تفسير سورة الإنشقاق

فتح الرحمن بكشف ما يلتبس في القرآن

تفسير سورة سورة الإنشقاق من كتاب فتح الرحمن بكشف ما يلتبس في القرآن
لمؤلفه زكريا الأنصاري . المتوفي سنة 926 هـ

قوله تعالى :﴿ إذا السماء انشقّت ﴾ [ الانشقاق : ١ ].
جواب " إذا " إن جُعلت شريطة محذوف، تقديره : علمت نفس ما أحضرت، أو علمت نفس ما قدّمت وأخّرت، أو بُعثتم، أو لاقى كلّ إنسان كدحه، أو مذكور وهو : يا أيها الإنسان بتقدير الفاء، أو بتقدير يُقال، أو هو " فملاقيه " أي فأنت ملاقيه، أو هو ﴿ فأما من أوتي كتابه ﴾ [ الانشقاق : ٧ ] إلى آخره( ١ )، والعامل فيها بكل تقدير جوابُها، وإن جُعلت غير شرطية فهي منصوبة ب " اذكر " مقدَّرا، أو مرفوعة مبتدأ خبرُه " إذا " الثانية بزيادة الواو، أو وقت انشقاق السماء، وقتُ امتداد الأرض.
١ - الجواب كما قال المصنف محذوف، والأفضل أن يُقدّر بالآتي: إذا تشقّقت السماء وتصدّعت مؤذنة بخراب الكون... لقي الإنسان من الشدائد والأهوال، ما لا يحيط به الخيال..
قوله تعالى :﴿ وأذنت لربّها وحُقّت ﴾ [ الانشقاق : ٥ ].
ذكره مرتين، لأن الأول متّصل بالسماء، والثاني بالأرض، ومعنى " أذنت " سمعت وأطاعت، وحُقّ لها أن تسمع وتُطيع.
قوله تعالى :﴿ بل الذين كفروا يكذّبون ﴾ [ الانشقاق : ٢٢ ].
قاله هنا بلفظ " يُكذّبون " وفي البروج( ١ ) بلفظ " في تكذيب " رعاية للفواصل فيهما.
١ - في سورة البروج ﴿بل الذين كفروا في تكذيب﴾..
سورة الإنشقاق
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (الانشقاق) من السُّوَر المكية، نزلت بعد سورة (الانفطار)، وقد افتُتحت ببيان ما يسبق يومَ القيامة من أهوالٍ، وجاءت على ذكرِ أحوال الناس عند لقاء الله، وفي جزائهم وتقسيمهم إلى صِنْفَينِ: صنفٍ آمن بهذا اليوم فهو من أهل الجنان، وصنفٍ كذَّب به فهو من أهل النيران.

ترتيبها المصحفي
84
نوعها
مكية
ألفاظها
109
ترتيب نزولها
83
العد المدني الأول
25
العد المدني الأخير
25
العد البصري
23
العد الكوفي
25
العد الشامي
23

* سورة (الانشقاق):

سُمِّيت سورة (الانشقاق) بهذا الاسم؛ لافتتاحها بقوله تعالى: {إِذَا اْلسَّمَآءُ اْنشَقَّتْ} [الانشقاق: 1].

* سورة (الانشقاق) من السُّوَر التي وصفت أحداثَ يوم القيامة بدقة؛ لذا كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يدعو الصحابةَ إلى قراءتها:

عن عبدِ اللهِ بن عُمَرَ رضي الله عنهما، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَن سَرَّه أن ينظُرَ إلى يومِ القيامةِ كأنَّه رأيَ عينٍ، فَلْيَقرأْ: {إِذَا اْلشَّمْسُ كُوِّرَتْ}، و{إِذَا اْلسَّمَآءُ اْنفَطَرَتْ}، و{إِذَا اْلسَّمَآءُ اْنشَقَّتْ}». أخرجه الترمذي (٣٣٣٣).

1. من أهوال يوم القيامة (١-٥).

2. أحوال الإنسان عند لقاء ربه (٧-١٥).

3. أحوال الإنسان في هذه الحياة (١٦-٢٥).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (9 /75).

إثباتُ هولِ يوم القيامة، وما يسبقه من أحداث، وتنعيمُ اللهِ أولياءَه يوم الحساب؛ لأنَّهم صدَّقوا بهذا اليوم وآمَنوا به، وعقاب الله لمن كفَر بهذا اليوم؛ لأنهم كانوا لا يُقِرُّون بالبعث والعَرْضِ على الملك الذي أوجَدهم وربَّاهم؛ كما يَعرِض الملوك عبيدَهم، ويحكُمون بينهم؛ فينقسمون إلى أهل ثواب، وأهل عقاب، واسمها (الانشقاق) دالٌّ على ذلك.

ينظر: "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور" للبقاعي (3 /172).