تفسير سورة الواقعة

جهود ابن عبد البر في التفسير

تفسير سورة سورة الواقعة من كتاب جهود ابن عبد البر في التفسير
لمؤلفه ابن عبد البر . المتوفي سنة 463 هـ

٤٧٤- أي يخدمهم ولدان، ويترددون عليهم بما يشتهون. ( ت : ١/٣٢٠ )
٤٧٥- قال أبو عمر : روي عن عكرمة في قول الله- عز وجل- :﴿ فلا أقسم بمواقع النجوم ﴾، قال : القرآن نزل جملة واحدة، فوضع مواضع النجوم، فجعل جبريل- عليه السلام- ينزل بالآية والآيتين. وقال غيره :﴿ بمواقع النجوم ﴾ : بمساقط نجوم القرآن كلها أوله وآخره١، ومن الحجة لهذا القول قوله- عز وجل- :﴿ وإنه لقسم لو تعلمون عظيم إنه لقرءان كريم ﴾-الآيات.
أخبرنا عبد الله بن محمد، قال : حدثنا حمزة بن محمد، قال : حدثنا أحمد بن شعيب، قال : أخبرنا إسماعيل بن مسعود، قال : أخبرنا المعتمر بن سليمان، عن أبي عوانة، عن حصين، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال : نزل القرآن جميعا في ليلة القدر إلى السماء الدنيا، ثم فصل فنزل في السينين، وذلك قوله – عز وجل- :﴿ فلا أقسم بمواقع النجوم ﴾. ( ت : ١٧/٥١. وانظر س : ٧/٢٠٢ )
١ انظر جامع البيان: ٢٧/٢٠٤..
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٧٥:٤٧٥- قال أبو عمر : روي عن عكرمة في قول الله- عز وجل- :﴿ فلا أقسم بمواقع النجوم ﴾، قال : القرآن نزل جملة واحدة، فوضع مواضع النجوم، فجعل جبريل- عليه السلام- ينزل بالآية والآيتين. وقال غيره :﴿ بمواقع النجوم ﴾ : بمساقط نجوم القرآن كلها أوله وآخره١، ومن الحجة لهذا القول قوله- عز وجل- :﴿ وإنه لقسم لو تعلمون عظيم إنه لقرءان كريم ﴾-الآيات.
أخبرنا عبد الله بن محمد، قال : حدثنا حمزة بن محمد، قال : حدثنا أحمد بن شعيب، قال : أخبرنا إسماعيل بن مسعود، قال : أخبرنا المعتمر بن سليمان، عن أبي عوانة، عن حصين، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال : نزل القرآن جميعا في ليلة القدر إلى السماء الدنيا، ثم فصل فنزل في السينين، وذلك قوله – عز وجل- :﴿ فلا أقسم بمواقع النجوم ﴾. ( ت : ١٧/٥١. وانظر س : ٧/٢٠٢ )
١ انظر جامع البيان: ٢٧/٢٠٤..

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٧٥:٤٧٥- قال أبو عمر : روي عن عكرمة في قول الله- عز وجل- :﴿ فلا أقسم بمواقع النجوم ﴾، قال : القرآن نزل جملة واحدة، فوضع مواضع النجوم، فجعل جبريل- عليه السلام- ينزل بالآية والآيتين. وقال غيره :﴿ بمواقع النجوم ﴾ : بمساقط نجوم القرآن كلها أوله وآخره١، ومن الحجة لهذا القول قوله- عز وجل- :﴿ وإنه لقسم لو تعلمون عظيم إنه لقرءان كريم ﴾-الآيات.
أخبرنا عبد الله بن محمد، قال : حدثنا حمزة بن محمد، قال : حدثنا أحمد بن شعيب، قال : أخبرنا إسماعيل بن مسعود، قال : أخبرنا المعتمر بن سليمان، عن أبي عوانة، عن حصين، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال : نزل القرآن جميعا في ليلة القدر إلى السماء الدنيا، ثم فصل فنزل في السينين، وذلك قوله – عز وجل- :﴿ فلا أقسم بمواقع النجوم ﴾. ( ت : ١٧/٥١. وانظر س : ٧/٢٠٢ )
١ انظر جامع البيان: ٢٧/٢٠٤..

٤٧٦- في كتاب رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ( أن لا يمس القرآن إلا طاهر }١، بيان معنى قول الله عز وجل- :﴿ لا يمسه إلا المطهرون ﴾، لاحتمالهما للتأويل ومجيئهما بلفظ الخبر. وقد قال مالك في هذه الآية : إن أحسن ما سمع فيها : أنها مثل قول الله- عز وجل- :﴿ كلا إنها تذكرة فمن شاء ذكره في صحف مكرمة مرفوعة مطهرة بأيدي سفرة كرام بررة ﴾٢، وقول مالك : أحسن ما سمعت، يدل على أنه سمع فيها اختلافا، وأولى ما قيل به في هذا الباب، ما عليه جمهور العلماء من امتثال ما في كتاب رسول الله- صلى الله عليه وسلم- لعمرو بن حزم :( أن لا يمس القرآن أحد إلا طاهر )- والله أعلم وبه التوفيق. ( ت : ١٧/٤٠٠ ).
١ الموطأ، كتاب القرآن، باب الأمر بالوضوء لمن مس القرآن: ١٢٣..
٢ سورة عبس: ١١-١٦. وانظر قول مالك هذا في المصدر السابق..
٤٧٧- روى ابن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن ابن عباس، في قوله- عز وجل- :﴿ وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون ﴾، قال : ذلك في الأنواء١، وهو قول جماعة أهل التفسير للقرآن٢. ( س : ٧/١٥٧ ).
٤٧٨- قال أبو عمر : الرزق في هذه الآية بمعنى الشكر، كأنه قال : وتجعلون شكركم لله على ما رزقكم من المال، أن تنسبوا ذلك الرزق إلى الكوكب٣. ( ت : ١٦/٢٩١ )
١ قال ابن منظور حاميا عن أبي عبيد: الأنواء ثمانية وعشرون نجما معروفة المطالع في أزمنة السنة كلها، من الصيف والشتاء والربيع والخريف، يسقط منها في كل ثلاث عشرة ليلة نجم في المغرب مع طلوع الفجر، ويطلع آخر يقابله في المشرق من ساعته، وكلاهما معلوم مسمى، وانقضاء هذه الثمانية وعشرين كلها مع انقضاء السنة. ثم يرجع الأمر إلى النجم الأول مع استئناف السنة المقبلة، وكانت العرب في الجاهلية إذا سقط منها نجم وطلع آخر قالوا: لابد من أن يكون عند ذلك مطر أو رياح، فينسبون كل غيث يكون عند ذلك إلى ذلك النجم، فيقولون : مطرنا بنوء الثريا، والدبران، والسماك والأنواء واحدها نوء، قال: وإنما سمي نوءا؛ لأنه إذا سقط الساقط منها بالمغرب ناء الطالع بالمشرق ينوء نوءا، أي نهض وطلع، وذلك النهوض: هو النوء، فسمي النجم به، وذلك كل ناهض يثقل وإبطاء، فإنه ينوء عند نهوضه. وقد يكون النوء: السقوط. اللسان. مادة "نوا": ١/١٧٦..
٢ انظر الدر المنثور: ٨/٢٨..
٣ أخرج ابن جرير في تفسيره: ٢٧/٢٠٨. أن عليا- رضي الله عنه- كان يقرأ هذه الآية: (وتجعلون شكركم أنكم تكذبون)..
سورة الواقعة
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (الواقعة) من السُّوَر المكية، نزلت بعد سورة (طه)، وقد جاءت بتذكيرِ الناس بوقوع يوم القيامة؛ للدَّلالة على عظمة الله عز وجل، وترهيبًا لهم من مخالفة أوامره، ودعوةً لهم إلى اتباع الدِّين الحق وتركِ الباطل، وخُتمت السورة الكريمة بتعظيمِ القرآن، وصدقِ أخباره وما جاء به، وقد أُثر عن النبي صلى الله عليه وسلم قراءتُه لها في صلاة الفجر.

ترتيبها المصحفي
56
نوعها
مكية
ألفاظها
380
ترتيب نزولها
46
العد المدني الأول
99
العد المدني الأخير
99
العد البصري
97
العد الكوفي
96
العد الشامي
99

* قوله تعالى: {فَلَآ أُقْسِمُ بِمَوَٰقِعِ اْلنُّجُومِ ٧٥ وَإِنَّهُۥ لَقَسَمٞ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ ٧٦ إِنَّهُۥ لَقُرْءَانٞ كَرِيمٞ ٧٧ فِي كِتَٰبٖ مَّكْنُونٖ ٧٨ لَّا يَمَسُّهُۥٓ إِلَّا اْلْمُطَهَّرُونَ ٧٩ تَنزِيلٞ مِّن رَّبِّ اْلْعَٰلَمِينَ ٨٠ أَفَبِهَٰذَا اْلْحَدِيثِ أَنتُم مُّدْهِنُونَ ٨١ وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ} [الواقعة: 75-82]:

عن عبدِ اللهِ بن عباسٍ رضي الله عنهما، قال: «مُطِرَ الناسُ على عهدِ النبيِّ ﷺ، فقال النبيُّ ﷺ: «أصبَحَ مِن الناسِ شاكرٌ، ومنهم كافرٌ، قالوا: هذه رحمةُ اللهِ، وقال بعضُهم: لقد صدَقَ نَوْءُ كذا وكذا»، قال: فنزَلتْ هذه الآيةُ: {فَلَآ أُقْسِمُ بِمَوَٰقِعِ اْلنُّجُومِ} [الواقعة: 75]، حتى بلَغَ: {وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ} [الواقعة: 82]». أخرجه مسلم (٧٣).

* سورة (الواقعة):

سُمِّيت هذه السورة بـ(الواقعة)؛ لافتتاحِها بهذا اللفظ، ولتسميةِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم لها بذلك:

عن أبي بكرٍ الصِّدِّيقِ رضي الله عنه، قال: «سألتُ رسولَ اللهِ ﷺ: ما شيَّبَكَ؟ قال: «سورةُ هودٍ، والواقعةِ، و{عَمَّ يَتَسَآءَلُونَ}، و{إِذَا اْلشَّمْسُ كُوِّرَتْ}»». أخرجه الترمذي (٣٢٩٧).

و(الواقعةُ): اسمٌ من أسماءِ يوم القيامة.

* سورة (الواقعة) من السُّوَر التي شيَّبتْ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم:

عن أبي بكرٍ الصِّدِّيقِ رضي الله عنه، قال: «سألتُ رسولَ اللهِ ﷺ: ما شيَّبَكَ؟ قال: «سورةُ هودٍ، والواقعةِ، و{عَمَّ يَتَسَآءَلُونَ}، و{إِذَا اْلشَّمْسُ كُوِّرَتْ}»». أخرجه الترمذي (٣٢٩٧).

* أُثِر عن النبي صلى الله عليه وسلم قراءتُه لسورة (الواقعة) في صلاة الفجر:

عن جابرِ بن سَمُرةَ رضي الله عنه، قال: «كان رسولُ اللهِ ﷺ يُصلِّي الصَّلواتِ كنَحْوٍ مِن صلاتِكم التي تُصَلُّون اليومَ، ولكنَّه كان يُخفِّفُ، كانت صَلاتُه أخَفَّ مِن صَلاتِكم، وكان يَقرأُ في الفجرِ الواقعةَ، ونحوَها مِن السُّوَرِ». أخرجه أحمد (٢٠٩٩٥).

1. تحقيق القيامة (١-٥٦).

2. دلائلُ البعث والجزاء (٥٧-٧٤).

3. تعظيم القرآن، وصدقُ أخباره (٧٥-٩٦).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (7 /598).

مقصدُ سورة (الواقعة) هو التذكيرُ بوقوع يوم القيامة وهَوْلِه، ووصفُ ما يحدُثُ به؛ لتخويف الناس وترهيبهم من معصية الله عز وجل ومخالفة أمره، وفي ذلك دعوةٌ لهم للرجوع إلى الحق، والاستجابة لأمر الله.

ويُبيِّن ابن عاشور محورَها فيقول: «هو التذكيرُ بيوم القيامة، وتحقيق وقوعه.

ووصفُ ما يَعرِض لهذا العالَمِ الأرضي عند ساعة القيامة.

ثم صفة أهل الجنة وبعض نعيمهم.

وصفة أهل النار وما هم فيه من العذاب، وأن ذلك لتكذيبهم بالبعث.

وإثبات الحشر والجزاء.

والاستدلال على إمكان الخَلْق الثاني بما أبدعه الله من الموجودات بعد أن لم تكن.

والاستدلال بدلائل قدرة الله تعالى.

والاستدلال بنزعِ الله الأرواحَ من الأجساد والناس كارهون لا يستطيع أحدٌ مَنْعَها من الخروج، على أن الذي قدَرَ على نزعها بدون مُدافعٍ قادرٌ على إرجاعها متى أراد على أن يُمِيتَهم.

وتأكيد أن القرآن منزلٌ من عند الله، وأنه نعمةٌ أنعم الله بها عليهم فلم يشكروها، وكذَّبوا بما فيه». "التحرير والتنوير" لابن عاشور (27 /280).