تفسير سورة النازعات

تفسير ابن أبي حاتم

تفسير سورة سورة النازعات من كتاب تفسير ابن أبي حاتم المعروف بـتفسير ابن أبي حاتم.
لمؤلفه ابن أبي حاتم الرازي . المتوفي سنة 327 هـ

سورة النازعات
٧٩
قوله تعالى: النازعات غَرْقًا
١٩١١٠ - مِنْ طَرِيق سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا قَالَ: هِيَ أَنْفُسُ الْكُفَّارِ تُنْزَعُ ثُمَّ تُنْشَطُ ثُمَّ تُغْرَقُ فِي النَّارِ «١».
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا
١٩١١١ - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا قَالَ: الْمَوْتُ «٢».
قوله تعالى: السابحات سَبْحًا
١٩١١٣ - عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ فِي قَوْلِهِ: وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا قَالَ: هَاتَانِ الْآيَتَانِ لِلْكُفَّارِ، عِنْدَ نَزْعِ النَّفْسِ تَنْشَطُ نَشْطًا عَنِيفًا مِثْلُ سَفُودٍ فِي صُوفٍ فَكَانَ خُرُوجُهُ شَدِيدًا وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا قَالَ: هَاتَانِ لِلْمُؤْمِنِينَ «٣».
١٩١١٤ - عَنِ السُّدِّيِّ فِي قَوْلِهِ: وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا قَالَ: النَّفْسُ حِينَ تَغْرَقُ فِي الصِّدُورِ وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا قَالَ: الْمَلائِكَةُ حِينَ تَنْشَطُ الرُّوحُ مِنَ الْأَصَابِعِ وَالْقَدَمَيْنِ وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا حِينَ تَسْبَحُ النَّفْسُ فِي الْجَوْفِ تَتَرَدَّدُ عَنِ الْمَوْتِ «٤».
١٩١١٥ - عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ فِي قَوْلِهِ: وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا قَالَ: الْمَلائِكَةُ الَّذِينَ يَلْوُنَ أَنْفُسَ الْكُفَّارِ إِلَى قَوْلِهِ: وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا قَالَ: الْمَلائِكَةُ «٥».
قَوْلُهُ تَعَالَى: فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا
١٩١١٦ - عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ أَنَّ ابْنَ الْكَوَّاءِ سَأَلَهُ عَنْ المدبرات أَمْرًا قَالَ:
الْمَلائِكَةُ يُدَبِّرُونَ ذِكْرَ الرَّحْمَنِ وَأَمْرَهُ «٦».
١٩١١٧ - عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ قَالَ: يُدَبِّرُ أَمْرَ الدُّنْيَا أَرْبَعَةٌ، جِبْرِيلُ وَمِيكَائِيلُ وَمَلَكُ الْمَوْتِ وَإِسْرَافِيلُ، فَأَمَّا جِبْرِيلُ فَمُوَكَّلٌ بِالرِّيَاحِ وَالْجُنُودِ، وَأَمَّا مِيكَائِيلُ فموكل
(١) الدر ٨/ ٤٤٠.
(٢) الدر ٨/ ٤٠٤- ٤٠٥.
(٣) الدر ٨/ ٤٠٤- ٤٠٥.
(٤) الدر ٨/ ٤٠٤- ٤٠٥.
(٥) الدر ٨/ ٤٠٤- ٤٠٥.
(٦) الدر ٨/ ٤٠٤- ٤٠٥.
عن الربيع بن أنس في قوله :﴿ والنازعات غرقا والناشطات نشطا ﴾ قال : هاتان الآيتان للكفار، عند نزع النفس تنشط نشطا عنيفا مثل سفود في صوف فكان خروجه شديدا ﴿ والسابحات سبحا فالسابقات سبقا ﴾ قال : هاتان للمؤمنين.
قوله تعالى :﴿ والناشطات نشطا ﴾ آية ٢
عن ابن عباس ﴿ والناشطات نشطا ﴾ قال : الموت.
عن السدى في قوله :﴿ والناشطات نشطا ﴾ قال : الملائكة حين تنشط الروح من الأصابع والقدمين.
عن الربيع بن أنس في قوله :﴿ والنازعات غرقا والناشطات نشطا ﴾ قال : هاتان الآيتان للكفار، عند نزع النفس تنشط نشطا عنيفا مثل سفود في صوف فكان خروجه شديدا ﴿ والسابحات سبحا فالسابقات سبقا ﴾ قال : هاتان للمؤمنين.
قوله تعالى :﴿ السابحات سبحا ﴾ آية ٣
عن السدى في قوله :﴿ والسابحات سبحا ﴾ حين تسبح النفس في الجوف تتردد عن الموت.
عن ابن مسعود في قوله :﴿ والسابحات سبحا ﴾ قال : الملائكة.
قوله تعالى :﴿ المدبرات أمرا ﴾ آية ٥
عن علي بن أبي طالب أن ابن الكوا سأله عن ﴿ المدبرات أمرا ﴾ قال : الملائكة يدبرون ذكر الرحمن وأمره.
عن عبد الرحمن بن سابط قال : يدبر أمر الدنيا أربعة، جبريل وميكائيل وملك الموت وإسرافيل، فأما جبريل فموكل بالرياح والجنود، وأما ميكائيل فموكل بالقطر والنبات، وأما ملك الموت فموكل بقبض الأرواح وأما إسرافيل فهو ينزل عليهم بالأمر.
عن مجاهد قال : الناخرة العظم يبلي فتدخل الريح فيه.
بِالْقَطْرِ وَالنَّبَاتِ، وَأَمَّا مَلَكُ الْمَوْتِ فَمُوَكَّلٌ بِقَبْضِ الْأَرْوَاحَ وَأَمَّا إِسْرَافِيلُ فَهُوَ يَنْزِلُ عَلَيْهِمْ بِالْأَمْرِ «١».
١٩١١٨ - عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: النَّاخِرَةُ الْعَظْمُ يَبْلَى فَتَدْخُلُ الرِّيحُ فِيهِ «٢».
قَوْلُهُ تَعَالَى: فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ
١٩١١٩ - عن سهد بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ قَالَ: أَرْضٌ بَيْضَاءُ عَفْرَاءُ كَالْخُبْزَةِ مِنَ النَّقِيِّ «٣».
قَوْلُهُ تَعَالَى: أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى
١٩١٢٠ - عَنِ السُّدِّيِّ قَالَ: قَالَ مُوسَى: يَا فِرْعَونُ هَلْ لَكَ فِي أَنْ أُعْطِيَكَ شَبَابَكَ لَا تَهْرَمُ، وَمُلْكَكَ لَا يُنْزَعُ مِنْكَ، وَتُرَدَّ إِلَيْكَ لَذَّةُ الْمَنَاكِحِ وَالْمَشَارِبِ وَالرُّكُوبِ، وَإِذَا مِتَّ دَخَلْتَ الْجَنَّةَ وَتُؤْمِنُ بِي، فَوَقَعَتْ فِي نَفْسِهِ هَذِهِ الْكَلِمَاتُ وَهِيَ اللَّيِّنَاتُ قَالَ: كَمَا أَنْتَ حَتَّى يَأْتِيَ هَامَانُ فَلَمَّا جَاءَ هَامَانُ أَخْبَرَهُ فَعَجَّزَهُ هَامَانُ، وَقَالَ: تَصْبِرُ تعْبُدُ إِذْ كُنْتَ رَبًّا تُعْبَدُ؟ فَذَلِكَ حِينَ خَرَجَ عَلَيْهِمْ فَقَالَ لِقَوْمِهِ وَجَمَعَهُمْ: أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى «٤».
١٩١٢٢ - عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: بَيْنَ كِلْمَتِينِ أَرْبَعُونَ سَنَةً «٥».
قَوْلُهُ تَعَالَى: رَفَعَ سَمْكَهَا
١٩١٢٣ - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: رَفَعَ سَمْكَهَا قَالَ: بَنَاهَا وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا قَالَ: أَظْلَمَ لَيْلَهَا «٦».
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا
١٩١٢٤ - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا قَالَ: الْعِشَاءُ وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا قال:
الشمس «٧».
(١) الدر ٨/ ٤١٨- ٤١٩.
(٢) الدر ٨/ ٤١٨- ٤١٩.
(٣) الدر ٨/ ٤١٨- ٤١٩.
(٤) الدر ٨/ ٤١٨- ٤١٩.
(٥) الدر ٨/ ٤١٨- ٤١٩.
(٦) الدر ٨/ ٤١٨- ٤١٩.
(٧) الدر ٨/ ٤١٨- ٤١٩.
قوله تعالى :﴿ أنا ربكم الأعلى ﴾ آية ٢٤
عن السدى قال : قال موسى : يا فرعون هل لك في أن أعطيك شبابك لا تهرم، وملكك لا ينزع منك، وترد إليك لذة المناكح والمشارب والركوب، وإذا مت دخلت الجنة وتؤمن بي، فوقعت في نفسه هذه الكلمات وهي اللينات قال : كما أنت حتى يأتي هامان فلما جاء هامان أخبره فعجزه هامان، وقال : تصبر تعبد إذ كنت ربا تعبد ؟ فذلك حين خرج عليهم فقال لقومه وجمعهم :﴿ أنا ربكم الأعلى ﴾.
عن عبد الله بن عمرو قال : بين كلمتين أربعون سنة.
قوله تعالى :﴿ رفع سمكها ﴾ آية ٢٨
عن ابن عباس في قوله :﴿ رفع سمكها ﴾ قال : بناها.
قوله تعالى :﴿ وأغطش ليلها ﴾ آية ٢٩
عن ابن عباس ﴿ وأغطش ليلها ﴾ قال : العشاء ﴿ وأخرج ضحاها ﴾ قال : الشمس.
عن ابن عباس في قوله :﴿ وأغطش ليلها ﴾ قال : أظلم ليلها.
سورة النازعات
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (النَّازعات) من السُّوَر المكية، وقد افتُتحت بذكرِ الملائكة التي تَنزِع الأرواح؛ ليبعثَ اللهُ الناس بعد ذلك في يوم الطامَّة الكبرى؛ ليكونَ من اتقى في الجِنان، ويذهبَ من طغى وآثر الحياةَ الدنيا إلى الجحيم مأواه، وقد ذكَّرت السورةُ الكريمة بنِعَمِ الله على خَلْقه وقوَّته وقهره بعد أن بيَّنتْ إقامةَ الحُجَّة على الكافرين، كما أقام موسى عليه السلام الحُجَّةَ على فرعون بالإبلاغ.

ترتيبها المصحفي
79
نوعها
مكية
ألفاظها
179
ترتيب نزولها
81
العد المدني الأول
45
العد المدني الأخير
45
العد البصري
45
العد الكوفي
46
العد الشامي
45

- قوله تعالى: {يَسْـَٔلُونَكَ عَنِ اْلسَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَىٰهَا ٤٢ فِيمَ أَنتَ مِن ذِكْرَىٰهَآ} [النازعات: 42-43]:

عن عائشةَ رضي الله عنها، قالت: «كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يُسألُ عن الساعةِ حتى أُنزِلَ عليه: {يَسْـَٔلُونَكَ عَنِ اْلسَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَىٰهَا ٤٢ فِيمَ أَنتَ مِن ذِكْرَىٰهَآ} [النازعات: 42-43]». أخرجه الحاكم (3895).

* سورة (النَّازعات):

سُمِّيت سورة (النَّازعات) بذلك؛ لافتتاحها بقَسَمِ الله بـ(النَّازعات)؛ وهم: الملائكةُ الذين ينتزعون أرواحَ بني آدم.

1. مَشاهد اليوم الآخِر (١-١٤).

2. قصة موسى عليه السلام مع فرعون (١٥-٢٦).

3. لفتُ النظر إلى خَلْقِ السموات والأرض (٢٧-٣٣).

4. أحداث يوم القيامة (٣٤-٤١).

5. سؤال المشركين عن وقتِ الساعة (٤٢-٤٦).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (9 /23).

يقول ابنُ عاشور رحمه الله: «اشتملت على إثباتِ البعث والجزاء، وإبطال إحالة المشركين وقوعَه، وتهويلِ يومه، وما يعتري الناسَ حينئذٍ من الوَهَلِ، وإبطال قول المشركين بتعذُّرِ الإحياء بعد انعدام الأجساد». "التحرير والتنوير" لابن عاشور (30 /59).