تفسير سورة سورة الإنشقاق من كتاب تفسير الجلالين
المعروف بـتفسير الجلالين.
لمؤلفه
المَحَلِّي
.
المتوفي سنة 864 هـ
ﰡ
﴿إذا السماء انشقت﴾
﴿وَأَذِنَتْ﴾ سَمِعَتْ وَأَطَاعَتْ فِي الِانْشِقَاق ﴿لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ﴾ أَيْ وَحُقَّ لَهَا أَنْ تَسْمَع وَتُطِيع
﴿وَإِذَا الْأَرْض مُدَّتْ﴾ زِيدَ فِي سَعَتهَا كَمَا يُمَدّ الْأَدِيم وَلَمْ يَبْقَ عَلَيْهَا بِنَاء وَلَا جبل
﴿وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا﴾ مِنْ الْمَوْتَى إِلَى ظَاهِرهَا ﴿وتخلت﴾ عنه
﴿وَأَذِنَتْ﴾ سَمِعَتْ وَأَطَاعَتْ فِي ذَلِكَ ﴿لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ﴾ وَذَلِكَ كُلّه يَكُون يَوْم الْقِيَامَة وَجَوَاب إِذَا وَمَا عُطِفَ عَلَيْهَا مَحْذُوف دَلَّ عَلَيْهِ مَا بَعْده تَقْدِيره لَقِيَ الْإِنْسَان عَمَله
﴿يَا أَيّهَا الْإِنْسَان إِنَّك كَادِح﴾ جَاهِد فِي عَمَلك ﴿إِلَى﴾ لِقَاء ﴿رَبّك﴾ وَهُوَ الْمَوْت ﴿كَدْحًا فَمُلَاقِيه﴾ أَيْ مُلَاقٍ عَمَلك الْمَذْكُور مِنْ خَيْر أَوْ شَرّ يَوْم الْقِيَامَة
﴿فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابه﴾ كِتَاب عَمَله ﴿بِيَمِينِهِ﴾ هو المؤمن
﴿فَسَوْفَ يُحَاسَب حِسَابًا يَسِيرًا﴾ هُوَ عَرْض عَمَله عَلَيْهِ كَمَا فِي حَدِيث الصَّحِيحَيْنِ وَفِيهِ مَنْ نُوقِشَ الْحِسَاب هَلَكَ وَبَعْد الْعَرْض يُتَجَاوَز عَنْهُ
﴿وَيَنْقَلِب إِلَى أَهْله﴾ فِي الْجَنَّة ﴿مَسْرُورًا﴾ بِذَلِكَ
١ -
١ -
﴿وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابه وَرَاء ظَهْره﴾ هُوَ الْكَافِر تُغَلّ يُمْنَاهُ إِلَى عُنُقه وَتُجْعَل يُسْرَاهُ وَرَاء ظَهْره فَيَأْخُذ بِهَا كِتَابه
١ -
١ -
﴿فَسَوْفَ يَدْعُو﴾ عِنْد رُؤْيَته مَا فِيهِ ﴿ثُبُورًا﴾ يُنَادِي هَلَاكه بِقَوْلِهِ يَا ثُبُورَاه
799
١ -
800
ﮜﮝ
ﰋ
﴿وَيَصْلَى سَعِيرًا﴾ يَدْخُل النَّار الشَّدِيدَة وَفِي قِرَاءَة بِضَمِّ الْيَاء وَفَتْح الصَّاد وَاللَّام الْمُشَدَّدَة
١ -
١ -
﴿إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْله﴾ عَشِيرَته فِي الدُّنْيَا ﴿مسرورا﴾ بطرا باتباعه هواه
١ -
١ -
﴿إِنَّهُ ظَنَّ إنْ﴾ مُخَفَّفَة مِنْ الثَّقِيلَة وَاسْمهَا مَحْذُوف أَيْ أَنَّهُ ﴿لَنْ يَحُور﴾ يَرْجِع إِلَى ربه
١ -
١ -
﴿بَلَى﴾ يَرْجِع إِلَيْهِ ﴿إِنَّ رَبّه كَانَ بِهِ بَصِيرًا﴾ عَالِمًا بِرُجُوعِهِ إِلَيْهِ
١ -
١ -
﴿فَلَا أُقْسِم﴾ لَا زَائِدَة ﴿بِالشَّفَقِ﴾ هُوَ الْحُمْرَة فِي الْأُفُق بَعْد غُرُوب الشَّمْس
١ -
١ -
﴿وَاللَّيْل وَمَا وَسَقَ﴾ جَمَعَ مَا دَخَلَ عَلَيْهِ مِنْ الدَّوَابّ وَغَيْرهَا
١ -
١ -
﴿وَالْقَمَر إِذَا اِتَّسَقَ﴾ اِجْتَمَعَ وَتَمَّ نُوره وَذَلِكَ فِي اللَّيَالِي الْبِيض
١ -
١ -
﴿لَتَرْكَبُنَّ﴾ أَيّهَا النَّاس أَصْله تَرْكَبُونَنَّ حُذِفَتْ نُون الرَّفْع لِتَوَالِي الْأَمْثَال وَالْوَاو لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ ﴿طَبَقًا عَنْ طَبَق﴾ حَالًا بَعْد حَال وَهُوَ الْمَوْت ثُمَّ الْحَيَاة وَمَا بَعْدهَا مِنْ أَحْوَال الْقِيَامَة
٢ -
٢ -
﴿فَمَا لَهُمْ﴾ أَيْ الْكُفَّار ﴿لَا يُؤْمِنُونَ﴾ أَيْ أَيّ مَانِع مِنْ الْإِيمَان أَوْ أَيّ حُجَّة لَهُمْ فِي تَرْكه مَعَ وُجُود بَرَاهِينه
٢ -
٢ -
﴿و﴾ مالهم ﴿إِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمْ الْقُرْآن لَا يَسْجُدُونَ﴾ يَخْضَعُونَ بِأَنْ يُؤْمِنُوا بِهِ لِإِعْجَازِهِ
٢ -
٢ -
﴿بَلْ الَّذِينَ كَفَرُوا يُكَذِّبُونَ﴾ بِالْبَعْثِ وَغَيْره
٢ -
٢ -
﴿وَاَللَّه أَعْلَم بِمَا يُوعُونَ﴾ يَجْمَعُونَ فِي صُحُفهمْ مِنْ الْكُفْر وَالتَّكْذِيب وَأَعْمَال السُّوء
٢ -
٢ -
﴿فَبَشِّرْهُمْ﴾ أَخْبِرْهُمْ ﴿بِعَذَابٍ أَلِيم﴾ مُؤْلِم
٢ -
٢ -
﴿إلا﴾ لكن ﴿الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم أَجْر غَيْر مَمْنُون﴾ غَيْر مَقْطُوع وَلَا مَنْقُوص ولا يمن به عليه = ٨٥ سورة البروج