تفسير سورة القيامة

التبيان في تفسير غريب القرآن

تفسير سورة سورة القيامة من كتاب التبيان في تفسير غريب القرآن
لمؤلفه ابن الهائم . المتوفي سنة 815 هـ

" اللوامة " ليس من نفس برة ولا فاجر إلا وهي تلوم نفسها يوم القيامة إن كانت عملت خيرا هلا ازدادت منه وإن كانت عملت سوء لم عملته.
" ليفجر أمامه " قيل يكثر الذنوب ويؤخر التوبة وقيل يتمنى الخطيئة ويقول سوف أتوب سوف أتوب.
" برق البصر " شق وبرق بفتح الراء من البريق إذا شخص يعني إذا فتح عينيه عند الموت.
" وخسف القمر " وكسف سواء أي ذهب ضوؤه.
" وجمع الشمس والقمر " أي جمع بينهما في ذهاب الضوء.
" لا وزر " لا ملجأ.
" بل الإنسان على نفسه بصيرة " أي من الإنسان على نفسه عين بصيرة أي " جوارحه يشهدن عليه بعمله ويقال معناه الإنسان على نفسه بصير والهاء دخلت للمبالغة كما دخلت في علامة ونسابة ونحو ذلك.
" معاذيره " ما اعتذر به ويقال المعاذير الستور واحدها معذار.
" باسرة " متكرهة.
" فاقرة " أي داهية ويقال إنها من فقار الظهر كأنها تكسره تقول فقرت الرجل إذا كسرت فقاره كما تقول رأسته إذا ضربت رأسه.
" التراقي " جمع ترقوة وهي العظم المشرف على الصدر وهما ترقوتان أي إذا بلغت الروح.
" من راق " أي صاحب رقية أي هل من طبيب يرقى وقيل المعنى من يرقى بروحه إلى السماء أملائكة الرحمن أم ملائكة العذاب.
" والتفت الساق بالساق " أي آخر شدة الدنيا بأول شدة الآخرة ومعنى التفت التصقت من قولهم امرأة لفاء إذا التصقت فخذاها ويقال هو من التفاف ساقي الرجل عند السياق يعني عند سوق روح العبد إلى ربه تبارك وتعالى ويقال هو من قولهم في المثل شمرت الحرب عن ساقها إذا اشتدت.
" يتمطى " يتبختر يقال جاء يمشي المطيطاء وهي مشية فيها تبختر وهي أن يلقى بيده ويتكفأ وكان الأصل يتمطط فقلبت احدى الطاءين ياء كما قيل يتظنى فيما أصله يتظنن وقيل يتبخر يتمطى ويمد مطاه في مشيته ويقال يلوي مطاه تبخترا والمطا الظهر.
" أولى لك فأولى " تهدد ووعيد أي قد وليك شر فاحذره.
" أن يترك سدى " مهملا.
سورة القيامة
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (القيامة) من السُّوَر المكية، نزلت بعد سورة (القارعة)، وقد تحدَّثتْ عن القيامة، وما يقترن بها من أهوالٍ، وحالِ الإنسان في هذا اليوم العصيب، مقارنةً بما كان عليه في الدنيا من غفلةٍ واستبعاد لهذا اليوم، مع الدعوةِ للاستعداد لهذا اليوم.

ترتيبها المصحفي
75
نوعها
مكية
ألفاظها
165
ترتيب نزولها
31
العد المدني الأول
39
العد المدني الأخير
39
العد البصري
39
العد الكوفي
40
العد الشامي
39

* قوله تعالى: {لَا تُحَرِّكْ بِهِۦ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِۦٓ} [القيامة: 16]:

عن موسى بن أبي عائشةَ، قال: حدَّثَنا سعيدُ بن جُبَيرٍ، عن ابنِ عباسٍ رضي الله عنهما في قوله تعالى: {لَا تُحَرِّكْ بِهِۦ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِۦٓ} [القيامة: 16]، قال: «كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يُعالِجُ مِن التنزيلِ شِدَّةً، وكان يُحرِّكُ شَفَتَيهِ - فقال لي ابنُ عباسٍ: فأنا أُحرِّكُهما لك كما كان رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُحرِّكُهما، فقال سعيدٌ: أنا أُحرِّكُهما كما كان ابنُ عباسٍ يُحرِّكُهما، فحرَّكَ شَفَتَيهِ -؛ فأنزَلَ اللهُ عز وجل: {لَا تُحَرِّكْ بِهِۦ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِۦٓ ١٦ إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُۥ وَقُرْءَانَهُۥ} [القيامة: 16-17]، قال: جَمْعُه في صدرِك، ثم تَقرَؤُه، {فَإِذَا قَرَأْنَٰهُ فَاْتَّبِعْ قُرْءَانَهُۥ} [القيامة: 18]، قال: فاستمِعْ له وأنصِتْ، ثم إنَّ علينا أن تَقرأَه، قال: فكان رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إذا أتاه جِبْريلُ عليه السلام استمَعَ، فإذا انطلَقَ جِبْريلُ قرَأَه النبيُّ صلى الله عليه وسلم كما أقرأَه». أخرجه البخاري (٧٥٢٤).

* سورة (القيامة):

سُمِّيت سورة (القيامة) بهذا الاسم؛ لافتتاحها بقَسَمِ الله بهذا اليومِ العظيم.

1. أهوال يوم القيامة (١-١٥).

2. طريق النجاة (١٦-١٩).

3. عَوْدٌ لمَشاهدِ القيامة (٢٠-٢٥).

4. ساعة الموت (٢٦-٤٠).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (8 /487).

يقول ابن عاشور رحمه الله: «اشتملت على إثباتِ البعث، والتذكيرِ بيوم القيامة، وذِكْرِ أشراطه، وإثبات الجزاء على الأعمال التي عملها الناسُ في الدنيا، واختلاف أحوال أهل السعادة وأهل الشقاء، وتكريم أهل السعادة، والتذكير بالموت، وأنه أول مراحلِ الآخرة، والزَّجر عن إيثار منافعِ الحياة العاجلة على ما أُعِدَّ لأهل الخير من نعيم الآخرة». "التحرير والتنوير" لابن عاشور (29 /337).