تفسير سورة عبس

تفسير ابن أبي حاتم

تفسير سورة سورة عبس من كتاب تفسير ابن أبي حاتم المعروف بـتفسير ابن أبي حاتم.
لمؤلفه ابن أبي حاتم الرازي . المتوفي سنة 327 هـ

سُورَةُ عَبَسَ
٨٠
قَوْلُهُ تَعَالَى: عَبَسَ وَتَوَلَّى أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى
١٩١٢٥ - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَوْلُهُ: عَبَسَ وَتَوَلَّى أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى قَالَ: بَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُنَاجِي عُتْبَةَ بْنَ رَبِيعَةَ وَأَبَا جَهْلِ بْنَ هِشَامٍ وَالْعَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَكَانَ يَتَصَدَّى لَهُمْ كَثِيرًا، وَيَحْرِصُ عَلَيْهِمْ أَنْ يُؤْمِنُوا، فأقبل إليه رَجُلٌ أَعْمَى- يُقَالُ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَمِّ مَكْتُومٍ يَمْشِي وَهُوَ يُنَاجِيهُمْ فَجَعَلَ عَبْدُ اللَّهِ يَسْتَقْرِئُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آيَةً مِنَ الْقُرْآنِ، وَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، عَلِّمْنِي مِمَّا عَلَّمَكَ اللَّهُ.
فَأَعْرَضَ عَنْهُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعَبَسَ فِي وَجْهِهِ، وَتَوَلَّى وَكَرِهَ كَلامَهُ، وَأَقْبَلَ عَلَى الْآخَرِينَ، فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَلَّمَهُ وَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا حَاجَتُكَ؟ هَلْ تُرِيدُ مِنْ شَيْءٍ؟ وَإِذَا ذَهَبَ مِنْ عِنْدِهِ قَالَ: هَلْ لَكَ حَاجَةٌ فِي شَيْءٍ؟ وَذَلِكَ لَمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى وَمَا عَلَيْكَ أَلا يَزَّكَّى؟! «١»
قَوْلُهُ تَعَالَى: لَمَّا يَقْضِ مَا أَمَرَهُ
١٩١٢٦ - وَمِنْ طَرِيقِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ قَوْلُهُ: كَلا، لَمَّا يَقْضِ مَا أَمَرَهُ قَالَ: لَا يَقْضِي أَحَدٌ أَبَدًا كُلَّ مَا افْتُرِضَ عَلَيْهِ «٢».
١٩١٢٧ - عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ قَالَ: قَالَ عُزَيْرٌ عَلَيْهِ السَّلامُ: قَالَ الْمَلَكُ الَّذِي جَاءَنِي: فَإِنَّ الْقُبُورَ هِيَ بَطْنُ الْأَرْضِ، وَإِنَّ الْأَرْضَ هِيَ أُمُّ الْخَلْقِ، فَإِذَا خَلَقَ اللَّهُ مَا أَرَادَ أَنْ يَخْلُقَ وَتَمَّتْ هَذِهِ الْقُبُورُ الَّتِي مَدَّ اللَّهُ لَهَا، «٣» انْقَطَعَتِ الدُّنْيَا وَمَاتَ مَنْ عَلَيْهَا وَلَفَظَتِ الْأَرْضُ مَا فِي جَوْفِهَا وَأَخْرَجَتِ الْقُبُورُ مَا فِيهَا.
(١) قال ابن كثير: فيه غرابة ونكاره وقد تكلم في سنده ٨/ ٣٤٣. [.....]
(٢) ابن كثير ٨/ ٣٤٦
(٣) ابن كثير ٨/ ٣٤٦
قوله تعالى :﴿ لما يقض ما أمره ﴾
ومن طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد قوله :﴿ كلا، لما يقض ما أمره ﴾ قال : لا يقضي أحد أبدا كل ما افترض عليه.
قَوْلُهُ تَعَالَى: فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ
١٩١٣٢ - عَنِ الْحَسَنِ فِي قَوْلِهِ: فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ قَالَ: مَلَكٌ يُثْنِي رَقَبَةَ ابْنِ آدَمَ إِذَا جَلَسَ عَلَى الْخَلاءِ لَيَنْظُرَ مَا يَخْرُجُ مِنْهُ «١».
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَحَدَائِقَ غُلْبًا
١٩١٣٣ - مِنْ طَريِقِ عَلِيٍّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَقَضْبًا قَالَ: الْفِصْفِصَةُ يَعْنِي الْقَتَّ وَحَدَائِقَ غُلْبًا قَالَ: طُوَالٌ وَفَاكِهَةً وَأَبًّا قَالَ: الثِّمَارُ الرَّطِبَةُ «٢».
١٩١٣٤ - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: الحدائق كل ملتف والغل مَا غَلُظُ، وَالْأَبُّ مَا أَنْبَتَتِ الْأَرْضُ مِمَّا يَأْكُلُهُ الدَّوَابُّ وَلا يَأْكُلُهُ النَّاسُ.
١٩١٣٥ - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: الْأَبُّ الْحَشِيشُ لِلْبَهَائِمِ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ
١٩١٣٦ - مِنْ طَرِيق عَلِيٍّ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: مُسْفِرَةٌ قَالَ مُشْرِقَةٌ وَفِي قَوْلِهِ: تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ قَالَ: تَغْشَاهَا شِدَّةٌ وَذِلَّةٌ.
١٩١٣٧ - وَمِنْ طَريِقِ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قترة قال: سواد الوجوه.
قوله تعالى: وجوه يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ
١٩١٣٨ - مِنْ طَريِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يُلْجِمُ الْكَافِرَ الْعَرَقُ، ثُمَّ تَقَعُ الْغَبَرَةُ عَلَى وُجُوهِهِمْ فهو قوله:
وجوه يومئذ عليها غبرة.
(١) الدر ٨/ ٤٢٠.
(٢) الدر ٨/ ٤٢٠.
عن وهب بن منبه قال : قال عزير عليه السلام : قال الملك الذي جاءني : فإن القبور هي بطن الأرض، وإن الأرض هي أم الخلق، فإذا خلق الله ما أراد أن يخلق وتمت هذه القبور التي مد الله لها، انقطعت الدنيا ومات من عليها ولفظت الأرض ما في جوفها وأخرجت القبور ما فيها.
من طريق علي عن ابن عباس ﴿ وقضبا ﴾ قال : الفصفصة يعني القت.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَحَدَائِقَ غُلْبًا
١٩١٢٨ - قَالَ عِكْرَمَةُ: غُلْبًا أَيْ: غِلاظُ الْأَوْسَاطِ. وَفِي رِوَايَةٍ: غِلاظُ الرِّقَابِ، أَلَمْ تَرَ إِلَى الرَّجُلِ إِذَا كَانَ غَليِظَ الرَّقَبَةِ قِيلَ وَاللَّهِ إِنَّهُ لاغْلَبُ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ
١٩١٢٩ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمَّارِ بْنِ الْحَارِثِ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ أَبُو زَيْدٍ الْعَبَّادَانِيُّ، عَنْ هِلالُ بْنُ خَبَّابٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تُحْشَرُونَ حُفَاةً عراة مشاة غُرْلًا» قَالَ: فَقَالَتْ زَوْجَتُهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أويرى بَعْضُنَا عَوْرَةَ بَعْضٍ؟ قَالَ: لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ أَوْ قَالَ: «مَا أَشْغَلَهُ عَنِ النَّظَرِ» «١».
١٩١٣٠ - حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا أَبُو أَزْهَرَ بْنِ حَاتِمٍ، حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى عَنْ عائد بن شريح، عن أنس ابن مَالِكٍ قَالَ: سَأَلَتْ عَائِشَةُ رضِيَ اللَّهُ عَنْهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، إِنِّي ساءلتك عَنْ حَديِثٍ فَتُخْبِرُنِي أَنْتَ بِهِ قَالَ: «إِنْ كَانَ عِنْدِي مِنْهُ عِلْمٌ» قَالَتْ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، كَيْفَ يُحْشَرُ الرِّجَالُ؟ قَالَ: «حُفَاةً عُرَاةً» ثم انتظرت سَاعَةً فَقَالَتْ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ كَيْفَ يُحْشَرُ النساء؟
قال: «كذلك حفاة عراة» قالت: وا سوأتاه مِنْ يَوْمِ الْقِيَامَةِ! قَالَ: «وَعَنْ أَيِّ ذَلِكَ تَسْأَلِينَ، إِنَّهُ قَدْ نَزَلَ عَلَيَّ آيَةٌ لَا يَضُرُّكِ كَانَ عَلَيْكَ ثِيَابٌ أَوْ لَا يَكُونُ» قَالَتْ: أَيَّةُ آيَةٍ هِيَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ؟ قَالَ: لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ «٢».
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ
١٩١٣١ - حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ عُثْمَانَ الْعَسْكَرِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدٌ مَوْلَى جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يُلْجِمُ الْكَافِرَ الْعَرَقُ ثُمَّ تَقَعُ الْغَبَرَةُ عَلَى وُجُوهِهِمْ» قَالَ فَهُوَ قَوْلُهُ: وَوُجُوهٌ يومئذ عليها غبرة «٣».
(١) ابن كثير ٨/ ٣٤٩.
(٢) ابن كثير ٨/ ٣٤٩.
(٣) ابن كثير ٨/ ٣٥٠.
عن ابن عباس قال : والأب ما أنبتت الأرض مما يأكله الدواب ولا يأكله الناس.
عن ابن عباس قال : الأب الحشيش للبهائم.
من طريق علي عن ابن عباس ﴿ وفاكهة وأبا ﴾ قال : الثمار الرطبة.
قوله تعالى :﴿ لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه ﴾
حدثنا محمد بن عمار بن الحارث، حدثنا الوليد بن صالح، حدثنا ثابت أبو زيد العباداني، عن هلال بن خباب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " تحشرون حفاة عراة مشاة غرلا " قال : فقالت زوجته : يا رسول الله أو يرى بعضنا عورة بعض ؟ قال :﴿ لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه ﴾ أو قال : " ما أشغله عن النظر ".
حدثنا أبي، حدثنا أبو أزهر بن حاتم، حدثنا الفضل بن موسى عن عائد بن شريح، عن أنس ابن مالك قال : سألت عائشة رضي الله عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : يا رسول الله بأبي أنت وأمي، إني سائلتك عن حديث فتخبرني أنت به قال : " إن كان عندي منه علم " قالت : يا نبي الله، كيف يحشر الرجال ؟ قال : " حفاة عراة " ثم انتظرت ساعة فقالت : يا نبي الله كيف يحشر النساء ؟ قال : " كذلك حفاة عراة " قالت : واسوأتاه من يوم القيامة ! قال : " وعن أي ذلك تسألين، إنه قد نزل علي آية لا يضرك كان عليك ثياب أو لا يكون " قالت : أية آية هي يا نبي الله ؟ قال :﴿ لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه ﴾.
من طريق علي عن ابن عباس في قوله :﴿ مسفرة ﴾ قال مشرقة.
قوله تعالى :﴿ ووجوه يومئذ عليها غبرة ﴾
حدثنا أبي، حدثنا سهل بن عثمان العسكري، حدثنا أبو علي محمد مولى جعفر بن محمد، عن جعفر بن محمد، عن أبيه عن جده قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يلجم الكافر العرق ثم تقع الغبرة على وجوههم " قال فهو قوله :﴿ ووجوه يومئذ عليها غبرة ﴾.
قوله تعالى :﴿ وجوه يومئذ عليها غبرة ﴾ آية
من طريق جعفر بن محمد عن أبيه عن جده قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يلجم الكافر العرق، ثم تقع الغبرة على وجوههم فهو قوله :﴿ وجوه يومئذ عليها غبرة ﴾.
قوله تعالى :﴿ ترهقها قترة ﴾ آية ٤١
من طريق علي عن ابن عباس في قوله :﴿ ترهقها قترة ﴾ قال : تغشاها شدة وذلة.
ومن طريق عطاء الخراساني عن ابن عباس ﴿ قترة ﴾ قال : سواد الوجوه.
سورة عبس
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (عبَسَ) من السُّوَر المكية، وقد نزلت في عتابِ الله نبيَّه صلى الله عليه وسلم في إعراضه عن ابنِ أمِّ مكتومٍ الأعمى، بسبب انشغاله مع صناديدِ قريش، وهذا العتاب لتعليم النبي صلى الله عليه وسلم المقارنةَ بين المصالح والمفاسد، وإعلاءٌ من شأن النبي صلى الله عليه وسلم، كما جاءت السورة على ذكرِ آيات الله ونِعَمه على خَلْقِه؛ مذكِّرةً إياهم بيوم (الصاخَّة)، حين ينقسم الناس إلى أهل جِنان، وأهل نيران.

ترتيبها المصحفي
80
نوعها
مكية
ألفاظها
133
ترتيب نزولها
24
العد المدني الأول
42
العد المدني الأخير
42
العد البصري
41
العد الكوفي
42
العد الشامي
40

* قوله تعالى: {عَبَسَ وَتَوَلَّىٰٓ ١ أَن جَآءَهُ اْلْأَعْمَىٰ ٢ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُۥ يَزَّكَّىٰٓ ٣ أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ اْلذِّكْرَىٰٓ} [عبس: 1-4]:

عن عُرْوةَ، عن عائشةَ أمِّ المؤمنين رضي الله عنها، قالت: «أُنزِلتْ في ابنِ أمِّ مكتومٍ الأعمى»، قالت: «أتى النبيَّ ﷺ، فجعَلَ يقولُ: يا نبيَّ اللهِ، أرشِدْني! قالت: وعند النبيِّ ﷺ رجُلٌ مِن عُظَماءِ المشركين، فجعَلَ النبيُّ ﷺ يُعرِضُ عنه، ويُقبِلُ على الآخَرِ، فقال النبيُّ ﷺ: «يا فلانُ، أتَرى بما أقولُ بأسًا؟»، فيقولُ: لا؛ فنزَلتْ: {عَبَسَ وَتَوَلَّىٰٓ} [عبس: 1]». أخرجه ابن حبان (٥٣٥).

* سورة (عبَسَ):

سُمِّيت سورة (عبَسَ) بذلك؛ لقوله تعالى في أولها: {عَبَسَ وَتَوَلَّىٰٓ} [عبس: 1].

1. عتابُ المُحبِّ (١-١٦).

2. تفكُّر وتدبُّر (١٧-٣٢).
3. يومَك.. يومَك (٣٣-٤٢).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (9 /41).

عتابُ اللهِ نبيَّه صلى الله عليه وسلم عتابَ المُحبِّ؛ لتزكيةِ نفس النبي صلى الله عليه وسلم، ولتعليمه الموازنةَ بين مراتبِ المصالح والمفاسد، وفي حادثةِ عُبُوسِه صلى الله عليه وسلم في وجهِ الأعمى أوضَحُ الدلالة على ذلك.

ينظر: "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور" للبقاعي (3 /157)، "التحرير والتنوير" لابن عاشور (30 /102).