تفسير سورة الإنشقاق

تفسير ابن أبي حاتم

تفسير سورة سورة الإنشقاق من كتاب تفسير ابن أبي حاتم المعروف بـتفسير ابن أبي حاتم.
لمؤلفه ابن أبي حاتم الرازي . المتوفي سنة 327 هـ

سُورَةُ الِانْشِقَاقِ
٨٤
قَوْلُهُ تَعَالَى: إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ
١٩١٩٠ - عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: تَنْشَقُّ السَّمَاءُ مِنَ الْمَجَرَّةِ «١».
١٩١٩١ - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: وَأَذِنَتْ قَالَ: أَطَاعَتْ وَحُقَّتْ قَالَ:
حَقَّقَتْ بِالطَّاعَةِ «٢».
قوله تعالى: إِنَّهُ ظَنَّ أن لن يحور
١٩١٩٢ - عن ابن عَبَّاس فِي قَوْلُهُ: إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ قَالَ: لَنْ يُبْعَثَ «٣».
١٩١٩٣ - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنْ لَنْ يَحُورَ قَالَ: أَنْ لَنْ يَرْجِعَ «٤».
قَوْلُهُ تَعَالَى: فَلا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ
١٩١٩٤ - عَنْ مُجَاهِدٍ أَنَّهُ قَالَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ فَلا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ هُوَ النَّهَارُ كُلُّهُ وَفِي رِوَايَةٍ عَنْهُ أَيْضًا أَنَّهُ قَالَ: الشَّفَقُ الشَّمْسُ «٥».
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ
١٩١٩٥ - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ قَالَ: وَمَا دَخَلَ فِيهِ «٦».
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ
١٩١٩٦ - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ قَالَ: إِذَا اسْتَوَى «٧».
قَوْلُهُ تَعَالَى: لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ
١٩١٩٧ - عَنِ الشَّعْبِيِّ لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ يَا مُحَمَّدُ حَالًا بَعْدَ حَالٍ «٨».
١٩١٩٨ - عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ فِي قَوْلِهِ: لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ قَالَ: يَعْنِي السَّمَاءُ تَنْفَطِرُ ثُمَّ تَنْشَقُّ ثُمَّ تحمر «٩».
(١) الدر ٨/ ٤٥٥- ٤٥٧.
(٢) الدر ٨/ ٤٥٥- ٤٥٧.
(٣) الدر ٨/ ٤٥٥- ٤٥٧.
(٤) الدر ٨/ ٤٥٥- ٤٥٧.
(٥) الدر ٨/ ٤٥٥- ٤٥٧.
(٦) الدر ٨/ ٤٥٨- ٤٥٩.
(٧) الدر ٨/ ٤٥٨- ٤٥٩.
(٨) الدر ٨/ ٤٥٨- ٤٥٩.
(٩) الدر ٨/ ٤٥٨- ٤٥٩.
عن ابن عباس في قوله :﴿ وأذنت ﴾ قال : أطاعت ﴿ وحقت ﴾ قال : حققت بالطاعة.
قوله تعالى :﴿ إنه ظن أن لن يحور ﴾
عن ابن عباس في قوله :﴿ إنه ظن أن لن يحور ﴾ قال : لن يبعث.
عن ابن عباس ﴿ أن لن يحور ﴾ قال : أن لن يرجع.
قوله تعالى :﴿ فلا أقسم بالشفق ﴾
عن مجاهد أنه قال في هذه الآية ﴿ فلا أقسم بالشفق ﴾ هو النهار كله وفي رواية عنه أيضا أنه قال : الشفق الشمس.
قوله تعالى :﴿ والليل وما وسق ﴾
عن ابن عباس ﴿ والليل وما وسق ﴾ قال : وما دخل فيه.
قوله تعالى :﴿ والقمر إذا اتسق ﴾
عن ابن عباس ﴿ والقمر إذا اتسق ﴾ قال : إذا استوى.
قوله تعالى :﴿ لتركبن طبقا عن طبق ﴾
عن الشعبي ﴿ لتركبن طبقا عن طبق ﴾ يا محمد حالا بعد حال.
عن ابن مسعود في قوله :﴿ لتركبن طبقا عن طبق ﴾ قال : يعني السماء تنفطر ثم تنشق ثم تحمر.
حدثنا أبو سعيد الأشج، حدثنا أبو أسامة، عن إسماعيل عن الشعبي ﴿ لتركبن طبقا عن طبق ﴾ قال : لتركبن يا محمد سماء بعد سماء، هكذا روى عن ابن مسعود ومسروق وأبي العالية ﴿ طبقا عن طبق ﴾ : سماء بعد سماء.
حدثنا أبي، حدثنا هشام بن عمار، حدثنا صدقة، حدثنا ابن جابر : أنه سمع مكحولا يقول في قول الله :﴿ لتركبن طبقا عن طبق ﴾ قال : في كل عشرين سنة تحدثون أمرا لم تكونوا عليه.
عن مكحول في قوله :﴿ لتركبن طبقا عن طبق ﴾ قال : في كل عشرين عاما تحدثون أمرا لم تكونوا عليه.
١٩١٩٩ - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ عَنِ الشَّعْبِيِّ لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ قَالَ: لَتَرْكَبُنَّ يَا مُحَمَّدُ سَمَاءٌ بَعْدَ سَمَاءٍ
، هَكَذَا رُوِيَ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ وَمَسْرُوقٍ وَأَبِي الْعَالِيَةِ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ: سَمَاءٌ بَعْدَ سَمَاءٍ «١».
١٩٢٠٠ - حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا هشام بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا صَدَقَةُ، حَدَّثَنَا ابْنُ جَابِرٍ: أَنَّهُ سَمِعَ مَكْحُولًا يَقُولُ فِي قَوْلِ اللَّهِ: لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ قَالَ: فِي كُلِّ عِشْرِينَ سَنَةً تُحْدِثُونَ أَمْرًا لَمْ تَكُونُوا عَلَيْهِ «٢».
١٩٢٠١ - عَنْ مَكْحُولٍ فِي قَوْلِهِ: لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ قَالَ: فِي كُلِّ عِشْرِينَ عَامًا تُحْدِثُونَ أَمْرًا لَمْ تَكُونُوا عَلَيْهِ «٣».
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُوعُونَ
١٩٢٠٢ - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُوعُونَ قَالَ: يُسِرُّونَ «٤».
١٩٢٠٣ - ذُكِرَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَاهِرٍ: حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ عَمْرِو بْنِ شَمِرٍ، عَنْ جَابِرٍ هُوَ الْجُعْفِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ ابْنَ آدَمَ لَفِي غَفْلَةٍ مِمَّا خُلِقَ لَهُ، إِنَّ اللَّهَ إِذَا أَرَادَ خَلْقَهُ قَالَ لِلْمَلَكِ: أُكْتُبْ رِزْقَهُ، أُكْتُبْ أَجَلَهُ، أُكْتُبْ أثره، أُكْتُبْ شَقِيًّا أَوْ سَعِيدًا، ثُمَّ يَرْتَفِعُ ذَلِكَ الْمَلَكُ وَيَبْعَثُ اللَّهُ إِلَيْهِ مَلَكًا فَيَحْفَظُهُ حَتَّى يُدْرَكَ، ثُمَّ يَرْتَفِعُ ذَلِكَ الْمَلَكُ ثُمَّ يُوَكِّلُ الله به ملكين يكتبان حسناته وسيئاته، فإذا حَضَرَهُ الْمَوْتُ ارْتَفَعَ ذَلِكَ الْمَلَكَانِ، وَجَاءَهُ مَلَكُ الْمَوْتِ فَقَبَضَ رُوحَهُ، فَإِذَا دَخَلَ قَبْرَهُ رَدَّ الرُّوحَ فِي جَسَدِهِ، ثُمَّ ارْتَفَعَ مَلَكُ الْمَوْتِ وَجَاءَهُ مَلَكَا الْقَبْرِ فَامْتَحَنَاهُ ثُمَّ يَرْتَفِعَانِ، فَإِذَا قَامَتِ السَّاعَةُ انْحَطَّ عَلَيْهِ مَلَكُ الْحَسَنَاتِ وَمَلَكُ السَّيِّئَاتِ فَانْتَشَطَا كِتَابًا مَعْقُودًا فِي عُنُقِهِ، ثُمَّ حَضَرَا مَعَهُ: وَاحِدٌ سَائِقًا وَآخَرُ شَهِيدًا ثُمَّ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ قَالَ: «حَالًا بَعْدَ حَالٍ» ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ قدامكم لأمرا عَظِيمًا لَا تَقْدِرُونَهُ فَاسْتَعِينُوا بِاللَّهِ الْعَظِيمِ» هَذَا حديث منكر «٥».
(١) الدر ٨/ ٤٥٨- ٤٥٩.
(٢) ابن كثير ٨/ ٣٧٩
(٣) ابن كثير ٣٨٠
(٤) الدر ٨/ ٣٦٠
(٥) ابن كثير ٨/ ٣٨٢ وقال: حديث منكر ولكن معناه صحيح. [.....]
سورة الإنشقاق
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (الانشقاق) من السُّوَر المكية، نزلت بعد سورة (الانفطار)، وقد افتُتحت ببيان ما يسبق يومَ القيامة من أهوالٍ، وجاءت على ذكرِ أحوال الناس عند لقاء الله، وفي جزائهم وتقسيمهم إلى صِنْفَينِ: صنفٍ آمن بهذا اليوم فهو من أهل الجنان، وصنفٍ كذَّب به فهو من أهل النيران.

ترتيبها المصحفي
84
نوعها
مكية
ألفاظها
109
ترتيب نزولها
83
العد المدني الأول
25
العد المدني الأخير
25
العد البصري
23
العد الكوفي
25
العد الشامي
23

* سورة (الانشقاق):

سُمِّيت سورة (الانشقاق) بهذا الاسم؛ لافتتاحها بقوله تعالى: {إِذَا اْلسَّمَآءُ اْنشَقَّتْ} [الانشقاق: 1].

* سورة (الانشقاق) من السُّوَر التي وصفت أحداثَ يوم القيامة بدقة؛ لذا كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يدعو الصحابةَ إلى قراءتها:

عن عبدِ اللهِ بن عُمَرَ رضي الله عنهما، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَن سَرَّه أن ينظُرَ إلى يومِ القيامةِ كأنَّه رأيَ عينٍ، فَلْيَقرأْ: {إِذَا اْلشَّمْسُ كُوِّرَتْ}، و{إِذَا اْلسَّمَآءُ اْنفَطَرَتْ}، و{إِذَا اْلسَّمَآءُ اْنشَقَّتْ}». أخرجه الترمذي (٣٣٣٣).

1. من أهوال يوم القيامة (١-٥).

2. أحوال الإنسان عند لقاء ربه (٧-١٥).

3. أحوال الإنسان في هذه الحياة (١٦-٢٥).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (9 /75).

إثباتُ هولِ يوم القيامة، وما يسبقه من أحداث، وتنعيمُ اللهِ أولياءَه يوم الحساب؛ لأنَّهم صدَّقوا بهذا اليوم وآمَنوا به، وعقاب الله لمن كفَر بهذا اليوم؛ لأنهم كانوا لا يُقِرُّون بالبعث والعَرْضِ على الملك الذي أوجَدهم وربَّاهم؛ كما يَعرِض الملوك عبيدَهم، ويحكُمون بينهم؛ فينقسمون إلى أهل ثواب، وأهل عقاب، واسمها (الانشقاق) دالٌّ على ذلك.

ينظر: "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور" للبقاعي (3 /172).