تفسير سورة المدّثر

تفسير ابن أبي حاتم

تفسير سورة سورة المدثر من كتاب تفسير ابن أبي حاتم المعروف بـتفسير ابن أبي حاتم.
لمؤلفه ابن أبي حاتم الرازي . المتوفي سنة 327 هـ

سُورَةُ الْمدثر
٧٤
قَوْلُهُ تَعَالَى: يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ
١٩٠٢٨ - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قَالَ: النَّائِمُ وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ قَالَ: لَا تَكُنْ ثِيَابُكَ الَّتِي تَلْبَسُ مِنْ مَكْسَبٍ بَاطِلٍ وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ قَالَ: الْأَصْنَامُ وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ قَالَ: لَا تُعْطِ عَطِيَّةً تَلْتَمِسُ بِهَا أَفْضَلَ مِنْهَا «١».
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ
١٩٠٢٩ - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ قَالَ: مِنَ الْإِثْمِ قَالَ:
وَهِيَ فِي كَلامِ العرب نقي الثياب «٢».
١٩٠٣٠ - عَنْ عِكْرَمَةَ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ سُئِلَ عَنْ قَوْلِهِ: وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ قَالَ: لَا تَلْبَسْهَا عَلَى غَدْرَةٍ وَلا فَجْرَةٍ ثُمَّ قَالَ: أَلا تَسْمَعُونَ قَوْلَ غَيْلانَ بْنِ سَلَمَةَ:
إِنِّي بَحْمِدُ اللَّهِ لَا ثَوْبَ فَاجِرٌ لست وَلا مِنْ غَدْرَةٍ أَتَقَنَّعُ
«٣».
قَوْلُهُ تَعَالَى: ذَرْنِي ومن خلقت وحيدا الآيات
١٩٠٣١ - عَنْ مُجَاهِدٍ ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا قَالَ: نَزَلَتْ فِي الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ وَحِيدًا قَالَ: خَلَقْتُهُ وَحْدَهُ لَا مَالَ لَهُ وَلا وَلَدٌ. وَجَعَلْتُ لَهُ مَالًا مَمْدُودًا قَالَ: أَلْفُ دِينَارٍ وَبَنِينَ قَالَ: كَانُوا عَشَرَةً شُهُودًا قَالَ: لا يَغِيبُونَ وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيدًا قَالَ: بَسَطْتُ لَهُ مِنَ الْمَالِ وَالْوَلَدِ ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ كَلا قَالَ: فَمَا زَالَ يَرَى النُّقْصَانَ فِي مَالِهِ وَوَلَدِهِ حَتَّى هَلَكَ إِنَّهُ كَانَ لِآيَاتِنَا عَنِيدًا قَالَ: مُعَانِدًا عَنْهَا مُجَانِبًا لَهَا سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا قال: مشقة من العذاب «٤».
(١) الدر ٨/ ١١٧
(٢) الدر ٨/ ١١٧
(٣) الدر ٨/ ٣٢٧ وفتح القدير ٥/ ٣٢٨.
(٤) الدر ٨/ ٣٢٩.
عن ابن عباس رضي الله عنهما ﴿ وثيابك فطهر ﴾ قال : لا تكن ثيابك التي تلبس من مكسب باطل.
قوله تعالى :﴿ وثيابك فطهر ﴾ آية ٤
عن ابن عباس رضي الله عنهما ﴿ وثيابك فطهر ﴾ قال : من الإثم قال : وهي في كلام العرب نقي الثياب.
عن عكرمة أن ابن عباس سئل عن قوله :﴿ وثيابك فطهر ﴾ قال : لا تلبسها على غدرة ولا فجرة ثم قال : ألا تسمعون قول غيلان بن سلمة : إني بحمد الله لا ثوب فاجر لست ولا من غدرة أتقنع.
عن ابن عباس رضي الله عنهما ﴿ والرجز فاهجر ﴾ قال : الأصنام.
عن ابن عباس رضي الله عنهما ﴿ ولا تمنن تستكثر ﴾ قال : لا تعط عطية تلتمس بها أفضل منها.
قوله تعالى :﴿ ذرني ومن خلقت وحيدا ﴾ الآيات ١١- ١٧
عن مجاهد ﴿ ذرني ومن خلقت وحيدا ﴾ قال : نزلت في الوليد بن المغيرة ﴿ وحيدا ﴾ قال : خلقته وحده لا مال له ولا ولد.
عن مجاهد ﴿ وجعلت له مالا ممدودا ﴾ قال : ألف دينار.
قوله تعالى :﴿ ممدودا ﴾
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه سئل عن قوله :﴿ وجعلت له مالا ممدودا ﴾ قال : غلة شهر بشهر.
عن مجاهد ﴿ وبنين ﴾ قال : كانوا عشرة ﴿ شهودا ﴾ قال : لا يغيبون.
عن مجاهد ﴿ ومهدت له تمهيدا ﴾ قال : بسطت له من المال والولد ﴿ ثم يطمع أن أزيد كلا ﴾ قال : فما زال يرى النقصان في ماله وولده حتى هلك.
عن مجاهد ﴿ إنه كان لآياتنا عنيدا ﴾ قال : معاندا عنها مجانبا لها ﴿ سأرهقه صعودا ﴾ قال : مشقة من العذاب.
عن سعيد بن جبير ﴿ ذرني ومن خلقت وحيدا ﴾ الآيات، قال : هو الوليد بن المغيرة بن هشام المخزومي، وكان له ثلاثة عشر ولدا، كلهم رب بيت فلما نزلت ﴿ إنه كان لآياتنا عنيدا ﴾ لم يزل في إدبار من الدنيا في نفسه وماله وولده حتى أخرجه من الدنيا.
قوله تعالى :﴿ سأرهقه صعودا ﴾
حدثنا أبو زرعة وعلي بن عبد الرحمن المعروف بعلان المصري قال : حدثنا منجاب، أخبرنا شريك عن عمار الدهني، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم ﴿ سأرهقه صعودا ﴾ قال : " هو جبل في النار من نار يكلف أن يصعده، فإذا وضع يده ذابت وإذا رفعها عادت وإذا وضع رجله ذابت وإذا رفعها عادت.
عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " الصعود جبل في النار يصعد فيه الكافر سبعين خريفا ثم يهوي وهو كذلك فيه أبدا ".
عن ابن عباس قال : صعود صخرة في جهنم يسحب عليها الكافر على وجهه.
١٩٠٣٢ - عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا الْآيَاتِ، قَالَ: هُوَ الْوَلِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ بْنِ هِشَامٍ الْمَخْزُومِيُّ، وَكَانَ لَهُ ثَلاثَةَ عَشَرَ وَلَدًا، كُلُّهُمْ رَبُّ بَيْتٍ فَلَمَّا نَزَلَتْ إِنَّهُ كَانَ لِآيَاتِنَا عَنِيدًا لَمْ يَزَلْ فِي إِدْبَارٍ مِنَ الدُّنْيَا فِي نَفْسِهِ وَمَالِهِ وَوَلَدِهِ حَتَّى أَخْرَجَهُ مِنَ الدُّنْيَا «١».
قَوْلُهُ تَعَالَى: سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا
١٩٠٣٤ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ وَعَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَعْرُوفُ بعلان المصري قَالَ:
حَدَّثَنَا مِنْجَابٌ، أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ عَنْ عَمَّارٍ الدُّهْنِيِّ، عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا قَالَ: «هُوَ جَبَلٍ فِي النَّارِ مِنْ نَارٍ يُكَلَّفُ أَنْ يَصْعَدَهُ، فَإِذَا وَضَعَ يَدَهُ ذَابَتْ وَإِذَا رَفَعَهَا عَادَتْ وَإِذَا وَضَعَ رِجْلَهُ ذَابَتْ وَإِذَا رَفَعَهَا عَادَتْ «٢».
قَوْلُهُ تَعَالَى: مَمْدُودًا
١٩٠٣٥ - عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ قَوْلِهِ: وَجَعَلْتُ لَهُ مَالًا مَمْدُودًا قَالَ: غَلَّةُ شَهْرٍ بِشَهْرٍ «٣».
١٩٠٣٦ - عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الصَّعُودُ جَبَلٌ فِي النَّارِ يَصْعَدُ فِيهِ الْكَافِرُ سَبْعِينَ خَرِيفًا ثُمَّ يَهْوِي وَهُوَ كَذَلِكَ فِيهِ أَبَدًا» «٤».
١٩٠٣٧ - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: صَعُودٌ صَخَّرَةٌ فِي جَهَنَّمَ يُسْحَبَ عَلَيْهَا الْكَافِرُ عَلَى وَجْهِهِ «٥».
قَوْلُهُ تَعَالَى: لَوَّاحَةٌ
١٩٠٣٨ - مِنْ طَرِيقِ عَلِيٍّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ لَوَّاحَةٌ مُحْرِقَةٌ «٦».
قَوْلُهُ تَعَالَى: عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ
١٩٠٣٩ - عَنِ الْبَرَاءِ أَنَّ رَهْطًا مِنَ الْيَهُودِ سَأَلُوا رجلا من أصحاب النبي صلى الله
(١) الدر ٨/ ٣٢٩
(٢) ابن كثير ٨/ ٢٩١. [.....]
(٣) الدر ٨/ ٣٣٠ وفتح القدير ٥/ ٣٢٩.
(٤) الدر ٨/ ٣٣١- ٣٣٢.
(٥) الدر ٨/ ٣٣١- ٣٣٢.
(٦) الدر ٨/ ٣٣١- ٣٣٢.
قوله تعالى :﴿ عليها تسعة عشر ﴾ آية ٣٠
عن البراء أن رهطا من اليهود سألوا رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عن خزنة جهنم، فقال الله ورسوله أعلم، فجاء فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم فنزل عليه ساعتئذ ﴿ عليها تسعة عشر ﴾.
عن السدى قال : لما نزلت ﴿ عليها تسعة عشر ﴾ قال : رجل من قريش يدعى أبا الأشدين : يا معشر قريش لا يهولنكم التسعة عشر، أنا أدفع عنكم بمنكبي الأيمن عشرة وبمنكبي الأيسر التسعة، فأنزل الله ﴿ وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة ﴾. حدثنا أبو زرعة، حدثنا إبراهيم بن موسى، حدثنا ابن أبي زائدة أخبرني حارث عن عامر عن البراء في قوله :﴿ عليها تسعة عشر ﴾ قال : إن رهطا من اليهود سألوا رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عن خزنة جهنم فقال : الله ورسوله أعلم، فجاء رجل فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم فنزل عليه ساعتئذ ﴿ عليها تسعة عشر ﴾ فأخبر أصحابه وقال : " ادعهم أما إني سائلهم عن تربة الجنة إن أتوني أما إنها در مكة بيضاء " فجاءوه فسألوه عن خزنة جهنم فأهوى بأصابع كفيه مرتين وأمسك الإبهام في الثانية، ثم قال : " أخبروني عن تربة الجنة " فقالوا : أخبرهم يا ابن سلام فقال : كأنها خبزة بيضاء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أما إن الخبز إنما يكون من الدرمك ".
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ خَزَنَةِ جَهَنَّمَ، فَقَالَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، فَجَاءَ فَأَخْبَرَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم فنزل عليه ساعتئذ عليها تسعة عَشَرَ «١».
١٩٠٤٠ - عَنِ السُّدِّيِّ قالَ: لَمَّا نَزَلَتْ عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ قَالَ: رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ يُدْعَى أَبَا الْأَشَدَّيْنِ: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ لَا يَهُولَنَّكُمُ التِّسْعَةَ عَشَرَ، أَنَا أَدْفَعُ عَنْكُمْ بِمَنْكِبِيَ الْأَيْمَنِ عَشَرَةً وَبِمَنْكِبِيَ الْأَيْسَرِ التِّسْعَةَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلا مَلائِكَةً «٢».
١٩٠٤١ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ أَخْبَرَنِي حَارِثٌ عَنْ عَامِرٍ عَنِ الْبَرَاءِ فِي قَوْلِهِ: عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ قَالَ: إِنَّ رَهْطًا مِنَ الْيَهُودِ سَأَلُوا رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ خَزَنَةِ جَهَنَّمَ فَقَالَ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، فَجَاءَ رَجُلٌ فَأَخْبَرَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم فنزل عليه ساعتئذ عليها تسعة عشر فَأَخْبَرَ أَصْحَابَهُ وَقَالَ: «ادْعُهُمْ أَمَا إِنِّي سَائِلُهُمْ عَنْ تُرْبَةِ الْجَنَّةِ إِنْ أَتَوْنِي أَمَا إِنَّهَا دَرْ مَكَةٌ بَيْضَاءٌ» فَجَاءُوهُ فَسَأَلُوهُ عَنْ خَزَنَةِ جَهَنَّمَ فَأَهْوَى بِأَصَابِعِ كَفَّيْهِ مَرْتَيْنِ وَأَمْسَكَ الْإِبْهَامَ فِي الثَّانِيَةِ، ثُمَّ قَالَ: «أَخْبِرُونِي عَنْ تُرْبَةِ الْجَنَّةِ» فَقَالُوا:
أَخْبِرْهُمْ يَا ابْنَ سَلامٍ فَقَالَ: كَأَنَّهَا خُبْزَةٌ بَيْضَاءُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «أما إن الخبز إنما يَكُونُ مِنَ الدَّرْمَكِ» «٣».
قَوْلُهُ تَعَالَى: إِذْ أَدْبَرَ
١٩٠٤٢ - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ قَالَ: دُبُورُهُ: ظَلامُهُ «٤».
١٩٠٤٣ - عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ عَنْ قَوْلِهِ: وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ فَسَكَتَ عَنِّي حَتَّى إِذَا كَانَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ وسمع الأذان الأول نَادَانِي: يَا مُجَاهِدُ هَذَا حِينَ دَبُرَ اللَّيْلُ «٥».
قَوْلُهُ تَعَالَى: إِلا أَصْحَابَ الْيَمِينِ
١٩٠٤٤ - عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ: كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ إلا أصحاب اليمين قال: لا يحاسبون «٦».
(١) الدر ٨/ ٣٣١- ٣٣٢.
(٢) الدر ٨/ ٣٣١- ٣٣٢.
(٣) ابن كثير ٨/ ٢٩٣ قال: هكذا وقع عنه ابن ابى حاتم عن البراء والمشهور عن جابر بن عبد الله
(٤) الدر ٨/ ٣٣٥.
(٥) الدر ٨/ ٣٣٥.
(٦) الدر ٨/ ٣٣٥.
قوله تعالى :﴿ إلا أصحاب اليمين ﴾ آية ٣٩
عن مجاهد في قوله :﴿ كل نفس بما كسبت رهينة إلا أصحاب اليمين ﴾ قال : لا يحاسبون.
عن علي بن أبي طالب في قوله :﴿ إلا أصحاب اليمين ﴾ قال : هم أطفال المسلمين.
١٩٠٤٥ - عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فِي قَوْلِهِ: إِلا أَصْحَابَ الْيَمِينِ قَالَ: هُمْ أَطْفَالُ الْمُسْلِمِينَ «١».
قَوْلُهُ تَعَالَى: يَتَسَاءَلُونَ
١٩٠٤٦ - عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ يَقْرَأُ فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ عَنِ الْمُجْرِمِينَ يَا فُلانُ مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ قَالَ عَمْرٌو: وَأَخْبَرَنِي لُقَيْطٌ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ الزُّبَيْرِ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَقْرَؤُهَا كَذَلِكَ «٢».
قَوْلُهُ تَعَالَى: شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ
١٩٠٤٧ - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ قَالَ: الْمَوْتُ «٣».
قَوْلُهُ تَعَالَى: فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ
١٩٠٤٨ - عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ فِي قَوْلِهِ: فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ قَالَ: هُمُ الرُّمَاةُ رِجَالُ الْقَنْصِ «٤».
١٩٠٤٩ - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: الْقَسْوَرَةُ الرِّجَالُ الرَّمَاةُ رِجَالُ الْقَنْصِ «٥».
١٩٠٥٠ - عَنْ أَبِي جَمْرَةَ قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: الْقَسْوَرَةُ الْأَسَدُ. فَقَالَ:
مَا أَعْلَمُهُ بِلُغَةِ أَحَدٍ مِنَ الْعَرَبِ، الْأَسَدَ هُمْ عُصْبَةُ الرِّجَالِ «٦».
١٩٠٥١ - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: مِنْ قَسْوَرَةٍ قَالَ: هُوَ بِلِسَانِ الْعَرَبِ الْأَسَدُ وَبِلِسَانِ الْحَبَشَةِ قسورة «٧».
قوله تعالى: أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ
١٩٠٥٢ - عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ فَقَالَ: قَدْ قَالَ رَبُّكُمْ: أَنَا أَهَلٌّ أَنْ أُتَّقَى، فَمَنْ لَمْ يَجْعَلْ مَعِي إِلَهًا فَأَنَا أَهَلٌّ أَنْ أَغْفِرَ له «٨».
(١) الدر ٨/ ٣٣٥.
(٢) الدر ٨/ ٣٣٦- ٣٤٠.
(٣) الدر ٨/ ٣٣٦- ٣٤٠.
(٤) الدر ٨/ ٣٣٦- ٣٤٠. [.....]
(٥) الدر ٨/ ٣٣٦- ٣٤٠.
(٦) الدر ٨/ ٣٣٦- ٣٤٠.
(٧) الدر ٨/ ٣٣٦- ٣٤٠.
(٨) الدر ٨/ ٣٣٦- ٣٤٠.
عن ابن عباس ﴿ حتى أتانا اليقين ﴾ قال : الموت.
قوله تعالى :﴿ فرت من قسورة ﴾ آية ٥١
عن أبي موسى الأشعري في قوله :﴿ فرت من قسورة ﴾ قال : هم الرماة رجال القنص. عن ابن عباس قال : القسورة الرجال الرماه رجال القنص.
عن أبي جمرة قال : قلت لابن عباس قال : القسورة الأسد. فقال : ما أعلمه بلغة أحد من العرب، الأسد هم عصبة الرجال.
عن ابن عباس في قوله :﴿ من قسورة ﴾ قال : هو بلسان العرب الأسد وبلسان الحبشة قسورة.
قوله تعالى :﴿ أهل التقوى وأهل المغفرة ﴾ آية ٥٦
عن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الآية ﴿ هو أهل التقوى وأهل المغفرة ﴾ فقال : قد قال ربكم : أنا أهل أن أتقي، فمن لم يجعل معي إلها فأنا أهل أن أغفر له.
سورة المدثر
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (المُدثِّر) من السُّوَر المكية، نزلت بعد سورة (المُزمِّل)، وقد جاء فيها أمرُ النبي صلى الله عليه وسلم بدعوة الخَلْقِ إلى الإيمان، وتقريرُ صعوبة يوم القيامة على أهل الكفر والعصيان، وتهديدُ الوليد بن المغيرة بنقضِ القرآن، وبيانُ عدد زبانية النِّيران، وأن كلَّ أحد رهنُ الإساءة والإحسان، ومَلامةُ الكفار على إعراضهم عن الإيمان، وذِكْرُ وعدِ الكريم بالرحمة والغفران.

ترتيبها المصحفي
74
نوعها
مكية
ألفاظها
256
ترتيب نزولها
4
العد المدني الأول
55
العد المدني الأخير
55
العد البصري
56
العد الكوفي
56
العد الشامي
55

قوله تعالى: {يَٰٓأَيُّهَا اْلْمُدَّثِّرُ ١ قُمْ فَأَنذِرْ ٢ وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ} [المدثر: 1-3]:

عن جابرِ بن عبدِ اللهِ رضي الله عنهما، قال: «قال ﷺ: جاوَرْتُ بحِرَاءٍ، فلمَّا قضَيْتُ جِواري، هبَطْتُ، فنُودِيتُ، فنظَرْتُ عن يميني فلَمْ أرَ شيئًا، ونظَرْتُ عن شِمالي فلَمْ أرَ شيئًا، ونظَرْتُ أمامي فلَمْ أرَ شيئًا، ونظَرْتُ خَلْفي فلَمْ أرَ شيئًا، فرفَعْتُ رأسي فرأَيْتُ شيئًا، فأتَيْتُ خديجةَ، فقلتُ: دَثِّرُوني، وصُبُّوا عليَّ ماءً باردًا، قال: فدثَّرُوني، وصَبُّوا عليَّ ماءً باردًا، قال: فنزَلتْ: {يَٰٓأَيُّهَا اْلْمُدَّثِّرُ ١ قُمْ فَأَنذِرْ ٢ وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ} [المدثر: 1-3]». أخرجه البخاري (٤٩٢٢).

* قوله تعالى: {ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدٗا} [المدثر: 11]:

عن ابنِ عباسٍ رضي الله عنهما: «أنَّ الوليدَ بنَ المُغيرةِ جاء إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فقرَأَ عليه القرآنَ، فكأنَّه رَقَّ له، فبلَغَ ذلك أبا جهلٍ، فأتاه فقال: يا عَمِّ، إنَّ قومَك يرَوْنَ أن يَجمَعوا لك مالًا، قال: لِمَ؟ قال: ليُعطُوكَه؛ فإنَّك أتَيْتَ مُحمَّدًا لِتَعرَّضَ لِما قِبَلَه، قال: قد عَلِمتْ قُرَيشٌ أنِّي مِن أكثَرِها مالًا! قال: فقُلْ فيه قولًا يبلُغُ قومَك أنَّك مُنكِرٌ له، أو أنَّك كارهٌ له، قال: وماذا أقول؟! فواللهِ، ما فيكم رجُلٌ أعلَمُ بالأشعارِ منِّي، ولا أعلَمُ برَجَزِه ولا بقَصِيدِه منِّي، ولا بأشعارِ الجِنِّ، واللهِ، ما يُشبِهُ الذي يقولُ شيئًا مِن هذا، وواللهِ، إنَّ لِقولِه الذي يقولُ حلاوةً، وإنَّ عليه لَطلاوةً، وإنَّه لَمُثمِرٌ أعلاه، مُغدِقٌ أسفَلُه، وإنَّه لَيعلو، وما يُعلَى، وإنَّه لَيَحطِمُ ما تحته، قال: لا يَرضَى عنك قومُك حتى تقولَ فيه، قال: فدَعْني حتى أُفكِّرَ، فلمَّا فكَّرَ، قال: هذا سِحْرٌ يُؤثَرُ، يأثُرُه مِن غيرِه؛ فنزَلتْ: {ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدٗا} [المدثر: 11]». أخرجه الحاكم (3872).

* سورة (المُدثِّر):

سُمِّيت سورة (المُدثِّر) بهذا الاسم؛ لوصفِ الله نبيَّه بهذا اللفظ في أوَّل السورة.

و(المُدثِّر): هو لابِسُ الدِّثار، وفي ذلك إشارةٌ إلى حديثِ جابرِ بن عبدِ اللهِ رضي الله عنهما، قال: «قال ﷺ: جاوَرْتُ بحِرَاءٍ، فلمَّا قضَيْتُ جِواري، هبَطْتُ، فنُودِيتُ، فنظَرْتُ عن يميني فلَمْ أرَ شيئًا، ونظَرْتُ عن شِمالي فلَمْ أرَ شيئًا، ونظَرْتُ أمامي فلَمْ أرَ شيئًا، ونظَرْتُ خَلْفي فلَمْ أرَ شيئًا، فرفَعْتُ رأسي فرأَيْتُ شيئًا، فأتَيْتُ خديجةَ، فقلتُ: دَثِّرُوني، وصُبُّوا عليَّ ماءً باردًا، قال: فدثَّروني، وصَبُّوا عليَّ ماءً باردًا، قال: فنزَلتْ: {يَٰٓأَيُّهَا اْلْمُدَّثِّرُ ١ قُمْ فَأَنذِرْ ٢ وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ} [المدثر: 1-3]». أخرجه البخاري (٤٩٢٢).

1. إرشاد النبيِّ صلى الله عليه وسلم في بَدْءِ الدعوة (١-١٠).

2. تهديد زعماءِ الكفر (١١-٣٠).

3. الحِكْمة في اختيار عدد خَزَنة جهنَّم (٣١-٣٧).

4. الحوار بين أصحاب اليمين وبين المجرِمين (٣٨-٥٦).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (8 /454).

يقول ابن عاشور عما جاء فيها من مقاصدَ:

«تكريمُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، والأمر بإبلاغ دعوة الرسالة.
وإعلان وَحْدانية الله بالإلهية.
والأمر بالتطهُّر الحِسِّي والمعنوي.
ونبذ الأصنام.
والإكثار من الصدقات.
والأمر بالصبر.
وإنذار المشركين بهول البعث.
وتهديد مَن تصدى للطعن في القرآن، وزعم أنه قولُ البشر.
ووصف أهوال جهنَّم.
والرد على المشركين الذين استخَفُّوا بها، وزعموا قلةَ عدد حفَظتِها.
وتَحدِّي أهل الكتاب بأنهم جهلوا عددَ حفَظتِها.
وتأييسهم من التخلص من العذاب.
وتمثيل ضلالهم في الدنيا.
ومقابلة حالهم بحال المؤمنين أهلِ الصلاة، والزكاة، والتصديق بيوم الجزاء». "التحرير والتنوير" لابن عاشور (29 /293).