تفسير سورة الواقعة

تفسير القرآن

تفسير سورة سورة الواقعة من كتاب تفسير القرآن
لمؤلفه الصنعاني . المتوفي سنة 211 هـ
سورة الواقعة

بسم الله الرحمن الرحيم

سلمة بن شبيب قال : أنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ إذا وقعت الواقعة ﴾ قال : نزلت
﴿ ليس لوقعتها كاذبة ﴾ قال : مثنوية١.
١ معنى مثنوية: أي تثنية أو رجعة..
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ خافضة رافعة ﴾ قال : أسمعت القريب والبعيد حتى خفضت أقواما في عذاب الله ورفعت أقواما في كرامة الله.
عبد الرزاق عن معمر في قوله :﴿ إذا رجت الأرض رجا ﴾ قال : زلزلت زلزالا.
عبد الرزاق قال : أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ وبست الجبال بسا ﴾ قال : نسفت نسفا.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ هباء منبثا ﴾ قال : الهباء ما تذرو الريح من حطام هذا الشجر. عبد الرزاق عن الثوري عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي قال : المنبث قال : هو آثار الدواب.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة ﴿ وكنتم أزوجا ثلاثة ﴾ قال : منازل الناس يوم القيامة.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة ﴿ على سرر موضونة ﴾ قال : مرملة مشبكة١.
١ معنى مرملة: بمعنى مشبكة أو منسوجة..
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله :﴿ بأكواب ﴾ قال : الكوب الذي دون الإبريق ليس له عروة.
عبد الرزاق عن الثوري عن الأعمش عن عثمان بن قيس عن زاذان عن علي قال :﴿ أصحاب اليمين ﴾ أطفال المسلمين.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة ﴿ في سدر مخضود ﴾ قال : كثير الحمل ليس له شوك.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ طلح منضود ﴾ قال : هو الموز.
عبد الرزاق عن الثوري عن [ المعتمر ]١ التيمي عن أبي سعيد الرقاشي عن ابن عباس في قوله :﴿ طلح منضود ﴾ قال : هو الموز.
عبد الرزاق عن الثوري عن محمد بن السايب عن الحسن عن سعد عن أبيه عن علي قال : هو الموز.
١ ما بين المعكوفتين من الطبري وهي مطموسة في (ق) والرواية غير موجودة في (م)..
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ ظل ممدود ﴾ عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها " ١. عبد الرزاق عن معمر قال : أخبرني محمد بن زياد قال : سمعت أبا هريرة يقوله عن النبي صلى الله عليه وسلم واقرأ إن شئتم ﴿ وظل ممدود ﴾٢.
١ رواه البخاري في بدء الخلق ج ٤ ص ٨٧ ومسلم في صفة الجنة ج ٨ ص ١٤٤.
والترمذي في صفة الجنة ج ٤ ص ٧٩ والدارمي في الرقاق ج ٢ ص ٣٣٨..

٢ انظر الهامش السابق..
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ إنا أنشأناهن إنشاء ﴾ قال : خلقناهن خلقا.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ فجعلناهن أبكارا عربا ﴾ قال : عشاقا لأزواجهن ﴿ أترابا ﴾ قال : سنا واحدا.
عبد الرزاق عن سفيان عن ابن أبي نجيح١ عن مجاهد في قوله :﴿ عربا أترابا ﴾ قال : الغلمة.
١ في (م) أبي يعيم..
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة أنه بلغه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " أترضون أن تكونوا ربع أهل الجنة ؟ قالوا : نعم، قال : أترضون أن تكونوا ثلث أهل الجنة ؟ قالوا : نعم، قال : والذي نفسي بيده إني لأرجو أن تكونوا شطر أهل الجنة " ثم تلا قتادة :﴿ ثلة من الأولين وثلة من الآخرين ﴾١.
عبد الرزاق عن معمر عن بديل العقيلي٢ عن عبد الله بن شقيق عن كعب، قال أهل الجنة عشرون ومائة صف، ثمانون صفا منها من هذه الأمة. عبد الرزاق عن معمر عن قتادة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" خيرني ربي بين أن تكون أمتي نصف أهل الجنة أو الشفاعة فاخترت الشفاعة٣.
١ رواه البخاري في الرقاق ج ٧ ص ١٩٥ ومسلم في الإيمان ج ١ ص ١٣٩ والترمذي في صفة الجنة ج ٤ ص ٨٩..
٢ في (م) العقبي..
٣ رواه الترمذي في صفة القيامة ج ٤ ص ٤٧ وأحمد ج ٢ ص ٧٥ ج ٤ ص ٤٠٤..
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٣٩:عبد الرزاق عن معمر عن قتادة أنه بلغه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" أترضون أن تكونوا ربع أهل الجنة ؟ قالوا : نعم، قال : أترضون أن تكونوا ثلث أهل الجنة ؟ قالوا : نعم، قال : والذي نفسي بيده إني لأرجو أن تكونوا شطر أهل الجنة " ثم تلا قتادة :﴿ ثلة من الأولين وثلة من الآخرين ﴾١.
عبد الرزاق عن معمر عن بديل العقيلي٢ عن عبد الله بن شقيق عن كعب، قال أهل الجنة عشرون ومائة صف، ثمانون صفا منها من هذه الأمة. عبد الرزاق عن معمر عن قتادة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" خيرني ربي بين أن تكون أمتي نصف أهل الجنة أو الشفاعة فاخترت الشفاعة٣.
١ رواه البخاري في الرقاق ج ٧ ص ١٩٥ ومسلم في الإيمان ج ١ ص ١٣٩ والترمذي في صفة الجنة ج ٤ ص ٨٩..
٢ في (م) العقبي..
٣ رواه الترمذي في صفة القيامة ج ٤ ص ٤٧ وأحمد ج ٢ ص ٧٥ ج ٤ ص ٤٠٤..

عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ وظل من يحموم ﴾ قال : من دخان.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة ﴿ على الحنث العظيم ﴾ قال : على الذنب العظيم.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله :﴿ شرب الهيم ﴾ قال : الإبل العطاش.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله :﴿ علمتم النشأة الأولى ﴾ قال : هو خلق آدم.
عبد الرزاق عن معمر قال : سمعت رجلا يحدث قتادة عن يزيد الرقاشي قال : قال الله للروح : ادخل في الجسد، قال : يا رب ضيق ولست أستطيع أن أعصيك، قال فادخل كرها واخرج كرها.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ فظلتم تفكهون ﴾ قال : تفكهون شبه التندم. وقال : مجاهد تفكهون تعجّبون.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ إنا لمغرمون بل نحن محرومون ﴾ قال : أي محارفون١. قال عبد الرزاق : قال معمر عن رجل عن مجاهد في قوله تعالى :﴿ إنا لمغرمون ﴾ أي لمولع بنا.
١ معنى محارفون: المحارف منقوص الحظ لا ينمى له مال. ورجل محارف أي محدود محروم وهو ضد المبارك. انظر لسان العرب ج ٩ ص ٤٣..
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ متاعا للمقوين ﴾ قال : للمسافرين.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله :﴿ فلا أقسم بمواقع النجوم ﴾ قال : منازل النجوم. قال معمر : وقال الكلبي : هو القرآن كان ينزل نجوما.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ لا يمسه إلا المطهرون ﴾ [ قال : لا يمسه عند الله إلا المتطهرون ] ١ فأما في الدنيا فإنه يمسه المجوسي النجس والمنافق الرجس. عبد الرزاق عن معمر عن عبد الله ومحمد ابني أبي بكر بن حزم عن أبيهما أن النبي صلى الله عليه وسلم كتب كتابا فيه :" ولا يمس القرآن إلا طاهر " ٢.
١ ما بين المعكوفتين سقط من (م)..
٢ أخرجه ابن مردويه. انظر الدر ج ٦ ص ١٦٢. وأخرجه في كتاب القرآن ج ١ ص ١٩٩..
عبد الرزاق عن معمر عن عطاء الخراساني في قوله :﴿ وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون ﴾ قال : كان ناس يتطيرون فيقولون مطرنا بنوء كذا مطرنا بنوء كذا. عبد الرزاق عن معمر عن الحسن قال : خسر عبد لا يكون حظه من كتاب الله إلا التكذيب بنبيه صلى الله عليه وسلم. عبد الرزاق عن ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن عتاب بن حنين عن أبي سعيد الخدري قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم :" لو أمسك الله المطر عن الناس سبع سنين ثم أرسله أصبحت طائفة كافرين، قالوا هذا بنوء المجدح١ يعني الدبران " ٢. عبد الرزاق عن ابن عيينة عن عمرو بن دينار قال : كان ابن عباس يقول في الأنواء يعني في قوله ﴿ وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون ﴾. عبد الرزاق عن ابن عيينة قال سمعت رجلا من أهل الكوفة كان يقرؤها وتجعلون شكركم أنكم تكذبون.
١ في (ق) (المجدح) وفي (م) المجدع. وفي الدر (الذبح) يعني الدبران ولم ترد الرواية في الطبري.
والدبران: نجم بين الثريا والجوزاء، وسمي بالدبران لأنه يدبر الثريا أي يتبعها. انظر لسان العرب ج ٤ ص ٢٧١..

٢ روى البخاري ما في معنى الحديث في الاستسقاء ج ٢ ص ٢٣ ولم يذكر اسم الكوكب.
وروى مسلم في الإيمان قريبا منه من غير ذكر اسم الكوكب ج ١ ص ٥٩.
وأبو داود في الطب ج ٥ ص ٣٧٢ مثل رواية الشيخين.
وأخرجه الدارمي في الرقاق ج ٢ ص ٣١٤ وذكر عشر سنين بدل سبع..

سورة الواقعة
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (الواقعة) من السُّوَر المكية، نزلت بعد سورة (طه)، وقد جاءت بتذكيرِ الناس بوقوع يوم القيامة؛ للدَّلالة على عظمة الله عز وجل، وترهيبًا لهم من مخالفة أوامره، ودعوةً لهم إلى اتباع الدِّين الحق وتركِ الباطل، وخُتمت السورة الكريمة بتعظيمِ القرآن، وصدقِ أخباره وما جاء به، وقد أُثر عن النبي صلى الله عليه وسلم قراءتُه لها في صلاة الفجر.

ترتيبها المصحفي
56
نوعها
مكية
ألفاظها
380
ترتيب نزولها
46
العد المدني الأول
99
العد المدني الأخير
99
العد البصري
97
العد الكوفي
96
العد الشامي
99

* قوله تعالى: {فَلَآ أُقْسِمُ بِمَوَٰقِعِ اْلنُّجُومِ ٧٥ وَإِنَّهُۥ لَقَسَمٞ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ ٧٦ إِنَّهُۥ لَقُرْءَانٞ كَرِيمٞ ٧٧ فِي كِتَٰبٖ مَّكْنُونٖ ٧٨ لَّا يَمَسُّهُۥٓ إِلَّا اْلْمُطَهَّرُونَ ٧٩ تَنزِيلٞ مِّن رَّبِّ اْلْعَٰلَمِينَ ٨٠ أَفَبِهَٰذَا اْلْحَدِيثِ أَنتُم مُّدْهِنُونَ ٨١ وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ} [الواقعة: 75-82]:

عن عبدِ اللهِ بن عباسٍ رضي الله عنهما، قال: «مُطِرَ الناسُ على عهدِ النبيِّ ﷺ، فقال النبيُّ ﷺ: «أصبَحَ مِن الناسِ شاكرٌ، ومنهم كافرٌ، قالوا: هذه رحمةُ اللهِ، وقال بعضُهم: لقد صدَقَ نَوْءُ كذا وكذا»، قال: فنزَلتْ هذه الآيةُ: {فَلَآ أُقْسِمُ بِمَوَٰقِعِ اْلنُّجُومِ} [الواقعة: 75]، حتى بلَغَ: {وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ} [الواقعة: 82]». أخرجه مسلم (٧٣).

* سورة (الواقعة):

سُمِّيت هذه السورة بـ(الواقعة)؛ لافتتاحِها بهذا اللفظ، ولتسميةِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم لها بذلك:

عن أبي بكرٍ الصِّدِّيقِ رضي الله عنه، قال: «سألتُ رسولَ اللهِ ﷺ: ما شيَّبَكَ؟ قال: «سورةُ هودٍ، والواقعةِ، و{عَمَّ يَتَسَآءَلُونَ}، و{إِذَا اْلشَّمْسُ كُوِّرَتْ}»». أخرجه الترمذي (٣٢٩٧).

و(الواقعةُ): اسمٌ من أسماءِ يوم القيامة.

* سورة (الواقعة) من السُّوَر التي شيَّبتْ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم:

عن أبي بكرٍ الصِّدِّيقِ رضي الله عنه، قال: «سألتُ رسولَ اللهِ ﷺ: ما شيَّبَكَ؟ قال: «سورةُ هودٍ، والواقعةِ، و{عَمَّ يَتَسَآءَلُونَ}، و{إِذَا اْلشَّمْسُ كُوِّرَتْ}»». أخرجه الترمذي (٣٢٩٧).

* أُثِر عن النبي صلى الله عليه وسلم قراءتُه لسورة (الواقعة) في صلاة الفجر:

عن جابرِ بن سَمُرةَ رضي الله عنه، قال: «كان رسولُ اللهِ ﷺ يُصلِّي الصَّلواتِ كنَحْوٍ مِن صلاتِكم التي تُصَلُّون اليومَ، ولكنَّه كان يُخفِّفُ، كانت صَلاتُه أخَفَّ مِن صَلاتِكم، وكان يَقرأُ في الفجرِ الواقعةَ، ونحوَها مِن السُّوَرِ». أخرجه أحمد (٢٠٩٩٥).

1. تحقيق القيامة (١-٥٦).

2. دلائلُ البعث والجزاء (٥٧-٧٤).

3. تعظيم القرآن، وصدقُ أخباره (٧٥-٩٦).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (7 /598).

مقصدُ سورة (الواقعة) هو التذكيرُ بوقوع يوم القيامة وهَوْلِه، ووصفُ ما يحدُثُ به؛ لتخويف الناس وترهيبهم من معصية الله عز وجل ومخالفة أمره، وفي ذلك دعوةٌ لهم للرجوع إلى الحق، والاستجابة لأمر الله.

ويُبيِّن ابن عاشور محورَها فيقول: «هو التذكيرُ بيوم القيامة، وتحقيق وقوعه.

ووصفُ ما يَعرِض لهذا العالَمِ الأرضي عند ساعة القيامة.

ثم صفة أهل الجنة وبعض نعيمهم.

وصفة أهل النار وما هم فيه من العذاب، وأن ذلك لتكذيبهم بالبعث.

وإثبات الحشر والجزاء.

والاستدلال على إمكان الخَلْق الثاني بما أبدعه الله من الموجودات بعد أن لم تكن.

والاستدلال بدلائل قدرة الله تعالى.

والاستدلال بنزعِ الله الأرواحَ من الأجساد والناس كارهون لا يستطيع أحدٌ مَنْعَها من الخروج، على أن الذي قدَرَ على نزعها بدون مُدافعٍ قادرٌ على إرجاعها متى أراد على أن يُمِيتَهم.

وتأكيد أن القرآن منزلٌ من عند الله، وأنه نعمةٌ أنعم الله بها عليهم فلم يشكروها، وكذَّبوا بما فيه». "التحرير والتنوير" لابن عاشور (27 /280).