تفسير سورة الإنشقاق

التفسير الحديث

تفسير سورة سورة الإنشقاق من كتاب التفسير الحديث
لمؤلفه دروزة . المتوفي سنة 1404 هـ
سورة الانشقاق
في السورة إشارة إلى مشاهد القيامة. وبيان لمصير الأبرار والأشرار فيها. وتوكيد إنذاري وتنديدي للكفار بأنهم ستتبدل حالهم وينالهم العذاب دون المؤمنين الصالحين.
ونظم السورة وترابط آياتها يسوغان القول بوحدة نزولها.

بسم الله الرحمان الرحيم
﴿ إذا السماء انشقت ١ ١ وأذنت لربها وحقت ٢ ٢ وإذا الأرض مدت ٣ ٣ وألقت ما فيها ٤ وتخلت ٤ وأذنت لربها وحقت ٥ يا أيها الإنسان إنك كادح ٥ إلى ربك كدحا فملاقيه ٦ فأما من أوتي كتابه بيمينه ٧ فسوف يحاسب حسابا يسيرا ٨ وينقلب إلى أهله مسرورا ٩ وأما من أوتي كتابه وراء ظهره ١٠ فسوف يدعوا ثبورا ٦ ١١ ويصلى سعيرا ١٢ إنه كان في أهله مسرورا ١٣ إنه ظن أن لن يحور ٧ ١٤ بلى إن ربه كان به بصيرا ١٥ ﴾ [ ١—١٥ ].
في الآيات الخمس الأولى ما يلهم أنها في صدد مشاهد يوم القيامة : فحينما تنشق السماء انقيادا لأمر ربها وأداء لما عليها نحوه من حق الطاعة، وحينما تنبسط الأرض وتمتد وتنفتح عما في باطنها وتقذف به إلى سطحها وتتخلى عنه انقيادا لأمر ربها كذلك وأداء لما عليها من حق الطاعة تكون القيامة قد قامت. وعبارة ( تكون القيامة قد قامت ) مقدرا تقديرا. والتقدير بديهي ؛ لأنه نتيجة طبيعية لما احتوته الآيات الخمس من المشاهد. وهو ما يقرره جمهور المفسرين.
وفي الآيات خطاب للإنسان في صدد مصائر الناس يوم القيامة : فكل إنسان ساع في حياته الدنيا. وكل ساع ملاق عند ربه نتيجة سعيه. فالذي يعطي يوم القيامة كتاب عمله بيمينه يكون حسابه يسيرا هينا ويعود إلى أهله راضيا مسرورا.
والذي يعطى كتاب عمله من وراء ظهره فيتمنى الموت فلا يناله ويندب حظه ويصلى النار المستعرة جزاء ما قدمت يداه ؛ لأنه كان في حياته مغرورا بما كان له من قوة ومال وما كان يتمتع به من هدوء البال والنعم غير حاسب لحساب الآخرة ؛ لأنه كان موقنا بعدم البعث بعد الموت في حين كانت عين الله مراقبة له وبصيرة به ومحصية عليه عمله.
ومطلع السورة من المطالع المألوفة في كثير من السور. وتعبير الانقلاب إلى الأهل مستمد من مألوف الخطاب الدنيوي على ما جرت عليه حكمة التنزيل في وصف المشاهد الأخروية فما مرت منه أمثلة عديدة. ويلحظ أن كتاب أعمال الكافر الآثم هنا يعطى له من وراء ظهره في حين ذكر في سور سابقة أنه يعطى له بشماله. حيث يبدو أن التعبير الجديد مما يقوم في اللغة مقام ذلك التعبير.
ولقد علقنا على هذا الموضوع وذاك في المناسبات السابقة بما يغني عن التكرار.
ولقد روى الشيخان والترمذي في فصل التفسير في سياق الآية السابقة من السورة وما بعدها حديثا عن عائشة رضي الله عنها جاء فيه :( قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ليس أحد يحاسب إلا هلك. قلت : يا رسول الله جعلني الله فداءك أليس الله تعالى يقول ﴿ فأما من أوتي كتابه بيمينه ٧ فسوف يحاسب حسابا يسيرا ﴾ قال : ذاك العرض يعرضون، ومن نوقش الحساب هلك )١. وفي الحديث تفسير أو توضيح لمدى الآيات من جهة وتنبيه للمسلمين ليجتهدوا في تجنب ما يعرضهم للمحاسبة العسيرة من أعمال من جهة أخرى على ما هو المتبادر.
١ التاج ج ٤ ص ٢٥٤..
١ أذنت لربها : بمعنى استمعت واستجابت وانقادت لربها.
٢ حقت : عرفت الحق فانصاعت له.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١:بسم الله الرحمان الرحيم
﴿ إذا السماء انشقت ١ ١ وأذنت لربها وحقت ٢ ٢ وإذا الأرض مدت ٣ ٣ وألقت ما فيها ٤ وتخلت ٤ وأذنت لربها وحقت ٥ يا أيها الإنسان إنك كادح ٥ إلى ربك كدحا فملاقيه ٦ فأما من أوتي كتابه بيمينه ٧ فسوف يحاسب حسابا يسيرا ٨ وينقلب إلى أهله مسرورا ٩ وأما من أوتي كتابه وراء ظهره ١٠ فسوف يدعوا ثبورا ٦ ١١ ويصلى سعيرا ١٢ إنه كان في أهله مسرورا ١٣ إنه ظن أن لن يحور ٧ ١٤ بلى إن ربه كان به بصيرا ١٥ ﴾ [ ١—١٥ ].
في الآيات الخمس الأولى ما يلهم أنها في صدد مشاهد يوم القيامة : فحينما تنشق السماء انقيادا لأمر ربها وأداء لما عليها نحوه من حق الطاعة، وحينما تنبسط الأرض وتمتد وتنفتح عما في باطنها وتقذف به إلى سطحها وتتخلى عنه انقيادا لأمر ربها كذلك وأداء لما عليها من حق الطاعة تكون القيامة قد قامت. وعبارة ( تكون القيامة قد قامت ) مقدرا تقديرا. والتقدير بديهي ؛ لأنه نتيجة طبيعية لما احتوته الآيات الخمس من المشاهد. وهو ما يقرره جمهور المفسرين.
وفي الآيات خطاب للإنسان في صدد مصائر الناس يوم القيامة : فكل إنسان ساع في حياته الدنيا. وكل ساع ملاق عند ربه نتيجة سعيه. فالذي يعطي يوم القيامة كتاب عمله بيمينه يكون حسابه يسيرا هينا ويعود إلى أهله راضيا مسرورا.
والذي يعطى كتاب عمله من وراء ظهره فيتمنى الموت فلا يناله ويندب حظه ويصلى النار المستعرة جزاء ما قدمت يداه ؛ لأنه كان في حياته مغرورا بما كان له من قوة ومال وما كان يتمتع به من هدوء البال والنعم غير حاسب لحساب الآخرة ؛ لأنه كان موقنا بعدم البعث بعد الموت في حين كانت عين الله مراقبة له وبصيرة به ومحصية عليه عمله.
ومطلع السورة من المطالع المألوفة في كثير من السور. وتعبير الانقلاب إلى الأهل مستمد من مألوف الخطاب الدنيوي على ما جرت عليه حكمة التنزيل في وصف المشاهد الأخروية فما مرت منه أمثلة عديدة. ويلحظ أن كتاب أعمال الكافر الآثم هنا يعطى له من وراء ظهره في حين ذكر في سور سابقة أنه يعطى له بشماله. حيث يبدو أن التعبير الجديد مما يقوم في اللغة مقام ذلك التعبير.
ولقد علقنا على هذا الموضوع وذاك في المناسبات السابقة بما يغني عن التكرار.
ولقد روى الشيخان والترمذي في فصل التفسير في سياق الآية السابقة من السورة وما بعدها حديثا عن عائشة رضي الله عنها جاء فيه :( قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ليس أحد يحاسب إلا هلك. قلت : يا رسول الله جعلني الله فداءك أليس الله تعالى يقول ﴿ فأما من أوتي كتابه بيمينه ٧ فسوف يحاسب حسابا يسيرا ﴾ قال : ذاك العرض يعرضون، ومن نوقش الحساب هلك )١. وفي الحديث تفسير أو توضيح لمدى الآيات من جهة وتنبيه للمسلمين ليجتهدوا في تجنب ما يعرضهم للمحاسبة العسيرة من أعمال من جهة أخرى على ما هو المتبادر.
١ التاج ج ٤ ص ٢٥٤..

٣ مدّت : قيل إنها بمعنى سويت فلا يبقى عليها جبال ولا وديان، وقيل إنها بمعنى وسعت لتتسع لجميع الناس.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١:بسم الله الرحمان الرحيم
﴿ إذا السماء انشقت ١ ١ وأذنت لربها وحقت ٢ ٢ وإذا الأرض مدت ٣ ٣ وألقت ما فيها ٤ وتخلت ٤ وأذنت لربها وحقت ٥ يا أيها الإنسان إنك كادح ٥ إلى ربك كدحا فملاقيه ٦ فأما من أوتي كتابه بيمينه ٧ فسوف يحاسب حسابا يسيرا ٨ وينقلب إلى أهله مسرورا ٩ وأما من أوتي كتابه وراء ظهره ١٠ فسوف يدعوا ثبورا ٦ ١١ ويصلى سعيرا ١٢ إنه كان في أهله مسرورا ١٣ إنه ظن أن لن يحور ٧ ١٤ بلى إن ربه كان به بصيرا ١٥ ﴾ [ ١—١٥ ].
في الآيات الخمس الأولى ما يلهم أنها في صدد مشاهد يوم القيامة : فحينما تنشق السماء انقيادا لأمر ربها وأداء لما عليها نحوه من حق الطاعة، وحينما تنبسط الأرض وتمتد وتنفتح عما في باطنها وتقذف به إلى سطحها وتتخلى عنه انقيادا لأمر ربها كذلك وأداء لما عليها من حق الطاعة تكون القيامة قد قامت. وعبارة ( تكون القيامة قد قامت ) مقدرا تقديرا. والتقدير بديهي ؛ لأنه نتيجة طبيعية لما احتوته الآيات الخمس من المشاهد. وهو ما يقرره جمهور المفسرين.
وفي الآيات خطاب للإنسان في صدد مصائر الناس يوم القيامة : فكل إنسان ساع في حياته الدنيا. وكل ساع ملاق عند ربه نتيجة سعيه. فالذي يعطي يوم القيامة كتاب عمله بيمينه يكون حسابه يسيرا هينا ويعود إلى أهله راضيا مسرورا.
والذي يعطى كتاب عمله من وراء ظهره فيتمنى الموت فلا يناله ويندب حظه ويصلى النار المستعرة جزاء ما قدمت يداه ؛ لأنه كان في حياته مغرورا بما كان له من قوة ومال وما كان يتمتع به من هدوء البال والنعم غير حاسب لحساب الآخرة ؛ لأنه كان موقنا بعدم البعث بعد الموت في حين كانت عين الله مراقبة له وبصيرة به ومحصية عليه عمله.
ومطلع السورة من المطالع المألوفة في كثير من السور. وتعبير الانقلاب إلى الأهل مستمد من مألوف الخطاب الدنيوي على ما جرت عليه حكمة التنزيل في وصف المشاهد الأخروية فما مرت منه أمثلة عديدة. ويلحظ أن كتاب أعمال الكافر الآثم هنا يعطى له من وراء ظهره في حين ذكر في سور سابقة أنه يعطى له بشماله. حيث يبدو أن التعبير الجديد مما يقوم في اللغة مقام ذلك التعبير.
ولقد علقنا على هذا الموضوع وذاك في المناسبات السابقة بما يغني عن التكرار.
ولقد روى الشيخان والترمذي في فصل التفسير في سياق الآية السابقة من السورة وما بعدها حديثا عن عائشة رضي الله عنها جاء فيه :( قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ليس أحد يحاسب إلا هلك. قلت : يا رسول الله جعلني الله فداءك أليس الله تعالى يقول ﴿ فأما من أوتي كتابه بيمينه ٧ فسوف يحاسب حسابا يسيرا ﴾ قال : ذاك العرض يعرضون، ومن نوقش الحساب هلك )١. وفي الحديث تفسير أو توضيح لمدى الآيات من جهة وتنبيه للمسلمين ليجتهدوا في تجنب ما يعرضهم للمحاسبة العسيرة من أعمال من جهة أخرى على ما هو المتبادر.
١ التاج ج ٤ ص ٢٥٤..

٤ وألقت ما فيها : أخرجت ما فيها في جوفها : كناية عن خروج الناس من قبورهم.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١:بسم الله الرحمان الرحيم
﴿ إذا السماء انشقت ١ ١ وأذنت لربها وحقت ٢ ٢ وإذا الأرض مدت ٣ ٣ وألقت ما فيها ٤ وتخلت ٤ وأذنت لربها وحقت ٥ يا أيها الإنسان إنك كادح ٥ إلى ربك كدحا فملاقيه ٦ فأما من أوتي كتابه بيمينه ٧ فسوف يحاسب حسابا يسيرا ٨ وينقلب إلى أهله مسرورا ٩ وأما من أوتي كتابه وراء ظهره ١٠ فسوف يدعوا ثبورا ٦ ١١ ويصلى سعيرا ١٢ إنه كان في أهله مسرورا ١٣ إنه ظن أن لن يحور ٧ ١٤ بلى إن ربه كان به بصيرا ١٥ ﴾ [ ١—١٥ ].
في الآيات الخمس الأولى ما يلهم أنها في صدد مشاهد يوم القيامة : فحينما تنشق السماء انقيادا لأمر ربها وأداء لما عليها نحوه من حق الطاعة، وحينما تنبسط الأرض وتمتد وتنفتح عما في باطنها وتقذف به إلى سطحها وتتخلى عنه انقيادا لأمر ربها كذلك وأداء لما عليها من حق الطاعة تكون القيامة قد قامت. وعبارة ( تكون القيامة قد قامت ) مقدرا تقديرا. والتقدير بديهي ؛ لأنه نتيجة طبيعية لما احتوته الآيات الخمس من المشاهد. وهو ما يقرره جمهور المفسرين.
وفي الآيات خطاب للإنسان في صدد مصائر الناس يوم القيامة : فكل إنسان ساع في حياته الدنيا. وكل ساع ملاق عند ربه نتيجة سعيه. فالذي يعطي يوم القيامة كتاب عمله بيمينه يكون حسابه يسيرا هينا ويعود إلى أهله راضيا مسرورا.
والذي يعطى كتاب عمله من وراء ظهره فيتمنى الموت فلا يناله ويندب حظه ويصلى النار المستعرة جزاء ما قدمت يداه ؛ لأنه كان في حياته مغرورا بما كان له من قوة ومال وما كان يتمتع به من هدوء البال والنعم غير حاسب لحساب الآخرة ؛ لأنه كان موقنا بعدم البعث بعد الموت في حين كانت عين الله مراقبة له وبصيرة به ومحصية عليه عمله.
ومطلع السورة من المطالع المألوفة في كثير من السور. وتعبير الانقلاب إلى الأهل مستمد من مألوف الخطاب الدنيوي على ما جرت عليه حكمة التنزيل في وصف المشاهد الأخروية فما مرت منه أمثلة عديدة. ويلحظ أن كتاب أعمال الكافر الآثم هنا يعطى له من وراء ظهره في حين ذكر في سور سابقة أنه يعطى له بشماله. حيث يبدو أن التعبير الجديد مما يقوم في اللغة مقام ذلك التعبير.
ولقد علقنا على هذا الموضوع وذاك في المناسبات السابقة بما يغني عن التكرار.
ولقد روى الشيخان والترمذي في فصل التفسير في سياق الآية السابقة من السورة وما بعدها حديثا عن عائشة رضي الله عنها جاء فيه :( قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ليس أحد يحاسب إلا هلك. قلت : يا رسول الله جعلني الله فداءك أليس الله تعالى يقول ﴿ فأما من أوتي كتابه بيمينه ٧ فسوف يحاسب حسابا يسيرا ﴾ قال : ذاك العرض يعرضون، ومن نوقش الحساب هلك )١. وفي الحديث تفسير أو توضيح لمدى الآيات من جهة وتنبيه للمسلمين ليجتهدوا في تجنب ما يعرضهم للمحاسبة العسيرة من أعمال من جهة أخرى على ما هو المتبادر.
١ التاج ج ٤ ص ٢٥٤..

٥ كادح : ساع وعامل.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١:بسم الله الرحمان الرحيم
﴿ إذا السماء انشقت ١ ١ وأذنت لربها وحقت ٢ ٢ وإذا الأرض مدت ٣ ٣ وألقت ما فيها ٤ وتخلت ٤ وأذنت لربها وحقت ٥ يا أيها الإنسان إنك كادح ٥ إلى ربك كدحا فملاقيه ٦ فأما من أوتي كتابه بيمينه ٧ فسوف يحاسب حسابا يسيرا ٨ وينقلب إلى أهله مسرورا ٩ وأما من أوتي كتابه وراء ظهره ١٠ فسوف يدعوا ثبورا ٦ ١١ ويصلى سعيرا ١٢ إنه كان في أهله مسرورا ١٣ إنه ظن أن لن يحور ٧ ١٤ بلى إن ربه كان به بصيرا ١٥ ﴾ [ ١—١٥ ].
في الآيات الخمس الأولى ما يلهم أنها في صدد مشاهد يوم القيامة : فحينما تنشق السماء انقيادا لأمر ربها وأداء لما عليها نحوه من حق الطاعة، وحينما تنبسط الأرض وتمتد وتنفتح عما في باطنها وتقذف به إلى سطحها وتتخلى عنه انقيادا لأمر ربها كذلك وأداء لما عليها من حق الطاعة تكون القيامة قد قامت. وعبارة ( تكون القيامة قد قامت ) مقدرا تقديرا. والتقدير بديهي ؛ لأنه نتيجة طبيعية لما احتوته الآيات الخمس من المشاهد. وهو ما يقرره جمهور المفسرين.
وفي الآيات خطاب للإنسان في صدد مصائر الناس يوم القيامة : فكل إنسان ساع في حياته الدنيا. وكل ساع ملاق عند ربه نتيجة سعيه. فالذي يعطي يوم القيامة كتاب عمله بيمينه يكون حسابه يسيرا هينا ويعود إلى أهله راضيا مسرورا.
والذي يعطى كتاب عمله من وراء ظهره فيتمنى الموت فلا يناله ويندب حظه ويصلى النار المستعرة جزاء ما قدمت يداه ؛ لأنه كان في حياته مغرورا بما كان له من قوة ومال وما كان يتمتع به من هدوء البال والنعم غير حاسب لحساب الآخرة ؛ لأنه كان موقنا بعدم البعث بعد الموت في حين كانت عين الله مراقبة له وبصيرة به ومحصية عليه عمله.
ومطلع السورة من المطالع المألوفة في كثير من السور. وتعبير الانقلاب إلى الأهل مستمد من مألوف الخطاب الدنيوي على ما جرت عليه حكمة التنزيل في وصف المشاهد الأخروية فما مرت منه أمثلة عديدة. ويلحظ أن كتاب أعمال الكافر الآثم هنا يعطى له من وراء ظهره في حين ذكر في سور سابقة أنه يعطى له بشماله. حيث يبدو أن التعبير الجديد مما يقوم في اللغة مقام ذلك التعبير.
ولقد علقنا على هذا الموضوع وذاك في المناسبات السابقة بما يغني عن التكرار.
ولقد روى الشيخان والترمذي في فصل التفسير في سياق الآية السابقة من السورة وما بعدها حديثا عن عائشة رضي الله عنها جاء فيه :( قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ليس أحد يحاسب إلا هلك. قلت : يا رسول الله جعلني الله فداءك أليس الله تعالى يقول ﴿ فأما من أوتي كتابه بيمينه ٧ فسوف يحاسب حسابا يسيرا ﴾ قال : ذاك العرض يعرضون، ومن نوقش الحساب هلك )١. وفي الحديث تفسير أو توضيح لمدى الآيات من جهة وتنبيه للمسلمين ليجتهدوا في تجنب ما يعرضهم للمحاسبة العسيرة من أعمال من جهة أخرى على ما هو المتبادر.
١ التاج ج ٤ ص ٢٥٤..

٦ ثبورا : هلاكا.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١:بسم الله الرحمان الرحيم
﴿ إذا السماء انشقت ١ ١ وأذنت لربها وحقت ٢ ٢ وإذا الأرض مدت ٣ ٣ وألقت ما فيها ٤ وتخلت ٤ وأذنت لربها وحقت ٥ يا أيها الإنسان إنك كادح ٥ إلى ربك كدحا فملاقيه ٦ فأما من أوتي كتابه بيمينه ٧ فسوف يحاسب حسابا يسيرا ٨ وينقلب إلى أهله مسرورا ٩ وأما من أوتي كتابه وراء ظهره ١٠ فسوف يدعوا ثبورا ٦ ١١ ويصلى سعيرا ١٢ إنه كان في أهله مسرورا ١٣ إنه ظن أن لن يحور ٧ ١٤ بلى إن ربه كان به بصيرا ١٥ ﴾ [ ١—١٥ ].
في الآيات الخمس الأولى ما يلهم أنها في صدد مشاهد يوم القيامة : فحينما تنشق السماء انقيادا لأمر ربها وأداء لما عليها نحوه من حق الطاعة، وحينما تنبسط الأرض وتمتد وتنفتح عما في باطنها وتقذف به إلى سطحها وتتخلى عنه انقيادا لأمر ربها كذلك وأداء لما عليها من حق الطاعة تكون القيامة قد قامت. وعبارة ( تكون القيامة قد قامت ) مقدرا تقديرا. والتقدير بديهي ؛ لأنه نتيجة طبيعية لما احتوته الآيات الخمس من المشاهد. وهو ما يقرره جمهور المفسرين.
وفي الآيات خطاب للإنسان في صدد مصائر الناس يوم القيامة : فكل إنسان ساع في حياته الدنيا. وكل ساع ملاق عند ربه نتيجة سعيه. فالذي يعطي يوم القيامة كتاب عمله بيمينه يكون حسابه يسيرا هينا ويعود إلى أهله راضيا مسرورا.
والذي يعطى كتاب عمله من وراء ظهره فيتمنى الموت فلا يناله ويندب حظه ويصلى النار المستعرة جزاء ما قدمت يداه ؛ لأنه كان في حياته مغرورا بما كان له من قوة ومال وما كان يتمتع به من هدوء البال والنعم غير حاسب لحساب الآخرة ؛ لأنه كان موقنا بعدم البعث بعد الموت في حين كانت عين الله مراقبة له وبصيرة به ومحصية عليه عمله.
ومطلع السورة من المطالع المألوفة في كثير من السور. وتعبير الانقلاب إلى الأهل مستمد من مألوف الخطاب الدنيوي على ما جرت عليه حكمة التنزيل في وصف المشاهد الأخروية فما مرت منه أمثلة عديدة. ويلحظ أن كتاب أعمال الكافر الآثم هنا يعطى له من وراء ظهره في حين ذكر في سور سابقة أنه يعطى له بشماله. حيث يبدو أن التعبير الجديد مما يقوم في اللغة مقام ذلك التعبير.
ولقد علقنا على هذا الموضوع وذاك في المناسبات السابقة بما يغني عن التكرار.
ولقد روى الشيخان والترمذي في فصل التفسير في سياق الآية السابقة من السورة وما بعدها حديثا عن عائشة رضي الله عنها جاء فيه :( قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ليس أحد يحاسب إلا هلك. قلت : يا رسول الله جعلني الله فداءك أليس الله تعالى يقول ﴿ فأما من أوتي كتابه بيمينه ٧ فسوف يحاسب حسابا يسيرا ﴾ قال : ذاك العرض يعرضون، ومن نوقش الحساب هلك )١. وفي الحديث تفسير أو توضيح لمدى الآيات من جهة وتنبيه للمسلمين ليجتهدوا في تجنب ما يعرضهم للمحاسبة العسيرة من أعمال من جهة أخرى على ما هو المتبادر.
١ التاج ج ٤ ص ٢٥٤..

٧ لن يحور : لن تتبدل حالته، أي لن يعود بعد الموت.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١:بسم الله الرحمان الرحيم
﴿ إذا السماء انشقت ١ ١ وأذنت لربها وحقت ٢ ٢ وإذا الأرض مدت ٣ ٣ وألقت ما فيها ٤ وتخلت ٤ وأذنت لربها وحقت ٥ يا أيها الإنسان إنك كادح ٥ إلى ربك كدحا فملاقيه ٦ فأما من أوتي كتابه بيمينه ٧ فسوف يحاسب حسابا يسيرا ٨ وينقلب إلى أهله مسرورا ٩ وأما من أوتي كتابه وراء ظهره ١٠ فسوف يدعوا ثبورا ٦ ١١ ويصلى سعيرا ١٢ إنه كان في أهله مسرورا ١٣ إنه ظن أن لن يحور ٧ ١٤ بلى إن ربه كان به بصيرا ١٥ ﴾ [ ١—١٥ ].
في الآيات الخمس الأولى ما يلهم أنها في صدد مشاهد يوم القيامة : فحينما تنشق السماء انقيادا لأمر ربها وأداء لما عليها نحوه من حق الطاعة، وحينما تنبسط الأرض وتمتد وتنفتح عما في باطنها وتقذف به إلى سطحها وتتخلى عنه انقيادا لأمر ربها كذلك وأداء لما عليها من حق الطاعة تكون القيامة قد قامت. وعبارة ( تكون القيامة قد قامت ) مقدرا تقديرا. والتقدير بديهي ؛ لأنه نتيجة طبيعية لما احتوته الآيات الخمس من المشاهد. وهو ما يقرره جمهور المفسرين.
وفي الآيات خطاب للإنسان في صدد مصائر الناس يوم القيامة : فكل إنسان ساع في حياته الدنيا. وكل ساع ملاق عند ربه نتيجة سعيه. فالذي يعطي يوم القيامة كتاب عمله بيمينه يكون حسابه يسيرا هينا ويعود إلى أهله راضيا مسرورا.
والذي يعطى كتاب عمله من وراء ظهره فيتمنى الموت فلا يناله ويندب حظه ويصلى النار المستعرة جزاء ما قدمت يداه ؛ لأنه كان في حياته مغرورا بما كان له من قوة ومال وما كان يتمتع به من هدوء البال والنعم غير حاسب لحساب الآخرة ؛ لأنه كان موقنا بعدم البعث بعد الموت في حين كانت عين الله مراقبة له وبصيرة به ومحصية عليه عمله.
ومطلع السورة من المطالع المألوفة في كثير من السور. وتعبير الانقلاب إلى الأهل مستمد من مألوف الخطاب الدنيوي على ما جرت عليه حكمة التنزيل في وصف المشاهد الأخروية فما مرت منه أمثلة عديدة. ويلحظ أن كتاب أعمال الكافر الآثم هنا يعطى له من وراء ظهره في حين ذكر في سور سابقة أنه يعطى له بشماله. حيث يبدو أن التعبير الجديد مما يقوم في اللغة مقام ذلك التعبير.
ولقد علقنا على هذا الموضوع وذاك في المناسبات السابقة بما يغني عن التكرار.
ولقد روى الشيخان والترمذي في فصل التفسير في سياق الآية السابقة من السورة وما بعدها حديثا عن عائشة رضي الله عنها جاء فيه :( قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ليس أحد يحاسب إلا هلك. قلت : يا رسول الله جعلني الله فداءك أليس الله تعالى يقول ﴿ فأما من أوتي كتابه بيمينه ٧ فسوف يحاسب حسابا يسيرا ﴾ قال : ذاك العرض يعرضون، ومن نوقش الحساب هلك )١. وفي الحديث تفسير أو توضيح لمدى الآيات من جهة وتنبيه للمسلمين ليجتهدوا في تجنب ما يعرضهم للمحاسبة العسيرة من أعمال من جهة أخرى على ما هو المتبادر.
١ التاج ج ٤ ص ٢٥٤..

١ الشفق : الحمرة التي تبدو في الأفق عند غروب الشمس.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:﴿ فلا أقسم بالشفق ١ ١٦ والليل وما وسق ٢ ١٧ والقمر إذا اتسق ٣ ١٨ لتركبن طبقا عن طبق ٤ ١٩ فما لهم لا يؤمنون ٢٠ وإذا قرئ عليهم القرآن لا يسجدون ٢١ بل الذين كفروا يكذبون ٢٢ والله أعلم بما يوعون ٥ ٢٣ فبشرهم بعذاب أليم ٢٤ إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم أجر غير ممنون ٢٥ ﴾ [ ١٦-٢٥ ].
قرئت كلمة ﴿ لتركبن ﴾ قراءات متعددة وتعدد تأويل جملة ﴿ لتركبن طبقا عن طبق ﴾ حسب ذلك ١. حيث قرئت بالتاء والباء المفتوحتين على أنها خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم بأن أمره سيتغير من حال إلى حال. وقرئت بالتاء المفتوحة والباء المضمومة على أنها خطاب للسامعين بأن أمرهم سيتغير من حال إلى حال. وقرئت بالياء بدلا من التاء مع الباء المضمومة على أنها خطاب للناس. وجملة ﴿ فما لهم لا يؤمنون ﴾ التي تأتي بعد هذه الجملة وما بعده قد تساعد على الترجيح بأنها خطاب موجه للكفار الذين يصرون على كفرهم. وتكون الأقسام في الآيات الثلاث السابقة للجملة على سبيل التوكيد لهم بأن حالتهم الراهنة التي يغترون بها لن تدوم لهم وأنها سوف تتغير. ثم جاءت الآيات التالية للجملة :

١-
لتتساءل تساؤل الاستنكار والتنديد عن سبب عنادهم وعدم إيمانهم وعدم تأثرهم بالقرآن والسجود لله حينما يسمعون آياته البليغة وعظاته المؤثرة.

٢-
لتقرر حقيقة أمرهم والباعث لهم على ذلك، والله الأعلم به وهو تكذيبهم بالجزاء الأخروي.

٣-
لتأمر النبي صلى الله عليه وسلم بتبشيرهم بالعذاب الأليم الذي سوف يلقونه مع استثناء الذين آمنوا وعملوا الصالحات ؛ حيث يكون لهم الأجر الذي لا يعتريه انقطاع.
والآيات متصلة بسابقاتها سياقا وموضوعا كما هو واضح. وقد استعملت كلمة ﴿ فبشرهم ﴾ على سبيل الاستهزاء كما هو المتبادر أيضا. وقد تكرر هذا في مواضع عديدة.
ومن عجيب تأويلات الشيعة تأويلهم جملة ﴿ لتركبن طبق عن طبق ١٩ ﴾ بأن فيها إشارة إلى أن هذه الأمة ستسلك سبيل من كان قبلها من الأمم في الغدر بالأوصياء بعد الأنبياء٢. وفي هذا من الشطط الحزبي ما يماثل كثيرا مما مر التنبيه إليه.
تعليق على ما يمكن أن يلهمه
أسلوب ومضامين هذه السورة وما قبلها
من احتمال تبكير نزولها.
وننبه على أن بين أسلوب هذه السورة ومضامينها، وكذلك أسلوب السور السابقة لها أي : الانفطار والنازعات والنبأ والمعارج والحاقة والملك والطور ومضامينها، وبين أسلوب ومضامين كثيرة من السور المبكرة في النزول مثل التكوير والأعلى والليل والفجر والشمس والقارعة والقيامة وق والطارق تماثل كبير مما يبعث الشك في صحة ترتيب نزولها في أواخر العهد المكيّ ومما يسوغ الظن بأنها مما نزل في عهد مبكر وإن كان ترتيبها في تراتيب النزول العديدة المروية متقاربا مع ترتيبها الذي ذكر في المصحف الذي اعتمدنا عليه وسرنا وفقه.

٢ وسق : احتوى أو جمع أو ضمّ.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:﴿ فلا أقسم بالشفق ١ ١٦ والليل وما وسق ٢ ١٧ والقمر إذا اتسق ٣ ١٨ لتركبن طبقا عن طبق ٤ ١٩ فما لهم لا يؤمنون ٢٠ وإذا قرئ عليهم القرآن لا يسجدون ٢١ بل الذين كفروا يكذبون ٢٢ والله أعلم بما يوعون ٥ ٢٣ فبشرهم بعذاب أليم ٢٤ إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم أجر غير ممنون ٢٥ ﴾ [ ١٦-٢٥ ].
قرئت كلمة ﴿ لتركبن ﴾ قراءات متعددة وتعدد تأويل جملة ﴿ لتركبن طبقا عن طبق ﴾ حسب ذلك ١. حيث قرئت بالتاء والباء المفتوحتين على أنها خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم بأن أمره سيتغير من حال إلى حال. وقرئت بالتاء المفتوحة والباء المضمومة على أنها خطاب للسامعين بأن أمرهم سيتغير من حال إلى حال. وقرئت بالياء بدلا من التاء مع الباء المضمومة على أنها خطاب للناس. وجملة ﴿ فما لهم لا يؤمنون ﴾ التي تأتي بعد هذه الجملة وما بعده قد تساعد على الترجيح بأنها خطاب موجه للكفار الذين يصرون على كفرهم. وتكون الأقسام في الآيات الثلاث السابقة للجملة على سبيل التوكيد لهم بأن حالتهم الراهنة التي يغترون بها لن تدوم لهم وأنها سوف تتغير. ثم جاءت الآيات التالية للجملة :

١-
لتتساءل تساؤل الاستنكار والتنديد عن سبب عنادهم وعدم إيمانهم وعدم تأثرهم بالقرآن والسجود لله حينما يسمعون آياته البليغة وعظاته المؤثرة.

٢-
لتقرر حقيقة أمرهم والباعث لهم على ذلك، والله الأعلم به وهو تكذيبهم بالجزاء الأخروي.

٣-
لتأمر النبي صلى الله عليه وسلم بتبشيرهم بالعذاب الأليم الذي سوف يلقونه مع استثناء الذين آمنوا وعملوا الصالحات ؛ حيث يكون لهم الأجر الذي لا يعتريه انقطاع.
والآيات متصلة بسابقاتها سياقا وموضوعا كما هو واضح. وقد استعملت كلمة ﴿ فبشرهم ﴾ على سبيل الاستهزاء كما هو المتبادر أيضا. وقد تكرر هذا في مواضع عديدة.
ومن عجيب تأويلات الشيعة تأويلهم جملة ﴿ لتركبن طبق عن طبق ١٩ ﴾ بأن فيها إشارة إلى أن هذه الأمة ستسلك سبيل من كان قبلها من الأمم في الغدر بالأوصياء بعد الأنبياء٢. وفي هذا من الشطط الحزبي ما يماثل كثيرا مما مر التنبيه إليه.
تعليق على ما يمكن أن يلهمه
أسلوب ومضامين هذه السورة وما قبلها
من احتمال تبكير نزولها.
وننبه على أن بين أسلوب هذه السورة ومضامينها، وكذلك أسلوب السور السابقة لها أي : الانفطار والنازعات والنبأ والمعارج والحاقة والملك والطور ومضامينها، وبين أسلوب ومضامين كثيرة من السور المبكرة في النزول مثل التكوير والأعلى والليل والفجر والشمس والقارعة والقيامة وق والطارق تماثل كبير مما يبعث الشك في صحة ترتيب نزولها في أواخر العهد المكيّ ومما يسوغ الظن بأنها مما نزل في عهد مبكر وإن كان ترتيبها في تراتيب النزول العديدة المروية متقاربا مع ترتيبها الذي ذكر في المصحف الذي اعتمدنا عليه وسرنا وفقه.

٣ اتسق : تم بدرا. وأصل الاتساق الانتظام والتكامل والاستواء.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:﴿ فلا أقسم بالشفق ١ ١٦ والليل وما وسق ٢ ١٧ والقمر إذا اتسق ٣ ١٨ لتركبن طبقا عن طبق ٤ ١٩ فما لهم لا يؤمنون ٢٠ وإذا قرئ عليهم القرآن لا يسجدون ٢١ بل الذين كفروا يكذبون ٢٢ والله أعلم بما يوعون ٥ ٢٣ فبشرهم بعذاب أليم ٢٤ إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم أجر غير ممنون ٢٥ ﴾ [ ١٦-٢٥ ].
قرئت كلمة ﴿ لتركبن ﴾ قراءات متعددة وتعدد تأويل جملة ﴿ لتركبن طبقا عن طبق ﴾ حسب ذلك ١. حيث قرئت بالتاء والباء المفتوحتين على أنها خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم بأن أمره سيتغير من حال إلى حال. وقرئت بالتاء المفتوحة والباء المضمومة على أنها خطاب للسامعين بأن أمرهم سيتغير من حال إلى حال. وقرئت بالياء بدلا من التاء مع الباء المضمومة على أنها خطاب للناس. وجملة ﴿ فما لهم لا يؤمنون ﴾ التي تأتي بعد هذه الجملة وما بعده قد تساعد على الترجيح بأنها خطاب موجه للكفار الذين يصرون على كفرهم. وتكون الأقسام في الآيات الثلاث السابقة للجملة على سبيل التوكيد لهم بأن حالتهم الراهنة التي يغترون بها لن تدوم لهم وأنها سوف تتغير. ثم جاءت الآيات التالية للجملة :

١-
لتتساءل تساؤل الاستنكار والتنديد عن سبب عنادهم وعدم إيمانهم وعدم تأثرهم بالقرآن والسجود لله حينما يسمعون آياته البليغة وعظاته المؤثرة.

٢-
لتقرر حقيقة أمرهم والباعث لهم على ذلك، والله الأعلم به وهو تكذيبهم بالجزاء الأخروي.

٣-
لتأمر النبي صلى الله عليه وسلم بتبشيرهم بالعذاب الأليم الذي سوف يلقونه مع استثناء الذين آمنوا وعملوا الصالحات ؛ حيث يكون لهم الأجر الذي لا يعتريه انقطاع.
والآيات متصلة بسابقاتها سياقا وموضوعا كما هو واضح. وقد استعملت كلمة ﴿ فبشرهم ﴾ على سبيل الاستهزاء كما هو المتبادر أيضا. وقد تكرر هذا في مواضع عديدة.
ومن عجيب تأويلات الشيعة تأويلهم جملة ﴿ لتركبن طبق عن طبق ١٩ ﴾ بأن فيها إشارة إلى أن هذه الأمة ستسلك سبيل من كان قبلها من الأمم في الغدر بالأوصياء بعد الأنبياء٢. وفي هذا من الشطط الحزبي ما يماثل كثيرا مما مر التنبيه إليه.
تعليق على ما يمكن أن يلهمه
أسلوب ومضامين هذه السورة وما قبلها
من احتمال تبكير نزولها.
وننبه على أن بين أسلوب هذه السورة ومضامينها، وكذلك أسلوب السور السابقة لها أي : الانفطار والنازعات والنبأ والمعارج والحاقة والملك والطور ومضامينها، وبين أسلوب ومضامين كثيرة من السور المبكرة في النزول مثل التكوير والأعلى والليل والفجر والشمس والقارعة والقيامة وق والطارق تماثل كبير مما يبعث الشك في صحة ترتيب نزولها في أواخر العهد المكيّ ومما يسوغ الظن بأنها مما نزل في عهد مبكر وإن كان ترتيبها في تراتيب النزول العديدة المروية متقاربا مع ترتيبها الذي ذكر في المصحف الذي اعتمدنا عليه وسرنا وفقه.

٤ طبقا عن طبق : حالا بعد حال.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:﴿ فلا أقسم بالشفق ١ ١٦ والليل وما وسق ٢ ١٧ والقمر إذا اتسق ٣ ١٨ لتركبن طبقا عن طبق ٤ ١٩ فما لهم لا يؤمنون ٢٠ وإذا قرئ عليهم القرآن لا يسجدون ٢١ بل الذين كفروا يكذبون ٢٢ والله أعلم بما يوعون ٥ ٢٣ فبشرهم بعذاب أليم ٢٤ إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم أجر غير ممنون ٢٥ ﴾ [ ١٦-٢٥ ].
قرئت كلمة ﴿ لتركبن ﴾ قراءات متعددة وتعدد تأويل جملة ﴿ لتركبن طبقا عن طبق ﴾ حسب ذلك ١. حيث قرئت بالتاء والباء المفتوحتين على أنها خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم بأن أمره سيتغير من حال إلى حال. وقرئت بالتاء المفتوحة والباء المضمومة على أنها خطاب للسامعين بأن أمرهم سيتغير من حال إلى حال. وقرئت بالياء بدلا من التاء مع الباء المضمومة على أنها خطاب للناس. وجملة ﴿ فما لهم لا يؤمنون ﴾ التي تأتي بعد هذه الجملة وما بعده قد تساعد على الترجيح بأنها خطاب موجه للكفار الذين يصرون على كفرهم. وتكون الأقسام في الآيات الثلاث السابقة للجملة على سبيل التوكيد لهم بأن حالتهم الراهنة التي يغترون بها لن تدوم لهم وأنها سوف تتغير. ثم جاءت الآيات التالية للجملة :

١-
لتتساءل تساؤل الاستنكار والتنديد عن سبب عنادهم وعدم إيمانهم وعدم تأثرهم بالقرآن والسجود لله حينما يسمعون آياته البليغة وعظاته المؤثرة.

٢-
لتقرر حقيقة أمرهم والباعث لهم على ذلك، والله الأعلم به وهو تكذيبهم بالجزاء الأخروي.

٣-
لتأمر النبي صلى الله عليه وسلم بتبشيرهم بالعذاب الأليم الذي سوف يلقونه مع استثناء الذين آمنوا وعملوا الصالحات ؛ حيث يكون لهم الأجر الذي لا يعتريه انقطاع.
والآيات متصلة بسابقاتها سياقا وموضوعا كما هو واضح. وقد استعملت كلمة ﴿ فبشرهم ﴾ على سبيل الاستهزاء كما هو المتبادر أيضا. وقد تكرر هذا في مواضع عديدة.
ومن عجيب تأويلات الشيعة تأويلهم جملة ﴿ لتركبن طبق عن طبق ١٩ ﴾ بأن فيها إشارة إلى أن هذه الأمة ستسلك سبيل من كان قبلها من الأمم في الغدر بالأوصياء بعد الأنبياء٢. وفي هذا من الشطط الحزبي ما يماثل كثيرا مما مر التنبيه إليه.
تعليق على ما يمكن أن يلهمه
أسلوب ومضامين هذه السورة وما قبلها
من احتمال تبكير نزولها.
وننبه على أن بين أسلوب هذه السورة ومضامينها، وكذلك أسلوب السور السابقة لها أي : الانفطار والنازعات والنبأ والمعارج والحاقة والملك والطور ومضامينها، وبين أسلوب ومضامين كثيرة من السور المبكرة في النزول مثل التكوير والأعلى والليل والفجر والشمس والقارعة والقيامة وق والطارق تماثل كبير مما يبعث الشك في صحة ترتيب نزولها في أواخر العهد المكيّ ومما يسوغ الظن بأنها مما نزل في عهد مبكر وإن كان ترتيبها في تراتيب النزول العديدة المروية متقاربا مع ترتيبها الذي ذكر في المصحف الذي اعتمدنا عليه وسرنا وفقه.

جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:﴿ فلا أقسم بالشفق ١ ١٦ والليل وما وسق ٢ ١٧ والقمر إذا اتسق ٣ ١٨ لتركبن طبقا عن طبق ٤ ١٩ فما لهم لا يؤمنون ٢٠ وإذا قرئ عليهم القرآن لا يسجدون ٢١ بل الذين كفروا يكذبون ٢٢ والله أعلم بما يوعون ٥ ٢٣ فبشرهم بعذاب أليم ٢٤ إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم أجر غير ممنون ٢٥ ﴾ [ ١٦-٢٥ ].
قرئت كلمة ﴿ لتركبن ﴾ قراءات متعددة وتعدد تأويل جملة ﴿ لتركبن طبقا عن طبق ﴾ حسب ذلك ١. حيث قرئت بالتاء والباء المفتوحتين على أنها خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم بأن أمره سيتغير من حال إلى حال. وقرئت بالتاء المفتوحة والباء المضمومة على أنها خطاب للسامعين بأن أمرهم سيتغير من حال إلى حال. وقرئت بالياء بدلا من التاء مع الباء المضمومة على أنها خطاب للناس. وجملة ﴿ فما لهم لا يؤمنون ﴾ التي تأتي بعد هذه الجملة وما بعده قد تساعد على الترجيح بأنها خطاب موجه للكفار الذين يصرون على كفرهم. وتكون الأقسام في الآيات الثلاث السابقة للجملة على سبيل التوكيد لهم بأن حالتهم الراهنة التي يغترون بها لن تدوم لهم وأنها سوف تتغير. ثم جاءت الآيات التالية للجملة :

١-
لتتساءل تساؤل الاستنكار والتنديد عن سبب عنادهم وعدم إيمانهم وعدم تأثرهم بالقرآن والسجود لله حينما يسمعون آياته البليغة وعظاته المؤثرة.

٢-
لتقرر حقيقة أمرهم والباعث لهم على ذلك، والله الأعلم به وهو تكذيبهم بالجزاء الأخروي.

٣-
لتأمر النبي صلى الله عليه وسلم بتبشيرهم بالعذاب الأليم الذي سوف يلقونه مع استثناء الذين آمنوا وعملوا الصالحات ؛ حيث يكون لهم الأجر الذي لا يعتريه انقطاع.
والآيات متصلة بسابقاتها سياقا وموضوعا كما هو واضح. وقد استعملت كلمة ﴿ فبشرهم ﴾ على سبيل الاستهزاء كما هو المتبادر أيضا. وقد تكرر هذا في مواضع عديدة.
ومن عجيب تأويلات الشيعة تأويلهم جملة ﴿ لتركبن طبق عن طبق ١٩ ﴾ بأن فيها إشارة إلى أن هذه الأمة ستسلك سبيل من كان قبلها من الأمم في الغدر بالأوصياء بعد الأنبياء٢. وفي هذا من الشطط الحزبي ما يماثل كثيرا مما مر التنبيه إليه.
تعليق على ما يمكن أن يلهمه
أسلوب ومضامين هذه السورة وما قبلها
من احتمال تبكير نزولها.
وننبه على أن بين أسلوب هذه السورة ومضامينها، وكذلك أسلوب السور السابقة لها أي : الانفطار والنازعات والنبأ والمعارج والحاقة والملك والطور ومضامينها، وبين أسلوب ومضامين كثيرة من السور المبكرة في النزول مثل التكوير والأعلى والليل والفجر والشمس والقارعة والقيامة وق والطارق تماثل كبير مما يبعث الشك في صحة ترتيب نزولها في أواخر العهد المكيّ ومما يسوغ الظن بأنها مما نزل في عهد مبكر وإن كان ترتيبها في تراتيب النزول العديدة المروية متقاربا مع ترتيبها الذي ذكر في المصحف الذي اعتمدنا عليه وسرنا وفقه.

جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:﴿ فلا أقسم بالشفق ١ ١٦ والليل وما وسق ٢ ١٧ والقمر إذا اتسق ٣ ١٨ لتركبن طبقا عن طبق ٤ ١٩ فما لهم لا يؤمنون ٢٠ وإذا قرئ عليهم القرآن لا يسجدون ٢١ بل الذين كفروا يكذبون ٢٢ والله أعلم بما يوعون ٥ ٢٣ فبشرهم بعذاب أليم ٢٤ إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم أجر غير ممنون ٢٥ ﴾ [ ١٦-٢٥ ].
قرئت كلمة ﴿ لتركبن ﴾ قراءات متعددة وتعدد تأويل جملة ﴿ لتركبن طبقا عن طبق ﴾ حسب ذلك ١. حيث قرئت بالتاء والباء المفتوحتين على أنها خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم بأن أمره سيتغير من حال إلى حال. وقرئت بالتاء المفتوحة والباء المضمومة على أنها خطاب للسامعين بأن أمرهم سيتغير من حال إلى حال. وقرئت بالياء بدلا من التاء مع الباء المضمومة على أنها خطاب للناس. وجملة ﴿ فما لهم لا يؤمنون ﴾ التي تأتي بعد هذه الجملة وما بعده قد تساعد على الترجيح بأنها خطاب موجه للكفار الذين يصرون على كفرهم. وتكون الأقسام في الآيات الثلاث السابقة للجملة على سبيل التوكيد لهم بأن حالتهم الراهنة التي يغترون بها لن تدوم لهم وأنها سوف تتغير. ثم جاءت الآيات التالية للجملة :

١-
لتتساءل تساؤل الاستنكار والتنديد عن سبب عنادهم وعدم إيمانهم وعدم تأثرهم بالقرآن والسجود لله حينما يسمعون آياته البليغة وعظاته المؤثرة.

٢-
لتقرر حقيقة أمرهم والباعث لهم على ذلك، والله الأعلم به وهو تكذيبهم بالجزاء الأخروي.

٣-
لتأمر النبي صلى الله عليه وسلم بتبشيرهم بالعذاب الأليم الذي سوف يلقونه مع استثناء الذين آمنوا وعملوا الصالحات ؛ حيث يكون لهم الأجر الذي لا يعتريه انقطاع.
والآيات متصلة بسابقاتها سياقا وموضوعا كما هو واضح. وقد استعملت كلمة ﴿ فبشرهم ﴾ على سبيل الاستهزاء كما هو المتبادر أيضا. وقد تكرر هذا في مواضع عديدة.
ومن عجيب تأويلات الشيعة تأويلهم جملة ﴿ لتركبن طبق عن طبق ١٩ ﴾ بأن فيها إشارة إلى أن هذه الأمة ستسلك سبيل من كان قبلها من الأمم في الغدر بالأوصياء بعد الأنبياء٢. وفي هذا من الشطط الحزبي ما يماثل كثيرا مما مر التنبيه إليه.
تعليق على ما يمكن أن يلهمه
أسلوب ومضامين هذه السورة وما قبلها
من احتمال تبكير نزولها.
وننبه على أن بين أسلوب هذه السورة ومضامينها، وكذلك أسلوب السور السابقة لها أي : الانفطار والنازعات والنبأ والمعارج والحاقة والملك والطور ومضامينها، وبين أسلوب ومضامين كثيرة من السور المبكرة في النزول مثل التكوير والأعلى والليل والفجر والشمس والقارعة والقيامة وق والطارق تماثل كبير مما يبعث الشك في صحة ترتيب نزولها في أواخر العهد المكيّ ومما يسوغ الظن بأنها مما نزل في عهد مبكر وإن كان ترتيبها في تراتيب النزول العديدة المروية متقاربا مع ترتيبها الذي ذكر في المصحف الذي اعتمدنا عليه وسرنا وفقه.

٥ يوعون : يضمرون
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:﴿ فلا أقسم بالشفق ١ ١٦ والليل وما وسق ٢ ١٧ والقمر إذا اتسق ٣ ١٨ لتركبن طبقا عن طبق ٤ ١٩ فما لهم لا يؤمنون ٢٠ وإذا قرئ عليهم القرآن لا يسجدون ٢١ بل الذين كفروا يكذبون ٢٢ والله أعلم بما يوعون ٥ ٢٣ فبشرهم بعذاب أليم ٢٤ إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم أجر غير ممنون ٢٥ ﴾ [ ١٦-٢٥ ].
قرئت كلمة ﴿ لتركبن ﴾ قراءات متعددة وتعدد تأويل جملة ﴿ لتركبن طبقا عن طبق ﴾ حسب ذلك ١. حيث قرئت بالتاء والباء المفتوحتين على أنها خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم بأن أمره سيتغير من حال إلى حال. وقرئت بالتاء المفتوحة والباء المضمومة على أنها خطاب للسامعين بأن أمرهم سيتغير من حال إلى حال. وقرئت بالياء بدلا من التاء مع الباء المضمومة على أنها خطاب للناس. وجملة ﴿ فما لهم لا يؤمنون ﴾ التي تأتي بعد هذه الجملة وما بعده قد تساعد على الترجيح بأنها خطاب موجه للكفار الذين يصرون على كفرهم. وتكون الأقسام في الآيات الثلاث السابقة للجملة على سبيل التوكيد لهم بأن حالتهم الراهنة التي يغترون بها لن تدوم لهم وأنها سوف تتغير. ثم جاءت الآيات التالية للجملة :

١-
لتتساءل تساؤل الاستنكار والتنديد عن سبب عنادهم وعدم إيمانهم وعدم تأثرهم بالقرآن والسجود لله حينما يسمعون آياته البليغة وعظاته المؤثرة.

٢-
لتقرر حقيقة أمرهم والباعث لهم على ذلك، والله الأعلم به وهو تكذيبهم بالجزاء الأخروي.

٣-
لتأمر النبي صلى الله عليه وسلم بتبشيرهم بالعذاب الأليم الذي سوف يلقونه مع استثناء الذين آمنوا وعملوا الصالحات ؛ حيث يكون لهم الأجر الذي لا يعتريه انقطاع.
والآيات متصلة بسابقاتها سياقا وموضوعا كما هو واضح. وقد استعملت كلمة ﴿ فبشرهم ﴾ على سبيل الاستهزاء كما هو المتبادر أيضا. وقد تكرر هذا في مواضع عديدة.
ومن عجيب تأويلات الشيعة تأويلهم جملة ﴿ لتركبن طبق عن طبق ١٩ ﴾ بأن فيها إشارة إلى أن هذه الأمة ستسلك سبيل من كان قبلها من الأمم في الغدر بالأوصياء بعد الأنبياء٢. وفي هذا من الشطط الحزبي ما يماثل كثيرا مما مر التنبيه إليه.
تعليق على ما يمكن أن يلهمه
أسلوب ومضامين هذه السورة وما قبلها
من احتمال تبكير نزولها.
وننبه على أن بين أسلوب هذه السورة ومضامينها، وكذلك أسلوب السور السابقة لها أي : الانفطار والنازعات والنبأ والمعارج والحاقة والملك والطور ومضامينها، وبين أسلوب ومضامين كثيرة من السور المبكرة في النزول مثل التكوير والأعلى والليل والفجر والشمس والقارعة والقيامة وق والطارق تماثل كبير مما يبعث الشك في صحة ترتيب نزولها في أواخر العهد المكيّ ومما يسوغ الظن بأنها مما نزل في عهد مبكر وإن كان ترتيبها في تراتيب النزول العديدة المروية متقاربا مع ترتيبها الذي ذكر في المصحف الذي اعتمدنا عليه وسرنا وفقه.

جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:﴿ فلا أقسم بالشفق ١ ١٦ والليل وما وسق ٢ ١٧ والقمر إذا اتسق ٣ ١٨ لتركبن طبقا عن طبق ٤ ١٩ فما لهم لا يؤمنون ٢٠ وإذا قرئ عليهم القرآن لا يسجدون ٢١ بل الذين كفروا يكذبون ٢٢ والله أعلم بما يوعون ٥ ٢٣ فبشرهم بعذاب أليم ٢٤ إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم أجر غير ممنون ٢٥ ﴾ [ ١٦-٢٥ ].
قرئت كلمة ﴿ لتركبن ﴾ قراءات متعددة وتعدد تأويل جملة ﴿ لتركبن طبقا عن طبق ﴾ حسب ذلك ١. حيث قرئت بالتاء والباء المفتوحتين على أنها خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم بأن أمره سيتغير من حال إلى حال. وقرئت بالتاء المفتوحة والباء المضمومة على أنها خطاب للسامعين بأن أمرهم سيتغير من حال إلى حال. وقرئت بالياء بدلا من التاء مع الباء المضمومة على أنها خطاب للناس. وجملة ﴿ فما لهم لا يؤمنون ﴾ التي تأتي بعد هذه الجملة وما بعده قد تساعد على الترجيح بأنها خطاب موجه للكفار الذين يصرون على كفرهم. وتكون الأقسام في الآيات الثلاث السابقة للجملة على سبيل التوكيد لهم بأن حالتهم الراهنة التي يغترون بها لن تدوم لهم وأنها سوف تتغير. ثم جاءت الآيات التالية للجملة :

١-
لتتساءل تساؤل الاستنكار والتنديد عن سبب عنادهم وعدم إيمانهم وعدم تأثرهم بالقرآن والسجود لله حينما يسمعون آياته البليغة وعظاته المؤثرة.

٢-
لتقرر حقيقة أمرهم والباعث لهم على ذلك، والله الأعلم به وهو تكذيبهم بالجزاء الأخروي.

٣-
لتأمر النبي صلى الله عليه وسلم بتبشيرهم بالعذاب الأليم الذي سوف يلقونه مع استثناء الذين آمنوا وعملوا الصالحات ؛ حيث يكون لهم الأجر الذي لا يعتريه انقطاع.
والآيات متصلة بسابقاتها سياقا وموضوعا كما هو واضح. وقد استعملت كلمة ﴿ فبشرهم ﴾ على سبيل الاستهزاء كما هو المتبادر أيضا. وقد تكرر هذا في مواضع عديدة.
ومن عجيب تأويلات الشيعة تأويلهم جملة ﴿ لتركبن طبق عن طبق ١٩ ﴾ بأن فيها إشارة إلى أن هذه الأمة ستسلك سبيل من كان قبلها من الأمم في الغدر بالأوصياء بعد الأنبياء٢. وفي هذا من الشطط الحزبي ما يماثل كثيرا مما مر التنبيه إليه.
تعليق على ما يمكن أن يلهمه
أسلوب ومضامين هذه السورة وما قبلها
من احتمال تبكير نزولها.
وننبه على أن بين أسلوب هذه السورة ومضامينها، وكذلك أسلوب السور السابقة لها أي : الانفطار والنازعات والنبأ والمعارج والحاقة والملك والطور ومضامينها، وبين أسلوب ومضامين كثيرة من السور المبكرة في النزول مثل التكوير والأعلى والليل والفجر والشمس والقارعة والقيامة وق والطارق تماثل كبير مما يبعث الشك في صحة ترتيب نزولها في أواخر العهد المكيّ ومما يسوغ الظن بأنها مما نزل في عهد مبكر وإن كان ترتيبها في تراتيب النزول العديدة المروية متقاربا مع ترتيبها الذي ذكر في المصحف الذي اعتمدنا عليه وسرنا وفقه.

جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:﴿ فلا أقسم بالشفق ١ ١٦ والليل وما وسق ٢ ١٧ والقمر إذا اتسق ٣ ١٨ لتركبن طبقا عن طبق ٤ ١٩ فما لهم لا يؤمنون ٢٠ وإذا قرئ عليهم القرآن لا يسجدون ٢١ بل الذين كفروا يكذبون ٢٢ والله أعلم بما يوعون ٥ ٢٣ فبشرهم بعذاب أليم ٢٤ إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم أجر غير ممنون ٢٥ ﴾ [ ١٦-٢٥ ].
قرئت كلمة ﴿ لتركبن ﴾ قراءات متعددة وتعدد تأويل جملة ﴿ لتركبن طبقا عن طبق ﴾ حسب ذلك ١. حيث قرئت بالتاء والباء المفتوحتين على أنها خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم بأن أمره سيتغير من حال إلى حال. وقرئت بالتاء المفتوحة والباء المضمومة على أنها خطاب للسامعين بأن أمرهم سيتغير من حال إلى حال. وقرئت بالياء بدلا من التاء مع الباء المضمومة على أنها خطاب للناس. وجملة ﴿ فما لهم لا يؤمنون ﴾ التي تأتي بعد هذه الجملة وما بعده قد تساعد على الترجيح بأنها خطاب موجه للكفار الذين يصرون على كفرهم. وتكون الأقسام في الآيات الثلاث السابقة للجملة على سبيل التوكيد لهم بأن حالتهم الراهنة التي يغترون بها لن تدوم لهم وأنها سوف تتغير. ثم جاءت الآيات التالية للجملة :

١-
لتتساءل تساؤل الاستنكار والتنديد عن سبب عنادهم وعدم إيمانهم وعدم تأثرهم بالقرآن والسجود لله حينما يسمعون آياته البليغة وعظاته المؤثرة.

٢-
لتقرر حقيقة أمرهم والباعث لهم على ذلك، والله الأعلم به وهو تكذيبهم بالجزاء الأخروي.

٣-
لتأمر النبي صلى الله عليه وسلم بتبشيرهم بالعذاب الأليم الذي سوف يلقونه مع استثناء الذين آمنوا وعملوا الصالحات ؛ حيث يكون لهم الأجر الذي لا يعتريه انقطاع.
والآيات متصلة بسابقاتها سياقا وموضوعا كما هو واضح. وقد استعملت كلمة ﴿ فبشرهم ﴾ على سبيل الاستهزاء كما هو المتبادر أيضا. وقد تكرر هذا في مواضع عديدة.
ومن عجيب تأويلات الشيعة تأويلهم جملة ﴿ لتركبن طبق عن طبق ١٩ ﴾ بأن فيها إشارة إلى أن هذه الأمة ستسلك سبيل من كان قبلها من الأمم في الغدر بالأوصياء بعد الأنبياء٢. وفي هذا من الشطط الحزبي ما يماثل كثيرا مما مر التنبيه إليه.
تعليق على ما يمكن أن يلهمه
أسلوب ومضامين هذه السورة وما قبلها
من احتمال تبكير نزولها.
وننبه على أن بين أسلوب هذه السورة ومضامينها، وكذلك أسلوب السور السابقة لها أي : الانفطار والنازعات والنبأ والمعارج والحاقة والملك والطور ومضامينها، وبين أسلوب ومضامين كثيرة من السور المبكرة في النزول مثل التكوير والأعلى والليل والفجر والشمس والقارعة والقيامة وق والطارق تماثل كبير مما يبعث الشك في صحة ترتيب نزولها في أواخر العهد المكيّ ومما يسوغ الظن بأنها مما نزل في عهد مبكر وإن كان ترتيبها في تراتيب النزول العديدة المروية متقاربا مع ترتيبها الذي ذكر في المصحف الذي اعتمدنا عليه وسرنا وفقه.

جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:﴿ فلا أقسم بالشفق ١ ١٦ والليل وما وسق ٢ ١٧ والقمر إذا اتسق ٣ ١٨ لتركبن طبقا عن طبق ٤ ١٩ فما لهم لا يؤمنون ٢٠ وإذا قرئ عليهم القرآن لا يسجدون ٢١ بل الذين كفروا يكذبون ٢٢ والله أعلم بما يوعون ٥ ٢٣ فبشرهم بعذاب أليم ٢٤ إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم أجر غير ممنون ٢٥ ﴾ [ ١٦-٢٥ ].
قرئت كلمة ﴿ لتركبن ﴾ قراءات متعددة وتعدد تأويل جملة ﴿ لتركبن طبقا عن طبق ﴾ حسب ذلك ١. حيث قرئت بالتاء والباء المفتوحتين على أنها خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم بأن أمره سيتغير من حال إلى حال. وقرئت بالتاء المفتوحة والباء المضمومة على أنها خطاب للسامعين بأن أمرهم سيتغير من حال إلى حال. وقرئت بالياء بدلا من التاء مع الباء المضمومة على أنها خطاب للناس. وجملة ﴿ فما لهم لا يؤمنون ﴾ التي تأتي بعد هذه الجملة وما بعده قد تساعد على الترجيح بأنها خطاب موجه للكفار الذين يصرون على كفرهم. وتكون الأقسام في الآيات الثلاث السابقة للجملة على سبيل التوكيد لهم بأن حالتهم الراهنة التي يغترون بها لن تدوم لهم وأنها سوف تتغير. ثم جاءت الآيات التالية للجملة :

١-
لتتساءل تساؤل الاستنكار والتنديد عن سبب عنادهم وعدم إيمانهم وعدم تأثرهم بالقرآن والسجود لله حينما يسمعون آياته البليغة وعظاته المؤثرة.

٢-
لتقرر حقيقة أمرهم والباعث لهم على ذلك، والله الأعلم به وهو تكذيبهم بالجزاء الأخروي.

٣-
لتأمر النبي صلى الله عليه وسلم بتبشيرهم بالعذاب الأليم الذي سوف يلقونه مع استثناء الذين آمنوا وعملوا الصالحات ؛ حيث يكون لهم الأجر الذي لا يعتريه انقطاع.
والآيات متصلة بسابقاتها سياقا وموضوعا كما هو واضح. وقد استعملت كلمة ﴿ فبشرهم ﴾ على سبيل الاستهزاء كما هو المتبادر أيضا. وقد تكرر هذا في مواضع عديدة.
ومن عجيب تأويلات الشيعة تأويلهم جملة ﴿ لتركبن طبق عن طبق ١٩ ﴾ بأن فيها إشارة إلى أن هذه الأمة ستسلك سبيل من كان قبلها من الأمم في الغدر بالأوصياء بعد الأنبياء٢. وفي هذا من الشطط الحزبي ما يماثل كثيرا مما مر التنبيه إليه.
تعليق على ما يمكن أن يلهمه
أسلوب ومضامين هذه السورة وما قبلها
من احتمال تبكير نزولها.
وننبه على أن بين أسلوب هذه السورة ومضامينها، وكذلك أسلوب السور السابقة لها أي : الانفطار والنازعات والنبأ والمعارج والحاقة والملك والطور ومضامينها، وبين أسلوب ومضامين كثيرة من السور المبكرة في النزول مثل التكوير والأعلى والليل والفجر والشمس والقارعة والقيامة وق والطارق تماثل كبير مما يبعث الشك في صحة ترتيب نزولها في أواخر العهد المكيّ ومما يسوغ الظن بأنها مما نزل في عهد مبكر وإن كان ترتيبها في تراتيب النزول العديدة المروية متقاربا مع ترتيبها الذي ذكر في المصحف الذي اعتمدنا عليه وسرنا وفقه.

سورة الإنشقاق
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (الانشقاق) من السُّوَر المكية، نزلت بعد سورة (الانفطار)، وقد افتُتحت ببيان ما يسبق يومَ القيامة من أهوالٍ، وجاءت على ذكرِ أحوال الناس عند لقاء الله، وفي جزائهم وتقسيمهم إلى صِنْفَينِ: صنفٍ آمن بهذا اليوم فهو من أهل الجنان، وصنفٍ كذَّب به فهو من أهل النيران.

ترتيبها المصحفي
84
نوعها
مكية
ألفاظها
109
ترتيب نزولها
83
العد المدني الأول
25
العد المدني الأخير
25
العد البصري
23
العد الكوفي
25
العد الشامي
23

* سورة (الانشقاق):

سُمِّيت سورة (الانشقاق) بهذا الاسم؛ لافتتاحها بقوله تعالى: {إِذَا اْلسَّمَآءُ اْنشَقَّتْ} [الانشقاق: 1].

* سورة (الانشقاق) من السُّوَر التي وصفت أحداثَ يوم القيامة بدقة؛ لذا كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يدعو الصحابةَ إلى قراءتها:

عن عبدِ اللهِ بن عُمَرَ رضي الله عنهما، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَن سَرَّه أن ينظُرَ إلى يومِ القيامةِ كأنَّه رأيَ عينٍ، فَلْيَقرأْ: {إِذَا اْلشَّمْسُ كُوِّرَتْ}، و{إِذَا اْلسَّمَآءُ اْنفَطَرَتْ}، و{إِذَا اْلسَّمَآءُ اْنشَقَّتْ}». أخرجه الترمذي (٣٣٣٣).

1. من أهوال يوم القيامة (١-٥).

2. أحوال الإنسان عند لقاء ربه (٧-١٥).

3. أحوال الإنسان في هذه الحياة (١٦-٢٥).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (9 /75).

إثباتُ هولِ يوم القيامة، وما يسبقه من أحداث، وتنعيمُ اللهِ أولياءَه يوم الحساب؛ لأنَّهم صدَّقوا بهذا اليوم وآمَنوا به، وعقاب الله لمن كفَر بهذا اليوم؛ لأنهم كانوا لا يُقِرُّون بالبعث والعَرْضِ على الملك الذي أوجَدهم وربَّاهم؛ كما يَعرِض الملوك عبيدَهم، ويحكُمون بينهم؛ فينقسمون إلى أهل ثواب، وأهل عقاب، واسمها (الانشقاق) دالٌّ على ذلك.

ينظر: "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور" للبقاعي (3 /172).