تفسير سورة عبس

مجاز القرآن

تفسير سورة سورة عبس من كتاب مجاز القرآن المعروف بـمجاز القرآن.
لمؤلفه أبو عبيدة معمر بن المثنى . المتوفي سنة 209 هـ

«سورة عبس» (٨٠)

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

قوله: «تَصَدَّى» (٦) تعرّض له..
«تَلَهَّى» (١٠) تغافل «١» بغيره..
«إِنَّها تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شاءَ ذَكَرَهُ» (١١، ١٢) فمن شاء ذكره القرآن..
«بِأَيْدِي سَفَرَةٍ» (١٥) أي كتبة واحدها سافر..
«ثُمَّ أَماتَهُ فَأَقْبَرَهُ» (٢١) أمر بأن يقبر «٢» قالت بنو تميم لعمر بن هبيرة لما قتل صالح بن عبد الرحمن: أقبرنا «٣» صالحا قال: دونكموه «٤»، والذي يدفن بيده هو القابر قال الأعشى:
لو أسندت ميتا إلى نحرها عاش ولم ينقل إلى قابر
«٥» [٩٢٩].
«أَنْشَرَهُ» (٢٢) أحياه، ولنشر الميت حيى نفسه قال الأعشى:
حتى يقول الناس مما رأوا يا عجبا للميّت الناشر
(٦٠٩).
«حَدائِقَ غُلْباً» (٣٠) يقال: نخلة وشجرة غلباء إذا كانت غليظة..
«فاكِهَةً وَأَبًّا» (٣١) وأما الأبّ كل مرعى للهوام..
«تَرْهَقُها قَتَرَةٌ» (٤١) الغبرة.
(١). - ٣- ٤ «تصدق... تغافل» : رواه ابن حجر عن أبى عبيدة فتح الباري ٨/ ٥٣٠.
(٢). - ٧ «فأقبره... يقبر» و ٨ «والذي.. القابر» : مروى عن أبى عبيدة فى فتح الباري ٨/ ٥٣٠]
(٣). - ٨ «أقبرنا» : أي ائذن لنا أن نقبره (اللسان).
(٤). - ٧- ٨ «قالت.. دونكموه» : الخبر فى القرطبي ١٩/ ٢١٧ وبعضه فى اللسان (قبر).
(٥). - ٩٢٩: ديوانه ص ١٠٥ والطبري ٣٠/ ٣١ والقرطبي ١٩/ ٢١٧.
سورة عبس
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (عبَسَ) من السُّوَر المكية، وقد نزلت في عتابِ الله نبيَّه صلى الله عليه وسلم في إعراضه عن ابنِ أمِّ مكتومٍ الأعمى، بسبب انشغاله مع صناديدِ قريش، وهذا العتاب لتعليم النبي صلى الله عليه وسلم المقارنةَ بين المصالح والمفاسد، وإعلاءٌ من شأن النبي صلى الله عليه وسلم، كما جاءت السورة على ذكرِ آيات الله ونِعَمه على خَلْقِه؛ مذكِّرةً إياهم بيوم (الصاخَّة)، حين ينقسم الناس إلى أهل جِنان، وأهل نيران.

ترتيبها المصحفي
80
نوعها
مكية
ألفاظها
133
ترتيب نزولها
24
العد المدني الأول
42
العد المدني الأخير
42
العد البصري
41
العد الكوفي
42
العد الشامي
40

* قوله تعالى: {عَبَسَ وَتَوَلَّىٰٓ ١ أَن جَآءَهُ اْلْأَعْمَىٰ ٢ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُۥ يَزَّكَّىٰٓ ٣ أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ اْلذِّكْرَىٰٓ} [عبس: 1-4]:

عن عُرْوةَ، عن عائشةَ أمِّ المؤمنين رضي الله عنها، قالت: «أُنزِلتْ في ابنِ أمِّ مكتومٍ الأعمى»، قالت: «أتى النبيَّ ﷺ، فجعَلَ يقولُ: يا نبيَّ اللهِ، أرشِدْني! قالت: وعند النبيِّ ﷺ رجُلٌ مِن عُظَماءِ المشركين، فجعَلَ النبيُّ ﷺ يُعرِضُ عنه، ويُقبِلُ على الآخَرِ، فقال النبيُّ ﷺ: «يا فلانُ، أتَرى بما أقولُ بأسًا؟»، فيقولُ: لا؛ فنزَلتْ: {عَبَسَ وَتَوَلَّىٰٓ} [عبس: 1]». أخرجه ابن حبان (٥٣٥).

* سورة (عبَسَ):

سُمِّيت سورة (عبَسَ) بذلك؛ لقوله تعالى في أولها: {عَبَسَ وَتَوَلَّىٰٓ} [عبس: 1].

1. عتابُ المُحبِّ (١-١٦).

2. تفكُّر وتدبُّر (١٧-٣٢).
3. يومَك.. يومَك (٣٣-٤٢).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (9 /41).

عتابُ اللهِ نبيَّه صلى الله عليه وسلم عتابَ المُحبِّ؛ لتزكيةِ نفس النبي صلى الله عليه وسلم، ولتعليمه الموازنةَ بين مراتبِ المصالح والمفاسد، وفي حادثةِ عُبُوسِه صلى الله عليه وسلم في وجهِ الأعمى أوضَحُ الدلالة على ذلك.

ينظر: "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور" للبقاعي (3 /157)، "التحرير والتنوير" لابن عاشور (30 /102).