تفسير سورة عبس

تفسير العز بن عبد السلام

تفسير سورة سورة عبس من كتاب تفسير العز بن عبد السلام المعروف بـتفسير العز بن عبد السلام.
لمؤلفه عز الدين بن عبد السلام . المتوفي سنة 660 هـ
سورة عبس مكية.
نزلت في ابن أم مكتوم عبد الله بن زائدة أتى الرسول صلى الله عليه وسلم يستقرئه وهو يناجي بعض عظماء قريش أمية بن خلف أو عتبة وشيبة فأعرض الرسول صلى الله عليه وسلم عنه وعبس في وجهه فعوتب في إعراضه.

١ - ﴿عَبَسَ وَتَوَلَّى﴾ قطب وأعرض.
٣ -،
٤ - ﴿يَزَّكَّى﴾ يؤمن أو يتعبد بالأعمال الصالحة أو يحفظ ما تتلوه عليه من القرآن ويتفقَّه في الدين، " أ " صلة تقديره يزكى ويذكر. ﴿يذكر﴾ يتّعظ أو يتفقَّه كان الرسول [صلى الله عليه وسلم] إذا رآه مقبلاُ بسط له رداءه حتى جلس عليه إكراماً له " ع ".
﴿ يَذَّكَّر ﴾ يتّعظ أو يتفقَّه كان الرسول صلى الله عليه وسلم إذا رآه مقبلا بسط له رداءه حتى جلس عليه إكراماً له " ع ".
١١ - ﴿إِنَّهَا﴾ هذه السورة أو القرآن.
١٢ - ﴿فَمَن شَآءَ﴾ الله تعالى ألهمه الذكر أو من شاء أن يتذكر بالقرآن أذكره الله.
١٣ - ﴿مُّكَرَّمَةٍ﴾ عند الله تعالى أو في الدين لما فيها من العلم أو لأنه نزل بها كرام الحفظة.
١٤ - ﴿مَّرْفُوعَةٍ﴾ في السماء أو في قدرها وشرفها ﴿مُّطَهَّرَةٍ﴾ من الدنس أو الشرك أو من أن تنزل على المشركين أو لا يمسها إلا المطهرون.
١٥ - ﴿سَفَرَةٍ﴾ الملائكة لأنهم سفرة بين الله تعالى ورسله، سفر بين القوم: إذا بلَّغ أو القراء لأنهم يقرءون الأسفار أو الكتبة " ع " سفر سفراً إذا كتب قيل للكتاب سفر وللكاتب سافر من تبيين الشيء وإيضاحه ومنه إسفار الصبح: وضوحه، وسفرت المرأة: كشفت نقابها.
١٦ - ﴿كِرَامٍ﴾ على الله تعالى أو عن المعاصي أو يتكرمون على من باشر زوجته بالستر عليه دفاعاً عنه وصيانة له ﴿بَرَرَةٍ﴾ مطيعين أو صادقين واصلين أو متّقين مطهرين.
﴿قُتِلَ الإنسان ما أكفره (١٧) من أي شيء خلقه (١٨) من نطفة خلقه فقدره (١٩) ثم السبيل يسره (٢٠) ثم أماته فأقبره (٢١) ثم إذا شاء أنشره (٢٢) كلا لما يقض ما أمره (٢٣) فلينظر الإنسان إلى طعامه (٢٤) ﴾
420
﴿أنا صببنا الماء صبا (٢٥) ثم شققنا الأرض شقا (٢٦) فأنبتنا فيها حبا (٢٧) وعنباً قضبا (٢٨) وزيتوناً ونخلاً (٢٩) وحدائق غلبا (٣٠) وفاكهة وأباً (٣١) متاعاً لكم ولأنعامكم (٣٢) ﴾
421
١٧ - ﴿قُتِلَ﴾ عذب أو لعن ﴿الإِنسَانُ﴾ كل كافر أو أمية بن خلف أو عتبة بن أبي لهب حين قال كفرت [٢١٦ / ب] / برب النجم إذا هوى فقال الرسول [صلى الله عليه وسلم] " اللهمّ سلّط عليه كلبك " فأخذه الأسد في طريق الشام. ﴿مَآ أَكْفَرَهُ﴾ ما أشدّ كفره أو أي شيء أكفره على جهة الاستفهام أو ما ألعنه.
٢٠ - ﴿السَّبِيلَ يَسَّرَهُ﴾ خروجه من بطن أمه أو سبيل السعادة والشقاوة أو الهدى والضلالة.
٢١ - ﴿فَأَقْبَرَهُ﴾ جعل له من يقبره أو جعله ذا قبر يدفن فيه.
٢٣ - ﴿لَمَّا يَقْضِ﴾ لا يفعل الكافر ما أمرته من الطاعة والإيمان أو عامة في المؤمن والكافر أو لا يقضي أحد أبداً كل ما فرض عليه.
٢٤ - ﴿طَعَامِهِ﴾ الذي يحيى به من أي شيء هو أو ما يخرج منه أي شيء كان ثم كيف صار بعد حفظ الحياة ونمو الجسد.
٢٦ - ﴿شققنا الأرض﴾ للنبات.
٢٨ - ﴿قضبا﴾ القت والعلف لأنه يقضب بعد ظهوره.
٣٠ - ﴿وَحَدَآئِقَ﴾ ما التف واجتمع " ع " أو نبت الشجر كله أو ما أحيط عليه من النخل والشجر وما لم يحط فليس بحديقة ﴿غُلْباً﴾ نخلاً كراماً " ح " أو شجراً طوالاً غلاظاً والأغلب الغليظ.
٣١ - ﴿وَأَبّاً﴾ مرعى البهائم " ع " أو كل ما نبت على وجه الأرض أو كل نبات سوى الفاكهة والثمار الرطبة أو التبن خاصة أو يابس الفاكهة وهذا مثل ضرب لقدرته على البعث.
﴿فإذا جاءت الصاخة (٣٣) يوم يفر المرء من أخيه (٣٢) وأمه وأبيه (٣٥) وصاحبته وبنيه (٣٦) لكل امرئٍ منهم يومئذ شأنٌ يغنيه (٣٧) وجوه يومئذ مسفرة (٣٨) ضاحكة مستبشرة (٣٩) ووجوه يومئذ عليها غبرة (٤٠) ترهقها قترة (٤١) أولئك هم الكفرة الفجرة (٤٢) ﴾
٣٣ - ﴿الصَّآخَّةُ﴾ النفخة الثانية يصيخ الخلائق لاستماعها أو اسم للقيامة لإصاخة الخلق إليها من الفزع " ع ".
٣٤ - ﴿يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ﴾ الآية لما بينهم من التبعات أو حتى لا يروا عذابه أو لاشتغاله بنفسه.
٣٨ - ﴿مُّسْفِرَةٌ﴾ مشرقة أو فرحة.
٤١ - ﴿تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ﴾ تغشاها شدّة وذلّة " ع " أو خزي أو سواد أو غبار أو كسوف الوجه، القترة: ما ارتفعت إلى السماء والغبرة ما انحطت إلى الأرض.
422
سورة إذا الشمس كورت
سورة التكوير
مكية

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

﴿إذا الشمس كورت (١) وإذا النجوم انكدرت (٢) وإذا الجبال سيرت (٣) وإذا العشار عطلت (٤) وإذا الوحوش حشرت (٥) وإذا البحار سجرت (٦) وإذا النفوس زوجت (٧) وإذا الموءودة سئلت (٨) بأي ذنب قتلت (٩) وإذا الصحف نشرت (١٠) وإذا السماء كشطت (١١) وإذا الجحيم سعرت (١٢) وإذا الجنة أزلفت (١٣) علمت نفسٌ ما أحضرت (١٤) ﴾
423
سورة عبس
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (عبَسَ) من السُّوَر المكية، وقد نزلت في عتابِ الله نبيَّه صلى الله عليه وسلم في إعراضه عن ابنِ أمِّ مكتومٍ الأعمى، بسبب انشغاله مع صناديدِ قريش، وهذا العتاب لتعليم النبي صلى الله عليه وسلم المقارنةَ بين المصالح والمفاسد، وإعلاءٌ من شأن النبي صلى الله عليه وسلم، كما جاءت السورة على ذكرِ آيات الله ونِعَمه على خَلْقِه؛ مذكِّرةً إياهم بيوم (الصاخَّة)، حين ينقسم الناس إلى أهل جِنان، وأهل نيران.

ترتيبها المصحفي
80
نوعها
مكية
ألفاظها
133
ترتيب نزولها
24
العد المدني الأول
42
العد المدني الأخير
42
العد البصري
41
العد الكوفي
42
العد الشامي
40

* قوله تعالى: {عَبَسَ وَتَوَلَّىٰٓ ١ أَن جَآءَهُ اْلْأَعْمَىٰ ٢ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُۥ يَزَّكَّىٰٓ ٣ أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ اْلذِّكْرَىٰٓ} [عبس: 1-4]:

عن عُرْوةَ، عن عائشةَ أمِّ المؤمنين رضي الله عنها، قالت: «أُنزِلتْ في ابنِ أمِّ مكتومٍ الأعمى»، قالت: «أتى النبيَّ ﷺ، فجعَلَ يقولُ: يا نبيَّ اللهِ، أرشِدْني! قالت: وعند النبيِّ ﷺ رجُلٌ مِن عُظَماءِ المشركين، فجعَلَ النبيُّ ﷺ يُعرِضُ عنه، ويُقبِلُ على الآخَرِ، فقال النبيُّ ﷺ: «يا فلانُ، أتَرى بما أقولُ بأسًا؟»، فيقولُ: لا؛ فنزَلتْ: {عَبَسَ وَتَوَلَّىٰٓ} [عبس: 1]». أخرجه ابن حبان (٥٣٥).

* سورة (عبَسَ):

سُمِّيت سورة (عبَسَ) بذلك؛ لقوله تعالى في أولها: {عَبَسَ وَتَوَلَّىٰٓ} [عبس: 1].

1. عتابُ المُحبِّ (١-١٦).

2. تفكُّر وتدبُّر (١٧-٣٢).
3. يومَك.. يومَك (٣٣-٤٢).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (9 /41).

عتابُ اللهِ نبيَّه صلى الله عليه وسلم عتابَ المُحبِّ؛ لتزكيةِ نفس النبي صلى الله عليه وسلم، ولتعليمه الموازنةَ بين مراتبِ المصالح والمفاسد، وفي حادثةِ عُبُوسِه صلى الله عليه وسلم في وجهِ الأعمى أوضَحُ الدلالة على ذلك.

ينظر: "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور" للبقاعي (3 /157)، "التحرير والتنوير" لابن عاشور (30 /102).