تفسير سورة التكوير

إيجاز البيان

تفسير سورة سورة التكوير من كتاب إيجاز البيان عن معاني القرآن المعروف بـإيجاز البيان.
لمؤلفه بيان الحق النيسابوري . المتوفي سنة 553 هـ

﴿ انكدرت ﴾ انقضت١.
١ انظر تفسير ابن الجوزي ج ٩ ص ٣٨..
﴿ سجرت ﴾ ملئت نارا١.
١ قاله علي وابن عباس، وأبي بن كعب. جامع البيان ج ٣٠ ص ٦٧، ٦٨..
٧ زُوِّجَتْ: ضمّ الشّكل إلى شكله، الفاجر مع الفاجر/ والصّالح مع [١٠٥/ ب] الصّالح «١». وقيل «٢» : قرنت بجزائها وأعمالها.
٨ الْمَوْؤُدَةُ: المثقلة بالتراب.
١١ كُشِطَتْ: «الكشط» : النزع عن شدّة التزاق «٣».
١٥ بِالْخُنَّسِ: الخمسة السّيّارة «٤» لأنّها تخنس في سيرها وتتردد، وربّما وقفت مدة أو رجعت القهقرى، ومعنى رجوعها: مسيرها إلى خلاف التوالي في أسافل التدوير، ومعنى وقوفها: إبطاؤها [في السير] «٥» في حالتي الاستقامة والرجوع «٦».
١٦ الْجَوارِ الْكُنَّسِ: أي: تكنس وتستتر العلوي منها بالسّفلي عند
(١) أخرج عبد الرازق نحو هذا القول في تفسيره: ٢/ ٣٥١ عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وكذا الطبري في تفسيره: ٣٠/ ٦٩، والحاكم في المستدرك: ٢/ ٦٠٣، كتاب التفسير: «تفسير سورة إذا الشمس كورت»، قال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
وأورده السيوطي في الدر المنثور: ٨/ ٤٢٩، وزاد نسبته إلى ابن أبي شيبة، وسعيد بن منصور، والفريابي، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه، والبيهقي في «البعث»، وأبي نعيم عن عمر رضي الله تعالى عنه. واختار الطبري هذا القول وكذا ابن كثير في تفسيره: ٨/ ٣٥٥.
(٢) ذكره الزجاج في معانيه: ٥/ ٢٩٠، والماوردي في تفسيره: ٤/ ٣٠٨، والبغوي في تفسيره:
٤/ ٤٥٢، ونقله الفخر الرازي في تفسيره: ٣١/ ٧٠ عن الزجاج.
(٣) ينظر تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ٥١٦، وتفسير الطبري: ٣٠/ ٧٣، وتفسير المشكل لمكي: ٣٧٧، وتفسير القرطبي: ١٩/ ٢٣٥، واللسان: ٧/ ٣٧٨ (كشط).
(٤) وهي زحل، وعطارد، والمشتري، والمريخ، والزهرة.
ينظر هذا القول في معاني الفراء: ٣/ ٢٤٢، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ٥١٧، وتفسير الطبري: ٣٠/ ٧٤، وتفسير القرطبي: ١٩/ ٢٣٦.
(٥) ما بين معقوفين عن نسخة «ج» و «ك».
(٦) راجع هذا المعنى في تفسير البغوي: ٤/ ٤٥٣، وزاد المسير: ٩/ ٤٢، وتفسير الفخر الرازي: ٣١/ ٧٢، وتفسير القرطبي: ١٩/ ٢٣٧.
القرانات كما تستتر الظباء في الكناس «١».
١٧ عَسْعَسَ: أظلم «٢».
١٨ وَالصُّبْحِ إِذا تَنَفَّسَ: يقال: تنفّس الصّبح عن ريحانة، وأنت في نفس من أمرك، أي: في سعة «٣».
وفي الحديث «٤» :«الرّيح نفس الرّحمن»، أي: تفرّج الكرب وتنشر الغيث «٥».
٢٤ بظنين «٦» : بمتّهم «٧». قال ابن سيرين «٨» : لم يكن عليّ يظنّ في قتل عثمان، أي: يتّهم.
وبالضّاد: بخيل «٩»، أي: لا يبخل بأخبار السّماء كما يضنّ الكاهن رغبة في الحلوان.
(١) معاني القرآن للفراء: ٣/ ٢٤٢، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ٥١٧، واللسان: ٦/ ١٩٨ (كنس).
(٢) معاني الفراء: ٣/ ٢٤٢، وتفسير المشكل لمكي: ٣٧٧، وتفسير الماوردي: ٤/ ٤١١، واللسان: ٦/ ١٣٩ (عسس).
(٣) ينظر النهاية لابن الأثير: ٥/ ٩٣، واللسان: ٦/ ٢٣٧ (نفس).
(٤) أخرجه الحاكم في المستدرك: ٢/ ٢٧٢، كتاب التفسير، «من سورة البقرة» عن أبي بن كعب رضي الله عنه موقوفا، وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.
(٥) غريب الحديث لابن الجوزي: ٢/ ٤٢٥، والنهاية: ٥/ ٩٤.
(٦) بالظاء، قراءة ابن كثير، وأبي عمرو، والكسائي، وقرأ باقي السبعة بالضاد.
السبعة لابن مجاهد: ٦٧٣، والتبصرة لمكي: ٣٧٢، والتيسير للداني: ٢٢٠. [.....]
(٧) ينظر معاني القرآن للفراء: ٣/ ٢٤٣، ومجاز القرآن لأبي عبيدة: ٢/ ٢٨٨، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ٥١٧، وتفسير الطبري: ٣٠/ ٨١، ومعاني الزجاج: ٥/ ٢٩٣.
(٨) هو محمد بن سيرين البصري الأنصاري، أبو بكر، الإمام التابعي الفقيه المفسر المحدث الثقة. توفي سنة ١١٠ للهجرة.
ترجمته في الطبقات الكبرى لابن سعد: ٧/ ١٩٣، والمعرفة والتاريخ: ٢/ ٥٤، وتقريب التهذيب: ٤٨٣.
(٩) ينظر معاني الفراء: ٣/ ٣٤٢، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ٥١٧، وتفسير الطبري:
٣٠/ ٨١، ومعاني الزجاج: ٥/ ٢٩٣.
﴿ بضنين ﴾ بضنين١ : بمتهم، قال ابن سرين ٢ : لم " يكن علي يظن في قتل عثمان " ٣ أي يتهم. وبالضاد٤ : بخيل أي : لا يبخل بأخبار السماء، كما يضن الكاهن رغبة في الحلوان٥.
١ بالظاء، وهي قراءة ابن كثير، وأبي عمرو، والكسائي..
٢ وهو: محمد بن سرين، وأبو بكر الأنصاري، الإمام، شيخ الاسلام، تابعي اشتهر بالورع وتعبير الرؤيا. توفي سنة ١١٠ هـ سير أعلام النبلاء ج٤ ص ٦٠٦..
٣ الخبر أورده ابن منظور في لسان العرب، مادة " ظنن " ج ١٣ ص ٢٧٣ وتتمته: " وكان الذي يظن في قتله غيره "..
٤ وهي قراءة: نافع، وعاصم، وابن عامر، وحمزة. انظر السبعة ص ٦٧٣، والكشف ج ٢ ص ٣٦٤..
٥ الحلوان: أجرة الكاهن على كهانته. وانظر توجيه القراءتين في غريب القرآن لأبن قتيبة ص ٥١٧، والحجة ج ٦ ص ٣٨٠، ٣٨١..
سورة التكوير
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (التَّكْوير) من السُّوَر المكية، نزلت بعد سورة (المَسَد)، وهي من السُّوَر التي شيَّبتْ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم؛ كما صح في الأثر؛ وذلك لِما أخبَرتْ عنه من الأهوال التي تسبق يومَ القيامة؛ تخويفًا للكفار من عذاب الله الواقع بهم إن بَقُوا على كفرهم، وقد خُتِمت بحقيقةِ الوحي، وإثباتِ مجيئه من عند الله عز وجل.

ترتيبها المصحفي
81
نوعها
مكية
ألفاظها
104
ترتيب نزولها
7
العد المدني الأول
29
العد المدني الأخير
29
العد البصري
29
العد الكوفي
29
العد الشامي
29

* سورة (التَّكْوير):

سُمِّيت سورة (التَّكْوير) بهذا الاسم؛ لافتتاحها بقوله تعالى: {إِذَا اْلشَّمْسُ كُوِّرَتْ} [التكوير: 1].

سورة (التَّكْوير) من السُّوَر التي شيَّبتْ رسول الله صلى الله عليه وسلم:

عن ابنِ عباسٍ رضي الله عنهما، قال: «قال أبو بكرٍ الصِّدِّيقُ رضي الله عنه لرسولِ اللهِ: يا رسولَ اللهِ، أراكَ قد شِبْتَ! قال: «شيَّبتْني هُودٌ، والواقعةُ، والمُرسَلاتُ، و{عَمَّ يَتَسَآءَلُونَ}، و{إِذَا اْلشَّمْسُ كُوِّرَتْ}». أخرجه الحاكم (3314).

* سورة (التَّكْوير) من السُّوَر التي وصفت أحداثَ يوم القيامة بدقة؛ لذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو الصحابةَ إلى قراءتها:

عن عبدِ اللهِ بن عُمَرَ رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَن سَرَّه أن ينظُرَ إلى يومِ القيامةِ كأنَّه رأيَ عينٍ، فَلْيَقرأْ: {إِذَا اْلشَّمْسُ كُوِّرَتْ}، و{إِذَا اْلسَّمَآءُ اْنفَطَرَتْ}، و{إِذَا اْلسَّمَآءُ اْنشَقَّتْ}». أخرجه الترمذي (٣٣٣٣).

1. حقيقة القيامة (١-١٤).

2. حقيقة الوحي (١٥-٢٩).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (9 /49).

يقول ابنُ عاشور رحمه الله: «اشتملت على تحقيقِ الجزاء صريحًا، وعلى إثبات البعث، وابتُدئ بوصفِ الأهوال التي تتقدمه، وانتُقل إلى وصف أهوال تقع عَقِبَه.

وعلى التنويه بشأن القرآن الذي كذَّبوا به؛ لأنه أوعَدهم بالبعث؛ زيادةً لتحقيقِ وقوع البعث إذ رمَوُا النبيَّ صلى الله عليه وسلم بالجنون، والقرآنَ بأنه يأتيه به شيطانٌ». "التحرر والتنوير" لابن عاشور (30 /140).