ﰡ
وقرأ زيدُ بنُ عليّ «عَبَّس» بالتشديد. والعامَّةُ على «أنْ» بهمزةٍ واحدةٍ. وزيد بن علي وعيسى وأبو عمران الجوني بهمزتَيْن. وقال الزمخشري: «وقُرِىء آأنْ بهمزتين وبألفٍ بينهما، وُقِفَ على» عَبَس وتولَّى «ثم ابْتُدِىء على معنى: ألأَنْ جاءَه الأعمى فَعَل ذلك».
٤٤٩٨ - تَقَضِّيَ البازِيْ............ قال الشاعر:
٤٤٩٩ - تَصَدَّى لِوَضَّاحٍ كأنَّ جَبينَه | سِراجُ الدُّجى تُجْبَى إليه الأساوِرُ |
وقرأ أبو جعفر «تُصَدَّى» بضمِّ التاءِ وتخفيفِ الصادِ، أي:
٤٥٠٠ - فما أَدَعُ السَّفارة بين قومي | وما أَسْعلى بغِشٍّ إنْ مَشَيْتُ |
٤٥٠١ - لو أَسْنَدَتْ مَيْتاً إلى نَحْرِها | عاشَ ولم يُنْقَلْ إلى قابِرِ |
٤٥٠٢ - يَسْعَى بها غُلْبُ الرِّقابِ كأنَّهُمْ | بُزْلٌ كُسِيْنَ من الكُحَيْلِ جِلالا |
٤٥٠٣ - له دَعْوَةٌ مَيْمونَةٌ ريحُها الصَّبا | بها يُنْبِتُ اللَّهُ الحَصيدةَ والأَبَّا |
٤٥٠٤ - جِذْمُنا قَيْسٌ ونَجْدٌ دارُنا | ولنا الأَبُّ بِها والمَكْرَعُ |
٤٥٠٥ - أصَمَّهُمْ سِرُّهُمْ أيَّامَ فُرْقَتِهمْ | فهل سَمِعْتُمْ بسِرٍ يُوْرِث الصَّمَما |
٤٥٠٦ - أَصَمَّ بك النَّاعي وإنْ كانَ أَسْمَعا | ......................... |
٤٥٠٧ - مُتَوَّجٌ برِداءِ المُلْكِ يَتْبَعُه | مَوْجٌ ترى فوقَه الراياتِ والقَتَرا |
٤٥٠٨ -.................... | ...................... كَذِباً ومَيْنا |
٤٥٠٩ -...................... | ............ النَّأْيُ والبُعْدُ |
سورة عبس
سورة (عبَسَ) من السُّوَر المكية، وقد نزلت في عتابِ الله نبيَّه صلى الله عليه وسلم في إعراضه عن ابنِ أمِّ مكتومٍ الأعمى، بسبب انشغاله مع صناديدِ قريش، وهذا العتاب لتعليم النبي صلى الله عليه وسلم المقارنةَ بين المصالح والمفاسد، وإعلاءٌ من شأن النبي صلى الله عليه وسلم، كما جاءت السورة على ذكرِ آيات الله ونِعَمه على خَلْقِه؛ مذكِّرةً إياهم بيوم (الصاخَّة)، حين ينقسم الناس إلى أهل جِنان، وأهل نيران.
ترتيبها المصحفي
80نوعها
مكيةألفاظها
133ترتيب نزولها
24العد المدني الأول
42العد المدني الأخير
42العد البصري
41العد الكوفي
42العد الشامي
40* قوله تعالى: {عَبَسَ وَتَوَلَّىٰٓ ١ أَن جَآءَهُ اْلْأَعْمَىٰ ٢ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُۥ يَزَّكَّىٰٓ ٣ أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ اْلذِّكْرَىٰٓ} [عبس: 1-4]:
عن عُرْوةَ، عن عائشةَ أمِّ المؤمنين رضي الله عنها، قالت: «أُنزِلتْ في ابنِ أمِّ مكتومٍ الأعمى»، قالت: «أتى النبيَّ ﷺ، فجعَلَ يقولُ: يا نبيَّ اللهِ، أرشِدْني! قالت: وعند النبيِّ ﷺ رجُلٌ مِن عُظَماءِ المشركين، فجعَلَ النبيُّ ﷺ يُعرِضُ عنه، ويُقبِلُ على الآخَرِ، فقال النبيُّ ﷺ: «يا فلانُ، أتَرى بما أقولُ بأسًا؟»، فيقولُ: لا؛ فنزَلتْ: {عَبَسَ وَتَوَلَّىٰٓ} [عبس: 1]». أخرجه ابن حبان (٥٣٥).
* سورة (عبَسَ):
سُمِّيت سورة (عبَسَ) بذلك؛ لقوله تعالى في أولها: {عَبَسَ وَتَوَلَّىٰٓ} [عبس: 1].
1. عتابُ المُحبِّ (١-١٦).
2. تفكُّر وتدبُّر (١٧-٣٢).
3. يومَك.. يومَك (٣٣-٤٢).
ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (9 /41).
عتابُ اللهِ نبيَّه صلى الله عليه وسلم عتابَ المُحبِّ؛ لتزكيةِ نفس النبي صلى الله عليه وسلم، ولتعليمه الموازنةَ بين مراتبِ المصالح والمفاسد، وفي حادثةِ عُبُوسِه صلى الله عليه وسلم في وجهِ الأعمى أوضَحُ الدلالة على ذلك.
ينظر: "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور" للبقاعي (3 /157)، "التحرير والتنوير" لابن عاشور (30 /102).