تفسير سورة عبس

غريب القرآن

تفسير سورة سورة عبس من كتاب غريب القرآن
لمؤلفه زيد بن علي . المتوفي سنة 120 هـ

أخبرنا أبو جعفر. قال : حدّثنا علي بن أحمد. قال : حدّثنا عطاء بن السائب عن أبي خالد عن زيد بن علي عليهما السلامُ في قولهِ تعالى :﴿ عَبَسَ وَتَوَلَّى ﴾ معناه كَلُحَ وَجهُهُ، وأَعرضَ.
وقوله تعالى :﴿ الأَعْمَى ﴾ عَمرو بن أم مكتوم انتهى إلى النبي صلى الله عليهِ وعلَى آلهِ وسلمَ وهو يَدعو قريشاً إلى الإِسلامِ، فَشغلَ عَنهُ.
وقوله تعالى :﴿ أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى فَأَنتَ لَهُ تَصَدَّى ﴾ أي تَعرضُ لهَ.
وقوله تعالى :﴿ فَأَنتَ عَنْهُ تَلَهَّى ﴾ معناه تَغافلُ عنهُ بغَيرهِ.
وقوله تعالى :﴿ بِأَيْدِي سَفَرَةٍ ﴾ معناه بأَيدي كَتبةٍ. والسَّفرةُ بلغة النَبطِ. والكَتبةُ : المَلائكةُ.
وقوله تعالى :﴿ قُتِلَ الإِنسَانُ مَآ أَكْفَرَهُ ﴾ معناه لُعِنَ.
وقوله تعالى :﴿ ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ ﴾ معناه خُروجُهُ من بَطنِ أُمهِ ويقال : يَسرَ لَه السَّبيلَ كقوله :
﴿ إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ ﴾ [ الإنسان : ٣ ]
وقوله تعالى :﴿ ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ ﴾ معناه أُمرَ بأنْ يُقبرَ
قوله تعالى ﴿ ثُمَّ إِذَا شَآءَ أَنشَرَهُ ﴾ معناه أحياهُ.
وقوله تعالى :﴿ كَلاَّ لَمَّا يَقْضِ مَآ أَمَرَهُ ﴾ معناه كُلُّ ما افتُرِضَ عَليهِ.
وقوله تعالى :﴿ فَلْيَنظُرِ الإِنسَانُ إِلَى طَعَامِهِ ﴾ معناه إلى مَدخلِهِ ومخرجِهِ. فَجعلَ ذَلكَ لَهم آيةً.
وقوله تعالى :﴿ حَبّاً ﴾ ﴿ وَعِنَباً وَقَضْباً ﴾ معناه فِصفِصةٌ وهي الرّطبةُ.
وقوله تعالى :﴿ وَحَدَآئِقَ غُلْباً ﴾ معناه البَساتينُ. والغُلبُ : الغِلاظُ.
وقوله تعالى :﴿ وَفَاكِهَةً وَأَبّاً ﴾ معناه حَشيشٌ، فالفاكهةُ لبني آدم والأَبُّ لأَنعامِهِم.
وقوله تعالى :﴿ فَإِذَا جَآءَتِ الصَّآخَّةُ ﴾ معناه يومُ القِيامةِ.
وقوله تعالى :﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُّسْفِرَةٌ ﴾ معناه مُشرقةٌ حَسِنةٌ ويقال : فَرِحةٌ.
وقوله تعالى :﴿ تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ ﴾ [ معناه ] تَغشاها ذلةٌ وشِدةٌ ويقال : القَترةُ : الغَبرةُ.
سورة عبس
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (عبَسَ) من السُّوَر المكية، وقد نزلت في عتابِ الله نبيَّه صلى الله عليه وسلم في إعراضه عن ابنِ أمِّ مكتومٍ الأعمى، بسبب انشغاله مع صناديدِ قريش، وهذا العتاب لتعليم النبي صلى الله عليه وسلم المقارنةَ بين المصالح والمفاسد، وإعلاءٌ من شأن النبي صلى الله عليه وسلم، كما جاءت السورة على ذكرِ آيات الله ونِعَمه على خَلْقِه؛ مذكِّرةً إياهم بيوم (الصاخَّة)، حين ينقسم الناس إلى أهل جِنان، وأهل نيران.

ترتيبها المصحفي
80
نوعها
مكية
ألفاظها
133
ترتيب نزولها
24
العد المدني الأول
42
العد المدني الأخير
42
العد البصري
41
العد الكوفي
42
العد الشامي
40

* قوله تعالى: {عَبَسَ وَتَوَلَّىٰٓ ١ أَن جَآءَهُ اْلْأَعْمَىٰ ٢ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُۥ يَزَّكَّىٰٓ ٣ أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ اْلذِّكْرَىٰٓ} [عبس: 1-4]:

عن عُرْوةَ، عن عائشةَ أمِّ المؤمنين رضي الله عنها، قالت: «أُنزِلتْ في ابنِ أمِّ مكتومٍ الأعمى»، قالت: «أتى النبيَّ ﷺ، فجعَلَ يقولُ: يا نبيَّ اللهِ، أرشِدْني! قالت: وعند النبيِّ ﷺ رجُلٌ مِن عُظَماءِ المشركين، فجعَلَ النبيُّ ﷺ يُعرِضُ عنه، ويُقبِلُ على الآخَرِ، فقال النبيُّ ﷺ: «يا فلانُ، أتَرى بما أقولُ بأسًا؟»، فيقولُ: لا؛ فنزَلتْ: {عَبَسَ وَتَوَلَّىٰٓ} [عبس: 1]». أخرجه ابن حبان (٥٣٥).

* سورة (عبَسَ):

سُمِّيت سورة (عبَسَ) بذلك؛ لقوله تعالى في أولها: {عَبَسَ وَتَوَلَّىٰٓ} [عبس: 1].

1. عتابُ المُحبِّ (١-١٦).

2. تفكُّر وتدبُّر (١٧-٣٢).
3. يومَك.. يومَك (٣٣-٤٢).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (9 /41).

عتابُ اللهِ نبيَّه صلى الله عليه وسلم عتابَ المُحبِّ؛ لتزكيةِ نفس النبي صلى الله عليه وسلم، ولتعليمه الموازنةَ بين مراتبِ المصالح والمفاسد، وفي حادثةِ عُبُوسِه صلى الله عليه وسلم في وجهِ الأعمى أوضَحُ الدلالة على ذلك.

ينظر: "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور" للبقاعي (3 /157)، "التحرير والتنوير" لابن عاشور (30 /102).