تفسير سورة التكوير

مجاز القرآن

تفسير سورة سورة التكوير من كتاب مجاز القرآن
لمؤلفه أبو عبيدة . المتوفي سنة 210 هـ

﴿ إذَا الشّمْسُ كُوِّرَتْ ﴾ مثل تكوير العمامة، تلف فتمحى.
﴿ انْكَدَرَتْ ﴾ يقال : انكدر فلان انصب، قال العجاج :
أَبْصَرَ خَرِبْانَ فَضاءٍ فانْكَدَرْ ***
﴿ وإَذا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ ﴾ وأد ولده حياً قال الفرزدق :
ومنّا الذي مَنَع الوائداتِ وأحيا الوَئِيدَ فلم يُوأَدِ
وهو صعصعة بن ناجية جده.
﴿ وَإذَا الجَنَّةُ أُزْلِفَتْ ﴾ أدنيت.
﴿ فَلاَ أُقِسمُ بالخُنَّسِ الجَوَارِ الكُنَسِ ﴾ هي النجوم.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٥:﴿ فَلاَ أُقِسمُ بالخُنَّسِ الجَوَارِ الكُنَسِ ﴾ هي النجوم.
﴿ وَاللْيلِ إذَا عَسْعَسَ ﴾ قال بعضهم : إذا أقبلت ظلماؤه، وقال بعضهم : إذا ولى ألا تراه.
قال } وَالصُّبْحِ إِذَا تَنْفسَ } قال علقمة بن قرط :
حَتَّى إذَا الصُّبْحُ لها تنَفّسا وانجاب عنها ليلها وعَسْعَسَا
﴿ وَمَا هُوَ عَلَى الغَيْبِ بِظَنِينٍ ﴾ أي متهم. و ﴿ ضَنِين ﴾ يضن به ويضن.
سورة التكوير
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (التَّكْوير) من السُّوَر المكية، نزلت بعد سورة (المَسَد)، وهي من السُّوَر التي شيَّبتْ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم؛ كما صح في الأثر؛ وذلك لِما أخبَرتْ عنه من الأهوال التي تسبق يومَ القيامة؛ تخويفًا للكفار من عذاب الله الواقع بهم إن بَقُوا على كفرهم، وقد خُتِمت بحقيقةِ الوحي، وإثباتِ مجيئه من عند الله عز وجل.

ترتيبها المصحفي
81
نوعها
مكية
ألفاظها
104
ترتيب نزولها
7
العد المدني الأول
29
العد المدني الأخير
29
العد البصري
29
العد الكوفي
29
العد الشامي
29

* سورة (التَّكْوير):

سُمِّيت سورة (التَّكْوير) بهذا الاسم؛ لافتتاحها بقوله تعالى: {إِذَا اْلشَّمْسُ كُوِّرَتْ} [التكوير: 1].

سورة (التَّكْوير) من السُّوَر التي شيَّبتْ رسول الله صلى الله عليه وسلم:

عن ابنِ عباسٍ رضي الله عنهما، قال: «قال أبو بكرٍ الصِّدِّيقُ رضي الله عنه لرسولِ اللهِ: يا رسولَ اللهِ، أراكَ قد شِبْتَ! قال: «شيَّبتْني هُودٌ، والواقعةُ، والمُرسَلاتُ، و{عَمَّ يَتَسَآءَلُونَ}، و{إِذَا اْلشَّمْسُ كُوِّرَتْ}». أخرجه الحاكم (3314).

* سورة (التَّكْوير) من السُّوَر التي وصفت أحداثَ يوم القيامة بدقة؛ لذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو الصحابةَ إلى قراءتها:

عن عبدِ اللهِ بن عُمَرَ رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَن سَرَّه أن ينظُرَ إلى يومِ القيامةِ كأنَّه رأيَ عينٍ، فَلْيَقرأْ: {إِذَا اْلشَّمْسُ كُوِّرَتْ}، و{إِذَا اْلسَّمَآءُ اْنفَطَرَتْ}، و{إِذَا اْلسَّمَآءُ اْنشَقَّتْ}». أخرجه الترمذي (٣٣٣٣).

1. حقيقة القيامة (١-١٤).

2. حقيقة الوحي (١٥-٢٩).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (9 /49).

يقول ابنُ عاشور رحمه الله: «اشتملت على تحقيقِ الجزاء صريحًا، وعلى إثبات البعث، وابتُدئ بوصفِ الأهوال التي تتقدمه، وانتُقل إلى وصف أهوال تقع عَقِبَه.

وعلى التنويه بشأن القرآن الذي كذَّبوا به؛ لأنه أوعَدهم بالبعث؛ زيادةً لتحقيقِ وقوع البعث إذ رمَوُا النبيَّ صلى الله عليه وسلم بالجنون، والقرآنَ بأنه يأتيه به شيطانٌ». "التحرر والتنوير" لابن عاشور (30 /140).