تفسير سورة النبأ

المصحف المفسّر

تفسير سورة سورة النبأ من كتاب المصحف المفسّر
لمؤلفه فريد وجدي . المتوفي سنة 1373 هـ
سورة النبأ مكية وآياتها أربعون

تفسير الألفاظ :
﴿ عم ﴾ أصلها عما، أي عن ما بمعنى عن أي شيء. ﴿ يتساءلون ﴾ أي يسأل بعضهم بعضا.
تفسير المعاني :
عن أي شيء يتساءل مشركو مكة ؟
تفسير الألفاظ :
﴿ النبأ ﴾ أي الخبر
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:تفسير المعاني :
يتساءلون عن الخبر الهائل الذي هم مختلفون فيه " كان بعضهم يسأل بعضا عن البعث ويسألون عنه الرسول استهزاء " فزجرهم الله قائلا : كلا سيعلمون هذا الأمر حق أم باطل.

تفسير الألفاظ :
﴿ كلا ﴾ كلمة ردع.
سورة النبأ مكية وآياتها أربعون
تفسير المعاني :
ثم كلا سيعلمون ذلك " كرر هذه للمبالغة ".
تفسير الألفاظ :
﴿ مهادا ﴾ المهاد الفراش والأرض. جمعه أمهدة ومهد ومهد.
تفسير المعاني :
ألم نجعل الأرض لكم فراشا ؟
تفسير الألفاظ :
﴿ أوتادا ﴾ جمع وتد وهي القطع الخشبية التي تدق حول الخيمة لتشد إليها حبالها.
تفسير المعاني :
والجبال أوتادا لتثبتها فلا تضطرب ولا تميد بكم ؟
تفسير الألفاظ :
﴿ أزواجا ﴾ أي ذكرا وأنثى.
تفسير المعاني :
وخلقناكم أزواجا ؟
تفسير الألفاظ :
﴿ سباتا ﴾ أي قطعا عن الإحساس والحركة لتستريح القوى الحيوانية ويزول كلالها، مشتق من سبته يسبته ويسبته قطعه. وسبت الرجل يسبت، ويسبت أيضا استراح.
تفسير المعاني :
وجعلنا منكم إراحة لأبدانكم من عناء الأعمال اليومية.
تفسير الألفاظ :
﴿ لباسا ﴾ أي غطاء يستتر بظلمته من أراد التخفي.
تفسير الألفاظ :
﴿ معاشا ﴾ أي وقت معاش. وقيل معاشا، أي حياة تنبعثون فيها من نومكم.
تفسير الألفاظ :
﴿ سبعا شدادا ﴾ أي سبع سماوات قويات محكمات.
تفسير الألفاظ :
﴿ وهاجا ﴾ أي متلألئا وقادا.
تفسير الألفاظ :
﴿ والمعصرات ﴾ أي السحب إذا أعصرت، أي شارفت أن تعصرها الرياح. ﴿ ثجاجا ﴾ أي منصبا بكثرة. يقال ثج الماء يثج سال، وثجه هو أساله.
تفسير الألفاظ :
﴿ ألفافا ﴾ ملتفة بعضها ببعض، جمع لف أو جمع لفيف أو جمع لف الذي هو جمع لفاء.
تفسير الألفاظ :
﴿ ميقاتا ﴾ أي حدا توقت به الدنيا.
تفسير الألفاظ :
﴿ الصور ﴾ البوق، قيل إن إسرافيل ينفخ يوم القيامة في بوق فيموت كل حي، ثم ينفخ فيه أخرى فيحيون. وعندنا أن النفخ في البوق كناية عن الدعوة للموت أو الحياة. ﴿ أفواجا ﴾ جماعات، جمع فوج،
تفسير الألفاظ :
﴿ مرصادا ﴾ موضع رصد.
تفسير الألفاظ :
﴿ للطاغين ﴾ أي للمتجاوزين للحدود. يقال طغا يطغو طغوا تجاوز الحد. ﴿ مآبا ﴾ أي مرجعا، من آب يئوب أي رجع.
تفسير الألفاظ :
﴿ أحقابا ﴾ دهورا، جمع حقب وهو ثمانون سنة، ويطلق على السنة، ويقال له الحقب أيضا.
تفسير الألفاظ :
﴿ حميما ﴾ أي ماء حارا. ﴿ وغساقا ﴾ هو ما يغسق أي يسيل من صديد أهل النار.
والشرح اللفظي كاف لإيضاح معاني بقية الصفحة.
تفسير الألفاظ :
﴿ جزاء وفاقا ﴾ أي جزاء ذا وفاق لأعمالهم أي موافقا لها.
تفسير الألفاظ :
﴿ كذابا ﴾ أي تكذيبا، وفعال بمعنى تفعيل شائع في العربية.
تفسير الألفاظ :
﴿ أحصيناه كتابا ﴾ كتابا مصدر لأحصيناه فإن الإحصاء والكتابة يتشاركان في معنى الضبط.
تفسير الألفاظ :
﴿ مفازا ﴾ أي فوزا أو موضع فوز، وهو مصدر.
تفسير الألفاظ :
﴿ وكواعب ﴾ جمع كاعب وهي الفتاة إذا كعب ثديها أي نهد. ﴿ أترابا ﴾ هن المتساويات في السن، جمع ترب. يقال : فلانة ترب فلانة أي سنها كسنها،
تفسير الألفاظ :
﴿ دهاقا ﴾ أي ملأى. يقال أدهق الحوض ملأه.
تفسير المعاني :
ويشربون في الجنة كأسا ملأى من خمر لا يسكر.
تفسير المعاني :
لا يسمعون فيها لغوا، أي كلاما لا فائدة فيه
تفسير الألفاظ :
﴿ عطاء حسابا ﴾ أي عطاء كافيا، من أحسبه الشيء أي كفاه.
تفسير المعاني :
تفضلا من ربك عليهم عطاء يكفيهم.
تفسير المعاني :
رب السماوات والأرض وما بينهما الرحمن لا يملكون منه خطابه.
تفسير الألفاظ :
﴿ يوم يقوم الروح ﴾ الروح ملك موكل على الأرواح، أو جنس الأرواح، أو جبريل، أو خلق أعظم من الملائكة.
تفسير المعاني :
يوم تقف الأرواح العليا والملائكة صفا لا يستطيع أحدهم أن يتكلم إلا إذا أذن له، وكان في قدرته أن يقول صوابا.
تفسير الألفاظ :
﴿ ذلك اليوم الحق ﴾ أي الكائن لا محالة. ﴿ مآبا ﴾ أي مرجعا، من آب يئوب أوبا وإيابا.
تفسير المعاني :
ذلك اليوم كائن، فمن شاء اتخذ إلى ثواب ربه مرجعا بالتوبة.
تفسير المعاني :
إنا أنذرناكم عذابا قريبا، يوم ينظر المرء ما قدمت يداه ويقول الكافر : يا ليتني كنت ترابا.
سورة النبأ
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (النَّبأ) من السُّوَر المكية، وقد جاءت بإثباتِ وقوع يوم القيامة، ودلَّلتْ على صدقِ ذلك بالآيات الكونية التي تملأ هذا الكونَ؛ فالله الذي خلَق هذا الكون بآياته العظام وسيَّره بأبدَعِ نظام قادرٌ على بعثِ الناس، ومجازاتهم على أعمالهم؛ فللعاصين النارُ جزاءً وِفاقًا، وللمتقين الجنةُ جزاءً من ربك عطاءً حسابًا، وسورة (النبأ) من السُّوَر التي شيَّبتْ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم؛ لما ذكَرتْ من مشاهدِ يوم القيامة.

ترتيبها المصحفي
78
نوعها
مكية
ألفاظها
174
ترتيب نزولها
80
العد المدني الأول
40
العد المدني الأخير
40
العد البصري
41
العد الكوفي
40
العد الشامي
40

* سورة (النَّبأ):

سُمِّيت سورة (النَّبأ) بهذا الاسم؛ لوقوع لفظ (النَّبأ) في فاتحتها؛ وهو: خبَرُ الساعة والبعث الذي يسأل الناسُ عن وقوعه.

* وتُسمَّى كذلك بسورة (عمَّ)، أو (عمَّ يتساءلون)، أو (التساؤل)؛ لافتتاحِها بها.

سورة (النَّبأ) من السُّوَر التي شيَّبتْ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم:

عن ابنِ عباسٍ رضي الله عنهما، قال: «قال أبو بكرٍ الصِّدِّيقُ رضي الله عنه لرسولِ اللهِ: يا رسولَ اللهِ، أراكَ قد شِبْتَ! قال: «شيَّبتْني هُودٌ، والواقعةُ، والمُرسَلاتُ، و{عَمَّ يَتَسَآءَلُونَ}، و{إِذَا اْلشَّمْسُ كُوِّرَتْ}». أخرجه الحاكم (3314).

1. تساؤل المشركين عن النبأ (١-٥).

2. الآيات الكونية (٦-١٦).

3. أحداث يوم القيامة (١٧-٣٠).

4. جزاء المتقين (٣١-٤٠).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (9 /4).

يقول البقاعي: «مقصودها: الدلالةُ على أن يوم القيامة الذي كانوا مُجمِعين على نفيه، وصاروا بعد بعثِ النبي صلى الله عليه وسلم في خلافٍ فيه مع المؤمنين: ثابتٌ ثباتًا لا يحتمل شكًّا ولا خلافًا بوجه؛ لأن خالقَ الخَلْقِ - مع أنه حكيمٌ قادر على ما يريد - دبَّرهم أحسنَ تدبير، وبنى لهم مسكنًا وأتقَنه، وجعلهم على وجهٍ يَبقَى به نوعُهم من أنفسهم، بحيث لا يحتاجون إلى أمرٍ خارج يرونه، فكان ذلك أشَدَّ لأُلفتهم، وأعظَم لأُنْسِ بعضهم ببعض، وجعَل سَقْفَهم وفراشهم كافلَينِ لمنافعهم، والحكيم لا يترك عبيدَه - وهو تامُّ القدرة، كامل السلطان - يَمرَحون، يَبغِي بعضهم على بعض، ويأكلون خيرَه ويعبدون غيرَه، فكيف إذا كان حاكمًا؟! فكيف إذا كان أحكَمَ الحاكمين؟!
هذا ما لا يجوز في عقلٍ، ولا يخطر ببالٍ أصلًا؛ فالعلم واقع به قطعًا.
وكلٌّ من أسمائها واضحٌ في ذلك؛ بتأمُّل آيته، ومبدأ ذكرِه وغايته». "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور" للبقاعي (3 /151).