تفسير سورة النازعات

التبيان في تفسير غريب القرآن

تفسير سورة سورة النازعات من كتاب التبيان في تفسير غريب القرآن
لمؤلفه ابن الهائم . المتوفي سنة 815 هـ

" والنازعات غرقا " الملائكة تنزع أرواح الكفار إغراقا كما يغرق النازع في القوس.
" والناشطات نشطا " الملائكة تنشط أرواح المؤمنين أي تحل حلا رفيقا كما ينشط العقال من يد البعير أي يحل حلا برفق.
" والسابحات سبحا " الملائكة عليهم السلام جعل نزولها كالسباحة.
" فالسابقات سبقا " الملائكة تسبق الشياطين بالوحي إلى الأنبياء صلوات الله عليهم إذ كانت الشياطين تسترق السمع.
فالمدبرات أمرا الملائكة تنزل بالتدبير من عند الله عز وجل وقال أبو عبيدة والنازعات إلى قوله " فالسابقات سبقا " هذه كلها النجوم " فالمدبرات أمرا " الملائكة.
" الراجفة " النفخة الأولى.
" الرادفة " النفخة الثانية.
" واجفة " خافقة أي شديدة الاضطراب أو خائفة بلغة همدان وإنما سمي الوجيف في السير لشدة هزه واضطرابه.
" لمردودون في الحافرة " أي الرجوع إلى أول الأمر يقال رجع فلان في حافرته إذا رجع من حيث جاء والمعنى أننا نعود بعد الموت أحياء.
" نخرة " وناخرة بالية ويقال نخرة بالية وناخرة بمعنى عظاما فارغة يصير فيها من هبوب الريح كالنخير.
" بالساهرة " أي وجه الأرض وسميت ساهرة لأن فيها سهرهم ونومهم وأصلها مسهورة ومسهور فيها فصرفت من مفعولة إلى فاعلة كما قيل " عيشة راضية " أي مرضية ويقال الساهرة أرض القيامة.
" فأخذه الله نكال الآخرة والأولى " أغرقه في الدنيا وعذبه في الآخرة وفي التفسير " نكال الآخرة والأولى " نكال قوله " ما علمت لكم من إله غيري " وقوله " أنا ربكم الأعلى " فنكل الله عز وجل به به نكال هاتين الكلمتين.
" وأغطش ليلها " أظلم بلغة أنمار وأشعر.
" دحاها " بسطها.
" الطامة الكبرى " يعني يوم القيامة والطامة الداهية لأنها تطم على كل شيء أي تعلوه وتغطيه.
سورة النازعات
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (النَّازعات) من السُّوَر المكية، وقد افتُتحت بذكرِ الملائكة التي تَنزِع الأرواح؛ ليبعثَ اللهُ الناس بعد ذلك في يوم الطامَّة الكبرى؛ ليكونَ من اتقى في الجِنان، ويذهبَ من طغى وآثر الحياةَ الدنيا إلى الجحيم مأواه، وقد ذكَّرت السورةُ الكريمة بنِعَمِ الله على خَلْقه وقوَّته وقهره بعد أن بيَّنتْ إقامةَ الحُجَّة على الكافرين، كما أقام موسى عليه السلام الحُجَّةَ على فرعون بالإبلاغ.

ترتيبها المصحفي
79
نوعها
مكية
ألفاظها
179
ترتيب نزولها
81
العد المدني الأول
45
العد المدني الأخير
45
العد البصري
45
العد الكوفي
46
العد الشامي
45

- قوله تعالى: {يَسْـَٔلُونَكَ عَنِ اْلسَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَىٰهَا ٤٢ فِيمَ أَنتَ مِن ذِكْرَىٰهَآ} [النازعات: 42-43]:

عن عائشةَ رضي الله عنها، قالت: «كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يُسألُ عن الساعةِ حتى أُنزِلَ عليه: {يَسْـَٔلُونَكَ عَنِ اْلسَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَىٰهَا ٤٢ فِيمَ أَنتَ مِن ذِكْرَىٰهَآ} [النازعات: 42-43]». أخرجه الحاكم (3895).

* سورة (النَّازعات):

سُمِّيت سورة (النَّازعات) بذلك؛ لافتتاحها بقَسَمِ الله بـ(النَّازعات)؛ وهم: الملائكةُ الذين ينتزعون أرواحَ بني آدم.

1. مَشاهد اليوم الآخِر (١-١٤).

2. قصة موسى عليه السلام مع فرعون (١٥-٢٦).

3. لفتُ النظر إلى خَلْقِ السموات والأرض (٢٧-٣٣).

4. أحداث يوم القيامة (٣٤-٤١).

5. سؤال المشركين عن وقتِ الساعة (٤٢-٤٦).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (9 /23).

يقول ابنُ عاشور رحمه الله: «اشتملت على إثباتِ البعث والجزاء، وإبطال إحالة المشركين وقوعَه، وتهويلِ يومه، وما يعتري الناسَ حينئذٍ من الوَهَلِ، وإبطال قول المشركين بتعذُّرِ الإحياء بعد انعدام الأجساد». "التحرير والتنوير" لابن عاشور (30 /59).