تفسير سورة النبأ

إيجاز البيان

تفسير سورة سورة النبأ من كتاب إيجاز البيان عن معاني القرآن المعروف بـإيجاز البيان.
لمؤلفه بيان الحق النيسابوري . المتوفي سنة 553 هـ

﴿ نومكم سباتا ﴾ قطعا لأعمالكم، ويوم السبت لقطعهم العمل فيه ١.
والسبت : نوع من النعال الحسنة التخصير والتقطيع.
وقيل : السبات : النوم الممتد، سبتت٢ شعرها مدت٣ عقيصتها المفتولة ٤.
١ ذكره الماوردي في تفسيره ج٦ ص ١٨٣..
٢ في ب سبت..
٣ في أ مددت..
٤ انظر : تفسير القرطبي ج١٩ ص ١٧١، ولسان العرب مادة " سبت " ج٢ ص ٣٦..
١٤ الْمُعْصِراتِ: السّحائب التي دنت أن تمطر «١»، كالمعصرة التي دنت من الحيض.
١٦ أَلْفافاً: مجتمعة بعضها إلى بعض، جنّة لفّاء، وجمعها «لفّ»، ثم «ألفاف» «٢».
وفي الحديث «٣» :«كان عمر وعثمان وابن عمر رضي الله عنهم لفا»، أي: حزبا.
٢١ مِرْصاداً: مفعال من الرّصد «٤».
٢٤ بَرْداً: نوما «٥»، يقال: منع البرد البرد «٦».
(١) ذكره ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: ٥٠٨، وأخرجه الطبري في تفسيره: ٣٠/ ٥ عن ابن عباس رضي الله عنهما. ونقله الماوردي في تفسيره: ٤/ ٣٨٣ عن سفيان، والربيع بن أنس.
وانظر معاني القرآن للزجاج: ٥/ ٢٧٢، والمفردات للراغب: ٣٣٦، واللسان: ٤/ ٥٧٧ (عصر).
(٢) ف «ألفاف» جمع الجمع كما في مجاز القرآن لأبي عبيدة: ٢/ ٢٨٢.
وانظر تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ٥٠٩، وتفسير الطبري: ٣٠/ ٧، وتفسير البغوي:
٤/ ٤٣٧، وتفسير القرطبي: ١٩/ ١٧٤.
(٣) أخرجه ابن قتيبة في غريب الحديث: ٢/ ٣٧ عن عثمان بن نائل عن أبيه بلفظ: «سافرت مع مولاي عثمان بن عفان وعمر في حج أو عمرة، فكان عمر وعثمان وابن عمر لفا... ».
ينظر هذا الأثر أيضا في الفائق: ٣/ ٣٢٣، وغريب الحديث لابن الجوزي: ٢/ ٣٢٧، والنهاية: ٤/ ٦٢١.
(٤) الجمهرة لابن دريد: ٢/ ٦٢٩، وتفسير البغوي: ٤/ ٤٣٨، وزاد المسير: ٩/ ٧، وتفسير القرطبي: ١٩/ ١٧٧.
(٥) ذكره الفراء في معانيه: ٣/ ٢٢٨، وابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: ٥٠٩، والطبري في تفسيره: ٣٠/ ١٢.
وقيل: إنه بلغة هذيل كما في كتاب اللغات الواردة في القرآن: ٣٠٨، والبحر المحيط:
٨/ ٤١٤.
ونقل الماوردي هذا القول في تفسيره: ٤/ ٣٨٥ عن مجاهد، والسدي، وأبي عبيدة.
(٦) أي: أذهب البرد النوم كما في تفسير البغوي: ٤/ ٤٣٨، وتفسير القرطبي: ١٩/ ١٨٠، والبحر المحيط: ٨/ ٤١٤.
وقيل «١» : برد الماء والهواء.
٢٦ جَزاءً وِفاقاً: جازيا على وفاق أعمالهم.
٢٨ كِذَّاباً: كذب يكذب كذبا وكذابا، وكذّب كذّابا، ومثله: كلّم كلّاما وقضى قضاء. وقال أعرابي: القصّار أفضل أم الحلق «٢» ؟.
٣١ مَفازاً: موضع الفوز «٣».
٣٤ دِهاقاً: ملاء ولاء «٤».
٣٦ عَطاءً حِساباً: كافيا «٥».
٣٨ الرُّوحُ: ملك عظيم يقوم وحده صفا ويقوم الملائكة صفا «٦».
[سورة النازعات]
١ وَالنَّازِعاتِ: الملائكة تنزع الأرواح «٧».
(١) ذكره الماوردي في تفسيره: ٤/ ٣٨٥، وقال: «وهو قول كثير من المفسرين».
(٢) أورده الفراء في معانيه: ٣/ ٢٢٩، على أنه هو المسؤول.
(٣) تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ٥١٠، وتفسير الماوردي: ٤/ ٣٨٦، والمفردات للراغب:
٣٨٧. [.....]
(٤) مجاز القرآن لأبي عبيدة: ٢/ ٢٨٣، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ٥١٠، وتفسير الطبري: ٣٠/ ١٨، ومعاني القرآن للزجاج: ٥/ ٢٧٥.
(٥) هذا قول أبي عبيدة في مجاز القرآن: ٢/ ٢٨٣، وذكره الزجاج في معانيه: ٥/ ٢٧٥، ومكي في تفسير المشكل: ٣٧٢، ونقله الماوردي في تفسيره: ٤/ ٣٨٧ عن الكلبي.
(٦) ورد نحوه في أثر أخرجه الطبري في تفسيره: ٣٠/ ٢٢ عن ابن عباس رضي الله عنهما.
وأورد الطبري- رحمه الله- أقوالا أخرى في المراد ب- «الروح» - ثم قال: «والصواب من القول أن يقال: إن الله تعالى ذكره أخبر أنّ خلقه «لا يملكون منه خطابا، يوم يقوم الروح» -، والروح: خلق من خلقه، وجائز أن يكون بعض هذه الأشياء التي ذكرت والله أعلم أيّ ذلك هو، ولا خبر بشيء من ذلك أنه المعنيّ به دون غيره يجب التسليم له، ولا حجة تدل عليه، وغير ضائر الجهل به».
وقال الحافظ ابن كثير في تفسيره: ٨/ ٣٣٤: «والأشبه- والله أعلم- أنهم بنو آدم».
(٧) ذكره الفراء في معانيه: ٣/ ٢٣٠، وابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: ٥١٢، والطبري في تفسيره: ٣٠/ ٢٧، والزجاج في معانيه: ٥/ ٢٧٧.
ونقله الماوردي في تفسيره: ٤/ ٣٩٠ عن ابن مسعود، ومسروق.
سورة النبأ
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (النَّبأ) من السُّوَر المكية، وقد جاءت بإثباتِ وقوع يوم القيامة، ودلَّلتْ على صدقِ ذلك بالآيات الكونية التي تملأ هذا الكونَ؛ فالله الذي خلَق هذا الكون بآياته العظام وسيَّره بأبدَعِ نظام قادرٌ على بعثِ الناس، ومجازاتهم على أعمالهم؛ فللعاصين النارُ جزاءً وِفاقًا، وللمتقين الجنةُ جزاءً من ربك عطاءً حسابًا، وسورة (النبأ) من السُّوَر التي شيَّبتْ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم؛ لما ذكَرتْ من مشاهدِ يوم القيامة.

ترتيبها المصحفي
78
نوعها
مكية
ألفاظها
174
ترتيب نزولها
80
العد المدني الأول
40
العد المدني الأخير
40
العد البصري
41
العد الكوفي
40
العد الشامي
40

* سورة (النَّبأ):

سُمِّيت سورة (النَّبأ) بهذا الاسم؛ لوقوع لفظ (النَّبأ) في فاتحتها؛ وهو: خبَرُ الساعة والبعث الذي يسأل الناسُ عن وقوعه.

* وتُسمَّى كذلك بسورة (عمَّ)، أو (عمَّ يتساءلون)، أو (التساؤل)؛ لافتتاحِها بها.

سورة (النَّبأ) من السُّوَر التي شيَّبتْ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم:

عن ابنِ عباسٍ رضي الله عنهما، قال: «قال أبو بكرٍ الصِّدِّيقُ رضي الله عنه لرسولِ اللهِ: يا رسولَ اللهِ، أراكَ قد شِبْتَ! قال: «شيَّبتْني هُودٌ، والواقعةُ، والمُرسَلاتُ، و{عَمَّ يَتَسَآءَلُونَ}، و{إِذَا اْلشَّمْسُ كُوِّرَتْ}». أخرجه الحاكم (3314).

1. تساؤل المشركين عن النبأ (١-٥).

2. الآيات الكونية (٦-١٦).

3. أحداث يوم القيامة (١٧-٣٠).

4. جزاء المتقين (٣١-٤٠).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (9 /4).

يقول البقاعي: «مقصودها: الدلالةُ على أن يوم القيامة الذي كانوا مُجمِعين على نفيه، وصاروا بعد بعثِ النبي صلى الله عليه وسلم في خلافٍ فيه مع المؤمنين: ثابتٌ ثباتًا لا يحتمل شكًّا ولا خلافًا بوجه؛ لأن خالقَ الخَلْقِ - مع أنه حكيمٌ قادر على ما يريد - دبَّرهم أحسنَ تدبير، وبنى لهم مسكنًا وأتقَنه، وجعلهم على وجهٍ يَبقَى به نوعُهم من أنفسهم، بحيث لا يحتاجون إلى أمرٍ خارج يرونه، فكان ذلك أشَدَّ لأُلفتهم، وأعظَم لأُنْسِ بعضهم ببعض، وجعَل سَقْفَهم وفراشهم كافلَينِ لمنافعهم، والحكيم لا يترك عبيدَه - وهو تامُّ القدرة، كامل السلطان - يَمرَحون، يَبغِي بعضهم على بعض، ويأكلون خيرَه ويعبدون غيرَه، فكيف إذا كان حاكمًا؟! فكيف إذا كان أحكَمَ الحاكمين؟!
هذا ما لا يجوز في عقلٍ، ولا يخطر ببالٍ أصلًا؛ فالعلم واقع به قطعًا.
وكلٌّ من أسمائها واضحٌ في ذلك؛ بتأمُّل آيته، ومبدأ ذكرِه وغايته». "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور" للبقاعي (3 /151).