تفسير سورة النبأ

التبيان في تفسير غريب القرآن

تفسير سورة سورة النبأ من كتاب التبيان في تفسير غريب القرآن
لمؤلفه ابن الهائم . المتوفي سنة 815 هـ

" سباتا " راحة لأبدانكم.
" وهاجا " وقادا يعني الشمس.
" من المعصرات " السحاب التي قد حان لها أن تمطر فيقال شبهت بمعاصير الجواري والمعصر الجارية التي قد دنت من الحيض، " ثجاجا " متدفقا ويقال ثجاجا سيالا ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم أحب العمل إلى الله عز وجل العج والثج فالعج التلبية والثج إسالة الدماء من الذبح والنحر.
" ألفافا " ملتفة من الشجر واحدها لف ولفيف ويجوز أن يكون الواحد لفاء وجمعها لف وجمع الجمع ألفاف.
" ميقاتا " مفعالا من الوقت.
" أحقابا " جمع حقب والحقب ثمانون سنة وقوله " لابثين فيها أحقابا " أي كلما مضى حقي تبعه حقب أخر أبدا.
" بردا " أي نوما بلغة هذيل ويقال في مثل منع البرد البرد أي أصابني من البرد ما منعني من النوم.
" جزاء وفاقا " لسوء أعمالهم.
" كذابا " أي كذبا.
" إن للمتقين مفازا " أي ظفرا بما يريدون يقال فاز بالأمر إذا ظفر به.
" وكواعب " أي نساء قد كعب ثديهن.
" دهاقا " مترعة أي ملأى بلغة هذيل.
" عطاء حسابا " أي كافيا يقال أعطاني ما أحسبني أي ما كفاني ويقال أصل هذا أن تعطيه حتى يقول حسبي.
" يوم يقوم الروح والملائكة صفا " قال المفسرون الروح ملك عظيم من ملائكة الله عز وجل يقوم وحده فيكون صفا وتقوم الملائكة صفا.
سورة النبأ
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (النَّبأ) من السُّوَر المكية، وقد جاءت بإثباتِ وقوع يوم القيامة، ودلَّلتْ على صدقِ ذلك بالآيات الكونية التي تملأ هذا الكونَ؛ فالله الذي خلَق هذا الكون بآياته العظام وسيَّره بأبدَعِ نظام قادرٌ على بعثِ الناس، ومجازاتهم على أعمالهم؛ فللعاصين النارُ جزاءً وِفاقًا، وللمتقين الجنةُ جزاءً من ربك عطاءً حسابًا، وسورة (النبأ) من السُّوَر التي شيَّبتْ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم؛ لما ذكَرتْ من مشاهدِ يوم القيامة.

ترتيبها المصحفي
78
نوعها
مكية
ألفاظها
174
ترتيب نزولها
80
العد المدني الأول
40
العد المدني الأخير
40
العد البصري
41
العد الكوفي
40
العد الشامي
40

* سورة (النَّبأ):

سُمِّيت سورة (النَّبأ) بهذا الاسم؛ لوقوع لفظ (النَّبأ) في فاتحتها؛ وهو: خبَرُ الساعة والبعث الذي يسأل الناسُ عن وقوعه.

* وتُسمَّى كذلك بسورة (عمَّ)، أو (عمَّ يتساءلون)، أو (التساؤل)؛ لافتتاحِها بها.

سورة (النَّبأ) من السُّوَر التي شيَّبتْ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم:

عن ابنِ عباسٍ رضي الله عنهما، قال: «قال أبو بكرٍ الصِّدِّيقُ رضي الله عنه لرسولِ اللهِ: يا رسولَ اللهِ، أراكَ قد شِبْتَ! قال: «شيَّبتْني هُودٌ، والواقعةُ، والمُرسَلاتُ، و{عَمَّ يَتَسَآءَلُونَ}، و{إِذَا اْلشَّمْسُ كُوِّرَتْ}». أخرجه الحاكم (3314).

1. تساؤل المشركين عن النبأ (١-٥).

2. الآيات الكونية (٦-١٦).

3. أحداث يوم القيامة (١٧-٣٠).

4. جزاء المتقين (٣١-٤٠).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (9 /4).

يقول البقاعي: «مقصودها: الدلالةُ على أن يوم القيامة الذي كانوا مُجمِعين على نفيه، وصاروا بعد بعثِ النبي صلى الله عليه وسلم في خلافٍ فيه مع المؤمنين: ثابتٌ ثباتًا لا يحتمل شكًّا ولا خلافًا بوجه؛ لأن خالقَ الخَلْقِ - مع أنه حكيمٌ قادر على ما يريد - دبَّرهم أحسنَ تدبير، وبنى لهم مسكنًا وأتقَنه، وجعلهم على وجهٍ يَبقَى به نوعُهم من أنفسهم، بحيث لا يحتاجون إلى أمرٍ خارج يرونه، فكان ذلك أشَدَّ لأُلفتهم، وأعظَم لأُنْسِ بعضهم ببعض، وجعَل سَقْفَهم وفراشهم كافلَينِ لمنافعهم، والحكيم لا يترك عبيدَه - وهو تامُّ القدرة، كامل السلطان - يَمرَحون، يَبغِي بعضهم على بعض، ويأكلون خيرَه ويعبدون غيرَه، فكيف إذا كان حاكمًا؟! فكيف إذا كان أحكَمَ الحاكمين؟!
هذا ما لا يجوز في عقلٍ، ولا يخطر ببالٍ أصلًا؛ فالعلم واقع به قطعًا.
وكلٌّ من أسمائها واضحٌ في ذلك؛ بتأمُّل آيته، ومبدأ ذكرِه وغايته». "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور" للبقاعي (3 /151).