تفسير سورة القيامة

تفسير النسائي

تفسير سورة سورة القيامة من كتاب تفسير النسائي
لمؤلفه النسائي . المتوفي سنة 303 هـ

٦٥٤- أنا قتيبةُ بن سعيدٍ، نا أبو عوانة، عن موسى بن أبي عائشةَ، عن سعيد بن جُبيرٍ، عن ابن عباسٍ في قولهِ ﴿ لاَ تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ ﴾ [١٦] قال:" كان النبي صلى الله عليه وسلم يُعالج من التَّنزيل شدةً؛ كان يُحركُ شفتيه. قال لي ابنُ عباسٍ: أنا أُحرِّكُها لك كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُحركُهما، قال سعيدٌ: وأنا أُحرِّكُهما كما كان ابنُ عباسٍ يُحرِّكُهما، فحرَّك شفتيه، فأنزل اللهُ عزَّ وجلَّ ﴿ لاَ تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ * إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ ﴾ [١٦-١٧] قال: جمعهُ في صدرك ثم نقرأهُ ﴿ فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَٱتَّبِعْ قُرْآنَهُ ﴾ [١٨] قال: فاستمع وأنصِتْ فكان رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إذا أتاهُ جبريلُ استمع فإذا انطلق جبريلُ/ قرأهُ كما أَقرأَهُ ". ٦٥٥- أنا أحمدُ بن سليمان، نا عبيدُ اللهِ بن موسى، أنا إسرائيل، عن أبي إسحاق عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عباسٍ في قوله ﴿ لاَ تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ ﴾ [١٦] قال: كان يُحركُ لسانهُ مخافة أن يُفلت منهُ. ٦٥٦- أنا أحمدُ بن عبدةَ، عن سفيان، عن عمرٍو، عن سعيدٍ هو ابن جُبيرٍ، عن ابن عباسٍ قال:" كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم إذا نزل القرآنُ عليه يعجلُ بقراءتهِ ليحفظه فأنزل اللهُ عزَّ وجلَّ ﴿ لاَ تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ ﴾ إلى قولهِ ﴿ وَقُرْآنَهُ ﴾ ".
قوله تعالى: ﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ * إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ﴾ [٢٢-٢٣]٦٥٧- أنا محمدُ بن عبد الأعلى، نا محمدٌ - يعني: ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن الزُّهري، عن عطاءِ بن يزيد اللَّيثي، عن أبي هريرة قال:" قال الناسُ: يا رسول اللهِ هل نرى ربَّنا يوم القيامة؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " هل تُضارون في الشمسِ ليس دُونها سحابٌ؟ " قالوا: لا، قال: " هل تُضارون في القمر ليلة البدرِ ليس دونهُ سحابٌ؟ " قالوا: لا يا رسول اللهِ، قال: " فإنكم ترونه يوم القيامةِ كذلك " ". ٦٥٨- أخبرني إبراهيم بن يعقوب، نا أبو النُّعمان، نا أبو عوانةَ. [وَ] أنا أبو داودَ، نا محمدُ بن سُليمان، نا أبو عوانةَ، عن موسى بن أبي عائشة، عن سعيد بن جُبيرٍ، قال: قلت لابن عباسٍ:﴿ أَوْلَىٰ لَكَ فَأَوْلَىٰ ﴾[القيامة: ٣٤] قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنزله اللهُ عزَّ وجلَّ؟ قال: قاله رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم ثم أنزلهُ اللهُ.- اللَّفْظُ لإبراهيمَ.
سورة القيامة
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (القيامة) من السُّوَر المكية، نزلت بعد سورة (القارعة)، وقد تحدَّثتْ عن القيامة، وما يقترن بها من أهوالٍ، وحالِ الإنسان في هذا اليوم العصيب، مقارنةً بما كان عليه في الدنيا من غفلةٍ واستبعاد لهذا اليوم، مع الدعوةِ للاستعداد لهذا اليوم.

ترتيبها المصحفي
75
نوعها
مكية
ألفاظها
165
ترتيب نزولها
31
العد المدني الأول
39
العد المدني الأخير
39
العد البصري
39
العد الكوفي
40
العد الشامي
39

* قوله تعالى: {لَا تُحَرِّكْ بِهِۦ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِۦٓ} [القيامة: 16]:

عن موسى بن أبي عائشةَ، قال: حدَّثَنا سعيدُ بن جُبَيرٍ، عن ابنِ عباسٍ رضي الله عنهما في قوله تعالى: {لَا تُحَرِّكْ بِهِۦ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِۦٓ} [القيامة: 16]، قال: «كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يُعالِجُ مِن التنزيلِ شِدَّةً، وكان يُحرِّكُ شَفَتَيهِ - فقال لي ابنُ عباسٍ: فأنا أُحرِّكُهما لك كما كان رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُحرِّكُهما، فقال سعيدٌ: أنا أُحرِّكُهما كما كان ابنُ عباسٍ يُحرِّكُهما، فحرَّكَ شَفَتَيهِ -؛ فأنزَلَ اللهُ عز وجل: {لَا تُحَرِّكْ بِهِۦ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِۦٓ ١٦ إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُۥ وَقُرْءَانَهُۥ} [القيامة: 16-17]، قال: جَمْعُه في صدرِك، ثم تَقرَؤُه، {فَإِذَا قَرَأْنَٰهُ فَاْتَّبِعْ قُرْءَانَهُۥ} [القيامة: 18]، قال: فاستمِعْ له وأنصِتْ، ثم إنَّ علينا أن تَقرأَه، قال: فكان رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إذا أتاه جِبْريلُ عليه السلام استمَعَ، فإذا انطلَقَ جِبْريلُ قرَأَه النبيُّ صلى الله عليه وسلم كما أقرأَه». أخرجه البخاري (٧٥٢٤).

* سورة (القيامة):

سُمِّيت سورة (القيامة) بهذا الاسم؛ لافتتاحها بقَسَمِ الله بهذا اليومِ العظيم.

1. أهوال يوم القيامة (١-١٥).

2. طريق النجاة (١٦-١٩).

3. عَوْدٌ لمَشاهدِ القيامة (٢٠-٢٥).

4. ساعة الموت (٢٦-٤٠).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (8 /487).

يقول ابن عاشور رحمه الله: «اشتملت على إثباتِ البعث، والتذكيرِ بيوم القيامة، وذِكْرِ أشراطه، وإثبات الجزاء على الأعمال التي عملها الناسُ في الدنيا، واختلاف أحوال أهل السعادة وأهل الشقاء، وتكريم أهل السعادة، والتذكير بالموت، وأنه أول مراحلِ الآخرة، والزَّجر عن إيثار منافعِ الحياة العاجلة على ما أُعِدَّ لأهل الخير من نعيم الآخرة». "التحرير والتنوير" لابن عاشور (29 /337).