تفسير سورة الإنشقاق

أحكام القرآن

تفسير سورة سورة الإنشقاق من كتاب أحكام القرآن
لمؤلفه الجصاص . المتوفي سنة 370 هـ

قوله تعالى :﴿ فَلا أُقْسِمُ بالشَّفَقِ ﴾، قال مجاهد : الشفق النهار، ألا تراه قال الله تعالى :﴿ وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ ﴾، وقال عمر بن عبدالعزيز :" الشفق البياض ". وقال أبو جعفر محمد بن علي :" الشفق السواد الذي يكون إذا ذهب البياض ".
قال أبو بكر : الشفق في الأصل الرقّة، ومنه ثوب شَفَقٌ إذا كان رقيقاً، ومنه الشفقة وهو رِقّة القلب. وإذا كان هذا أصله فهو بالبياض أوْلى منه بالحمرة ؛ لأن أجزاء الضياء رقيقة في هذه الحال وفي وقت الحمرة أكثف.
قوله تعالى :﴿ وَإِذَا قُرِىءَ عَلَيْهِمُ القُرْآنُ لا يَسْجُدُونَ ﴾، يُسْتَدَلُّ به على وجوب سجدة التلاوة لذمّه لتارك السجود عند سماع التلاوة ؛ وظاهره يقتضي إيجاب السجود عند سماع سائر القرآن، إلا أنّا خصصنا منه ما عدا مواضع السجود واستعملناه في مواضع السجود بعموم اللفظ، ولأنا لو لم نستعمله على ذلك كنا قد ألغينا حكمه رأساً.
فإن قيل : إنما أراد به الخضوع لأن اسم السجود يقع على الخضوع. قيل له : هو كذلك، إلا أنه خضوع على وَصْفٍ، وهو وضع الجبهة على الأرض، كما أن الركوع والقيام والصيام والحجّ وسائر العبادات خضوع ولا يسمى سجوداً لأنه خضوع على صفة إذا خرج عنها لم يسم به.
سورة الإنشقاق
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (الانشقاق) من السُّوَر المكية، نزلت بعد سورة (الانفطار)، وقد افتُتحت ببيان ما يسبق يومَ القيامة من أهوالٍ، وجاءت على ذكرِ أحوال الناس عند لقاء الله، وفي جزائهم وتقسيمهم إلى صِنْفَينِ: صنفٍ آمن بهذا اليوم فهو من أهل الجنان، وصنفٍ كذَّب به فهو من أهل النيران.

ترتيبها المصحفي
84
نوعها
مكية
ألفاظها
109
ترتيب نزولها
83
العد المدني الأول
25
العد المدني الأخير
25
العد البصري
23
العد الكوفي
25
العد الشامي
23

* سورة (الانشقاق):

سُمِّيت سورة (الانشقاق) بهذا الاسم؛ لافتتاحها بقوله تعالى: {إِذَا اْلسَّمَآءُ اْنشَقَّتْ} [الانشقاق: 1].

* سورة (الانشقاق) من السُّوَر التي وصفت أحداثَ يوم القيامة بدقة؛ لذا كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يدعو الصحابةَ إلى قراءتها:

عن عبدِ اللهِ بن عُمَرَ رضي الله عنهما، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَن سَرَّه أن ينظُرَ إلى يومِ القيامةِ كأنَّه رأيَ عينٍ، فَلْيَقرأْ: {إِذَا اْلشَّمْسُ كُوِّرَتْ}، و{إِذَا اْلسَّمَآءُ اْنفَطَرَتْ}، و{إِذَا اْلسَّمَآءُ اْنشَقَّتْ}». أخرجه الترمذي (٣٣٣٣).

1. من أهوال يوم القيامة (١-٥).

2. أحوال الإنسان عند لقاء ربه (٧-١٥).

3. أحوال الإنسان في هذه الحياة (١٦-٢٥).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (9 /75).

إثباتُ هولِ يوم القيامة، وما يسبقه من أحداث، وتنعيمُ اللهِ أولياءَه يوم الحساب؛ لأنَّهم صدَّقوا بهذا اليوم وآمَنوا به، وعقاب الله لمن كفَر بهذا اليوم؛ لأنهم كانوا لا يُقِرُّون بالبعث والعَرْضِ على الملك الذي أوجَدهم وربَّاهم؛ كما يَعرِض الملوك عبيدَهم، ويحكُمون بينهم؛ فينقسمون إلى أهل ثواب، وأهل عقاب، واسمها (الانشقاق) دالٌّ على ذلك.

ينظر: "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور" للبقاعي (3 /172).