تفسير سورة النازعات

معاني القرآن

تفسير سورة سورة النازعات من كتاب معاني القرآن
لمؤلفه الأخفش . المتوفي سنة 215 هـ

قال ﴿ وَالنَّازِعَاتِ غَرْقاً ﴾ ( ١ ) فأقسم - و الله أعلم - على ﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِّمَن يَخْشَى ﴾ ( ٢٦ ) وان شئت جعلته على ﴿ يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ ﴾ ( ٦ ) ﴿ قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ ﴾ ( ٨ ) ﴿ وَالنَّازِعَاتِ ﴾. وإن شئت جعلته على ﴿ وَالنَّازِعَاتِ ﴾ ل﴿ يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ ﴾ ﴿ تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ ﴾ ( ٧ ) فحذفت اللام وهو كما قال جل ذكره وشاء أن يكون في هذا وفي كل الأمور.
وقال ﴿ أَإِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ ﴾ ( ١٠ ) ﴿ أَإِذَا كُنَّا عِظَاماً ﴾ ( ١١ ) كأنه أراد " أَنُرَدُّ إِذَا كُنَّا عِظاماً " وأما من قال ﴿ أاِنَّا ﴾ و﴿ أَاإِذا كنا ﴾ باجتماع الهمزتين ففصل بينهما بألف فإنما أضمر الكلام الذي جعل هذا ظرفا له لأنه قد قيل لهم " إِنَّكُم تُبْعَثون وتُعادُون " [ ١٨٢ ء ] فقالوا ﴿ أإِذا كنا ترابا ﴾ في هذا الوقت نعاد ؟ وهو من كلام العرب بعضهم يقول ﴿ أَيِنَّا ﴾ و﴿ أَيِذَا ﴾ فيخفف الآخرة لأنه لا يجتمع همزتان. والكوفيون يقولون " أإِنا " و " أَإِذا " فيجمعون بين الهمزتين. وكان ابن أبي إسحاق يجمع بين الهمزتين في القراءة فيما بلغنا وقد يقول بعض العرب : " اللهمَّ اغفر لي خطائِئى " يهمزها جميعا. وهو قليل وهي في لغة قيس.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٠:وقال ﴿ أَإِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ ﴾ ( ١٠ ) ﴿ أَإِذَا كُنَّا عِظَاماً ﴾ ( ١١ ) كأنه أراد " أَنُرَدُّ إِذَا كُنَّا عِظاماً " وأما من قال ﴿ أاِنَّا ﴾ و﴿ أَاإِذا كنا ﴾ باجتماع الهمزتين ففصل بينهما بألف فإنما أضمر الكلام الذي جعل هذا ظرفا له لأنه قد قيل لهم " إِنَّكُم تُبْعَثون وتُعادُون " [ ١٨٢ ء ] فقالوا ﴿ أإِذا كنا ترابا ﴾ في هذا الوقت نعاد ؟ وهو من كلام العرب بعضهم يقول ﴿ أَيِنَّا ﴾ و﴿ أَيِذَا ﴾ فيخفف الآخرة لأنه لا يجتمع همزتان. والكوفيون يقولون " أإِنا " و " أَإِذا " فيجمعون بين الهمزتين. وكان ابن أبي إسحاق يجمع بين الهمزتين في القراءة فيما بلغنا وقد يقول بعض العرب :" اللهمَّ اغفر لي خطائِئى " يهمزها جميعا. وهو قليل وهي في لغة قيس.
وقال ﴿ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى ﴾ ( ١٦ ) فمن لم يصرفه جعله بلدة أو بقعة من صرفه جعله اسم واد أو مكان. وقال بعضهم : " لا بل هو مصروف وإنما يريد ب﴿ طوى ﴾ : طوىً من الليل، لأنك تقول : " جِئْتُكَ بعدَ طُوًى من الليل " ويقال ﴿ طِوىً ﴾ منونة مثل " الثِّنى " وقال الشاعر :[ من البسيط وهو الشاهد السابع والسبعون بعد المئتين ] :
تَرى ثِنانَا إِذَا ما جاءَ بَدْأَهُمُ وَبَدَأَهُم إِن أَتَانَا كانَ ثِنْياَنَا
والثِّنى* : هو الشيءُ المَثْنِيّ.
وقال ﴿ فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الآخِرَةِ وَالأُوْلَى ﴾ ( ٢٥ ) لأنه حين قال ﴿ أَخَذَه ﴾ كأنه " نَكَّلَ لِهِ " فأخرج المصدر على ذلك. وتقول " و الله لأصْرِمَنَّكَ تركا بَيِّناً ".
سورة النازعات
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (النَّازعات) من السُّوَر المكية، وقد افتُتحت بذكرِ الملائكة التي تَنزِع الأرواح؛ ليبعثَ اللهُ الناس بعد ذلك في يوم الطامَّة الكبرى؛ ليكونَ من اتقى في الجِنان، ويذهبَ من طغى وآثر الحياةَ الدنيا إلى الجحيم مأواه، وقد ذكَّرت السورةُ الكريمة بنِعَمِ الله على خَلْقه وقوَّته وقهره بعد أن بيَّنتْ إقامةَ الحُجَّة على الكافرين، كما أقام موسى عليه السلام الحُجَّةَ على فرعون بالإبلاغ.

ترتيبها المصحفي
79
نوعها
مكية
ألفاظها
179
ترتيب نزولها
81
العد المدني الأول
45
العد المدني الأخير
45
العد البصري
45
العد الكوفي
46
العد الشامي
45

- قوله تعالى: {يَسْـَٔلُونَكَ عَنِ اْلسَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَىٰهَا ٤٢ فِيمَ أَنتَ مِن ذِكْرَىٰهَآ} [النازعات: 42-43]:

عن عائشةَ رضي الله عنها، قالت: «كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يُسألُ عن الساعةِ حتى أُنزِلَ عليه: {يَسْـَٔلُونَكَ عَنِ اْلسَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَىٰهَا ٤٢ فِيمَ أَنتَ مِن ذِكْرَىٰهَآ} [النازعات: 42-43]». أخرجه الحاكم (3895).

* سورة (النَّازعات):

سُمِّيت سورة (النَّازعات) بذلك؛ لافتتاحها بقَسَمِ الله بـ(النَّازعات)؛ وهم: الملائكةُ الذين ينتزعون أرواحَ بني آدم.

1. مَشاهد اليوم الآخِر (١-١٤).

2. قصة موسى عليه السلام مع فرعون (١٥-٢٦).

3. لفتُ النظر إلى خَلْقِ السموات والأرض (٢٧-٣٣).

4. أحداث يوم القيامة (٣٤-٤١).

5. سؤال المشركين عن وقتِ الساعة (٤٢-٤٦).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (9 /23).

يقول ابنُ عاشور رحمه الله: «اشتملت على إثباتِ البعث والجزاء، وإبطال إحالة المشركين وقوعَه، وتهويلِ يومه، وما يعتري الناسَ حينئذٍ من الوَهَلِ، وإبطال قول المشركين بتعذُّرِ الإحياء بعد انعدام الأجساد». "التحرير والتنوير" لابن عاشور (30 /59).