تفسير سورة النازعات

الموسوعة القرآنية

تفسير سورة سورة النازعات من كتاب الموسوعة القرآنية المعروف بـالموسوعة القرآنية.
لمؤلفه إبراهيم الإبياري . المتوفي سنة 1414 هـ

٧٩ سورة النازعات

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

[سورة النازعات (٧٩) : الآيات ١ الى ٧]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

وَالنَّازِعاتِ غَرْقاً (١) وَالنَّاشِطاتِ نَشْطاً (٢) وَالسَّابِحاتِ سَبْحاً (٣) فَالسَّابِقاتِ سَبْقاً (٤)
فَالْمُدَبِّراتِ أَمْراً (٥) يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ (٦) تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ (٧)
١- وَالنَّازِعاتِ غَرْقاً:
وَالنَّازِعاتِ كل ما أودعت فيه القوة على نزع الأشياء من مقارها، مقسم به.
غَرْقاً أي إغراقا وإمعانا فى الفزع.
٢- وَالنَّاشِطاتِ نَشْطاً:
وَالنَّاشِطاتِ كل ما أودعت فيه القوة على إخراج الأشياء من مخارجها فى خفة ولطف.
٣- وَالسَّابِحاتِ سَبْحاً:
وَالسَّابِحاتِ كل ما أودعت فيه السرعة فى أداء وظيفته فى سهولة ويسر.
٤- فَالسَّابِقاتِ سَبْقاً:
فَالسَّابِقاتِ التي أودعت فيها القدرة على السبق فلا تلحق.
٥- فَالْمُدَبِّراتِ أَمْراً:
أي التي أودعت القدرة على تدبير الأمور وتصريفها.
٦- يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ:
يَوْمَ تَرْجُفُ يوم تزلزل.
الرَّاجِفَةُ النفخة الأولى التي منها فناء الكون.
٧- تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ:
الرَّادِفَةُ النفخة الثانية التي منها البعث.

[سورة النازعات (٧٩) : الآيات ٨ الى ٩]

قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ واجِفَةٌ (٨) أَبْصارُها خاشِعَةٌ (٩)
٨- قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ واجِفَةٌ:
يَوْمَئِذٍ فى ذلك اليوم.
واجِفَةٌ فزعة خائفة.
٩- أَبْصارُها خاشِعَةٌ:
أَبْصارُها أبصار أصحابها.
خاشِعَةٌ ذليلة.
[سورة النازعات (٧٩) : الآيات ١٠ الى ١٤]
يَقُولُونَ أَإِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحافِرَةِ (١٠) أَإِذا كُنَّا عِظاماً نَخِرَةً (١١) قالُوا تِلْكَ إِذاً كَرَّةٌ خاسِرَةٌ (١٢) فَإِنَّما هِيَ زَجْرَةٌ واحِدَةٌ (١٣) فَإِذا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ (١٤)
١٠- يَقُولُونَ أَإِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحافِرَةِ:
يَقُولُونَ منكرين للبعث.
أَإِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحافِرَةِ أنرد بعد الموت إلى الخلقة الأولى كما كنا.
١١- أَإِذا كُنَّا عِظاماً نَخِرَةً:
أَإِذا كُنَّا أي أإذا صرنا.
عِظاماً نَخِرَةً بالية، نرد ونبعث من جديد.
١٢- قالُوا تِلْكَ إِذاً كَرَّةٌ خاسِرَةٌ:
قالُوا منكرين مستهزئين.
تِلْكَ الرجعة إن وقعت.
كَرَّةٌ خاسِرَةٌ رجعة خاسرة، ولسنا أهل خسران.
١٣- فَإِنَّما هِيَ زَجْرَةٌ واحِدَةٌ:
أي لا تحسبوا الرجعة عسيرة، فإنما هى صيحة واحدة.
١٤- فَإِذا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ:
فَإِذا هُمْ فإذا الموتى.
بِالسَّاهِرَةِ حضور بأرض المحشر.

[سورة النازعات (٧٩) : الآيات ١٥ الى ٢٢]

هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ مُوسى (١٥) إِذْ ناداهُ رَبُّهُ بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ طُوىً (١٦) اذْهَبْ إِلى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغى (١٧) فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلى أَنْ تَزَكَّى (١٨) وَأَهْدِيَكَ إِلى رَبِّكَ فَتَخْشى (١٩)
فَأَراهُ الْآيَةَ الْكُبْرى (٢٠) فَكَذَّبَ وَعَصى (٢١) ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعى (٢٢)
١٥- هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ مُوسى:
هَلْ أَتاكَ يا محمد صلّى الله عليه وسلم.
١٦- إِذْ ناداهُ رَبُّهُ بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ طُوىً:
إِذْ ناداهُ حين ناداه.
بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ بالوادي المطهر.
طُوىً المسمى: طوى.
١٧- اذْهَبْ إِلى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغى:
طَغى جاوز الحد فى الظلم.
١٨- فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلى أَنْ تَزَكَّى:
هَلْ لَكَ ميل.
إِلى أَنْ تَزَكَّى إلى أن تتطهر.
١٩- وَأَهْدِيَكَ إِلى رَبِّكَ فَتَخْشى:
وَأَهْدِيَكَ إِلى رَبِّكَ وأرشدك إلى معرفة ربك.
فَتَخْشى فتخشاه.
٢٠- فَأَراهُ الْآيَةَ الْكُبْرى:
فَأَراهُ فأرى موسى فرعون.
الْآيَةَ الْكُبْرى المعجزة الكبرى.
٢١- فَكَذَّبَ وَعَصى:
فَكَذَّبَ فرعون موسى فيما جاءه.
وَعَصى وعصاه فيما دعاه إليه.
٢٢- ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعى:
ثُمَّ أَدْبَرَ ثم تولى عنه.
يَسْعى يجتهد فى معارضته.

[سورة النازعات (٧٩) : الآيات ٢٣ الى ٣٠]

فَحَشَرَ فَنادى (٢٣) فَقالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلى (٢٤) فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولى (٢٥) إِنَّ فِي ذلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشى (٢٦) أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السَّماءُ بَناها (٢٧)
رَفَعَ سَمْكَها فَسَوَّاها (٢٨) وَأَغْطَشَ لَيْلَها وَأَخْرَجَ ضُحاها (٢٩) وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذلِكَ دَحاها (٣٠)
٢٣- فَحَشَرَ فَنادى:
فَحَشَرَ فجمع السحرة ودعا الناس.
فَنادى فصاح فيهم معلنا.
٢٤- فَقالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلى:
أي لا رب لكم فوقى.
٢٥- فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولى:
فَأَخَذَهُ اللَّهُ فعذبه الله.
نَكالَ الْآخِرَةِ عذاب المقالة الآخرة، وهى أنا ربكم الأعلى.
وَالْأُولى وعذاب المقالة الأولى وهى تكذيبه لموسى عليه السلام.
٢٦- إِنَّ فِي ذلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشى:
إِنَّ فِي ذلِكَ الحديث.
لَعِبْرَةً لعظة.
لِمَنْ يَخْشى لمن يخاف الله.
٢٧- أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السَّماءُ بَناها:
أي أخلقكم أيها المنكرون للبعث أشق أم خلق السماء.
٢٨- رَفَعَ سَمْكَها فَسَوَّاها:
رَفَعَ سَمْكَها رفع جرمها فوقنا.
فَسَوَّاها فجعلها مستوية لا تفاوت فيها ولا خلل.
٢٩- وَأَغْطَشَ لَيْلَها وَأَخْرَجَ ضُحاها:
وَأَغْطَشَ لَيْلَها وأظلم ليلها.
وَأَخْرَجَ ضُحاها وأظهر نهارها.
٣٠- وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذلِكَ دَحاها:
دَحاها بسطها ومهدها لسكنى أهلها.

[سورة النازعات (٧٩) : الآيات ٣١ الى ٤٠]

أَخْرَجَ مِنْها ماءَها وَمَرْعاها (٣١) وَالْجِبالَ أَرْساها (٣٢) مَتاعاً لَكُمْ وَلِأَنْعامِكُمْ (٣٣) فَإِذا جاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرى (٣٤) يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسانُ ما سَعى (٣٥)
وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرى (٣٦) فَأَمَّا مَنْ طَغى (٣٧) وَآثَرَ الْحَياةَ الدُّنْيا (٣٨) فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوى (٣٩) وَأَمَّا مَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوى (٤٠)
٣١- أَخْرَجَ مِنْها ماءَها وَمَرْعاها:
أَخْرَجَ مِنْها ماءَها بتفجير عيونها وإجراء أنهارها.
وَمَرْعاها ونباتها.
٣٢- وَالْجِبالَ أَرْساها:
أَرْساها ثبتها.
٣٣- مَتاعاً لَكُمْ وَلِأَنْعامِكُمْ:
مَتاعاً لَكُمْ منفعة لكم.
وَلِأَنْعامِكُمْ من الإبل والبقر والغنم.
٣٤- فَإِذا جاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرى:
الطَّامَّةُ الْكُبْرى القيامة التي تعم أهوالها.
٣٥- يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسانُ ما سَعى:
ما سَعى ما عمله من خير أو شر.
٣٦- وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرى:
وَبُرِّزَتِ وأظهرت إظهارا بينا.
لِمَنْ يَرى يراها كل ذى بصر وقع الجزاء.
٣٧- فَأَمَّا مَنْ طَغى:
أي من تجاوز الحد بعصيانه.
٣٨- وَآثَرَ الْحَياةَ الدُّنْيا:
واختار لنفسه الحياة الفانية.
٣٩- فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوى:
الْمَأْوى أي المنزل لا غيرها.
٤٠- وَأَمَّا مَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوى:
مَقامَ رَبِّهِ عظمة ربه وجلاله.
وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوى وكف نفسه عن الشهوات.
[سورة النازعات (٧٩) : الآيات ٤١ الى ٤٦]
فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوى (٤١) يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْساها (٤٢) فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْراها (٤٣) إِلى رَبِّكَ مُنْتَهاها (٤٤) إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشاها (٤٥)
كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَها لَمْ يَلْبَثُوا إِلاَّ عَشِيَّةً أَوْ ضُحاها (٤٦)
٤١- فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوى:
الْمَأْوى المنزل لا غيرها.
٤٢- يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْساها:
السَّاعَةِ القيامة.
أَيَّانَ مُرْساها متى وقوعها.
٤٣- فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْراها:
أي: ليس علمها إليك حتى تذكرها لهم.
٤٤- إِلى رَبِّكَ مُنْتَهاها:
مُنْتَهاها أي منتهى علمها.
٤٥- إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشاها:
مَنْ يَخْشاها من يخافها.
٤٦- كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَها لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحاها:
يَوْمَ يَرَوْنَها يوم يشاهدونها.
لَمْ يَلْبَثُوا فى الدنيا.
إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحاها إلا مقدار عشية أو ضحاها.
سورة النازعات
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (النَّازعات) من السُّوَر المكية، وقد افتُتحت بذكرِ الملائكة التي تَنزِع الأرواح؛ ليبعثَ اللهُ الناس بعد ذلك في يوم الطامَّة الكبرى؛ ليكونَ من اتقى في الجِنان، ويذهبَ من طغى وآثر الحياةَ الدنيا إلى الجحيم مأواه، وقد ذكَّرت السورةُ الكريمة بنِعَمِ الله على خَلْقه وقوَّته وقهره بعد أن بيَّنتْ إقامةَ الحُجَّة على الكافرين، كما أقام موسى عليه السلام الحُجَّةَ على فرعون بالإبلاغ.

ترتيبها المصحفي
79
نوعها
مكية
ألفاظها
179
ترتيب نزولها
81
العد المدني الأول
45
العد المدني الأخير
45
العد البصري
45
العد الكوفي
46
العد الشامي
45

- قوله تعالى: {يَسْـَٔلُونَكَ عَنِ اْلسَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَىٰهَا ٤٢ فِيمَ أَنتَ مِن ذِكْرَىٰهَآ} [النازعات: 42-43]:

عن عائشةَ رضي الله عنها، قالت: «كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يُسألُ عن الساعةِ حتى أُنزِلَ عليه: {يَسْـَٔلُونَكَ عَنِ اْلسَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَىٰهَا ٤٢ فِيمَ أَنتَ مِن ذِكْرَىٰهَآ} [النازعات: 42-43]». أخرجه الحاكم (3895).

* سورة (النَّازعات):

سُمِّيت سورة (النَّازعات) بذلك؛ لافتتاحها بقَسَمِ الله بـ(النَّازعات)؛ وهم: الملائكةُ الذين ينتزعون أرواحَ بني آدم.

1. مَشاهد اليوم الآخِر (١-١٤).

2. قصة موسى عليه السلام مع فرعون (١٥-٢٦).

3. لفتُ النظر إلى خَلْقِ السموات والأرض (٢٧-٣٣).

4. أحداث يوم القيامة (٣٤-٤١).

5. سؤال المشركين عن وقتِ الساعة (٤٢-٤٦).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (9 /23).

يقول ابنُ عاشور رحمه الله: «اشتملت على إثباتِ البعث والجزاء، وإبطال إحالة المشركين وقوعَه، وتهويلِ يومه، وما يعتري الناسَ حينئذٍ من الوَهَلِ، وإبطال قول المشركين بتعذُّرِ الإحياء بعد انعدام الأجساد». "التحرير والتنوير" لابن عاشور (30 /59).