تفسير سورة النبأ

تفسير ابن أبي حاتم

تفسير سورة سورة النبأ من كتاب تفسير ابن أبي حاتم المعروف بـتفسير ابن أبي حاتم.
لمؤلفه ابن أبي حاتم الرازي . المتوفي سنة 327 هـ

سُورَةُ النبإ
٧٨
قَوْلُهُ تَعَالَى: عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ
١٩٠٩٣ - عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: لَمَّا بُعِثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم جعلوا يتساءلون بينهم فَنَزَلَتْ: عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ عَنِ النَّبَأِ الْعَظِيمِ «١».
قَوْلُهُ تَعَالَى: سِرَاجًا وَهَّاجًا
١٩٠٩٤ - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا قَالَ:
مُضِيئًا وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ قَالَ: السَّحَابِ مَاءً ثَجَّاجًا قَالَ:
مُنْصَبًّا «٢».
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ
١٩٠٩٥ - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ قَالَ: الرِّيَاحِ مَاءً ثَجَّاجًا قَالَ: مُنْصَبًّا «٣».
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا
١٩٠٩٦ - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا قَالَ: مُجْتَمِعَةً «٤».
قَوْلُهُ تَعَالَى: يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا
١٩٠٩٧ - عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ: يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا قَالَ: زُمَرًا زُمَرًا «٥».
قَوْلُهُ تَعَالَى: لابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا
قَالَ: سِنِينَ.
١٩٠٩٨ - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ لابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا قَالَ: الْحُقْبُ ثَمَانُونَ سَنَةً، وَالسَّنَّةُ ثَلاثُمِائَةٍ وَسِتُّونَ يَوْمًا، وَالْيَوْمُ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ «٦».
(١) الدر ٨/ ٣٩٤- ٣٩٥.
(٢) الدر ٨/ ٣٩٤- ٣٩٥.
(٣) الدر ٨/ ٣٩٤- ٣٩٥.
(٤) الدر ٨/ ٣٩٤- ٣٩٥.
(٥) الدر ٨/ ٣٩٤- ٣٩٥.
(٦) الدر ٨/ ٣٩٤- ٣٩٥.
قوله تعالى :﴿ سراجا وهاجا ﴾ آية ١٣
عن ابن عباس في قوله : وجعلنا سراجا وهاجا } قال : مضيئا.
عن ابن عباس في قوله :﴿ وأنزلنا من المعصرات ﴾ قال : السحاب ﴿ ماء ثجاجا ﴾ قال : منصبا.
قوله تعالى :﴿ وأنزلنا من المعصرات ﴾ آية ١٤
عن ابن عباس ﴿ وأنزلنا من المعصرات ﴾ قال : الرياح ﴿ ماء ثجاجا ﴾ قال : منصبا.
قوله تعالى :﴿ وجنات ألفافا ﴾ آية ١٦
عن ابن عباس في قوله :﴿ وجنات ألفافا ﴾ قال : مجتمعة.
قوله تعالى :﴿ يوم ينفخ في الصور فتأتون أفواجا ﴾ آية ١٨
عن مجاهد في قوله :﴿ يوم ينفخ في الصور فتأتون أفواجا ﴾ قال : زمرا زمرا.
قوله تعالى :﴿ لابثين فيها أحقابا ﴾ قال : سنين.
عن أبي هريرة ﴿ لابثين فيها أحقابا ﴾ قال : الحقب ثمانون سنة، والسنة ثلاثمائة وستون يوما، واليوم كألف سنة مما تعدون.
وبسند ضعيف عن أبي أمامة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :﴿ لابثين فيها أحقابا ﴾ قال : الحقب ألف شهر، والشهر ثلاثون يوما، والسنة اثنا عشر شهر، والشهر ثلاثمائة وستون يوما، كل يوم منها ألف سنة مما تعدون، فالحقب ثمانون ألف سنة.
١٩٠٩٩ - وَبِسَنَدٍ ضَعِيفٍ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
لابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا قَالَ: الْحُقْبُ أَلْفُ شَهْرٍ، وَالشَّهْرُ ثَلاثُونَ يَوْمًا، والسنة اثنا عشر شهر، والشهر ثَلاثُمِائَةٍ وَسِتُّونَ يَوْمًا، كُلُّ يَوْمٍ مِنْهَا أَلْفُ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ، فَالْحُقْبُ ثَمَانُونَ أَلْفَ سَنَةٍ «١».
قَوْلُهُ تَعَالَى: إِلا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا
١٩١٠٠ - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ إِلا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا قَالَ: الْحَمِيمُ الْحَارُّ الذي يحرق، الغساق الزَّمْهَرِيرُ الْبَارِدُ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: جَزَاءً وِفَاقًا
١٩١٠١ - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: جَزَاءً وِفَاقًا قَالَ: وَافَقَ أَعْمَالَهُمْ «٢».
قَوْلُهُ تَعَالَى: إِنَّهُمْ كَانُوا لا يَرْجُونَ حِسَابًا
١٩١٠٢ - عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ: جَزَاءً وِفَاقًا يَقُولُ: وَافَقَ الْجَزَاءُ الْعَمَلَ إِنَّهُمْ كَانُوا لا يرجون حسابا قال: لا يَخَافُونَهُ، وَفِي لَفْظٍ: لَا يُبَالُونَ فَيُصَدِّقُونَ بِالْبَعْثِ «٣».
قَوْلُهُ تَعَالَى: فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلا عَذَابًا
١٩١٠٣ - عَنِ الْحَسَنِ بْنِ دِينَارٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا بَرْزَةَ الْأَسْلَمِيَّ عَنْ أَشَدِّ آيَةٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ عَلَى أَهْلِ النَّارِ فَقَالَ: قَوْلُ اللَّهِ: فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلا عَذَابًا «٤».
قَوْلُهُ تَعَالَى: إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا
١٩١٠٤ - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَوْلُهُ: إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا قَالَ:
مُنْتَزِهًا وَكَوَاعِبَ قَالَ: نَوَاهِدَ أَتْرَابًا قَالَ: مُسْتَوَيَاتٌ وَكَأْسًا دهاقا قال: ممتلئا.
(١) الدر ٨/ ٣٩٤- ٣٩٥.
(٢) الدر ٨/ ٣٩٦- ٣٩٨.
(٣) الدر ٨/ ٣٩٦- ٣٩٨.
(٤) الدر ٨/ ٣٩٦- ٣٩٨.
قوله تعالى :﴿ جزاء وفاقا ﴾ آية ٢٦
عن ابن عباس في قوله :﴿ جزاء وفاقا ﴾ قال : وافق أعمالهم.
عن مجاهد في قوله :﴿ جزاء وفاقا ﴾ يقول : وافق الجزاء العمل.
قوله تعالى :﴿ إنهم كانوا لا يرجون حسابا ﴾ آية ٢٧
عن مجاهد في قوله :﴿ إنهم كانوا لا يرجون حسابا ﴾ قال : لا يخافونه، وفي لفظ : لا يبالون فيصدقون بالبعث.
قوله تعالى :﴿ فذوقوا فلن نزيدكم إلا عذابا ﴾ آية ٣٠
عن الحسن بن دينار قال : سألت أبا برزة الأسلمي عن أشد آية في كتاب الله على أهل النار فقال : قول الله :﴿ فذوقوا فلن نزيدكم إلا عذابا ﴾.
قوله تعالى :﴿ إن للمتقين مفازا ﴾ آية ٣١
عن ابن عباس في قوله :﴿ إن للمتقين مفازا ﴾ قال : متنزها.
عن ابن عباس في قوله :﴿ وكواعب ﴾ قال : نواهد ﴿ أترابا ﴾ قال : مستويات.
عن ابن عباس في قوله :﴿ وكأسا دهاقا ﴾ قال : ممتلئا.
قوله تعالى :﴿ وكأسا دهاقا ﴾ آية ٣٤
عن ابن عباس في قوله :﴿ وكأسا دهاقا ﴾ قال : هي الممتلئة المترعة المتتابعة، وربما سمعت العباس يقول : يا غلام اسقنا وادهق لنا.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَكَأْسًا دِهَاقًا
١٩١٠٥ - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: وَكَأْسًا دِهَاقًا قَالَ: هِيَ الْمُمْتَلِئَةُ الْمُتْرَعَةُ الْمُتَتَابِعَةُ، وَرُبَّمَا سَمِعْتُ الْعَبَّاسَ يَقُولُ: يَا غُلامُ اسْقِنَا وَادْهِقْ لَنَا «١».
قَوْلُهُ تَعَالَى: يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا
١٩١٠٦ - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: الرُّوحُ جُنْدٌ مِنْ جُنُودِ اللَّهِ لَيْسُوا بِمَلائِكَةٍ لَهُمْ رؤوس وَأَيْدٍ وَأَرْجُلٌ، ثُمَّ قَرَأَ يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا قَالَ: هَؤُلاءِ جُنْدٌ وَهَؤُلاءِ جُنْدٌ «٢».
١٩١٠٧ - عَنِ الشَّعْبِيِّ فِي قَوْلِهِ: يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا قَالَ: هُمَا سِمَاطَا رَبِّ الْعَالَمِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، سِمَاطٌ مِنَ الرُّوحِ وَسِمَاطٌ مِنَ الْمَلائِكَةِ. - وَالْإِنْسُ وَالْمَلائِكَةُ وَالشَّيَاطِينُ عُشْرُ الروح ولقد قُبِضَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَا يَعْلَمُ الرُّوحَ «٣».
١٩١٠٨ - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ قَالَ: هُوَ مَلَكٌ مِنْ أَعْظَمِ الْمَلَائِكَةِ خَلْقًا.
قوله تعالى: اليتني كُنْتُ تُرَابًا
١٩١٠٩ - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: يُحْشَرُ الْخَلائِقُ كُلُّهُمْ. يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْبَهَائِمُ وَالدَّوَابُّ وَالطَّيْرُ وَكُلُّ شَيْءٍ، فَيَبْلَغُ مِنْ عَدْلِ اللَّهِ أَنْ يَأْخُذَ لِلْجَمَّاءِ مِنَ الْقَرْنَاءِ ثُمَّ يَقُولُ: كُونِي ترابا، فذلك حين يقول الكافر: اليتني كنت ترابا.
(١) الدر ٨/ ٣٩٦- ٣٩٨.
(٢) الدر ٨/ ٣٩٦- ٣٩٨.
(٣) الدر ٨/ ٣٩٦- ٣٩٨. [.....]
قوله تعالى :﴿ يا ليتني كنت ترابا ﴾ آية ٤٠
عن أبي هريرة قال : يحشر الخلائق كلهم يوم القيامة البهائم والدواب والطير وكل شيء، فيبلغ من عدل الله أن يأخذ للجماء من القرناء ثم يقول : كوني ترابا، فذلك حين يقول الكافر :﴿ يا ليتني كنت ترابا ﴾.
سورة النبأ
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (النَّبأ) من السُّوَر المكية، وقد جاءت بإثباتِ وقوع يوم القيامة، ودلَّلتْ على صدقِ ذلك بالآيات الكونية التي تملأ هذا الكونَ؛ فالله الذي خلَق هذا الكون بآياته العظام وسيَّره بأبدَعِ نظام قادرٌ على بعثِ الناس، ومجازاتهم على أعمالهم؛ فللعاصين النارُ جزاءً وِفاقًا، وللمتقين الجنةُ جزاءً من ربك عطاءً حسابًا، وسورة (النبأ) من السُّوَر التي شيَّبتْ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم؛ لما ذكَرتْ من مشاهدِ يوم القيامة.

ترتيبها المصحفي
78
نوعها
مكية
ألفاظها
174
ترتيب نزولها
80
العد المدني الأول
40
العد المدني الأخير
40
العد البصري
41
العد الكوفي
40
العد الشامي
40

* سورة (النَّبأ):

سُمِّيت سورة (النَّبأ) بهذا الاسم؛ لوقوع لفظ (النَّبأ) في فاتحتها؛ وهو: خبَرُ الساعة والبعث الذي يسأل الناسُ عن وقوعه.

* وتُسمَّى كذلك بسورة (عمَّ)، أو (عمَّ يتساءلون)، أو (التساؤل)؛ لافتتاحِها بها.

سورة (النَّبأ) من السُّوَر التي شيَّبتْ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم:

عن ابنِ عباسٍ رضي الله عنهما، قال: «قال أبو بكرٍ الصِّدِّيقُ رضي الله عنه لرسولِ اللهِ: يا رسولَ اللهِ، أراكَ قد شِبْتَ! قال: «شيَّبتْني هُودٌ، والواقعةُ، والمُرسَلاتُ، و{عَمَّ يَتَسَآءَلُونَ}، و{إِذَا اْلشَّمْسُ كُوِّرَتْ}». أخرجه الحاكم (3314).

1. تساؤل المشركين عن النبأ (١-٥).

2. الآيات الكونية (٦-١٦).

3. أحداث يوم القيامة (١٧-٣٠).

4. جزاء المتقين (٣١-٤٠).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (9 /4).

يقول البقاعي: «مقصودها: الدلالةُ على أن يوم القيامة الذي كانوا مُجمِعين على نفيه، وصاروا بعد بعثِ النبي صلى الله عليه وسلم في خلافٍ فيه مع المؤمنين: ثابتٌ ثباتًا لا يحتمل شكًّا ولا خلافًا بوجه؛ لأن خالقَ الخَلْقِ - مع أنه حكيمٌ قادر على ما يريد - دبَّرهم أحسنَ تدبير، وبنى لهم مسكنًا وأتقَنه، وجعلهم على وجهٍ يَبقَى به نوعُهم من أنفسهم، بحيث لا يحتاجون إلى أمرٍ خارج يرونه، فكان ذلك أشَدَّ لأُلفتهم، وأعظَم لأُنْسِ بعضهم ببعض، وجعَل سَقْفَهم وفراشهم كافلَينِ لمنافعهم، والحكيم لا يترك عبيدَه - وهو تامُّ القدرة، كامل السلطان - يَمرَحون، يَبغِي بعضهم على بعض، ويأكلون خيرَه ويعبدون غيرَه، فكيف إذا كان حاكمًا؟! فكيف إذا كان أحكَمَ الحاكمين؟!
هذا ما لا يجوز في عقلٍ، ولا يخطر ببالٍ أصلًا؛ فالعلم واقع به قطعًا.
وكلٌّ من أسمائها واضحٌ في ذلك؛ بتأمُّل آيته، ومبدأ ذكرِه وغايته». "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور" للبقاعي (3 /151).