تفسير سورة النازعات

الوجيز للواحدي

تفسير سورة سورة النازعات من كتاب الوجيز في تفسير الكتاب العزيز المعروف بـالوجيز للواحدي.
لمؤلفه الواحدي . المتوفي سنة 468 هـ
مكية وهي أربعون وست آيات

﴿والنازعات﴾ أي: الملائكة التي تنزع أرواح الكفَّار ﴿غرقاً﴾ إغراقاً كما يُغرق النَّازع في القوس يعني: المبالغة في النَّزع
﴿والناشطات نشطاً﴾ يعني: الملائكة تقبض نفس المؤمن كما ينشط العقال من يد البعير أَيْ: يُفتح
﴿والسابحات سبحاً﴾ أي: النُّجوم تسبح في الفلك
﴿فالسابقات سبقاً﴾ أرواح المؤمنين تسبق إلى الملائكة شوقاً إلى لقاء الله عزَّ وجل وقيل: النُّجوم يسبق بعضها بعضاً في السَّير
﴿فالمدبرات أمراً﴾ يعني: جبريل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت عليهم السلام يُدبِّر أمر الدُّنيا هؤلاء الأربعة من الملائكة وجواب هذه الأقسام مضمرٌ على تقدير: لَتُبعَثُنَّ
﴿يوم ترجف الراجفة﴾ تضطرب الأرض وتتحرَّك حركةً شديدةً
﴿تتبعها الرادفة﴾ يعني: نفخة البعث تأتي بعد الزَّلزلة
﴿قلوب يومئذٍ واجفة﴾ قلقةٌ زائلةٌ عن أماكنها
﴿أبصارها خاشعة﴾ ذليلةٌ
﴿يقولون﴾ يعني: منكري البعث: ﴿أإنا لمردودون في الحافرة﴾ أَيْ: إلى أوَّل الأمر من الحياة بعد الموت وهو قوله:
﴿أإذا كنا عظاماً نخرة﴾ أَيْ: باليةً
﴿قالوا تلك إذاً كرَّة خاسرة﴾ رجعةٌ يُخسر فيها فأعلم الله تعالى سهولة البعث عليه فقال:
﴿فإنما هي زجرة واحدة﴾ أي: صيحةٌ ونفخةٌ
﴿فإذا هم بالساهرة﴾ يعني: وجه الأرض بعد ما كانوا في باطنها
﴿هل أتاك﴾ يا محمَّد ﴿حديث موسى﴾
﴿إذ ناداه ربه بالواد المقدس طوى﴾ طوى اسم ذلك الوادي
﴿اذهب إلى فرعون إنه طغى﴾ جاوز الحدَّ في الكفر
﴿فقل هل لك إلى أن تزكى﴾ أترغب في أن تتطهَّر من كفرك بالإيمان
﴿وأهديك إلى ربك فتخشى﴾
﴿فأراه الآية الكبرى﴾ اليد البيضاء
﴿فكذَّب﴾ فرعون موسى ﴿وعصى﴾ أمره
﴿ثم أدبر﴾ أعرض عنه ﴿يسعى﴾ في الأرض يعمل فيها بالفساد
﴿فحشر﴾ فجمع السَّحرة وقومه ﴿فنادى﴾
﴿فقال أنا ربكم الأعلى﴾ ليس ربٌّ فوقي
﴿فأخذه الله نكال الآخرة والأولى﴾ أَيْ: نكَّل الله به في الآخرة بالعذاب في النَّار وفي الدُّنيا بالغرق
﴿إنَّ في ذلك لعبرة لمن يخشى﴾
﴿أأنتم﴾ أيُّها المنكرون للبعث ﴿أشدُّ خلقاً أم السماء بناها﴾
﴿رفع سمكها﴾ سقفها ﴿فسوَّاها﴾ بلا شقوقٍ ولا فطورٍ
﴿وأغطش﴾ أَظلم ﴿ليلها وأخرج ضحاها﴾ أظهر نورها بالشَّمس
﴿والأرض بعد ذلك دحاها﴾ بسطها وكانت مخلوقةً غير مدحوَّةٍ
﴿أخرج منها ماءها ومرعاها﴾ ما ترعاه النَّعم من الشَّجر والعشب
﴿والجبال أرساها﴾ ﴿متاعاً﴾ منفعةً ﴿لكم ولأنعامكم﴾
﴿متاعا لكم ولأنعامكم﴾
﴿فإذا جاءت الطامة الكبرى﴾ يعني: صيحة القيامة
﴿يوم يتذكر الإنسان ما سعى﴾
﴿وبرزت الجحيم لمن يرى﴾
﴿فأما من طغى﴾
﴿وآثر الحياة الدنيا﴾
﴿فإن الجحيم هي المأوى﴾
﴿وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى﴾
﴿فإن الجنة هي المأوى﴾
﴿يسألونك عن الساعة﴾ يعني: القيامة ﴿أيَّان مرساها﴾ متى وقوعها وثبوتها؟ قال الله تعالى
﴿فيم أنت﴾ يا محمد ﴿من ذكراها﴾ أي: ليس عندك علمها
﴿إلى ربك منتهاها﴾ منتهى علمها
﴿إنما أنت منذر مَنْ يخشاها﴾ إنَّما ينفع إنذارك من يخشاها
﴿كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا﴾ في قبورهم ﴿إلاَّ عَشِيَّةً أو ضحاها﴾ أَيْ: نهارها استقصروا مدَّة لبثهم في القبور لما عاينوا من الهول
سورة النازعات
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (النَّازعات) من السُّوَر المكية، وقد افتُتحت بذكرِ الملائكة التي تَنزِع الأرواح؛ ليبعثَ اللهُ الناس بعد ذلك في يوم الطامَّة الكبرى؛ ليكونَ من اتقى في الجِنان، ويذهبَ من طغى وآثر الحياةَ الدنيا إلى الجحيم مأواه، وقد ذكَّرت السورةُ الكريمة بنِعَمِ الله على خَلْقه وقوَّته وقهره بعد أن بيَّنتْ إقامةَ الحُجَّة على الكافرين، كما أقام موسى عليه السلام الحُجَّةَ على فرعون بالإبلاغ.

ترتيبها المصحفي
79
نوعها
مكية
ألفاظها
179
ترتيب نزولها
81
العد المدني الأول
45
العد المدني الأخير
45
العد البصري
45
العد الكوفي
46
العد الشامي
45

- قوله تعالى: {يَسْـَٔلُونَكَ عَنِ اْلسَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَىٰهَا ٤٢ فِيمَ أَنتَ مِن ذِكْرَىٰهَآ} [النازعات: 42-43]:

عن عائشةَ رضي الله عنها، قالت: «كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يُسألُ عن الساعةِ حتى أُنزِلَ عليه: {يَسْـَٔلُونَكَ عَنِ اْلسَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَىٰهَا ٤٢ فِيمَ أَنتَ مِن ذِكْرَىٰهَآ} [النازعات: 42-43]». أخرجه الحاكم (3895).

* سورة (النَّازعات):

سُمِّيت سورة (النَّازعات) بذلك؛ لافتتاحها بقَسَمِ الله بـ(النَّازعات)؛ وهم: الملائكةُ الذين ينتزعون أرواحَ بني آدم.

1. مَشاهد اليوم الآخِر (١-١٤).

2. قصة موسى عليه السلام مع فرعون (١٥-٢٦).

3. لفتُ النظر إلى خَلْقِ السموات والأرض (٢٧-٣٣).

4. أحداث يوم القيامة (٣٤-٤١).

5. سؤال المشركين عن وقتِ الساعة (٤٢-٤٦).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (9 /23).

يقول ابنُ عاشور رحمه الله: «اشتملت على إثباتِ البعث والجزاء، وإبطال إحالة المشركين وقوعَه، وتهويلِ يومه، وما يعتري الناسَ حينئذٍ من الوَهَلِ، وإبطال قول المشركين بتعذُّرِ الإحياء بعد انعدام الأجساد». "التحرير والتنوير" لابن عاشور (30 /59).