نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٢٣:وقوله :( فحشر فنادى ) الحشر هو الجمع من كل جهة.
وقوله :( فنادى ) أي ناداهم، وقال لهم ( أنا ربكم الأعلى ) أي : لا رب فوقي. قال الحسن : كان فرعون علجا من أهل أصبهان طوله أربعة أشبار، وعن مجاهد : علج من أهل همذان، وعن بعضهم : أنه من أهل اصطخر. وفي القصة : أن موسى قال لفرعون : لك ملك لا يزول، وشباب لا هرم فيه، ولك الجنة في الآخرة فقل : هو ربي وأنا عبده فقال : حتى استشير هامان، فلما استشار ه قال : أتصير عبدا بعد أن كنت معبودا، لا تقل هذا. فأبى أن يقول. ذكره النقاش في تفسيره.
وَقَوله: ﴿رفع سمكها فسواها﴾ هُوَ فِي معنى قَوْله تَعَالَى: ﴿هَل ترى من فطور﴾ أَي: من شقوق وفروج، وَقيل: معنى التَّسْوِيَة هَاهُنَا هُوَ أَنه لَيْسَ بَعْضهَا أرفع من بعض وَلَا أَخفض من بعض، والسمك الِارْتفَاع.
﴿وَالْأَرْض بعد ذَلِك دحاها﴾ أَي: بسطها.
قَالَ أُميَّة بن أبي الصَّلْت:
(وَبث الْخلق فِيهَا إِذْ دحاها
فهم قطانها حَتَّى التنادي)
وَقَالَ سعيد بن زيد:
(أسلمت بوجهي لمن أسلمت
لَهُ الأَرْض تحمل صخرا ثقالا)
دحاها فَلَمَّا اسْتَوَت شدها
وأرسى عَلَيْهَا جبالا)
وَقَوله: ﴿بعد ذَلِك﴾ أَي: مَعَ ذَلِك، وَقيل: إِنَّه خلق الأَرْض قبل السَّمَاء على مَا قَالَ فِي " حم السَّجْدَة "، ثمَّ بسطها بعد خلق السَّمَاء.
وَفِي الْأَثر عَن ابْن عَبَّاس: أَنه لم يكن إِلَّا الْعَرْش وَالْمَاء، فخلق على المَاء حجرا كالفهر، ثمَّ خلق عَلَيْهِ دخانا ملتصقا بِهِ، ثمَّ خلق موجا على المَاء، ثمَّ رفع الدُّخان من الْحجر، وَخلق من الْحجر الأَرْض، وَمن الدُّخان السَّمَاء، وَمن الموج الْجبَال.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٣٧:وقوله :( فأما من طغى وآثر الحياة الدنيا ) أي : على الآخرة. وحكى أبو الحسين بن فارس في تفسيره عن حذيفة : أن من أكل على مائدة ثلاثة ألوان من الطعام، فقد آثر الحياة الدنيا، وأورد في خبر مرفوع أن النبي صلى الله عليه و سلم قال :" من آثر الحياة الدنيا على الآخرة شتت الله عليه همه، ثم لم يبال بأيها هلك ".
سورة (النَّازعات) من السُّوَر المكية، وقد افتُتحت بذكرِ الملائكة التي تَنزِع الأرواح؛ ليبعثَ اللهُ الناس بعد ذلك في يوم الطامَّة الكبرى؛ ليكونَ من اتقى في الجِنان، ويذهبَ من طغى وآثر الحياةَ الدنيا إلى الجحيم مأواه، وقد ذكَّرت السورةُ الكريمة بنِعَمِ الله على خَلْقه وقوَّته وقهره بعد أن بيَّنتْ إقامةَ الحُجَّة على الكافرين، كما أقام موسى عليه السلام الحُجَّةَ على فرعون بالإبلاغ.
عن عائشةَ رضي الله عنها، قالت: «كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يُسألُ عن الساعةِ حتى أُنزِلَ عليه: {يَسْـَٔلُونَكَ عَنِ اْلسَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَىٰهَا ٤٢ فِيمَ أَنتَ مِن ذِكْرَىٰهَآ}[النازعات: 42-43]». أخرجه الحاكم (3895).
* سورة (النَّازعات):
سُمِّيت سورة (النَّازعات) بذلك؛ لافتتاحها بقَسَمِ الله بـ(النَّازعات)؛ وهم: الملائكةُ الذين ينتزعون أرواحَ بني آدم.
1. مَشاهد اليوم الآخِر (١-١٤).
2. قصة موسى عليه السلام مع فرعون (١٥-٢٦).
3. لفتُ النظر إلى خَلْقِ السموات والأرض (٢٧-٣٣).
4. أحداث يوم القيامة (٣٤-٤١).
5. سؤال المشركين عن وقتِ الساعة (٤٢-٤٦).
ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (9 /23).
يقول ابنُ عاشور رحمه الله: «اشتملت على إثباتِ البعث والجزاء، وإبطال إحالة المشركين وقوعَه، وتهويلِ يومه، وما يعتري الناسَ حينئذٍ من الوَهَلِ، وإبطال قول المشركين بتعذُّرِ الإحياء بعد انعدام الأجساد». "التحرير والتنوير" لابن عاشور (30 /59).