تفسير سورة عبس

كتاب نزهة القلوب

تفسير سورة سورة عبس من كتاب كتاب نزهة القلوب
لمؤلفه أبى بكر السجستاني .

﴿ تَصَدَّىٰ ﴾: أي تعرض، يقال: تصدى له أي تعرض له.
﴿ تَلَهَّىٰ ﴾: أي تشاغل، يقال: تلهيت عن الشيء؛ ولهيت عنه، إذا شغلت عنه وتركته.
﴿ سَفَرَةٍ ﴾ يعني الملائكة الذين يسفرون بين الله وبين أنبيائه، واحدهم سافر؛ يقال: سفرت بين القوم إذا مشيت بينهم بالصلح، فجعلت الملائكة إذا نزلت بوحي الله عز وجل وتأديبه كالسفير الذي يصلح بين القوم. وقال أبو عبيدة: سفرة: كتبة، واحدهم سافر.
﴿ أَقْبَرَهُ ﴾ أي جعله ذا قبر يواري فيه وسائر الأشياء تلقى على وجه الأرض، يقال أقبره إذا جعل له قبرا، وقبره، إذا دفنه.
﴿ أَنشَرَهُ ﴾: أحياه.
﴿ قَضْباً ﴾: القضب: القت، يسمى بذلك لأنه يقضب مرة بعد أخرى أي يقطع.
﴿ وَحَدَآئِقَ غُلْباً ﴾: بساتين نخل غلاظ الأعناق، قال أبو محمد: يقال: رجل أغلب وامرأة غلباء إذا كانا غليظي العنق، والجميع غلب مثل أحمر وحمراء وحمر في الجميع.
﴿ أَبّاً ﴾ وهو ما رعته الأنعام، ويقال الأب للبهائم كالفاكهة للناس.
﴿ ٱلصَّآخَّةُ ﴾ يعني يوم القيامة: تصخ أي تصم، ويقال: رجل أصخ وأصلخ إذا كان لا يسمع.
﴿ مُّسْفِرَةٌ ﴾ أي مضيئة، يقال: أسفر وجهه إذا أضاء، وكذلك أسفر الصبح.
﴿ تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ ﴾ أي تغشاها غبرة.
سورة عبس
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (عبَسَ) من السُّوَر المكية، وقد نزلت في عتابِ الله نبيَّه صلى الله عليه وسلم في إعراضه عن ابنِ أمِّ مكتومٍ الأعمى، بسبب انشغاله مع صناديدِ قريش، وهذا العتاب لتعليم النبي صلى الله عليه وسلم المقارنةَ بين المصالح والمفاسد، وإعلاءٌ من شأن النبي صلى الله عليه وسلم، كما جاءت السورة على ذكرِ آيات الله ونِعَمه على خَلْقِه؛ مذكِّرةً إياهم بيوم (الصاخَّة)، حين ينقسم الناس إلى أهل جِنان، وأهل نيران.

ترتيبها المصحفي
80
نوعها
مكية
ألفاظها
133
ترتيب نزولها
24
العد المدني الأول
42
العد المدني الأخير
42
العد البصري
41
العد الكوفي
42
العد الشامي
40

* قوله تعالى: {عَبَسَ وَتَوَلَّىٰٓ ١ أَن جَآءَهُ اْلْأَعْمَىٰ ٢ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُۥ يَزَّكَّىٰٓ ٣ أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ اْلذِّكْرَىٰٓ} [عبس: 1-4]:

عن عُرْوةَ، عن عائشةَ أمِّ المؤمنين رضي الله عنها، قالت: «أُنزِلتْ في ابنِ أمِّ مكتومٍ الأعمى»، قالت: «أتى النبيَّ ﷺ، فجعَلَ يقولُ: يا نبيَّ اللهِ، أرشِدْني! قالت: وعند النبيِّ ﷺ رجُلٌ مِن عُظَماءِ المشركين، فجعَلَ النبيُّ ﷺ يُعرِضُ عنه، ويُقبِلُ على الآخَرِ، فقال النبيُّ ﷺ: «يا فلانُ، أتَرى بما أقولُ بأسًا؟»، فيقولُ: لا؛ فنزَلتْ: {عَبَسَ وَتَوَلَّىٰٓ} [عبس: 1]». أخرجه ابن حبان (٥٣٥).

* سورة (عبَسَ):

سُمِّيت سورة (عبَسَ) بذلك؛ لقوله تعالى في أولها: {عَبَسَ وَتَوَلَّىٰٓ} [عبس: 1].

1. عتابُ المُحبِّ (١-١٦).

2. تفكُّر وتدبُّر (١٧-٣٢).
3. يومَك.. يومَك (٣٣-٤٢).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (9 /41).

عتابُ اللهِ نبيَّه صلى الله عليه وسلم عتابَ المُحبِّ؛ لتزكيةِ نفس النبي صلى الله عليه وسلم، ولتعليمه الموازنةَ بين مراتبِ المصالح والمفاسد، وفي حادثةِ عُبُوسِه صلى الله عليه وسلم في وجهِ الأعمى أوضَحُ الدلالة على ذلك.

ينظر: "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور" للبقاعي (3 /157)، "التحرير والتنوير" لابن عاشور (30 /102).