تفسير سورة المدّثر

المنتخب في تفسير القرآن الكريم

تفسير سورة سورة المدثر من كتاب المنتخب في تفسير القرآن الكريم
لمؤلفه المنتخب . المتوفي سنة 2008 هـ
حثت هذه السور الكريمة رسول الله صلى الله عليه وسلم على إنذار قومه، وتعظيمه لله تعالى، وترك ما لا يصح أن يصدر منه، وتحدثت عن نفخ الصور وشدة العذاب على الكافرين، وأمرته صلى الله عليه وسلم أن يترك من جحد فضله عليه ثم يطمع في الزيادة بدون اعتراف ولا شكر، وبينت كيف كان تفكير ذلك الجاحد وإنكاره للقرآن، وفصلت كيف يكون عذابه في سقر التي وصفت بما يزعج ويخيف، وذكرت الأنفس بما تكسب من خير أو شر، وأخبرت عن حال أصحاب اليمين وتبكيتهم للمجرمين بسؤالهم عما سلكهم في سقر، وختمت بالحديث عن القرآن بأنه لمن شاء أن يتذكر وأن من يتذكر به هم أهل التقوى وأهل المغفرة.

١ - يا أيها المتدثر بثيابه قم من مضجعك فحذر الناس من عذاب الله إن لم يؤمنوا، وخُصَّ ربك - وحده - بالتعظيم، وثيابك فطهرها بالماء من النجاسة.
٥ - والعذاب فاترك، أي دُمْ على هَجْر ما يوصل إلى العذاب، ولا تعط أحداً مستكثراً لما تعطيه إيَّاه، ولمرضاة ربك فاصبر على الأوامر والنواهي وكل ما فيه جهد ومشقة.
٨ - فإذا نفخ في الصور، فذلك الوقت يومئذ شديد على الكافرين، غير سهل أن يخلصوا مما هم فيه من مناقشة الحساب، وغيره من الأهوال.
١١ - اتركني وحدي مع مَن خلقته، فإني أكفيك أمره، جعلت له مالاً مبسوطاً واسعاً غير منقطع، وبنين حضوراً معه، وبسطت له الجاه والرياسة بسطة تامة، ثم يطمع أن أزيده في ماله وبنيه وجاهه بدون شكر ؟.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١١:١١ - اتركني وحدي مع مَن خلقته، فإني أكفيك أمره، جعلت له مالاً مبسوطاً واسعاً غير منقطع، وبنين حضوراً معه، وبسطت له الجاه والرياسة بسطة تامة، ثم يطمع أن أزيده في ماله وبنيه وجاهه بدون شكر ؟.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١١:١١ - اتركني وحدي مع مَن خلقته، فإني أكفيك أمره، جعلت له مالاً مبسوطاً واسعاً غير منقطع، وبنين حضوراً معه، وبسطت له الجاه والرياسة بسطة تامة، ثم يطمع أن أزيده في ماله وبنيه وجاهه بدون شكر ؟.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١١:١١ - اتركني وحدي مع مَن خلقته، فإني أكفيك أمره، جعلت له مالاً مبسوطاً واسعاً غير منقطع، وبنين حضوراً معه، وبسطت له الجاه والرياسة بسطة تامة، ثم يطمع أن أزيده في ماله وبنيه وجاهه بدون شكر ؟.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١١:١١ - اتركني وحدي مع مَن خلقته، فإني أكفيك أمره، جعلت له مالاً مبسوطاً واسعاً غير منقطع، وبنين حضوراً معه، وبسطت له الجاه والرياسة بسطة تامة، ثم يطمع أن أزيده في ماله وبنيه وجاهه بدون شكر ؟.
١٦ - ردعاً له عن طمعه إنه كان للقرآن معانداً مكذباً، سأغشيه عقبة شاقة، لا يستطيع اقتحامها.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٦:١٦ - ردعاً له عن طمعه إنه كان للقرآن معانداً مكذباً، سأغشيه عقبة شاقة، لا يستطيع اقتحامها.
١٨ - إنه فكَّر في نفسه وهيَّأ ما يقوله من الطعن في القرآن، فاستحق بذلك الهلاك، كيف هيَّأ هذا الطعن ؟ ثم استحق الهلاك لأنه أعد هذا الطعن.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٨:١٨ - إنه فكَّر في نفسه وهيَّأ ما يقوله من الطعن في القرآن، فاستحق بذلك الهلاك، كيف هيَّأ هذا الطعن ؟ ثم استحق الهلاك لأنه أعد هذا الطعن.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٨:١٨ - إنه فكَّر في نفسه وهيَّأ ما يقوله من الطعن في القرآن، فاستحق بذلك الهلاك، كيف هيَّأ هذا الطعن ؟ ثم استحق الهلاك لأنه أعد هذا الطعن.
٢١ - ثم نظر في وجوه الناس، ثم قطَّب وجهه وزاد في كلوحه، ثم أعرض عن الحق وتعاظم أن يعترف به، فقال : ما هذا إلا سحر ينقل عن الأولين.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٢١:٢١ - ثم نظر في وجوه الناس، ثم قطَّب وجهه وزاد في كلوحه، ثم أعرض عن الحق وتعاظم أن يعترف به، فقال : ما هذا إلا سحر ينقل عن الأولين.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٢١:٢١ - ثم نظر في وجوه الناس، ثم قطَّب وجهه وزاد في كلوحه، ثم أعرض عن الحق وتعاظم أن يعترف به، فقال : ما هذا إلا سحر ينقل عن الأولين.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٢١:٢١ - ثم نظر في وجوه الناس، ثم قطَّب وجهه وزاد في كلوحه، ثم أعرض عن الحق وتعاظم أن يعترف به، فقال : ما هذا إلا سحر ينقل عن الأولين.
٢٥- ما هذا إلا قول الخلق تعلمه - محمد - وادَّعى أنه من عند الله.
٢٦ - سأُدخله جهنم ليحترق بها، وما أدراك ما جهنم ؟، لا تبقى لحماً ولا تترك عظماً إلا أحرقته. مُسوِّدة لأعالي الجلد، عليها تسعة عشر يَلُون أمرها وتعذيب أهلها.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٢٦:٢٦ - سأُدخله جهنم ليحترق بها، وما أدراك ما جهنم ؟، لا تبقى لحماً ولا تترك عظماً إلا أحرقته. مُسوِّدة لأعالي الجلد، عليها تسعة عشر يَلُون أمرها وتعذيب أهلها.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٢٦:٢٦ - سأُدخله جهنم ليحترق بها، وما أدراك ما جهنم ؟، لا تبقى لحماً ولا تترك عظماً إلا أحرقته. مُسوِّدة لأعالي الجلد، عليها تسعة عشر يَلُون أمرها وتعذيب أهلها.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٢٦:٢٦ - سأُدخله جهنم ليحترق بها، وما أدراك ما جهنم ؟، لا تبقى لحماً ولا تترك عظماً إلا أحرقته. مُسوِّدة لأعالي الجلد، عليها تسعة عشر يَلُون أمرها وتعذيب أهلها.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٢٦:٢٦ - سأُدخله جهنم ليحترق بها، وما أدراك ما جهنم ؟، لا تبقى لحماً ولا تترك عظماً إلا أحرقته. مُسوِّدة لأعالي الجلد، عليها تسعة عشر يَلُون أمرها وتعذيب أهلها.
٣١- وما جعلنا خزنة النار إلا ملائكة، وما جعلنا عدتهم تسعة عشر إلا اختباراً للذين كفروا، ليحصل اليقين للذين أوتوا الكتاب بأن ما يقوله القرآن عن خزنة جهنم إنما هو حق من الله تعالى - حيث وافق ذلك كتبهم - ويزداد الذين آمنوا بمحمد إيماناً، ولا يشك في ذلك الذين أعطوا الكتاب والمؤمنون، وليقول الذين في قلوبهم نفاق والكافرون : ما الذي أراده الله بهذا العدد المستغرب استغراب المثل ؟.. بمثل ذلك المذكور من الإضلال والهدى يضل الله الكافرين ويهدى المؤمنين، وما يعلم جنود ربك لفرط كثرتهم إلا هو - سبحانه وتعالى - وما سقر إلا تذكرة للبشر وتخويف لهم.
٣٢ - ردعاً لمن ينذر بها ولم يخف، أقسم بالقمر، وبالليل إذا ذهب، وبالصبح إذا أضاء وانكشف إن سقر لأعظم الدواهي الكبرى إنذاراً وتخويفاً.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٣٢:٣٢ - ردعاً لمن ينذر بها ولم يخف، أقسم بالقمر، وبالليل إذا ذهب، وبالصبح إذا أضاء وانكشف إن سقر لأعظم الدواهي الكبرى إنذاراً وتخويفاً.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٣٢:٣٢ - ردعاً لمن ينذر بها ولم يخف، أقسم بالقمر، وبالليل إذا ذهب، وبالصبح إذا أضاء وانكشف إن سقر لأعظم الدواهي الكبرى إنذاراً وتخويفاً.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٣٢:٣٢ - ردعاً لمن ينذر بها ولم يخف، أقسم بالقمر، وبالليل إذا ذهب، وبالصبح إذا أضاء وانكشف إن سقر لأعظم الدواهي الكبرى إنذاراً وتخويفاً.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٣٢:٣٢ - ردعاً لمن ينذر بها ولم يخف، أقسم بالقمر، وبالليل إذا ذهب، وبالصبح إذا أضاء وانكشف إن سقر لأعظم الدواهي الكبرى إنذاراً وتخويفاً.
٣٧- إنذار للبشر لمَن شاء منكم أن يتقدم إلى الخير أو يتأخر عنه.
٣٨ - كل نفس بما عملت مأخوذة إلا المسلمين الذين فكُّوا رقابهم بالطاعة.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٣٨:٣٨ - كل نفس بما عملت مأخوذة إلا المسلمين الذين فكُّوا رقابهم بالطاعة.
٤٠ - هم في جنات لا يُدرك وصفها، يسأل بعضهم بعضاً عن المجرمين، وقد سألوهم عن حالهم، ما أدخلكم في سقر ؟.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٤٠:٤٠ - هم في جنات لا يُدرك وصفها، يسأل بعضهم بعضاً عن المجرمين، وقد سألوهم عن حالهم، ما أدخلكم في سقر ؟.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٤٠:٤٠ - هم في جنات لا يُدرك وصفها، يسأل بعضهم بعضاً عن المجرمين، وقد سألوهم عن حالهم، ما أدخلكم في سقر ؟.
٤٣ - قالوا لم نك من المصلين كما كان يصلى المسلمون، ولم نك نطعم المسكين كما كان يطعم المسلمون، وكنا نندفع وننغمس في الباطل والزور مع الخائضين فيه، وكنا نكذِّب بيوم الحساب والجزاء حتى أتانا الموت
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٤٣:٤٣ - قالوا لم نك من المصلين كما كان يصلى المسلمون، ولم نك نطعم المسكين كما كان يطعم المسلمون، وكنا نندفع وننغمس في الباطل والزور مع الخائضين فيه، وكنا نكذِّب بيوم الحساب والجزاء حتى أتانا الموت
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٤٣:٤٣ - قالوا لم نك من المصلين كما كان يصلى المسلمون، ولم نك نطعم المسكين كما كان يطعم المسلمون، وكنا نندفع وننغمس في الباطل والزور مع الخائضين فيه، وكنا نكذِّب بيوم الحساب والجزاء حتى أتانا الموت
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٤٣:٤٣ - قالوا لم نك من المصلين كما كان يصلى المسلمون، ولم نك نطعم المسكين كما كان يطعم المسلمون، وكنا نندفع وننغمس في الباطل والزور مع الخائضين فيه، وكنا نكذِّب بيوم الحساب والجزاء حتى أتانا الموت
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٤٣:٤٣ - قالوا لم نك من المصلين كما كان يصلى المسلمون، ولم نك نطعم المسكين كما كان يطعم المسلمون، وكنا نندفع وننغمس في الباطل والزور مع الخائضين فيه، وكنا نكذِّب بيوم الحساب والجزاء حتى أتانا الموت
٤٨- فما تغيثهم شفاعة الشافعين من الملائكة والنبيين والصالحين.
٤٩- فما لهم عن العظة بالقرآن منصرفين.
٥٠ - كأنهم حمر شديدة النفار فرَّت من مطارديها.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٥٠:٥٠ - كأنهم حمر شديدة النفار فرَّت من مطارديها.
٥٢- بل يريد كل امرئ منهم أن يُؤتى صُحفاً من السماء واضحة مكشوفة تثبت صدْق الرسول - صلى الله عليه وسلم -.
٥٣- ردْعاً لهم عما أرادوا. بل هم لا يخافون الآخرة، فأعرضوا عن التذكرة، وتفننوا في طلب الآيات.
٥٤ - حقاً إن القرآن تذكرة بليغة كافية، فمن شاء أن يذكره ولا ينساه فعل.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٥٤:٥٤ - حقاً إن القرآن تذكرة بليغة كافية، فمن شاء أن يذكره ولا ينساه فعل.
٥٦- وما يذكرون إلا بمشيئة الله، هو أهل لأن يُتقى وأهل لأن يَغْفر لمَن اتقاه.
سورة المدثر
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (المُدثِّر) من السُّوَر المكية، نزلت بعد سورة (المُزمِّل)، وقد جاء فيها أمرُ النبي صلى الله عليه وسلم بدعوة الخَلْقِ إلى الإيمان، وتقريرُ صعوبة يوم القيامة على أهل الكفر والعصيان، وتهديدُ الوليد بن المغيرة بنقضِ القرآن، وبيانُ عدد زبانية النِّيران، وأن كلَّ أحد رهنُ الإساءة والإحسان، ومَلامةُ الكفار على إعراضهم عن الإيمان، وذِكْرُ وعدِ الكريم بالرحمة والغفران.

ترتيبها المصحفي
74
نوعها
مكية
ألفاظها
256
ترتيب نزولها
4
العد المدني الأول
55
العد المدني الأخير
55
العد البصري
56
العد الكوفي
56
العد الشامي
55

قوله تعالى: {يَٰٓأَيُّهَا اْلْمُدَّثِّرُ ١ قُمْ فَأَنذِرْ ٢ وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ} [المدثر: 1-3]:

عن جابرِ بن عبدِ اللهِ رضي الله عنهما، قال: «قال ﷺ: جاوَرْتُ بحِرَاءٍ، فلمَّا قضَيْتُ جِواري، هبَطْتُ، فنُودِيتُ، فنظَرْتُ عن يميني فلَمْ أرَ شيئًا، ونظَرْتُ عن شِمالي فلَمْ أرَ شيئًا، ونظَرْتُ أمامي فلَمْ أرَ شيئًا، ونظَرْتُ خَلْفي فلَمْ أرَ شيئًا، فرفَعْتُ رأسي فرأَيْتُ شيئًا، فأتَيْتُ خديجةَ، فقلتُ: دَثِّرُوني، وصُبُّوا عليَّ ماءً باردًا، قال: فدثَّرُوني، وصَبُّوا عليَّ ماءً باردًا، قال: فنزَلتْ: {يَٰٓأَيُّهَا اْلْمُدَّثِّرُ ١ قُمْ فَأَنذِرْ ٢ وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ} [المدثر: 1-3]». أخرجه البخاري (٤٩٢٢).

* قوله تعالى: {ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدٗا} [المدثر: 11]:

عن ابنِ عباسٍ رضي الله عنهما: «أنَّ الوليدَ بنَ المُغيرةِ جاء إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فقرَأَ عليه القرآنَ، فكأنَّه رَقَّ له، فبلَغَ ذلك أبا جهلٍ، فأتاه فقال: يا عَمِّ، إنَّ قومَك يرَوْنَ أن يَجمَعوا لك مالًا، قال: لِمَ؟ قال: ليُعطُوكَه؛ فإنَّك أتَيْتَ مُحمَّدًا لِتَعرَّضَ لِما قِبَلَه، قال: قد عَلِمتْ قُرَيشٌ أنِّي مِن أكثَرِها مالًا! قال: فقُلْ فيه قولًا يبلُغُ قومَك أنَّك مُنكِرٌ له، أو أنَّك كارهٌ له، قال: وماذا أقول؟! فواللهِ، ما فيكم رجُلٌ أعلَمُ بالأشعارِ منِّي، ولا أعلَمُ برَجَزِه ولا بقَصِيدِه منِّي، ولا بأشعارِ الجِنِّ، واللهِ، ما يُشبِهُ الذي يقولُ شيئًا مِن هذا، وواللهِ، إنَّ لِقولِه الذي يقولُ حلاوةً، وإنَّ عليه لَطلاوةً، وإنَّه لَمُثمِرٌ أعلاه، مُغدِقٌ أسفَلُه، وإنَّه لَيعلو، وما يُعلَى، وإنَّه لَيَحطِمُ ما تحته، قال: لا يَرضَى عنك قومُك حتى تقولَ فيه، قال: فدَعْني حتى أُفكِّرَ، فلمَّا فكَّرَ، قال: هذا سِحْرٌ يُؤثَرُ، يأثُرُه مِن غيرِه؛ فنزَلتْ: {ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدٗا} [المدثر: 11]». أخرجه الحاكم (3872).

* سورة (المُدثِّر):

سُمِّيت سورة (المُدثِّر) بهذا الاسم؛ لوصفِ الله نبيَّه بهذا اللفظ في أوَّل السورة.

و(المُدثِّر): هو لابِسُ الدِّثار، وفي ذلك إشارةٌ إلى حديثِ جابرِ بن عبدِ اللهِ رضي الله عنهما، قال: «قال ﷺ: جاوَرْتُ بحِرَاءٍ، فلمَّا قضَيْتُ جِواري، هبَطْتُ، فنُودِيتُ، فنظَرْتُ عن يميني فلَمْ أرَ شيئًا، ونظَرْتُ عن شِمالي فلَمْ أرَ شيئًا، ونظَرْتُ أمامي فلَمْ أرَ شيئًا، ونظَرْتُ خَلْفي فلَمْ أرَ شيئًا، فرفَعْتُ رأسي فرأَيْتُ شيئًا، فأتَيْتُ خديجةَ، فقلتُ: دَثِّرُوني، وصُبُّوا عليَّ ماءً باردًا، قال: فدثَّروني، وصَبُّوا عليَّ ماءً باردًا، قال: فنزَلتْ: {يَٰٓأَيُّهَا اْلْمُدَّثِّرُ ١ قُمْ فَأَنذِرْ ٢ وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ} [المدثر: 1-3]». أخرجه البخاري (٤٩٢٢).

1. إرشاد النبيِّ صلى الله عليه وسلم في بَدْءِ الدعوة (١-١٠).

2. تهديد زعماءِ الكفر (١١-٣٠).

3. الحِكْمة في اختيار عدد خَزَنة جهنَّم (٣١-٣٧).

4. الحوار بين أصحاب اليمين وبين المجرِمين (٣٨-٥٦).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (8 /454).

يقول ابن عاشور عما جاء فيها من مقاصدَ:

«تكريمُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، والأمر بإبلاغ دعوة الرسالة.
وإعلان وَحْدانية الله بالإلهية.
والأمر بالتطهُّر الحِسِّي والمعنوي.
ونبذ الأصنام.
والإكثار من الصدقات.
والأمر بالصبر.
وإنذار المشركين بهول البعث.
وتهديد مَن تصدى للطعن في القرآن، وزعم أنه قولُ البشر.
ووصف أهوال جهنَّم.
والرد على المشركين الذين استخَفُّوا بها، وزعموا قلةَ عدد حفَظتِها.
وتَحدِّي أهل الكتاب بأنهم جهلوا عددَ حفَظتِها.
وتأييسهم من التخلص من العذاب.
وتمثيل ضلالهم في الدنيا.
ومقابلة حالهم بحال المؤمنين أهلِ الصلاة، والزكاة، والتصديق بيوم الجزاء». "التحرير والتنوير" لابن عاشور (29 /293).