تفسير سورة المدّثر

المصحف المفسّر

تفسير سورة سورة المدثر من كتاب المصحف المفسّر
لمؤلفه فريد وجدي . المتوفي سنة 1373 هـ
سورة المدثر مكية وآياتها ست وخمسون

تفسير الألفاظ :
﴿ المدثر ﴾ أي المتدثر وهو لابس الدثار، وهو الثوب الذي يكون فوق الشعار الذي يلي البدن.
تفسير المعاني :
يا أيها المدثر المستدفئ
تفسير المعاني :
قم فأنذر قومك بعذاب قادم يهلك الكافرين.
تفسير المعاني :
وكبر ربك
تفسير المعاني :
وطهر ثيابك
تفسير الألفاظ :
﴿ والرجز فاهجر ﴾ الرجز العذاب، ومعنى الرجز فاهجر أي اهجر الأعمال التي تؤدي إلى الرجز.
تفسير المعاني :
واترك كل ما يؤدي إلى عذاب ربك.
تفسير الألفاظ :
﴿ ولا تمنن تستكثر ﴾ أي ولا تعط مستكثرا، وهو أن تهب شيئا طامعا في عوض أكثر، وقيل معناه لا تمنن على الناس بالتبليغ مستكثرا به الأجر منهم.
تفسير المعاني :
ولا تعط شيئا مريدا أن تعطى بدله عوضا أكثر منه
تفسير المعاني :
واصبر لأوامر ربك.
تفسير الألفاظ :
﴿ نقر ﴾ أي نفخ. ﴿ الناقور ﴾ هو البوق، وهو فاعول من النقر، بمعنى التصويت، وأصله القرع الذي هو سبب الصوت.
تفسير المعاني :
فإذا نفخ في البوق أي فإذا نودي الناس للحشر،
تفسير المعاني :
فذلك يوم على الكافرين عسير.
تفسير الألفاظ :
﴿ ذرني ومن خلقت وحيدا ﴾ أي اتركني وحدي معه.
تفسير المعاني :
اتركني وحدي مع الذي خلقته
تفسير الألفاظ :
﴿ مالا ممدودا ﴾ أي مالا مبسوطا أي كثيرا أو ممدا بالنماء.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:تفسير المعاني :
وجعلت له ملا وبنين

تفسير الألفاظ :
﴿ وبنين شهودا ﴾ أي حضورا معه بمكة يتمتع بلقائهم ولا يحتاجون لسفر طلبا للمعاش.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:تفسير المعاني :
وجعلت له ملا وبنين

تفسير المعاني :
وبسطت له في الرياسة والجاه
تفسير المعاني :
ثم يطمع أن أزيده نعما
تفسير المعاني :
كلا ! إنه كان معاندا لآياتنا
تفسير الألفاظ :
﴿ سأرهقه صعودا ﴾ أي سأغشيه عقبة شاقة المصعد.
تفسير المعاني :
سأغشيه عقبة شاقة المصعد.
تفسير المعاني :
إنه فكر فيما تخيله طعنا في القرآن، وقدر في نفسه ما يقوله فيه
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:تفسير المعاني :
فقتل كيف قدر.

جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:تفسير المعاني :
فقتل كيف قدر.

تفسير المعاني :
ثم نظر في أمر القرآن مرة أخرى
تفسير الألفاظ :
﴿ عبس وبسر ﴾ عبس أي قطب وجهه. وبسر إتباع لعبس.
تفسير المعاني :
ثم قطب وجهه
تفسير المعاني :
ثم تولى واستكبر.
تفسير المعاني :
فقال : ما هذا إلا سحر يؤثر أي يروى ويتعلم.
تفسير الألفاظ :
﴿ سأصليه سقر ﴾ أي سأدخله جهنم. يقال أصلاه النار وصلاه النار أدخله فيها. وسقر علم لجهنم مشتق من سقرته الشمس تسقره أي لوحته.
تفسير المعاني :
سأدخله جهنم
تفسير المعاني :
وما أدراك ما هي !
تفسير الألفاظ :
﴿ ولا تذر ﴾ أي ولا تترك.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:تفسير المعاني :
لا تبقي شيئا من جسم الإنسان إلا أحرقته.

تفسير الألفاظ :
﴿ لواحة للبشر ﴾ أي مسودة للبشرة من لوحته الشمس أي أحرقته.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:تفسير المعاني :
لا تبقي شيئا من جسم الإنسان إلا أحرقته.

تفسير المعاني :
عليها تسعة عشر من الملائكة موكلين بحفظها.
نقول : ذكر المفسرون أقوالا في وجه تخصيص التسعة عشر لخزنة جهنم، منها أن مجموع القوى الحيوانية والطبيعية في الإنسان تسعة عشر، ولكل منها أعمال خاصة وجزاءات خاصة، فكان لا محيد من أن توكل كل عقوبة منها بملك خاص.
تفسير الألفاظ :
﴿ ذكرى للبشر ﴾ أي موعظة لهم.
تفسير المعاني :
ولم نجعل خزنة النار إلا ملائكة وما جعلنا عددهم تسعة عشر إلا امتحانا للذين كفروا، وليستيقن الذين أوتوا الكتاب بصحة القرآن لأنهم يرون أن ما يجيء فيه موافق لما في كتبهم، ويزداد الذين آمنوا إيمانا، وذلك بتصديق أهل الكتب له، ولا يعود الفريقان يشكان، وليقول الذين في قلوبهم مرض النفاق والكافرون : ماذا أراد الله بهذا العدد المستغرب استغراب المثل ؟ كذلك يضل الله من يشاء ويهدي من يشاء لحكمة يعلمها هو ويكشفها لأوليائه، وما يعلم جموع خلق الله إلا هو، وما هذه السورة إلا تذكرة للبشر.
تفسير الألفاظ :
﴿ كلا ﴾ كلمة ردع.
تفسير المعاني :
كلا، وحق القمر
تفسير المعاني :
والليل إذا تولى
تفسير الألفاظ :
﴿ أسفر ﴾ أي أضاء.
تفسير المعاني :
والصبح إذا تجلى
تفسير الألفاظ :
﴿ لإحدى الكبر ﴾ أي لإحدى البلايا الكبر، والكبر جمع كبرى.
تفسير المعاني :
إنها لإحدى البلايا العظمى
تفسير المعاني :
نذيرا للناس
تفسير المعاني :
لمن يشاء منكم أن يتقدم في سبيل الخير أو يتخلف عنه.
تفسير الألفاظ :
﴿ رهينة ﴾ أي مرهونة عند الله وهي مصدر كالشتيمة أطلق للمفعول كالرهن.
تفسير المعاني :
كل نفس بما كسبته من أعمالها مرهونة.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:تفسير المعاني :
إلا أصحاب اليمين فإنهم خلصوا أنفسهم بما أحسنوا من أعمالهم، وهم في جنات يسأل بعضهم بعضا عن المجرمين.

جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:تفسير المعاني :
إلا أصحاب اليمين فإنهم خلصوا أنفسهم بما أحسنوا من أعمالهم، وهم في جنات يسأل بعضهم بعضا عن المجرمين.

جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:تفسير المعاني :
إلا أصحاب اليمين فإنهم خلصوا أنفسهم بما أحسنوا من أعمالهم، وهم في جنات يسأل بعضهم بعضا عن المجرمين.

تفسير الألفاظ :
﴿ ما سلككم ﴾ أي ما أدخلكم. ﴿ سقر ﴾ اسم جهنم. مشتق من سقرته الشمس تسقره أي لوحته.
تفسير المعاني :
ويقال لهم أيها المجرمون ما الذي أدخلكم في جهنم ؟
تفسير المعاني :
قالوا : أدخلنا أننا لم نك من المصلين
تفسير المعاني :
ولم نك نطعم المسكين
تفسير الألفاظ :
﴿ نخوض مع الخائضين ﴾ أي نشرع في الباطل،
تفسير المعاني :
وكنا نخوض في الباطل مع الخائضين
تفسير المعاني :
وكنا نكذب بيوم الجزاء
تفسير المعاني :
حتى جاءنا اليقين، أي الموت.
تفسير المعاني :
فما تنفعهم بعد ذلك شفاعة الشافعين ؛ لأنه يكون قد انقضى وقت الإمهال.
تفسير الألفاظ :
﴿ التذكرة ﴾ يعني التذكير.
تفسير المعاني :
فما لهم والحالة هذه عن الاتعاظ معرضين ؟
تفسير الألفاظ :
﴿ حمر مستنفرة ﴾ أي حمير نافرة.
تفسير المعاني :
كأنهم في هربهم من سماع كلام الله ونفورهم منه حمير نافرة.
تفسير الألفاظ :
﴿ قسورة ﴾ أي أسد وهو فعولة من القسر.
تفسير المعاني :
فرت من أسد تطلب النجاة من بطشه.
تفسير الألفاظ :
﴿ صحفا منشرة ﴾ أي قراطيس تنشر وتقرأ.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:تفسير المعاني :
بل يريد كل امرئ منهم أن تنزل عليه صحف خاصة منشورة ومعنوية باسمه. وذلك لأنهم قالوا لرسول الله : لن نتبعك حتى تأتي كلا منا بكتاب من السماء فيه من الله إلا فلان أن اتبع محمدا. ولا يخفى أن هذا تعنت واستهانة ؛ ولذلك قال تعالى عقبها : كلا، بل لا يخافون الآخرة، فلو كانوا يخافونها لما أقدموا على مثل هذه الوقاحة.

جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:تفسير المعاني :
بل يريد كل امرئ منهم أن تنزل عليه صحف خاصة منشورة ومعنوية باسمه. وذلك لأنهم قالوا لرسول الله : لن نتبعك حتى تأتي كلا منا بكتاب من السماء فيه من الله إلا فلان أن اتبع محمدا. ولا يخفى أن هذا تعنت واستهانة ؛ ولذلك قال تعالى عقبها : كلا، بل لا يخافون الآخرة، فلو كانوا يخافونها لما أقدموا على مثل هذه الوقاحة.

تفسير الألفاظ :
﴿ إنه تذكرة ﴾ أي القرآن.
تفسير المعاني :
كلا، إن هذا القرآن تذكرة
تفسير المعاني :
فمن شاء أن يذكره. ذكره
تفسير المعاني :
وما يذكرون إلا أن يشاء الله، وهو حقيقي بأن يتقى عقابه وترجى مغفرته.
سورة المدثر
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (المُدثِّر) من السُّوَر المكية، نزلت بعد سورة (المُزمِّل)، وقد جاء فيها أمرُ النبي صلى الله عليه وسلم بدعوة الخَلْقِ إلى الإيمان، وتقريرُ صعوبة يوم القيامة على أهل الكفر والعصيان، وتهديدُ الوليد بن المغيرة بنقضِ القرآن، وبيانُ عدد زبانية النِّيران، وأن كلَّ أحد رهنُ الإساءة والإحسان، ومَلامةُ الكفار على إعراضهم عن الإيمان، وذِكْرُ وعدِ الكريم بالرحمة والغفران.

ترتيبها المصحفي
74
نوعها
مكية
ألفاظها
256
ترتيب نزولها
4
العد المدني الأول
55
العد المدني الأخير
55
العد البصري
56
العد الكوفي
56
العد الشامي
55

قوله تعالى: {يَٰٓأَيُّهَا اْلْمُدَّثِّرُ ١ قُمْ فَأَنذِرْ ٢ وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ} [المدثر: 1-3]:

عن جابرِ بن عبدِ اللهِ رضي الله عنهما، قال: «قال ﷺ: جاوَرْتُ بحِرَاءٍ، فلمَّا قضَيْتُ جِواري، هبَطْتُ، فنُودِيتُ، فنظَرْتُ عن يميني فلَمْ أرَ شيئًا، ونظَرْتُ عن شِمالي فلَمْ أرَ شيئًا، ونظَرْتُ أمامي فلَمْ أرَ شيئًا، ونظَرْتُ خَلْفي فلَمْ أرَ شيئًا، فرفَعْتُ رأسي فرأَيْتُ شيئًا، فأتَيْتُ خديجةَ، فقلتُ: دَثِّرُوني، وصُبُّوا عليَّ ماءً باردًا، قال: فدثَّرُوني، وصَبُّوا عليَّ ماءً باردًا، قال: فنزَلتْ: {يَٰٓأَيُّهَا اْلْمُدَّثِّرُ ١ قُمْ فَأَنذِرْ ٢ وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ} [المدثر: 1-3]». أخرجه البخاري (٤٩٢٢).

* قوله تعالى: {ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدٗا} [المدثر: 11]:

عن ابنِ عباسٍ رضي الله عنهما: «أنَّ الوليدَ بنَ المُغيرةِ جاء إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فقرَأَ عليه القرآنَ، فكأنَّه رَقَّ له، فبلَغَ ذلك أبا جهلٍ، فأتاه فقال: يا عَمِّ، إنَّ قومَك يرَوْنَ أن يَجمَعوا لك مالًا، قال: لِمَ؟ قال: ليُعطُوكَه؛ فإنَّك أتَيْتَ مُحمَّدًا لِتَعرَّضَ لِما قِبَلَه، قال: قد عَلِمتْ قُرَيشٌ أنِّي مِن أكثَرِها مالًا! قال: فقُلْ فيه قولًا يبلُغُ قومَك أنَّك مُنكِرٌ له، أو أنَّك كارهٌ له، قال: وماذا أقول؟! فواللهِ، ما فيكم رجُلٌ أعلَمُ بالأشعارِ منِّي، ولا أعلَمُ برَجَزِه ولا بقَصِيدِه منِّي، ولا بأشعارِ الجِنِّ، واللهِ، ما يُشبِهُ الذي يقولُ شيئًا مِن هذا، وواللهِ، إنَّ لِقولِه الذي يقولُ حلاوةً، وإنَّ عليه لَطلاوةً، وإنَّه لَمُثمِرٌ أعلاه، مُغدِقٌ أسفَلُه، وإنَّه لَيعلو، وما يُعلَى، وإنَّه لَيَحطِمُ ما تحته، قال: لا يَرضَى عنك قومُك حتى تقولَ فيه، قال: فدَعْني حتى أُفكِّرَ، فلمَّا فكَّرَ، قال: هذا سِحْرٌ يُؤثَرُ، يأثُرُه مِن غيرِه؛ فنزَلتْ: {ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدٗا} [المدثر: 11]». أخرجه الحاكم (3872).

* سورة (المُدثِّر):

سُمِّيت سورة (المُدثِّر) بهذا الاسم؛ لوصفِ الله نبيَّه بهذا اللفظ في أوَّل السورة.

و(المُدثِّر): هو لابِسُ الدِّثار، وفي ذلك إشارةٌ إلى حديثِ جابرِ بن عبدِ اللهِ رضي الله عنهما، قال: «قال ﷺ: جاوَرْتُ بحِرَاءٍ، فلمَّا قضَيْتُ جِواري، هبَطْتُ، فنُودِيتُ، فنظَرْتُ عن يميني فلَمْ أرَ شيئًا، ونظَرْتُ عن شِمالي فلَمْ أرَ شيئًا، ونظَرْتُ أمامي فلَمْ أرَ شيئًا، ونظَرْتُ خَلْفي فلَمْ أرَ شيئًا، فرفَعْتُ رأسي فرأَيْتُ شيئًا، فأتَيْتُ خديجةَ، فقلتُ: دَثِّرُوني، وصُبُّوا عليَّ ماءً باردًا، قال: فدثَّروني، وصَبُّوا عليَّ ماءً باردًا، قال: فنزَلتْ: {يَٰٓأَيُّهَا اْلْمُدَّثِّرُ ١ قُمْ فَأَنذِرْ ٢ وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ} [المدثر: 1-3]». أخرجه البخاري (٤٩٢٢).

1. إرشاد النبيِّ صلى الله عليه وسلم في بَدْءِ الدعوة (١-١٠).

2. تهديد زعماءِ الكفر (١١-٣٠).

3. الحِكْمة في اختيار عدد خَزَنة جهنَّم (٣١-٣٧).

4. الحوار بين أصحاب اليمين وبين المجرِمين (٣٨-٥٦).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (8 /454).

يقول ابن عاشور عما جاء فيها من مقاصدَ:

«تكريمُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، والأمر بإبلاغ دعوة الرسالة.
وإعلان وَحْدانية الله بالإلهية.
والأمر بالتطهُّر الحِسِّي والمعنوي.
ونبذ الأصنام.
والإكثار من الصدقات.
والأمر بالصبر.
وإنذار المشركين بهول البعث.
وتهديد مَن تصدى للطعن في القرآن، وزعم أنه قولُ البشر.
ووصف أهوال جهنَّم.
والرد على المشركين الذين استخَفُّوا بها، وزعموا قلةَ عدد حفَظتِها.
وتَحدِّي أهل الكتاب بأنهم جهلوا عددَ حفَظتِها.
وتأييسهم من التخلص من العذاب.
وتمثيل ضلالهم في الدنيا.
ومقابلة حالهم بحال المؤمنين أهلِ الصلاة، والزكاة، والتصديق بيوم الجزاء». "التحرير والتنوير" لابن عاشور (29 /293).