تفسير سورة الإنشقاق

الموسوعة القرآنية

تفسير سورة سورة الإنشقاق من كتاب الموسوعة القرآنية المعروف بـالموسوعة القرآنية.
لمؤلفه إبراهيم الإبياري . المتوفي سنة 1414 هـ

٨٤ سورة الإنشقاق

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

[سورة الانشقاق (٨٤) : الآيات ١ الى ٧]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ (١) وَأَذِنَتْ لِرَبِّها وَحُقَّتْ (٢) وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ (٣) وَأَلْقَتْ ما فِيها وَتَخَلَّتْ (٤)
وَأَذِنَتْ لِرَبِّها وَحُقَّتْ (٥) يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ إِنَّكَ كادِحٌ إِلى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاقِيهِ (٦) فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ (٧)
١- إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ:
انْشَقَّتْ انصدعت.
٢- وَأَذِنَتْ لِرَبِّها وَحُقَّتْ:
وَأَذِنَتْ لِرَبِّها وسمعت لربها وأطاعت.
وَحُقَّتْ وجدير بها أن تسمع وتطيع.
٣- وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ:
مُدَّتْ أي بسطت ودكت جبالها.
٤- وَأَلْقَتْ ما فِيها وَتَخَلَّتْ:
وَأَلْقَتْ ما فِيها ورمت ما بجوفها.
وَتَخَلَّتْ أي خلا جوفها.
٥- وَأَذِنَتْ لِرَبِّها وَحُقَّتْ:
وَأَذِنَتْ لِرَبِّها وسمعت لربها وأطاعت.
وَحُقَّتْ وجدير بها أن تسمع وتطيع.
٦- يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ إِنَّكَ كادِحٌ إِلى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاقِيهِ:
إِنَّكَ كادِحٌ إِلى رَبِّكَ كَدْحاً إنك مجد فى عملك جدا يوصلك إلى غايتك.
فَمُلاقِيهِ فملاق ربك بعملك فيجازيك عليه.
٧- فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ:
أي فأما من أعطى كتاب عمله بيمينه.

[سورة الانشقاق (٨٤) : الآيات ٨ الى ٩]

فَسَوْفَ يُحاسَبُ حِساباً يَسِيراً (٨) وَيَنْقَلِبُ إِلى أَهْلِهِ مَسْرُوراً (٩)
٨- فَسَوْفَ يُحاسَبُ حِساباً يَسِيراً:
يَسِيراً لا يشق عليه.
٩- وَيَنْقَلِبُ إِلى أَهْلِهِ مَسْرُوراً:
وَيَنْقَلِبُ ويرجع.
إِلى أَهْلِهِ إلى عشيرته من المؤمنين.
مَسْرُوراً مبتهجا.
[سورة الانشقاق (٨٤) : الآيات ١٠ الى ١٦]
وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ وَراءَ ظَهْرِهِ (١٠) فَسَوْفَ يَدْعُوا ثُبُوراً (١١) وَيَصْلى سَعِيراً (١٢) إِنَّهُ كانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُوراً (١٣) إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ (١٤)
بَلى إِنَّ رَبَّهُ كانَ بِهِ بَصِيراً (١٥) فَلا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ (١٦)
١٠- وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ وَراءَ ظَهْرِهِ:
وَراءَ ظَهْرِهِ أي بشماله من وراء ظهره، تحقيرا لأمره.
١١- فَسَوْفَ يَدْعُوا ثُبُوراً:
أي يقول: يا ويلاه.
١٢- وَيَصْلى سَعِيراً:
أي ويدخل النار حتى يحترق بها.
١٣- إِنَّهُ كانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُوراً:
مَسْرُوراً بما أوتيه لاهيا عن العمل لعاقبته.
١٤- إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ:
أَنْ لَنْ يَحُورَ أي أن لا يرجع إلى الله فيحاسبه.
١٥- بَلى إِنَّ رَبَّهُ كانَ بِهِ بَصِيراً:
بَلى سيرجع ويحاسب.
إِنَّ رَبَّهُ كانَ بِهِ بَصِيراً إن ربه كان به وبأعماله بصيرا.
١٦- فَلا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ:
فَلا أُقْسِمُ أي فأقسم.
بِالشَّفَقِ بحمرة الأفق بعد الغروب.

[سورة الانشقاق (٨٤) : الآيات ١٧ الى ٢٥]

وَاللَّيْلِ وَما وَسَقَ (١٧) وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ (١٨) لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ (١٩) فَما لَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (٢٠) وَإِذا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لا يَسْجُدُونَ (٢١)
بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُكَذِّبُونَ (٢٢) وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِما يُوعُونَ (٢٣) فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ (٢٤) إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ (٢٥)
١٧- وَاللَّيْلِ وَما وَسَقَ:
وَما وَسَقَ وما جمع ولف فى ظلمته.
١٨- وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ:
إِذَا اتَّسَقَ إذا تكامل وتم نوره.
١٩- لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ:
لَتَرْكَبُنَّ لتلاقن.
طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ حالا بعد حال بعضها أشد من بعض، من الموت والبعث وأهوال القيامة.
٢٠- فَما لَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ:
أي فأى شىء لهؤلاء الجاحدين يمنعهم من الإيمان بالله والبعث بعد وضوح الدلائل على وجوبه.
٢١- وَإِذا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لا يَسْجُدُونَ:
لا يَسْجُدُونَ لا يخضعون.
٢٢- بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُكَذِّبُونَ:
أي بل هؤلاء بكفرهم يكذبون عنادا وتعاليا عن الحق.
٢٣- وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِما يُوعُونَ:
بِما يُوعُونَ بما يضمرون فى قلوبهم.
٢٤- فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ:
فَبَشِّرْهُمْ أي اجعل ذلك بمنزلة البشارة لهم.
أَلِيمٍ موجع فى جهنم على تكذيبهم.
٢٥- إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ:
إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا لكن الذين آمنوا.
غَيْرُ مَمْنُونٍ غير مقطوع عنهم.
سورة الإنشقاق
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (الانشقاق) من السُّوَر المكية، نزلت بعد سورة (الانفطار)، وقد افتُتحت ببيان ما يسبق يومَ القيامة من أهوالٍ، وجاءت على ذكرِ أحوال الناس عند لقاء الله، وفي جزائهم وتقسيمهم إلى صِنْفَينِ: صنفٍ آمن بهذا اليوم فهو من أهل الجنان، وصنفٍ كذَّب به فهو من أهل النيران.

ترتيبها المصحفي
84
نوعها
مكية
ألفاظها
109
ترتيب نزولها
83
العد المدني الأول
25
العد المدني الأخير
25
العد البصري
23
العد الكوفي
25
العد الشامي
23

* سورة (الانشقاق):

سُمِّيت سورة (الانشقاق) بهذا الاسم؛ لافتتاحها بقوله تعالى: {إِذَا اْلسَّمَآءُ اْنشَقَّتْ} [الانشقاق: 1].

* سورة (الانشقاق) من السُّوَر التي وصفت أحداثَ يوم القيامة بدقة؛ لذا كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يدعو الصحابةَ إلى قراءتها:

عن عبدِ اللهِ بن عُمَرَ رضي الله عنهما، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَن سَرَّه أن ينظُرَ إلى يومِ القيامةِ كأنَّه رأيَ عينٍ، فَلْيَقرأْ: {إِذَا اْلشَّمْسُ كُوِّرَتْ}، و{إِذَا اْلسَّمَآءُ اْنفَطَرَتْ}، و{إِذَا اْلسَّمَآءُ اْنشَقَّتْ}». أخرجه الترمذي (٣٣٣٣).

1. من أهوال يوم القيامة (١-٥).

2. أحوال الإنسان عند لقاء ربه (٧-١٥).

3. أحوال الإنسان في هذه الحياة (١٦-٢٥).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (9 /75).

إثباتُ هولِ يوم القيامة، وما يسبقه من أحداث، وتنعيمُ اللهِ أولياءَه يوم الحساب؛ لأنَّهم صدَّقوا بهذا اليوم وآمَنوا به، وعقاب الله لمن كفَر بهذا اليوم؛ لأنهم كانوا لا يُقِرُّون بالبعث والعَرْضِ على الملك الذي أوجَدهم وربَّاهم؛ كما يَعرِض الملوك عبيدَهم، ويحكُمون بينهم؛ فينقسمون إلى أهل ثواب، وأهل عقاب، واسمها (الانشقاق) دالٌّ على ذلك.

ينظر: "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور" للبقاعي (3 /172).