تفسير سورة القيامة

مجاز القرآن

تفسير سورة سورة القيامة من كتاب مجاز القرآن المعروف بـمجاز القرآن.
لمؤلفه أبو عبيدة معمر بن المثنى . المتوفي سنة 209 هـ

«سورة القيامة» (٧٥)

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

«لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيامَةِ وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ» (١- ٢) مجازها أقسم بيوم القيامة وأقسم بالنفس اللوّامة..
«فَإِذا بَرِقَ الْبَصَرُ» (٧) إذا شقّ البصر وقال الكلابىّ:
لمّا أتانى ابن صبيح راغبا أعطيته عيسا صهابا فبرق
«١» [٩٢٠].
«وَخَسَفَ الْقَمَرُ» (٨) وكسف القمر واحد، ذهب ضوءه..
«وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ» (٩) لتذكير القمر..
«لا وَزَرَ» (١١) لا جبل، قال ابن الذّئبة.
لعمرك ما للفتى من وزر من الموت ينجيه والكبر
«٢» [٩٢١].
«بَلِ الْإِنْسانُ عَلى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ»
(١٤) جاءت هذه الهاء فى صفة الذكر كما جاءت فى راوية وعلّامة «٣» وطاغية.
(١). - ٩٢٠: نقله الطبري (٢٩/ ٩٧) والقرطبي (١٩/ ٩٤) عن أبى عبيدة.
(٢). - ٩٢١: «ابن الذئبة» فهو ربيعة ابن الذئبة والذئبة أمه وأبوه عبد ياليل ابن سالم، انظر ترجمته فى المؤتلف ١٢٠ والبيت مروى عن أبى عبيدة فى القرطبي ١٩/ ٩٦.
(٣). - ١١- ١٢ «جاءت... وعلامة» : رواه الطبري (٢٩/ ١٠٠) عن بعض البصريين لعله أبو عبيدة.
«مَعاذِيرَهُ»
(١٥) ما اعتذر به [من] شىء..
«فَإِذا قَرَأْناهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ»
(١٨) اتبع جمعه فإذا قرأناه: جمعناه، وهى من قول العرب: ما قرأت هذه المرأة سلى قط. قال عمرو بن كلثوم:
لم تقرأ جنينا (١).
«وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ» (٢٢) يقال: نضر الله وجهك وقد نضّر وجهك..
«فاقِرَةٌ» (٢٥) الفاقرة الداهية وهو الوسم الذي يفقر على الأنف «١»..
«بَلَغَتِ التَّراقِيَ» (٢٦) صارت النفس من تراقيه..
«وَقِيلَ مَنْ راقٍ»
(٢٧) من يرقى..
«وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ» (٢٩) مثل شمرت عن ساقها..
«فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى» (٣١) لم يصدّق فى الدنيا ولم يصلّ، «لا» هاهنا فى موضع «لم»، قال طرفة:
وأىّ خيس لا أفأنا نهابه... وأسيافنا يقطرن من كبشه دما
«٢» [٩٢٢].
«يَتَمَطَّى» (٣٣) جاء يمشى المطيطا وهو أن يلقى بيديه ويتكفّأ «٣»..
«أَوْلى لَكَ فَأَوْلى» (٣٥) توعّد..
«أَنْ يُتْرَكَ سُدىً» (٣٦) لا ينهى ولا يؤمر، يقال: أسديت حاجتى «٤» تركتها.
(١). - ٦ «وهو... الأنف». رواه ابن قتيبة عن أبى عبيدة (القرطين ٢/ ١٩٤) وهو مروى فى الطبري (٢٩/ ١٠٥) عن أبى زيد.
(٢). - ٩٢٢: لم أجده فى ديوانه من الستة وهو فى الكامل ص ٥١٢ له والقرطين (٢/ ١٩٤) من غير عزو. [.....]
(٣). - ١٣ «يتمطى... ويتكفأ» : انظر ما ورد فيه من الخبر عن النبي عليه السلام.
فى الطبري ٢٩/ ١٠٨.
(٤). - ١٥ «سدى... حاجتى» : رواه ابن حجر عن أبى عبيدة (فتح الباري ٨/ ٥٢٣).
سورة القيامة
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (القيامة) من السُّوَر المكية، نزلت بعد سورة (القارعة)، وقد تحدَّثتْ عن القيامة، وما يقترن بها من أهوالٍ، وحالِ الإنسان في هذا اليوم العصيب، مقارنةً بما كان عليه في الدنيا من غفلةٍ واستبعاد لهذا اليوم، مع الدعوةِ للاستعداد لهذا اليوم.

ترتيبها المصحفي
75
نوعها
مكية
ألفاظها
165
ترتيب نزولها
31
العد المدني الأول
39
العد المدني الأخير
39
العد البصري
39
العد الكوفي
40
العد الشامي
39

* قوله تعالى: {لَا تُحَرِّكْ بِهِۦ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِۦٓ} [القيامة: 16]:

عن موسى بن أبي عائشةَ، قال: حدَّثَنا سعيدُ بن جُبَيرٍ، عن ابنِ عباسٍ رضي الله عنهما في قوله تعالى: {لَا تُحَرِّكْ بِهِۦ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِۦٓ} [القيامة: 16]، قال: «كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يُعالِجُ مِن التنزيلِ شِدَّةً، وكان يُحرِّكُ شَفَتَيهِ - فقال لي ابنُ عباسٍ: فأنا أُحرِّكُهما لك كما كان رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُحرِّكُهما، فقال سعيدٌ: أنا أُحرِّكُهما كما كان ابنُ عباسٍ يُحرِّكُهما، فحرَّكَ شَفَتَيهِ -؛ فأنزَلَ اللهُ عز وجل: {لَا تُحَرِّكْ بِهِۦ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِۦٓ ١٦ إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُۥ وَقُرْءَانَهُۥ} [القيامة: 16-17]، قال: جَمْعُه في صدرِك، ثم تَقرَؤُه، {فَإِذَا قَرَأْنَٰهُ فَاْتَّبِعْ قُرْءَانَهُۥ} [القيامة: 18]، قال: فاستمِعْ له وأنصِتْ، ثم إنَّ علينا أن تَقرأَه، قال: فكان رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إذا أتاه جِبْريلُ عليه السلام استمَعَ، فإذا انطلَقَ جِبْريلُ قرَأَه النبيُّ صلى الله عليه وسلم كما أقرأَه». أخرجه البخاري (٧٥٢٤).

* سورة (القيامة):

سُمِّيت سورة (القيامة) بهذا الاسم؛ لافتتاحها بقَسَمِ الله بهذا اليومِ العظيم.

1. أهوال يوم القيامة (١-١٥).

2. طريق النجاة (١٦-١٩).

3. عَوْدٌ لمَشاهدِ القيامة (٢٠-٢٥).

4. ساعة الموت (٢٦-٤٠).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (8 /487).

يقول ابن عاشور رحمه الله: «اشتملت على إثباتِ البعث، والتذكيرِ بيوم القيامة، وذِكْرِ أشراطه، وإثبات الجزاء على الأعمال التي عملها الناسُ في الدنيا، واختلاف أحوال أهل السعادة وأهل الشقاء، وتكريم أهل السعادة، والتذكير بالموت، وأنه أول مراحلِ الآخرة، والزَّجر عن إيثار منافعِ الحياة العاجلة على ما أُعِدَّ لأهل الخير من نعيم الآخرة». "التحرير والتنوير" لابن عاشور (29 /337).