تفسير سورة النبأ

المنتخب

تفسير سورة سورة النبأ من كتاب المنتخب في تفسير القرآن الكريم المعروف بـالمنتخب.
لمؤلفه مجموعة من المؤلفين .

١ - عن أى شئ يسأل هؤلاء الجاحدون بعضهم بعضا؟ {
٢ -، ٣ - عن الخبر العظيم، خبر البعث الذى هم موغلون فى الاختلاف فيه بين منكر له وشاك فيه.
٤ - زجراً لهم عن هذا التساؤل، سيعلمون حقيقة الحال حين يرون البعث أمراً واقعاً.
٥ - ثم زجراً لهم، سيعلمون ذلك عندما يحل بهم النكال.
٦ - ألم يروا من آيات قدرتنا أنا جعلنا الأرض ممهدة للاستقرار عليها والتقلب فى أنحائها؟}
٧ - وجعلنا الجبال أوتاداً للأرض تُثَبِّتها.
٨ - وخلقناكم مزدوجين ذكوراً وإناثاً.
٩ - وجعلنا نومكم راحة لكم من عناء العمل.
١٠ - وجعلنا الليل ساتراً لكم بما يُغطِّيكم من ظلمته.
١١ - وجعلنا النهار وقت سعى لكم لتحصيل ما به تعيشون.
١٢ - وأقمنا فوقكم سبع سموات قويات محكمات.
١٣ - وأنشأنا شمساً مضيئة متوقدة.
١٤ - وأنزلنا من السحب الممطرة ماء قوى الانصباب.
١٥ - لنخرج بهذا لماء حبّاً ونباتاً غذاء للناس والحيوان.
١٦ - وبساتين ذات أشجار ملتفة متشابكة الأغصان.
١٧ - إن يوم الفصل بين الخلائق كان ميعاداً مقدراً للبعث.
١٨ - يوم ينفخ فى الصور للبعث فتأتون إلى المحشر جماعات جماعات.
١٩ - وشققت السماء من كل جانب فصارت أبواباً.
٢٠ - وسُيِّرت الجبال بعد قلعها من مقارها وتفتتها، فصارت تريك صورة الجبال وهى غبار متكاثف كالسراب يريك صورة الماء وليس بماء.
٢١ - إن جهنم كانت موضع رصد يترقب منه الخزنة أهلها.
٢٢ - للطغاة المتجبرين مصيراً سيئاً يجازون فيه ما انتهكوا من حدود الله وحرمات العباد.
٢٣ - ماكثين فيها دهوراً متتابعة.
٢٤ - لا يذوقون فيها نسيماً ينفس عنهم حرها، ولا شراباً يسكن عطشهم فيها.
٢٥ - لكن يذوقون ماء بالغاً الغاية فى الحرارة، وصديداً يسيل من جلود أهلها.
٢٦ - جزاء موافقاً لأعمالهم السيئة.
٢٧ - إنهم كانوا لا يتوقعون الحساب، فيعملوا للنجاة منه.
٢٨ - وكذَّبوا بآيات الله الدالة على البعث تكذيباً شديداً.
٢٩ - وكل شئ ضبطناه كتابة.
٣٠ - فذوقوا، فلن يكون لكم إلا المزيد من العذاب.
٣١ - إن للذين يتقون ربهم نجاة من العذاب وظفراً بالجنة.
٣٢ - حدائق مثمرة وأعنابا طيبة.
٣٣ - وعذارى نواهد مُتَماثلات فى السن.
٣٤ - وكأساً ممتلئة صافية.
٣٥ - لا يسمعون فى الجنة لغواً من القول ولا كذاباً.
٣٦ - جزاء عظيماً من ربك، تفضلاً منه وإحساناً كافياً.
٣٧ - رب السموات والأرض وما بينهما. الذى وسعت رحمته كل شئ لا يملك أحد حق من مخاطبته.
٣٨ - يوم يقوم جبريل والملائكة مصطفِّين خاشعين. لا يتكلم أحد منهم إلا من أذِن له الرحمن بالكلام، ونطق بالصواب.
٣٩ - ذلك اليوم الذى لا شك فيه، فمن شاء اتخذ إلى ربه مرجعاً كريماً والعمل الصالح.
٤٠ - إنا حذَّرناكم عذاباً قريباً وقوعه. يوم ينظر المرء ما قدَّمت يداه من عمل، ويقول الكافر متمنياً الخلاص: يا ليتنى بقيت تراباً بعد الموت، فلم أبعث ولم أحاسب.
سورة النبأ
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (النَّبأ) من السُّوَر المكية، وقد جاءت بإثباتِ وقوع يوم القيامة، ودلَّلتْ على صدقِ ذلك بالآيات الكونية التي تملأ هذا الكونَ؛ فالله الذي خلَق هذا الكون بآياته العظام وسيَّره بأبدَعِ نظام قادرٌ على بعثِ الناس، ومجازاتهم على أعمالهم؛ فللعاصين النارُ جزاءً وِفاقًا، وللمتقين الجنةُ جزاءً من ربك عطاءً حسابًا، وسورة (النبأ) من السُّوَر التي شيَّبتْ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم؛ لما ذكَرتْ من مشاهدِ يوم القيامة.

ترتيبها المصحفي
78
نوعها
مكية
ألفاظها
174
ترتيب نزولها
80
العد المدني الأول
40
العد المدني الأخير
40
العد البصري
41
العد الكوفي
40
العد الشامي
40

* سورة (النَّبأ):

سُمِّيت سورة (النَّبأ) بهذا الاسم؛ لوقوع لفظ (النَّبأ) في فاتحتها؛ وهو: خبَرُ الساعة والبعث الذي يسأل الناسُ عن وقوعه.

* وتُسمَّى كذلك بسورة (عمَّ)، أو (عمَّ يتساءلون)، أو (التساؤل)؛ لافتتاحِها بها.

سورة (النَّبأ) من السُّوَر التي شيَّبتْ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم:

عن ابنِ عباسٍ رضي الله عنهما، قال: «قال أبو بكرٍ الصِّدِّيقُ رضي الله عنه لرسولِ اللهِ: يا رسولَ اللهِ، أراكَ قد شِبْتَ! قال: «شيَّبتْني هُودٌ، والواقعةُ، والمُرسَلاتُ، و{عَمَّ يَتَسَآءَلُونَ}، و{إِذَا اْلشَّمْسُ كُوِّرَتْ}». أخرجه الحاكم (3314).

1. تساؤل المشركين عن النبأ (١-٥).

2. الآيات الكونية (٦-١٦).

3. أحداث يوم القيامة (١٧-٣٠).

4. جزاء المتقين (٣١-٤٠).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (9 /4).

يقول البقاعي: «مقصودها: الدلالةُ على أن يوم القيامة الذي كانوا مُجمِعين على نفيه، وصاروا بعد بعثِ النبي صلى الله عليه وسلم في خلافٍ فيه مع المؤمنين: ثابتٌ ثباتًا لا يحتمل شكًّا ولا خلافًا بوجه؛ لأن خالقَ الخَلْقِ - مع أنه حكيمٌ قادر على ما يريد - دبَّرهم أحسنَ تدبير، وبنى لهم مسكنًا وأتقَنه، وجعلهم على وجهٍ يَبقَى به نوعُهم من أنفسهم، بحيث لا يحتاجون إلى أمرٍ خارج يرونه، فكان ذلك أشَدَّ لأُلفتهم، وأعظَم لأُنْسِ بعضهم ببعض، وجعَل سَقْفَهم وفراشهم كافلَينِ لمنافعهم، والحكيم لا يترك عبيدَه - وهو تامُّ القدرة، كامل السلطان - يَمرَحون، يَبغِي بعضهم على بعض، ويأكلون خيرَه ويعبدون غيرَه، فكيف إذا كان حاكمًا؟! فكيف إذا كان أحكَمَ الحاكمين؟!
هذا ما لا يجوز في عقلٍ، ولا يخطر ببالٍ أصلًا؛ فالعلم واقع به قطعًا.
وكلٌّ من أسمائها واضحٌ في ذلك؛ بتأمُّل آيته، ومبدأ ذكرِه وغايته». "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور" للبقاعي (3 /151).