسْتَقِيمَ» مضارع منصوب بأن والفاعل مستتر والمصدر المؤول من أن والفعل مفعول شاء «وَما» الواو حالية «ما» نافية «تَشاؤُنَ» مضارع مرفوع والواو فاعله والجملة حال و «إِلَّا» حرف استثناء «أَنْ يَشاءَ اللَّهُ» مضارع منصوب بأن ولفظ الجلالة فاعله «رَبُّ الْعالَمِينَ» بدل مضاف إلى العالمين والمصدر المؤول من أن والفعل في محل جر بالإضافة لظرف زمان. التقدير وقت أن يشاء الله.
سورة التكوير
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (التَّكْوير) من السُّوَر المكية، نزلت بعد سورة (المَسَد)، وهي من السُّوَر التي شيَّبتْ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم؛ كما صح في الأثر؛ وذلك لِما أخبَرتْ عنه من الأهوال التي تسبق يومَ القيامة؛ تخويفًا للكفار من عذاب الله الواقع بهم إن بَقُوا على كفرهم، وقد خُتِمت بحقيقةِ الوحي، وإثباتِ مجيئه من عند الله عز وجل.

ترتيبها المصحفي
81
نوعها
مكية
ألفاظها
104
ترتيب نزولها
7
العد المدني الأول
29
العد المدني الأخير
29
العد البصري
29
العد الكوفي
29
العد الشامي
29

* سورة (التَّكْوير):

سُمِّيت سورة (التَّكْوير) بهذا الاسم؛ لافتتاحها بقوله تعالى: {إِذَا اْلشَّمْسُ كُوِّرَتْ} [التكوير: 1].

سورة (التَّكْوير) من السُّوَر التي شيَّبتْ رسول الله صلى الله عليه وسلم:

عن ابنِ عباسٍ رضي الله عنهما، قال: «قال أبو بكرٍ الصِّدِّيقُ رضي الله عنه لرسولِ اللهِ: يا رسولَ اللهِ، أراكَ قد شِبْتَ! قال: «شيَّبتْني هُودٌ، والواقعةُ، والمُرسَلاتُ، و{عَمَّ يَتَسَآءَلُونَ}، و{إِذَا اْلشَّمْسُ كُوِّرَتْ}». أخرجه الحاكم (3314).

* سورة (التَّكْوير) من السُّوَر التي وصفت أحداثَ يوم القيامة بدقة؛ لذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو الصحابةَ إلى قراءتها:

عن عبدِ اللهِ بن عُمَرَ رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَن سَرَّه أن ينظُرَ إلى يومِ القيامةِ كأنَّه رأيَ عينٍ، فَلْيَقرأْ: {إِذَا اْلشَّمْسُ كُوِّرَتْ}، و{إِذَا اْلسَّمَآءُ اْنفَطَرَتْ}، و{إِذَا اْلسَّمَآءُ اْنشَقَّتْ}». أخرجه الترمذي (٣٣٣٣).

1. حقيقة القيامة (١-١٤).

2. حقيقة الوحي (١٥-٢٩).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (9 /49).

يقول ابنُ عاشور رحمه الله: «اشتملت على تحقيقِ الجزاء صريحًا، وعلى إثبات البعث، وابتُدئ بوصفِ الأهوال التي تتقدمه، وانتُقل إلى وصف أهوال تقع عَقِبَه.

وعلى التنويه بشأن القرآن الذي كذَّبوا به؛ لأنه أوعَدهم بالبعث؛ زيادةً لتحقيقِ وقوع البعث إذ رمَوُا النبيَّ صلى الله عليه وسلم بالجنون، والقرآنَ بأنه يأتيه به شيطانٌ». "التحرر والتنوير" لابن عاشور (30 /140).