تفسير سورة الواقعة

الموسوعة القرآنية

تفسير سورة سورة الواقعة من كتاب الموسوعة القرآنية المعروف بـالموسوعة القرآنية.
لمؤلفه إبراهيم الإبياري . المتوفي سنة 1414 هـ

٥٦ سورة الواقعة

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

[سورة الواقعة (٥٦) : الآيات ١ الى ٨]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

إِذا وَقَعَتِ الْواقِعَةُ (١) لَيْسَ لِوَقْعَتِها كاذِبَةٌ (٢) خافِضَةٌ رافِعَةٌ (٣) إِذا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا (٤)
وَبُسَّتِ الْجِبالُ بَسًّا (٥) فَكانَتْ هَباءً مُنْبَثًّا (٦) وَكُنْتُمْ أَزْواجاً ثَلاثَةً (٧) فَأَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ ما أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ (٨)
١- إِذا وَقَعَتِ الْواقِعَةُ:
إِذا وَقَعَتِ إذا حلت.
الْواقِعَةُ القيامة.
٢- لَيْسَ لِوَقْعَتِها كاذِبَةٌ:
كاذِبَةٌ نفس مكذبة بوقوعها.
٣- خافِضَةٌ رافِعَةٌ:
خافِضَةٌ للأشقياء.
رافِعَةٌ للسعداء.
٤- إِذا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا:
إِذا رُجَّتِ إذا زلزلت واضطربت.
٥- وَبُسَّتِ الْجِبالُ بَسًّا:
وَبُسَّتِ فتتت.
٦- فَكانَتْ هَباءً مُنْبَثًّا:
هَباءً غبارا.
مُنْبَثًّا متطايرا.
٧- وَكُنْتُمْ أَزْواجاً ثَلاثَةً:
أَزْواجاً أصنافا.
٨- فَأَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ ما أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ:
فَأَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ الذين يؤخذ بهم ذات اليمين إلى الجنة.
ما أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ ما أعظم مكانتهم.
[سورة الواقعة (٥٦) : آية ٩]
وَأَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ ما أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ (٩)
٩- وَأَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ ما أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ:
وَأَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ الذين يؤخذ بهم ذات الشمال إلى النار.
ما أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ ما أسوأ حالهم.
[سورة الواقعة (٥٦) : الآيات ١٠ الى ١٦]
وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (١٠) أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ (١١) فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (١٢) ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (١٣) وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ (١٤)
عَلى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ (١٥) مُتَّكِئِينَ عَلَيْها مُتَقابِلِينَ (١٦)
١٠- وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ:
وَالسَّابِقُونَ إلى الخيرات فى الدنيا.
السَّابِقُونَ هم السابقون إلى الدرجات فى الآخرة.
١١- أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ:
الْمُقَرَّبُونَ عند الله.
١٢- فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ:
فِي جَنَّاتِ ويدخلهم ربهم فى جنات.
١٣- ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ:
ثُلَّةٌ جماعة كثيرة، يعنى هؤلاء المقربين.
مِنَ الْأَوَّلِينَ من الأمم السابقة.
١٤- وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ:
مِنَ الْآخِرِينَ من أمة محمد صلّى الله عليه وسلم، إذا قيست بهم.
١٥- عَلى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ:
مَوْضُونَةٍ مرصعة بالجواهر.
١٦- مُتَّكِئِينَ عَلَيْها مُتَقابِلِينَ:
عَلَيْها على السرر.
مُتَقابِلِينَ غير متدابرين أنسا.

[سورة الواقعة (٥٦) : الآيات ١٧ الى ٢٥]

يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدانٌ مُخَلَّدُونَ (١٧) بِأَكْوابٍ وَأَبارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ (١٨) لا يُصَدَّعُونَ عَنْها وَلا يُنْزِفُونَ (١٩) وَفاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ (٢٠) وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ (٢١)
وَحُورٌ عِينٌ (٢٢) كَأَمْثالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ (٢٣) جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ (٢٤) لا يَسْمَعُونَ فِيها لَغْواً وَلا تَأْثِيماً (٢٥)
١٧- يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدانٌ مُخَلَّدُونَ:
يَطُوفُ عَلَيْهِمْ يدور عليهم يخدمونهم.
مُخَلَّدُونَ لا ينقطعون عن خدمتهم.
١٨- بِأَكْوابٍ وَأَبارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ:
مِنْ مَعِينٍ من خمر جارية.
١٩- لا يُصَدَّعُونَ عَنْها وَلا يُنْزِفُونَ:
لا يُصَدَّعُونَ عَنْها لا يصيبهم بشربها صداع يصرفهم عنها.
وَلا يُنْزِفُونَ ولا تذهب عقولهم.
٢٠- وَفاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ:
مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ من أي نوع يختارونه.
٢١- وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ:
مِمَّا يَشْتَهُونَ مما ترغب فيه نفوسهم.
٢٢- وَحُورٌ عِينٌ:
ونساء ذوات عيون نجلاء.
٢٣- كَأَمْثالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ:
الْمَكْنُونِ المصون فى أصدافه.
٢٤- جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ:
بِما كانُوا يَعْمَلُونَ من الصالحات فى الدنيا.
٢٥- لا يَسْمَعُونَ فِيها لَغْواً وَلا تَأْثِيماً:
فِيها فى الجنة.
لَغْواً كلاما لا ينفع.
وَلا تَأْثِيماً ولا حديثا يأثم سامعه.
[سورة الواقعة (٥٦) : الآيات ٢٦ الى ٣٤]
إِلاَّ قِيلاً سَلاماً سَلاماً (٢٦) وَأَصْحابُ الْيَمِينِ ما أَصْحابُ الْيَمِينِ (٢٧) فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ (٢٨) وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ (٢٩) وَظِلٍّ مَمْدُودٍ (٣٠)
وَماءٍ مَسْكُوبٍ (٣١) وَفاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ (٣٢) لا مَقْطُوعَةٍ وَلا مَمْنُوعَةٍ (٣٣) وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ (٣٤)
٢٦- إِلَّا قِيلًا سَلاماً سَلاماً:
إِلَّا قِيلًا إلا قول بعضهم لبعض.
سَلاماً نسلم سلاما.
٢٧- وَأَصْحابُ الْيَمِينِ ما أَصْحابُ الْيَمِينِ:
ما أَصْحابُ الْيَمِينِ لا يعلم أحد ما جزاء أصحاب اليمين.
٢٨- فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ:
فِي سِدْرٍ فى ظل شجر من النبق.
مَخْضُودٍ قد ذهب شوكه.
٢٩- وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ:
وَطَلْحٍ وشجر من الموز.
مَنْضُودٍ قد تراكب ثمره.
٣٠- وَظِلٍّ مَمْدُودٍ:
مَمْدُودٍ منبسط.
٣١- وَماءٍ مَسْكُوبٍ:
مَسْكُوبٍ فى آنيتهم.
٣٢- وَفاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ:
كَثِيرَةٍ الأنواع والأصناف.
٣٣- لا مَقْطُوعَةٍ وَلا مَمْنُوعَةٍ:
لا مَقْطُوعَةٍ فى وقت من الأوقات.
وَلا مَمْنُوعَةٍ عمن يريدها.
٣٤- وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ:
مَرْفُوعَةٍ عالية.
[سورة الواقعة (٥٦) : الآيات ٣٥ الى ٤٢]
إِنَّا أَنْشَأْناهُنَّ إِنْشاءً (٣٥) فَجَعَلْناهُنَّ أَبْكاراً (٣٦) عُرُباً أَتْراباً (٣٧) لِأَصْحابِ الْيَمِينِ (٣٨) ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (٣٩)
وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ (٤٠) وَأَصْحابُ الشِّمالِ ما أَصْحابُ الشِّمالِ (٤١) فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ (٤٢)
٣٥- إِنَّا أَنْشَأْناهُنَّ إِنْشاءً:
أَنْشَأْناهُنَّ أي الحور العين، أي ابتدأنا خلقهن.
٣٦- فَجَعَلْناهُنَّ أَبْكاراً:
فَجَعَلْناهُنَّ فخلقناهن.
٣٧- عُرُباً أَتْراباً:
عُرُباً محببات إلى أزواجهن.
أَتْراباً متقاربات فى السن.
٣٨- لِأَصْحابِ الْيَمِينِ:
مهيئات لنعيم أصحاب اليمين.
٣٩- ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ:
ثُلَّةٌ جماعة.
مِنَ الْأَوَّلِينَ من الأمم السابقة.
٤٠- وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ:
مِنَ الْآخِرِينَ من أمة محمد صلّى الله عليه وسلم.
٤١- وَأَصْحابُ الشِّمالِ ما أَصْحابُ الشِّمالِ:
ما أَصْحابُ الشِّمالِ لا يدرى أحد ما فيه أصحاب الشمال من عذاب.
٤٢- فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ:
فِي سَمُومٍ تحيط بهم ريح حارة.
وَحَمِيمٍ وشرابهم ماء بلغ الغاية من الحرارة.

[سورة الواقعة (٥٦) : الآيات ٤٣ الى ٥٠]

وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ (٤٣) لا بارِدٍ وَلا كَرِيمٍ (٤٤) إِنَّهُمْ كانُوا قَبْلَ ذلِكَ مُتْرَفِينَ (٤٥) وَكانُوا يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنْثِ الْعَظِيمِ (٤٦) وَكانُوا يَقُولُونَ أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً وَعِظاماً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ (٤٧)
أَوَآباؤُنَا الْأَوَّلُونَ (٤٨) قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ (٤٩) لَمَجْمُوعُونَ إِلى مِيقاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ (٥٠)
٤٣- وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ:
يَحْمُومٍ دخان حار شديد السواد.
٤٤- لا بارِدٍ وَلا كَرِيمٍ:
لا بارِدٍ يخفف حرارة الجو.
وَلا كَرِيمٍ ولا طيب إذا استنشقوه.
٤٥- إِنَّهُمْ كانُوا قَبْلَ ذلِكَ مُتْرَفِينَ:
قَبْلَ ذلِكَ قبل هذا العذاب.
مُتْرَفِينَ مسرفين فى الاستمتاع بنعيم الدنيا.
٤٦- وَكانُوا يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنْثِ الْعَظِيمِ:
يُصِرُّونَ يصممون.
عَلَى الْحِنْثِ الْعَظِيمِ على الذنب العظيم الجرم.
٤٧- وَكانُوا يَقُولُونَ أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً وَعِظاماً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ:
وَكانُوا يَقُولُونَ منكرين للإعادة.
أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ عائدون إلى الحياة بعد أن نموت.
٤٨- أَوَآباؤُنَا الْأَوَّلُونَ:
الْأَوَّلُونَ الأقدمون، أي أنبعث نحن وآباؤنا الذين سبقونا وصاروا ترابا.
٤٩- قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ:
إِنَّ الْأَوَّلِينَ من الأمم.
وَالْآخِرِينَ الذين أنتم من جملتهم.
٥٠- لَمَجْمُوعُونَ إِلى مِيقاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ:
إِلى مِيقاتِ الى وقت.
يَوْمٍ مَعْلُومٍ يوم معين لا يتجاوزونه.
[سورة الواقعة (٥٦) : الآيات ٥١ الى ٥٨]
ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ (٥١) لَآكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ (٥٢) فَمالِؤُنَ مِنْهَا الْبُطُونَ (٥٣) فَشارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ (٥٤) فَشارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ (٥٥)
هذا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ (٥٦) نَحْنُ خَلَقْناكُمْ فَلَوْلا تُصَدِّقُونَ (٥٧) أَفَرَأَيْتُمْ ما تُمْنُونَ (٥٨)
٥١- ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ:
الضَّالُّونَ الجائرون عن طريق الهدى.
الْمُكَذِّبُونَ بالبعث.
٥٢- لَآكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ:
مِنْ زَقُّومٍ هو الزقوم، وهو شجر كريه المنظر كريه الطعم.
٥٣- فَمالِؤُنَ مِنْهَا الْبُطُونَ:
مِنْهَا من هذا الشجر.
٥٤- فَشارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ:
مِنَ الْحَمِيمِ من ماء متناه فى الحرارة.
٥٥- فَشارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ:
الْهِيمِ الإبل العطاش.
٥٦- هذا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ:
هذا الذي ذكر من ألوان العذاب.
نُزُلُهُمْ قراهم.
يَوْمَ الدِّينِ يوم الجزاء.
٥٧- نَحْنُ خَلَقْناكُمْ فَلَوْلا تُصَدِّقُونَ:
نَحْنُ خَلَقْناكُمْ من عدم.
فَلَوْلا فهلا.
تُصَدِّقُونَ تقرون بقدرتنا على إعادتكم بالبعث.
٥٨- أَفَرَأَيْتُمْ ما تُمْنُونَ:
ما تُمْنُونَ ما تقذفونه فى الأرحام من النطف.

[سورة الواقعة (٥٦) : الآيات ٥٩ الى ٦٥]

أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخالِقُونَ (٥٩) نَحْنُ قَدَّرْنا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَما نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ (٦٠) عَلى أَنْ نُبَدِّلَ أَمْثالَكُمْ وَنُنْشِئَكُمْ فِي ما لا تَعْلَمُونَ (٦١) وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولى فَلَوْلا تَذَكَّرُونَ (٦٢) أَفَرَأَيْتُمْ ما تَحْرُثُونَ (٦٣)
أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ (٦٤) لَوْ نَشاءُ لَجَعَلْناهُ حُطاماً فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ (٦٥)
٥٩- أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخالِقُونَ:
أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أأنتم تقدرونه وتتعهدونه فى أطواره حتى يصير بشرا.
أَمْ نَحْنُ الْخالِقُونَ أم نحن المقدرون له.
٦٠- نَحْنُ قَدَّرْنا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَما نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ:
نَحْنُ قَدَّرْنا نحن قضينا.
بِمَسْبُوقِينَ بمغلوبين.
٦١- عَلى أَنْ نُبَدِّلَ أَمْثالَكُمْ وَنُنْشِئَكُمْ فِي ما لا تَعْلَمُونَ
أَمْثالَكُمْ
صوركم بغيرها.
فِي ما لا تَعْلَمُونَ
فى خلق وصور لا تعهدونها.
٦٢- وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولى فَلَوْلا تَذَكَّرُونَ:
وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ ولقد أيقنتم.
النَّشْأَةَ الْأُولى أن الله أنشأكم النشأة الأولى.
فَلَوْلا فهلا.
تَذَكَّرُونَ تتذكرون أن من قدر عليها فهو على النشأة الأخرى أقدر.
٦٣- أَفَرَأَيْتُمْ ما تَحْرُثُونَ:
ما تَحْرُثُونَ ما تبذرونه من الحب فى الأرض.
٦٤- أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ:
أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ تنبتونه.
الزَّارِعُونَ المنبتون.
٦٥- لَوْ نَشاءُ لَجَعَلْناهُ حُطاماً فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ:
لَجَعَلْناهُ لصيرناه، أي النبات.
حُطاماً هشيما منكسرا قبل أن يبلغ نضجه.
فَظَلْتُمْ فبقيتم.
تَفَكَّهُونَ تتعجبون من سوء ما أصابهم به.
[سورة الواقعة (٥٦) : الآيات ٦٦ الى ٧٣]
إِنَّا لَمُغْرَمُونَ (٦٦) بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ (٦٧) أَفَرَأَيْتُمُ الْماءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ (٦٨) أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ (٦٩) لَوْ نَشاءُ جَعَلْناهُ أُجاجاً فَلَوْلا تَشْكُرُونَ (٧٠)
أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ (٧١) أَأَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَها أَمْ نَحْنُ الْمُنْشِؤُنَ (٧٢) نَحْنُ جَعَلْناها تَذْكِرَةً وَمَتاعاً لِلْمُقْوِينَ (٧٣)
٦٦- إِنَّا لَمُغْرَمُونَ:
أي إنا لملزمون الغرم بعد جهدنا فيه.
٦٧- بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ:
مَحْرُومُونَ سيئو الحظ محرومون من الرزق.
٦٨- أَفَرَأَيْتُمُ الْماءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ:
الْماءَ العذب.
الَّذِي تَشْرَبُونَ منه.
٦٩- أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ:
مِنَ الْمُزْنِ من السحاب.
٧٠- لَوْ نَشاءُ جَعَلْناهُ أُجاجاً فَلَوْلا تَشْكُرُونَ:
أُجاجاً مالحا لا يساغ.
فَلَوْلا فهلا.
تَشْكُرُونَ أن جعله عذبا سائغا.
٧١- أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ:
تُورُونَ توقدون.
٧٢- أَأَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَها أَمْ نَحْنُ الْمُنْشِؤُنَ:
الْمُنْشِؤُنَ لها.
٧٣- نَحْنُ جَعَلْناها تَذْكِرَةً وَمَتاعاً لِلْمُقْوِينَ:
جَعَلْناها أي هذه النار.
تَذْكِرَةً تذكيرا لنار جهنم.
وَمَتاعاً ومنفعة.
لِلْمُقْوِينَ للنازلين بالقفر.
[سورة الواقعة (٥٦) : الآيات ٧٤ الى ٨١]
فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (٧٤) فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ (٧٥) وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ (٧٦) إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ (٧٧) فِي كِتابٍ مَكْنُونٍ (٧٨)
لا يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ (٧٩) تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ (٨٠) أَفَبِهذَا الْحَدِيثِ أَنْتُمْ مُدْهِنُونَ (٨١)
٧٤- فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ:
فَسَبِّحْ فدم على التسبيح.
بِاسْمِ رَبِّكَ بذكر اسم ربك.
٧٥- فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ:
فَلا أُقْسِمُ فأقسم، فَلا صلة.
بِمَواقِعِ النُّجُومِ بمساقط النجوم عند غروبها آخر الليل.
٧٦- وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ:
لَوْ تَعْلَمُونَ لو تفكرون فى مدلوله.
عَظِيمٌ الخطر بعيد الأثر.
٧٧- إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ:
كَرِيمٌ كثير المنافع.
٧٨- فِي كِتابٍ مَكْنُونٍ:
فِي كِتابٍ فى اللوح المحفوظ.
مَكْنُونٍ مصون.
٧٩- لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ:
لا يَمَسُّهُ أي القرآن.
إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ من الأدناس والأحداث.
٨٠- تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ:
رَبِّ الْعالَمِينَ رب الخلق.
٨١- أَفَبِهذَا الْحَدِيثِ أَنْتُمْ مُدْهِنُونَ:
أَفَبِهذَا الْحَدِيثِ أي القرآن العظيم.
مُدْهِنُونَ متهاونون.
[سورة الواقعة (٥٦) : الآيات ٨٢ الى ٨٨]
وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ (٨٢) فَلَوْلا إِذا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ (٨٣) وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ (٨٤) وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلكِنْ لا تُبْصِرُونَ (٨٥) فَلَوْلا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ (٨٦)
تَرْجِعُونَها إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (٨٧) فَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ (٨٨)
٨٢- وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ:
وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ بدل شكر رزقكم.
أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ تكذبونه.
٨٣- فَلَوْلا إِذا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ:
فَلَوْلا فهلا.
إِذا بَلَغَتِ روح أحدكم عند الموت.
الْحُلْقُومَ مجرى النفس.
٨٤- وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ:
حِينَئِذٍ حين بلغت الروح الحلقوم حول المحتضر.
تَنْظُرُونَ إليه.
٨٥- وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلكِنْ لا تُبْصِرُونَ:
إِلَيْهِ مِنْكُمْ إلى المحتضر وأعلم بحاله منكم.
وَلكِنْ لا تُبْصِرُونَ لا تدركون ذلك ولا تحسونه.
٨٦- فَلَوْلا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ:
فَلَوْلا فهلا.
غَيْرَ مَدِينِينَ غير خاضعين لربوبيتنا.
٨٧- تَرْجِعُونَها إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ:
تَرْجِعُونَها تردونها، أي الروح.
صادِقِينَ فى أنكم ذوو قوة لا تقهر.
٨٨- فَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ:
إِنْ كانَ المحتضر.
مِنَ الْمُقَرَّبِينَ من السابقين.
[سورة الواقعة (٥٦) : الآيات ٨٩ الى ٩٦]
فَرَوْحٌ وَرَيْحانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ (٨٩) وَأَمَّا إِنْ كانَ مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ (٩٠) فَسَلامٌ لَكَ مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ (٩١) وَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ (٩٢) فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ (٩٣)
وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ (٩٤) إِنَّ هذا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ (٩٥) فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (٩٦)
٨٩- فَرَوْحٌ وَرَيْحانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ:
فَرَوْحٌ فمآله راحة ورحمة.
وَرَيْحانٌ ورزق طيب.
٩٠- وَأَمَّا إِنْ كانَ مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ:
أي الموعودين بالجنة.
٩١- فَسَلامٌ لَكَ مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ:
فَسَلامٌ لَكَ فيقال له تحية وتكريما: سلام لك.
مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ من إخوانك أصحاب اليمين.
٩٢- وَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ:
الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ أصحاب الشمال.
٩٣- فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ:
فَنُزُلٌ فقراه الذي أعد له.
مِنْ حَمِيمٍ من ماء حار متناه فى حرارته.
٩٤- وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ:
وإحراق بنار شديدة الاتقاد.
٩٥- إِنَّ هذا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ:
إِنَّ هذا الذي ذكر فى هذه السورة الكريمة.
لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ لهو عين اليقين الثابت الذي لا يداخله شك.
٩٦- فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ:
فَسَبِّحْ فدم على التسبيح.
بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ بذكر اسم ربك العظيم تنزيها له وشكرا على آلائه.
سورة الواقعة
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (الواقعة) من السُّوَر المكية، نزلت بعد سورة (طه)، وقد جاءت بتذكيرِ الناس بوقوع يوم القيامة؛ للدَّلالة على عظمة الله عز وجل، وترهيبًا لهم من مخالفة أوامره، ودعوةً لهم إلى اتباع الدِّين الحق وتركِ الباطل، وخُتمت السورة الكريمة بتعظيمِ القرآن، وصدقِ أخباره وما جاء به، وقد أُثر عن النبي صلى الله عليه وسلم قراءتُه لها في صلاة الفجر.

ترتيبها المصحفي
56
نوعها
مكية
ألفاظها
380
ترتيب نزولها
46
العد المدني الأول
99
العد المدني الأخير
99
العد البصري
97
العد الكوفي
96
العد الشامي
99

* قوله تعالى: {فَلَآ أُقْسِمُ بِمَوَٰقِعِ اْلنُّجُومِ ٧٥ وَإِنَّهُۥ لَقَسَمٞ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ ٧٦ إِنَّهُۥ لَقُرْءَانٞ كَرِيمٞ ٧٧ فِي كِتَٰبٖ مَّكْنُونٖ ٧٨ لَّا يَمَسُّهُۥٓ إِلَّا اْلْمُطَهَّرُونَ ٧٩ تَنزِيلٞ مِّن رَّبِّ اْلْعَٰلَمِينَ ٨٠ أَفَبِهَٰذَا اْلْحَدِيثِ أَنتُم مُّدْهِنُونَ ٨١ وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ} [الواقعة: 75-82]:

عن عبدِ اللهِ بن عباسٍ رضي الله عنهما، قال: «مُطِرَ الناسُ على عهدِ النبيِّ ﷺ، فقال النبيُّ ﷺ: «أصبَحَ مِن الناسِ شاكرٌ، ومنهم كافرٌ، قالوا: هذه رحمةُ اللهِ، وقال بعضُهم: لقد صدَقَ نَوْءُ كذا وكذا»، قال: فنزَلتْ هذه الآيةُ: {فَلَآ أُقْسِمُ بِمَوَٰقِعِ اْلنُّجُومِ} [الواقعة: 75]، حتى بلَغَ: {وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ} [الواقعة: 82]». أخرجه مسلم (٧٣).

* سورة (الواقعة):

سُمِّيت هذه السورة بـ(الواقعة)؛ لافتتاحِها بهذا اللفظ، ولتسميةِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم لها بذلك:

عن أبي بكرٍ الصِّدِّيقِ رضي الله عنه، قال: «سألتُ رسولَ اللهِ ﷺ: ما شيَّبَكَ؟ قال: «سورةُ هودٍ، والواقعةِ، و{عَمَّ يَتَسَآءَلُونَ}، و{إِذَا اْلشَّمْسُ كُوِّرَتْ}»». أخرجه الترمذي (٣٢٩٧).

و(الواقعةُ): اسمٌ من أسماءِ يوم القيامة.

* سورة (الواقعة) من السُّوَر التي شيَّبتْ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم:

عن أبي بكرٍ الصِّدِّيقِ رضي الله عنه، قال: «سألتُ رسولَ اللهِ ﷺ: ما شيَّبَكَ؟ قال: «سورةُ هودٍ، والواقعةِ، و{عَمَّ يَتَسَآءَلُونَ}، و{إِذَا اْلشَّمْسُ كُوِّرَتْ}»». أخرجه الترمذي (٣٢٩٧).

* أُثِر عن النبي صلى الله عليه وسلم قراءتُه لسورة (الواقعة) في صلاة الفجر:

عن جابرِ بن سَمُرةَ رضي الله عنه، قال: «كان رسولُ اللهِ ﷺ يُصلِّي الصَّلواتِ كنَحْوٍ مِن صلاتِكم التي تُصَلُّون اليومَ، ولكنَّه كان يُخفِّفُ، كانت صَلاتُه أخَفَّ مِن صَلاتِكم، وكان يَقرأُ في الفجرِ الواقعةَ، ونحوَها مِن السُّوَرِ». أخرجه أحمد (٢٠٩٩٥).

1. تحقيق القيامة (١-٥٦).

2. دلائلُ البعث والجزاء (٥٧-٧٤).

3. تعظيم القرآن، وصدقُ أخباره (٧٥-٩٦).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (7 /598).

مقصدُ سورة (الواقعة) هو التذكيرُ بوقوع يوم القيامة وهَوْلِه، ووصفُ ما يحدُثُ به؛ لتخويف الناس وترهيبهم من معصية الله عز وجل ومخالفة أمره، وفي ذلك دعوةٌ لهم للرجوع إلى الحق، والاستجابة لأمر الله.

ويُبيِّن ابن عاشور محورَها فيقول: «هو التذكيرُ بيوم القيامة، وتحقيق وقوعه.

ووصفُ ما يَعرِض لهذا العالَمِ الأرضي عند ساعة القيامة.

ثم صفة أهل الجنة وبعض نعيمهم.

وصفة أهل النار وما هم فيه من العذاب، وأن ذلك لتكذيبهم بالبعث.

وإثبات الحشر والجزاء.

والاستدلال على إمكان الخَلْق الثاني بما أبدعه الله من الموجودات بعد أن لم تكن.

والاستدلال بدلائل قدرة الله تعالى.

والاستدلال بنزعِ الله الأرواحَ من الأجساد والناس كارهون لا يستطيع أحدٌ مَنْعَها من الخروج، على أن الذي قدَرَ على نزعها بدون مُدافعٍ قادرٌ على إرجاعها متى أراد على أن يُمِيتَهم.

وتأكيد أن القرآن منزلٌ من عند الله، وأنه نعمةٌ أنعم الله بها عليهم فلم يشكروها، وكذَّبوا بما فيه». "التحرير والتنوير" لابن عاشور (27 /280).