تفسير سورة النبأ

تفسير العز بن عبد السلام

تفسير سورة سورة النبأ من كتاب تفسير العز بن عبد السلام المعروف بـتفسير العز بن عبد السلام.
لمؤلفه عز الدين بن عبد السلام . المتوفي سنة 660 هـ
سورة عمَّ يتساءلون مدنية.

١ - ﴿يتساءلون﴾ [٢١٤ / ب] / لما بعث الرسول [صلى الله عليه وسلم] تنازعت قريش فيما دعا إليه واختصموا.
٢ - ﴿النَّبَإِ الْعَظِيمِ﴾ القرآن أو البعث أو القيامة أو أمر الرسول [صلى الله عليه وسلم].
٣ - ﴿مختلفون﴾ اختلفت المسلمون والمشركون فَصدَّق المسلمون وكَذَّب المشركون أو اختلف المشركون فمصدق ومكذب.
٤ - و ٥ - ﴿سيعلمون﴾ وعيد للكافر بعد وعيد فالأول بعذاب القيامة والثاني وعيد لهم بعذاب النار " ح " أو الأول وعيد لهم بالنار والثاني وعد للمؤمنين بالجنة قاله الضحاك.
﴿ سيعلمون ﴾ وعيد للكافر بعد وعيد فالأول بعذاب القيامة والثاني وعيد لهم بعذاب النار " ح " أو الأول وعيد لهم بالنار والثاني وعد للمؤمنين بالجنة قاله الضحاك.
٩ - ﴿سُبَاتاً﴾ نعاساً أو سكناً أو راحة، يوم السبت للراحة فيه سبت الرجل: استراح أو قطعاً للأعمال السبت القطع سبت شعره قطعه، يوم السبت: لانقطاع العمل فيه.
١٠ - ﴿لِبَاساً﴾ سكناً أو غشاء لستره الأشياء كالثوب.
١١ - ﴿مَعَاشاً﴾ سمي الكسب معاشاً لأنه يعاش به.
١٣ - ﴿وَهَّاجاً﴾ مضيئاً " ع " أو متلألئاً أو من وهج الحرّ أو وقاداً جمع الضياء والحَمَى، والسراج هنا: الشمس.
١٤ - ﴿الْمُعْصِرَاتِ﴾ الرياح " ع " أو السحاب أو السماء " ح " ﴿ثَجَّاجاً﴾ كثيراً أو منصباً " ع ".
١٥ - ﴿حَبّاً﴾ ما كان في كمام الزرع المحصود والنبات الذي يُرعى أو الحب اللؤلؤ والنبات العشب قال عكرمة: ما نزلت قطرة من السماء إلا نبت بها في الأرض عشبة أو في البحر لؤلؤة.
١٦ - ﴿أَلْفَافاً﴾ الزرع المجتمع بعضه إلى بعض أو الشجر الملتف بالثمر أو البساتين ذوات الألوان.
{إن يومَ الفصلِ كان ميقاتاً (١٧) يومَ ينفخُ في الصورِ فتأتونَ أفواجاً (١٨) وفتحتِ السماءُ فكانتْ أبواباً (١٩) وسيرَتِ الجبالُ فكانتْ سراباً (٢٠) إنَّ جهنَّمَ كانتْ مرصاداً (٢١) للطاغينَ مئاباً (٢٢) لابثينَ فيها أحقاباً (٢٣) لا يذوقونَ فيها برداً ولا شراباً (٢٤) إلاَّ حميماً وغسَّاقاً (٢٥) جزاءً وفاقاً (٢٦) إنهم كانوا لاَ يرجونَ حساباً (٢٧) وكذبواْ بآياتنا كذاباً (٢٨) وكلَّ شيءٍ
410
أحصيناهُ كتاباً (٢٩) فذوقواْ فلن نزيدكمْ إلاَّ عذاباً (٣٠) }
411
١٧ - ﴿الفَصْل﴾ بين الأولين والآخرين ﴿مِيقَاتاً﴾ للثواب والعقاب أو ميعاداً للجمع.
٢٠ - ﴿وسُيِّرت﴾ أزيلت عن مواضعها أو نسفت من أصولها ﴿سَرَاباً﴾ هباءً أو كالسراب الذي يظن أنَّه ماء وليس بماء.
٢١ - ﴿مِرْصَاداً﴾ راصدة تجازيهم بأعمالهم أو عليها رصد فمن جاء بجواز جاز ومن لم يجىء بجواز حبس " ح " أو المرصاد وعيد من الله تعالى وعد به الكفار.
٢٢ - ﴿لِّلطَّاغِينَ﴾ في الدين بالكفر وفي الدنيا بالظلم ﴿مَآباً﴾ مرجعاً أو مأوى ومنزلاً.
٢٣ - ﴿أَحْقَاباً﴾ بعد أحقاب أبداً، والحقب: ثمانون سنة أو أربعون سنة أو سبعون أو ثلاثمائة أو سبعون ألفاً " ح " أو دهر طويل غير محدود أو ألف شهر عبر عن خلودهم بتتابع الأحقاب عليهم، أو حد عذابهم بالحميم والغساق بالأحقاب فإذا انقضت الأحقاب عذبوا بغير ذلك من العذاب.
٢٤ - ﴿بَرْداً﴾ راحة أو برد الهواء أو النوم.
(بردت مراشفها عَليّ فصدني عنها وعن تقبيلها البرد)
﴿وَلا شَرَاباً﴾ عذباً.
٢٥ - ﴿حَمِيماً﴾ حاراً محرقاً أو دموعهم تجمع في حياض في النار فيسقونها أو نوع من شراب أهل النار. ﴿وَغَسَّاقاً﴾ القيح الغليظ أو الزمهرير المحرق برده " ع " أو صديد أهل النار أو المنتن.
٢٦ - ﴿وفاقا﴾ جمع وفق، وافق [٢١٥ / أ] / سوء الجزاء سوء العمل.
٢٧ - ﴿لا يَرْجُونَ﴾ ثواباً ولا يخافون عقاباً " ع " أو لا يخافون وعد الله بالحساب والجزاء.
﴿إن للمتقينَ مفازاً (٣١) حدائقَ وأعناباً (٣٢) وكواعبَ أتراباً (٣٣) وكأساً دهاقاً (٣٤) لا يسمعونَ فيها لغواً ولا كذاباً (٣٥) جزاءً من ربكَ عطاءً حساباً (٣٦) ﴾
٣١ - ﴿مَفَازاً﴾ منتزهاً أو فوزاً بالنجاة من النار والعذاب بالجنة والرحمة.
٣٣ - ﴿وَكَوَاعِبَ﴾ نواهد " ع " أو عذارى ﴿أَتْرَاباً﴾ أقراناً أو أمثالاً أو متصافيات أو متواخيات.
٣٤ - ﴿دِهَاقاً﴾ مملوءة " ع " أو متتابعة مع بعضها بعضاً أو صافية.
٣٥ - ﴿كِذَّاباً﴾ لغواً باطلاً " ع " أو حلفاً عند شربها أو شتماً أو معصية، كذاباً، لا يكذب بعضهم بعضاً أو الخصومة أو المأثم ﴿فِيهَا﴾ في الجنة أو في شرب الخمر.
٣٦ - ﴿حِسَاباً﴾ كافياً أو كثيراً أو حاسبهم فأعطاهم بالحسنة عشراً.
﴿ربِّ السموات والأرضِ ومَا بينهما الرحمنِ لا يملكونَ منهُ خطاباً (٣٧) يومَ يقومُ الروحُ والملائكةُ صفاً لا يتكلمونَ إلاَّ منْ أذنَ لهُ الرحمنُ وقالَ صواباً (٣٨) ذلكَ اليومُ الحقُّ فمن شاءَ اتخذَ إلى ربهِ مئاباً (٣٩) إنَّا أنذرناكمْ عذاباً قريباً يومَ ينظرُ المرءُ ما قدمتْ يداهُ ويقولُ الكافرُ يليتني كنتُ تراباً (٤٠) ﴾
٣٨ - ﴿الروح﴾ خلق كهيئة الناس وليسوا بناء وهم جند لله تعالى أو
412
أشراف الملائكة أو حفظة على الملائكة أو جبريل عليه السلام أو ملك من أعظم الملائكة خلقاً " ع " أو أرواح بني آدم تقوم صفاً والملائكة صفاً أو بنو آدم أو القرآن ﴿لا يَتَكَلَّمُونَ﴾ لا يشفعون ﴿إِلا مَنْ أّذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ﴾ في الشفاعة " ح " أو لا يتكلمون بشيء إلا من أذن له الرحمن بشهادة أن لا إله إلا الله. ﴿صَوَاباً﴾ حقاً أو قول لا إله إلا الله أو قول الروح يومئذٍ " لا تُدخل الجنة إلا بالرحمة ولا النار إلا بالعمل " ح ".
413
٣٩ - ﴿الْيَوْمُ الْحَقُّ﴾ لأن مجيئه حق أو لأنه يحكم فيه بالحق ﴿مَآباً﴾ سبيلاً أو مرجعاً.
٤٠ - ﴿قَرِيباً﴾ في الدنيا أو يوم بدر أو عذاب القيامة كل آت قريب ﴿الْمَرْءُ﴾ ينظر المؤمن ما قدم من خير ﴿وَيَقُولُ الْكَافِرُ﴾ يبعث الحيوان فيقاد للموقوذة والمركوضة والمنطوحة من الناقرة والراكضة والناطحة ثم يقال كونوا تراباً بلا جنة ولا نار فيقول الكافر يا ليتني كنت تراباً صرت اليوم تراباً بلا جنة ولا نار أو ليتني كنت مثل هذا الحيوان في الدنيا فأكون اليوم تراباً قيل نزلت ﴿يَوْمَ يَنظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ﴾ في أبي سلمة بن عبد الأسد ﴿وَيَقُولُ الْكَافِرُ﴾ في أخيه الأسود بن عبد الأسد.
413
سُورة النازعات
مكية

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

﴿والنازعاتِ غرقاً (١) والناشطاتِ نشطاً (٢) والسابحاتِ سبحاً (٣) فالسابقاتِ سبقاً (٤) فالمدبراتِ أمراً (٥) يومَ ترجفُ الراجفةُ (٦) تتبعها الرادفةُ (٧) قلوبٌ يومئذٍ واجفةٌ (٨) أبصارها خاشعةٌ (٩) يقولونَ أءنا لمردودونَ في الحافرةِ (١٠) أءذا كنا عظاماً نخرةً (١١) قالوا تلكَ إذاً كرةٌ خاسرةٌ (١٢) فإنما هيَ زجرةٌ واحدةٌ (١٣) فإذا هم بالساهِرَةِ (١٤) ﴾
414
سورة النبأ
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (النَّبأ) من السُّوَر المكية، وقد جاءت بإثباتِ وقوع يوم القيامة، ودلَّلتْ على صدقِ ذلك بالآيات الكونية التي تملأ هذا الكونَ؛ فالله الذي خلَق هذا الكون بآياته العظام وسيَّره بأبدَعِ نظام قادرٌ على بعثِ الناس، ومجازاتهم على أعمالهم؛ فللعاصين النارُ جزاءً وِفاقًا، وللمتقين الجنةُ جزاءً من ربك عطاءً حسابًا، وسورة (النبأ) من السُّوَر التي شيَّبتْ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم؛ لما ذكَرتْ من مشاهدِ يوم القيامة.

ترتيبها المصحفي
78
نوعها
مكية
ألفاظها
174
ترتيب نزولها
80
العد المدني الأول
40
العد المدني الأخير
40
العد البصري
41
العد الكوفي
40
العد الشامي
40

* سورة (النَّبأ):

سُمِّيت سورة (النَّبأ) بهذا الاسم؛ لوقوع لفظ (النَّبأ) في فاتحتها؛ وهو: خبَرُ الساعة والبعث الذي يسأل الناسُ عن وقوعه.

* وتُسمَّى كذلك بسورة (عمَّ)، أو (عمَّ يتساءلون)، أو (التساؤل)؛ لافتتاحِها بها.

سورة (النَّبأ) من السُّوَر التي شيَّبتْ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم:

عن ابنِ عباسٍ رضي الله عنهما، قال: «قال أبو بكرٍ الصِّدِّيقُ رضي الله عنه لرسولِ اللهِ: يا رسولَ اللهِ، أراكَ قد شِبْتَ! قال: «شيَّبتْني هُودٌ، والواقعةُ، والمُرسَلاتُ، و{عَمَّ يَتَسَآءَلُونَ}، و{إِذَا اْلشَّمْسُ كُوِّرَتْ}». أخرجه الحاكم (3314).

1. تساؤل المشركين عن النبأ (١-٥).

2. الآيات الكونية (٦-١٦).

3. أحداث يوم القيامة (١٧-٣٠).

4. جزاء المتقين (٣١-٤٠).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (9 /4).

يقول البقاعي: «مقصودها: الدلالةُ على أن يوم القيامة الذي كانوا مُجمِعين على نفيه، وصاروا بعد بعثِ النبي صلى الله عليه وسلم في خلافٍ فيه مع المؤمنين: ثابتٌ ثباتًا لا يحتمل شكًّا ولا خلافًا بوجه؛ لأن خالقَ الخَلْقِ - مع أنه حكيمٌ قادر على ما يريد - دبَّرهم أحسنَ تدبير، وبنى لهم مسكنًا وأتقَنه، وجعلهم على وجهٍ يَبقَى به نوعُهم من أنفسهم، بحيث لا يحتاجون إلى أمرٍ خارج يرونه، فكان ذلك أشَدَّ لأُلفتهم، وأعظَم لأُنْسِ بعضهم ببعض، وجعَل سَقْفَهم وفراشهم كافلَينِ لمنافعهم، والحكيم لا يترك عبيدَه - وهو تامُّ القدرة، كامل السلطان - يَمرَحون، يَبغِي بعضهم على بعض، ويأكلون خيرَه ويعبدون غيرَه، فكيف إذا كان حاكمًا؟! فكيف إذا كان أحكَمَ الحاكمين؟!
هذا ما لا يجوز في عقلٍ، ولا يخطر ببالٍ أصلًا؛ فالعلم واقع به قطعًا.
وكلٌّ من أسمائها واضحٌ في ذلك؛ بتأمُّل آيته، ومبدأ ذكرِه وغايته». "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور" للبقاعي (3 /151).