تفسير سورة النبأ

لطائف الإشارات

تفسير سورة سورة النبأ من كتاب لطائف الإشارات
لمؤلفه القشيري . المتوفي سنة 465 هـ
قوله جل ذكره :﴿ بسم الله الرحمان الرحيم ﴾.
" بسم الله " اسم ملك تجمل عباده بطاعته، وتزين خدمه بعبادته وهو سبحانه لا يتجمل بطاعة المطيعين، ولا يتزين بخدمة العابدين ؛ فزينة العابدين صدار طاعتهم، وزينة العارفين حلة معرفتهم، وزينة المحبين تاج ولايتهم. . وزينة المذنبين غسل وجوههم بصوب عبرتهم.

قوله جل ذكره :﴿ عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ ﴾.
مختلفون بشدة إنكارهم أمرَ البعث، ولالتباسِ ذلك عليهم، وكثرةِ مُساءَلتهم عنه، وكثرة مراجعتهم إلى الرسول صلى الله عليه وسلم في معناه.
تكرَّر من الله إنزال أمرِ البعث، وكم استدلَّ عليهم في حوازِه بوجوهٍ من الأمثلة. . فهذا من ذلك، يقول :﴿ عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ ﴾ : عن الخبر العظيم ﴿ الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ ﴾ قال الله تعالى على جهة الاحتجاج عليهم.
ذَلَّلْناها لهم حتى سَكًنوها.
أوتاداً للأرضِ حتى تَمِيدَ بِهم.
ذَكَراً وأنثى، وحَسَناً وقبيحاً. . . وغير ذلك.
أي راحةً لكم، لتَنْقَطِعوا عن حركاتِكم التي تعبتم بها في نهاركم.
تُغَطَّي ظُلمتُه كلَّ شيءٍ فتسكنوا فيه.
أي وقتَ معاشِكم.
أي سبع سماوات.
أي الشمس، جعلناها سراجاً وقَّاداً مشتعلاً.
﴿ الْمُعْصِرَاتِ ﴾ الرياح التي تعْصِرُ السحاب.
﴿ مَاءً ثَجَّاجاً ﴾ مطراً صَبَّاباً.
﴿ حَبّاً ﴾ كالحنطة والشعير.
﴿ وَجَنَّاتٍ أَلْفَافاً ﴾ بساتين يَلْتَفُّ بعضُها ببعض.
وإذا قد علمتم ذلك فهلاَّ علمتم أنِّي قادرٌ على أَنْ أُعيدَ الخَلْقَ وأُقيمَ القيامة ؟
فبعدَ أن عَدَّ عليهم بعضَ وجوهِ إنعامه، وتمكينهم من منافعهم. . . قال :
﴿ إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتاً ﴾.
مضى معناه.
أي في ذلك اليوم تأتون زُمراً وجماعاتٍ.
أي : تَشَقَّقَتْ وانفطرت.
أي كالسراب.
أي ممراً. ويقال : ذات ارتقابٍ لأهلها.
أي مرجعاً.
أي دهوراً، والمعنى مُؤَبَّدين.
مضى معناه.
ثم يُعَذَّبون بعد ذلك بأنواعٍ أُخَرَ من العذاب.
أي : جُوزُوا على فرق أعمالهم. ويقال : على وفق ما سَبَقَ به التقديرُ، وجرى به الحكم.
لا يؤمنون فيرجعون الثواب ويخافون العقاب.
أي : تكذيباً.
أي : كتبناه كتاباً، وعلمناه عِلْماً.
والمسبِّحُ الزاهدُ يحصي تسبيحَه، والمهجورُ البائسُ يحصي أيامَ هجرانه، والذي هو صاحب وصالٍ لا يتفرَّغ من وَصْلِه إلى تذكُّرِ أيامه في العدد، أو الطول والقصر.
والملائكة يُحصون زلاَّت العاصين، ويكتبونها في صحائفهم. والحق سبحانه يقول :
﴿ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَاباً ﴾ فكما أحصى زَلاَّتٍ العاصين وطاعات المطيعين فكذلك أحْصَى أيامَ هجرانِ المهجورين وَأيَامَ مِحَنِ الممتحَنين، وإِنَّ لهم في ذلك لَسَلْوَةً وَنَفَساً :
ثمانٍ قد مضيْنَ بلا تلاقٍ وما في الصبر فَضْلٌ عن ثمانٍ
وكم من أقوامٍ جاوزت أيامُ فترتهم الحدَّ ! وأَرْبَتْ أوقاتُ هجرانهم على الحَصْر ! قوله جلّ ذكره :﴿ فَذُوقُواْ فَلَن نَّزِيدَكُمْ إِِلاَّ عَذَاباً ﴾.
يا أيها المُنَعَمَّون في الجنة. . افرحوا وتمتعوا فلن نزيدكم إلا ثواباً.
أيها الكافرون. . احترقوا في النار. . ولن نزيدكم إلا عذاباً.
ويا أيها المطيعون. . افرحوا وارتعوا فلن نزيدكم إلا فَضْلاً على فَضْل.
يا أيها المساكين. . ابكوا واجزعوا فلن نزيدَكم إلاَّ عَزْلاً على عَزْل.
قوله جلّ ذكره :﴿ إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازاً حَدَائِقَ وَأَعْنَاباً وَكَوَاعِبَ أَتْرَاباً وَكَأْساً دِهَاقاً لاَّ يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً وَلاَ كِذَّاباً جَزَاءً مِّن رَّبِّكَ عَطَاءً حِسَاباً ﴾.
مُسَلَّمٌ للمتقين ما وعدناهم به. . فهنيئاً لهم ما أَعددنا لهم من الفوزِ بالبُغْية. والظّفَرِ بالسُّؤَالِ والمُنْيَة : من حدائق وأَعنابٍ، ومن كواعبَ أَترابٍ وغير ذلك.
فيا أيها المُهَيَّمون المتَيَّمون هنيئاً لكم ما أنتم فيه اليومَ في سبيل مولاكم من تجرُّدِ وفقر، وما كلَّفَكم به من توكل وصبر، وما تجرعتم من صَدٍّ وهجر.
أحرى الملابسِ ما تَلْقَى الحبيبَ به يومَ التزاورِ في الثوب الذي خَلَعا
قوله :﴿ لاَّ يَسْمَعُونَ فِيهَا ﴾ آذانُهم مصونةٌ عن سماع الأغيار، وأبصارهم محفوظةٌ عن ملاحظة الرسوم والآثار.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٣١:قوله جلّ ذكره :﴿ إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازاً حَدَائِقَ وَأَعْنَاباً وَكَوَاعِبَ أَتْرَاباً وَكَأْساً دِهَاقاً لاَّ يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً وَلاَ كِذَّاباً جَزَاءً مِّن رَّبِّكَ عَطَاءً حِسَاباً ﴾.
مُسَلَّمٌ للمتقين ما وعدناهم به.. فهنيئاً لهم ما أَعددنا لهم من الفوزِ بالبُغْية. والظّفَرِ بالسُّؤَالِ والمُنْيَة : من حدائق وأَعنابٍ، ومن كواعبَ أَترابٍ وغير ذلك.
فيا أيها المُهَيَّمون المتَيَّمون هنيئاً لكم ما أنتم فيه اليومَ في سبيل مولاكم من تجرُّدِ وفقر، وما كلَّفَكم به من توكل وصبر، وما تجرعتم من صَدٍّ وهجر.
أحرى الملابسِ ما تَلْقَى الحبيبَ به يومَ التزاورِ في الثوب الذي خَلَعا
قوله :﴿ لاَّ يَسْمَعُونَ فِيهَا ﴾ آذانُهم مصونةٌ عن سماع الأغيار، وأبصارهم محفوظةٌ عن ملاحظة الرسوم والآثار.

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٣١:قوله جلّ ذكره :﴿ إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازاً حَدَائِقَ وَأَعْنَاباً وَكَوَاعِبَ أَتْرَاباً وَكَأْساً دِهَاقاً لاَّ يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً وَلاَ كِذَّاباً جَزَاءً مِّن رَّبِّكَ عَطَاءً حِسَاباً ﴾.
مُسَلَّمٌ للمتقين ما وعدناهم به.. فهنيئاً لهم ما أَعددنا لهم من الفوزِ بالبُغْية. والظّفَرِ بالسُّؤَالِ والمُنْيَة : من حدائق وأَعنابٍ، ومن كواعبَ أَترابٍ وغير ذلك.
فيا أيها المُهَيَّمون المتَيَّمون هنيئاً لكم ما أنتم فيه اليومَ في سبيل مولاكم من تجرُّدِ وفقر، وما كلَّفَكم به من توكل وصبر، وما تجرعتم من صَدٍّ وهجر.
أحرى الملابسِ ما تَلْقَى الحبيبَ به يومَ التزاورِ في الثوب الذي خَلَعا
قوله :﴿ لاَّ يَسْمَعُونَ فِيهَا ﴾ آذانُهم مصونةٌ عن سماع الأغيار، وأبصارهم محفوظةٌ عن ملاحظة الرسوم والآثار.

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٣١:قوله جلّ ذكره :﴿ إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازاً حَدَائِقَ وَأَعْنَاباً وَكَوَاعِبَ أَتْرَاباً وَكَأْساً دِهَاقاً لاَّ يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً وَلاَ كِذَّاباً جَزَاءً مِّن رَّبِّكَ عَطَاءً حِسَاباً ﴾.
مُسَلَّمٌ للمتقين ما وعدناهم به.. فهنيئاً لهم ما أَعددنا لهم من الفوزِ بالبُغْية. والظّفَرِ بالسُّؤَالِ والمُنْيَة : من حدائق وأَعنابٍ، ومن كواعبَ أَترابٍ وغير ذلك.
فيا أيها المُهَيَّمون المتَيَّمون هنيئاً لكم ما أنتم فيه اليومَ في سبيل مولاكم من تجرُّدِ وفقر، وما كلَّفَكم به من توكل وصبر، وما تجرعتم من صَدٍّ وهجر.
أحرى الملابسِ ما تَلْقَى الحبيبَ به يومَ التزاورِ في الثوب الذي خَلَعا
قوله :﴿ لاَّ يَسْمَعُونَ فِيهَا ﴾ آذانُهم مصونةٌ عن سماع الأغيار، وأبصارهم محفوظةٌ عن ملاحظة الرسوم والآثار.

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٣١:قوله جلّ ذكره :﴿ إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازاً حَدَائِقَ وَأَعْنَاباً وَكَوَاعِبَ أَتْرَاباً وَكَأْساً دِهَاقاً لاَّ يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً وَلاَ كِذَّاباً جَزَاءً مِّن رَّبِّكَ عَطَاءً حِسَاباً ﴾.
مُسَلَّمٌ للمتقين ما وعدناهم به.. فهنيئاً لهم ما أَعددنا لهم من الفوزِ بالبُغْية. والظّفَرِ بالسُّؤَالِ والمُنْيَة : من حدائق وأَعنابٍ، ومن كواعبَ أَترابٍ وغير ذلك.
فيا أيها المُهَيَّمون المتَيَّمون هنيئاً لكم ما أنتم فيه اليومَ في سبيل مولاكم من تجرُّدِ وفقر، وما كلَّفَكم به من توكل وصبر، وما تجرعتم من صَدٍّ وهجر.
أحرى الملابسِ ما تَلْقَى الحبيبَ به يومَ التزاورِ في الثوب الذي خَلَعا
قوله :﴿ لاَّ يَسْمَعُونَ فِيهَا ﴾ آذانُهم مصونةٌ عن سماع الأغيار، وأبصارهم محفوظةٌ عن ملاحظة الرسوم والآثار.

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٣١:قوله جلّ ذكره :﴿ إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازاً حَدَائِقَ وَأَعْنَاباً وَكَوَاعِبَ أَتْرَاباً وَكَأْساً دِهَاقاً لاَّ يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً وَلاَ كِذَّاباً جَزَاءً مِّن رَّبِّكَ عَطَاءً حِسَاباً ﴾.
مُسَلَّمٌ للمتقين ما وعدناهم به.. فهنيئاً لهم ما أَعددنا لهم من الفوزِ بالبُغْية. والظّفَرِ بالسُّؤَالِ والمُنْيَة : من حدائق وأَعنابٍ، ومن كواعبَ أَترابٍ وغير ذلك.
فيا أيها المُهَيَّمون المتَيَّمون هنيئاً لكم ما أنتم فيه اليومَ في سبيل مولاكم من تجرُّدِ وفقر، وما كلَّفَكم به من توكل وصبر، وما تجرعتم من صَدٍّ وهجر.
أحرى الملابسِ ما تَلْقَى الحبيبَ به يومَ التزاورِ في الثوب الذي خَلَعا
قوله :﴿ لاَّ يَسْمَعُونَ فِيهَا ﴾ آذانُهم مصونةٌ عن سماع الأغيار، وأبصارهم محفوظةٌ عن ملاحظة الرسوم والآثار.

قوله جلّ ذكره :﴿ رَّبِّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الرَّحْمانِ لاَ يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطاباً ﴾.
وكيف تكون للمُكَوَّن المخلوقِ الفقيرِ المسكينِ مُكْنَةٌ أَنْ يملك منه خطاباً ؟ أو يتنفَّسَ بدونه نَفَساً ؟ كلاّ. . بل هو اللَّهُ الواحدُ الجبَّار.
قوله جلّ ذكره :﴿ يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلاَئِكَةُ صَفّاً لاَّ يَتَكَلَّمُونَ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَانُ وَقَالَ صَوَاباً ﴾.
إنما تظهر الهيبةُ على العموم لأهل الجمع في ذلك اليوم، وأمَّا الخواص وأصحابُ الحضور فَهُم أبداً بمشهدِ العِزِّ بنعت الهيبة، لا نَفَسَ لهم ولا راحة ؛ أحاط بهم سرادُقها واستولت عليهم حقائقها.
قوله جلّ ذكره :﴿ ذَلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ فَمَن شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَئَاباً ﴾.
هم بمشهد الحقِّ، والحَكَمُ عليهم الحقُّ، حكم عليهم بالحق، وهم مجذوبون بالحقِّ للحقِّ.
قوله جلّ ذكره :﴿ إِنَّا أَنذَرْنَاكُمْ عَذَاباً قَرِيباً ﴾.
وهو عند أهلِ الغفلة بعيدٌ، ولكنَّه في التحقيق قريبٌ.
﴿ يَوْمَ يَنظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَني كُنتُ تُرَابَا ﴾.
مضوا في ذُلِّ الاختيار والتعنِّي، وبُعِثوا في حسرة التمنِّي، ولو أنهم رضوا بالتقدير لتخلَّصوا عن التمنِّي.
سورة النبأ
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (النَّبأ) من السُّوَر المكية، وقد جاءت بإثباتِ وقوع يوم القيامة، ودلَّلتْ على صدقِ ذلك بالآيات الكونية التي تملأ هذا الكونَ؛ فالله الذي خلَق هذا الكون بآياته العظام وسيَّره بأبدَعِ نظام قادرٌ على بعثِ الناس، ومجازاتهم على أعمالهم؛ فللعاصين النارُ جزاءً وِفاقًا، وللمتقين الجنةُ جزاءً من ربك عطاءً حسابًا، وسورة (النبأ) من السُّوَر التي شيَّبتْ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم؛ لما ذكَرتْ من مشاهدِ يوم القيامة.

ترتيبها المصحفي
78
نوعها
مكية
ألفاظها
174
ترتيب نزولها
80
العد المدني الأول
40
العد المدني الأخير
40
العد البصري
41
العد الكوفي
40
العد الشامي
40

* سورة (النَّبأ):

سُمِّيت سورة (النَّبأ) بهذا الاسم؛ لوقوع لفظ (النَّبأ) في فاتحتها؛ وهو: خبَرُ الساعة والبعث الذي يسأل الناسُ عن وقوعه.

* وتُسمَّى كذلك بسورة (عمَّ)، أو (عمَّ يتساءلون)، أو (التساؤل)؛ لافتتاحِها بها.

سورة (النَّبأ) من السُّوَر التي شيَّبتْ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم:

عن ابنِ عباسٍ رضي الله عنهما، قال: «قال أبو بكرٍ الصِّدِّيقُ رضي الله عنه لرسولِ اللهِ: يا رسولَ اللهِ، أراكَ قد شِبْتَ! قال: «شيَّبتْني هُودٌ، والواقعةُ، والمُرسَلاتُ، و{عَمَّ يَتَسَآءَلُونَ}، و{إِذَا اْلشَّمْسُ كُوِّرَتْ}». أخرجه الحاكم (3314).

1. تساؤل المشركين عن النبأ (١-٥).

2. الآيات الكونية (٦-١٦).

3. أحداث يوم القيامة (١٧-٣٠).

4. جزاء المتقين (٣١-٤٠).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (9 /4).

يقول البقاعي: «مقصودها: الدلالةُ على أن يوم القيامة الذي كانوا مُجمِعين على نفيه، وصاروا بعد بعثِ النبي صلى الله عليه وسلم في خلافٍ فيه مع المؤمنين: ثابتٌ ثباتًا لا يحتمل شكًّا ولا خلافًا بوجه؛ لأن خالقَ الخَلْقِ - مع أنه حكيمٌ قادر على ما يريد - دبَّرهم أحسنَ تدبير، وبنى لهم مسكنًا وأتقَنه، وجعلهم على وجهٍ يَبقَى به نوعُهم من أنفسهم، بحيث لا يحتاجون إلى أمرٍ خارج يرونه، فكان ذلك أشَدَّ لأُلفتهم، وأعظَم لأُنْسِ بعضهم ببعض، وجعَل سَقْفَهم وفراشهم كافلَينِ لمنافعهم، والحكيم لا يترك عبيدَه - وهو تامُّ القدرة، كامل السلطان - يَمرَحون، يَبغِي بعضهم على بعض، ويأكلون خيرَه ويعبدون غيرَه، فكيف إذا كان حاكمًا؟! فكيف إذا كان أحكَمَ الحاكمين؟!
هذا ما لا يجوز في عقلٍ، ولا يخطر ببالٍ أصلًا؛ فالعلم واقع به قطعًا.
وكلٌّ من أسمائها واضحٌ في ذلك؛ بتأمُّل آيته، ومبدأ ذكرِه وغايته». "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور" للبقاعي (3 /151).