تفسير سورة الواقعة

أحكام القرآن

تفسير سورة سورة الواقعة من كتاب أحكام القرآن
لمؤلفه الجصاص . المتوفي سنة 370 هـ

قوله تعالى :﴿ إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ في كِتَابٍ مَكْنُونٍ لا يَمَسُّهُ إِلاَّ المُطَهَّرُونَ ﴾.
رُوي عن سلمان أنه قال :" لا يمس القرآن إلا المطهرون " فقرأ القرآن ولم يمسّ المصحف حين لم يكن على وضوء.
وعن أنس بن مالك في حديث إسلام عمر قال : فقال لأخته : أعطوني الكتاب الذي كنتم تقرؤون ! فقالت : إنك رجس وإنه لا يمسه إلا المطهرون فقم فاغتسل أو توضأ ! فتوضأ ثم أخذ الكتاب فقرأه ؛ وذكر الحديث.
وعن سعد أنه أمر ابنه بالوضوء لمسِّ المصحف. وعن ابن عمر مثله. وكره الحسن والنخعي مَسَّ المصحف على غير وضوء.
ورُوي عن حماد أن المراد القرآن الذي في اللوح المحفوظ ﴿ لا يَمَسُّهُ إِلاَّ المُطَهَّرُونَ ﴾ يعني الملائكة. وقال أبو العالية في قوله :﴿ لا يَمَسُّهُ إِلاَّ المُطَهَّرُونَ ﴾ قال :" هو في كتاب مكنون ليس أنتم من أصحاب الذنوب ".
وقال سعيد بن جبير وابن عباس :" المطهَّرون الملائكة ". وقال قتادة :" لا يمسه عند الله إلا المطهرون فأما في الدنيا فإنه يمسّه المجوسيّ والنجس والمنافق.
قال أبو بكر : إن حُمل اللفظ على حقيقة الخبر فالأوْلى أن يكون المراد القرآن الذي عند الله والمطهرون الملائكة، وإن حمل على النهي وإن كان في صورة الخبر كان عموماً فينا ؛ وهذا أوْلى لما رُوي عن النبي صلى الله عليه وسلم في أخبار متظاهرة أنه كتب في كتابه لعمرو بن حزم :" ولا يَمَسَّ القُرْآنَ إِلاَّ طَاهِرٌ " فوجب أن يكون نهيه ذلك بالآية، إذ فيها احتمال له.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٧٧:قوله تعالى :﴿ إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ في كِتَابٍ مَكْنُونٍ لا يَمَسُّهُ إِلاَّ المُطَهَّرُونَ ﴾.
رُوي عن سلمان أنه قال :" لا يمس القرآن إلا المطهرون " فقرأ القرآن ولم يمسّ المصحف حين لم يكن على وضوء.
وعن أنس بن مالك في حديث إسلام عمر قال : فقال لأخته : أعطوني الكتاب الذي كنتم تقرؤون ! فقالت : إنك رجس وإنه لا يمسه إلا المطهرون فقم فاغتسل أو توضأ ! فتوضأ ثم أخذ الكتاب فقرأه ؛ وذكر الحديث.
وعن سعد أنه أمر ابنه بالوضوء لمسِّ المصحف. وعن ابن عمر مثله. وكره الحسن والنخعي مَسَّ المصحف على غير وضوء.
ورُوي عن حماد أن المراد القرآن الذي في اللوح المحفوظ ﴿ لا يَمَسُّهُ إِلاَّ المُطَهَّرُونَ ﴾ يعني الملائكة. وقال أبو العالية في قوله :﴿ لا يَمَسُّهُ إِلاَّ المُطَهَّرُونَ ﴾ قال :" هو في كتاب مكنون ليس أنتم من أصحاب الذنوب ".
وقال سعيد بن جبير وابن عباس :" المطهَّرون الملائكة ". وقال قتادة :" لا يمسه عند الله إلا المطهرون فأما في الدنيا فإنه يمسّه المجوسيّ والنجس والمنافق.
قال أبو بكر : إن حُمل اللفظ على حقيقة الخبر فالأوْلى أن يكون المراد القرآن الذي عند الله والمطهرون الملائكة، وإن حمل على النهي وإن كان في صورة الخبر كان عموماً فينا ؛ وهذا أوْلى لما رُوي عن النبي صلى الله عليه وسلم في أخبار متظاهرة أنه كتب في كتابه لعمرو بن حزم :" ولا يَمَسَّ القُرْآنَ إِلاَّ طَاهِرٌ " فوجب أن يكون نهيه ذلك بالآية، إذ فيها احتمال له.

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٧٧:قوله تعالى :﴿ إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ في كِتَابٍ مَكْنُونٍ لا يَمَسُّهُ إِلاَّ المُطَهَّرُونَ ﴾.
رُوي عن سلمان أنه قال :" لا يمس القرآن إلا المطهرون " فقرأ القرآن ولم يمسّ المصحف حين لم يكن على وضوء.
وعن أنس بن مالك في حديث إسلام عمر قال : فقال لأخته : أعطوني الكتاب الذي كنتم تقرؤون ! فقالت : إنك رجس وإنه لا يمسه إلا المطهرون فقم فاغتسل أو توضأ ! فتوضأ ثم أخذ الكتاب فقرأه ؛ وذكر الحديث.
وعن سعد أنه أمر ابنه بالوضوء لمسِّ المصحف. وعن ابن عمر مثله. وكره الحسن والنخعي مَسَّ المصحف على غير وضوء.
ورُوي عن حماد أن المراد القرآن الذي في اللوح المحفوظ ﴿ لا يَمَسُّهُ إِلاَّ المُطَهَّرُونَ ﴾ يعني الملائكة. وقال أبو العالية في قوله :﴿ لا يَمَسُّهُ إِلاَّ المُطَهَّرُونَ ﴾ قال :" هو في كتاب مكنون ليس أنتم من أصحاب الذنوب ".
وقال سعيد بن جبير وابن عباس :" المطهَّرون الملائكة ". وقال قتادة :" لا يمسه عند الله إلا المطهرون فأما في الدنيا فإنه يمسّه المجوسيّ والنجس والمنافق.
قال أبو بكر : إن حُمل اللفظ على حقيقة الخبر فالأوْلى أن يكون المراد القرآن الذي عند الله والمطهرون الملائكة، وإن حمل على النهي وإن كان في صورة الخبر كان عموماً فينا ؛ وهذا أوْلى لما رُوي عن النبي صلى الله عليه وسلم في أخبار متظاهرة أنه كتب في كتابه لعمرو بن حزم :" ولا يَمَسَّ القُرْآنَ إِلاَّ طَاهِرٌ " فوجب أن يكون نهيه ذلك بالآية، إذ فيها احتمال له.

سورة الواقعة
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (الواقعة) من السُّوَر المكية، نزلت بعد سورة (طه)، وقد جاءت بتذكيرِ الناس بوقوع يوم القيامة؛ للدَّلالة على عظمة الله عز وجل، وترهيبًا لهم من مخالفة أوامره، ودعوةً لهم إلى اتباع الدِّين الحق وتركِ الباطل، وخُتمت السورة الكريمة بتعظيمِ القرآن، وصدقِ أخباره وما جاء به، وقد أُثر عن النبي صلى الله عليه وسلم قراءتُه لها في صلاة الفجر.

ترتيبها المصحفي
56
نوعها
مكية
ألفاظها
380
ترتيب نزولها
46
العد المدني الأول
99
العد المدني الأخير
99
العد البصري
97
العد الكوفي
96
العد الشامي
99

* قوله تعالى: {فَلَآ أُقْسِمُ بِمَوَٰقِعِ اْلنُّجُومِ ٧٥ وَإِنَّهُۥ لَقَسَمٞ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ ٧٦ إِنَّهُۥ لَقُرْءَانٞ كَرِيمٞ ٧٧ فِي كِتَٰبٖ مَّكْنُونٖ ٧٨ لَّا يَمَسُّهُۥٓ إِلَّا اْلْمُطَهَّرُونَ ٧٩ تَنزِيلٞ مِّن رَّبِّ اْلْعَٰلَمِينَ ٨٠ أَفَبِهَٰذَا اْلْحَدِيثِ أَنتُم مُّدْهِنُونَ ٨١ وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ} [الواقعة: 75-82]:

عن عبدِ اللهِ بن عباسٍ رضي الله عنهما، قال: «مُطِرَ الناسُ على عهدِ النبيِّ ﷺ، فقال النبيُّ ﷺ: «أصبَحَ مِن الناسِ شاكرٌ، ومنهم كافرٌ، قالوا: هذه رحمةُ اللهِ، وقال بعضُهم: لقد صدَقَ نَوْءُ كذا وكذا»، قال: فنزَلتْ هذه الآيةُ: {فَلَآ أُقْسِمُ بِمَوَٰقِعِ اْلنُّجُومِ} [الواقعة: 75]، حتى بلَغَ: {وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ} [الواقعة: 82]». أخرجه مسلم (٧٣).

* سورة (الواقعة):

سُمِّيت هذه السورة بـ(الواقعة)؛ لافتتاحِها بهذا اللفظ، ولتسميةِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم لها بذلك:

عن أبي بكرٍ الصِّدِّيقِ رضي الله عنه، قال: «سألتُ رسولَ اللهِ ﷺ: ما شيَّبَكَ؟ قال: «سورةُ هودٍ، والواقعةِ، و{عَمَّ يَتَسَآءَلُونَ}، و{إِذَا اْلشَّمْسُ كُوِّرَتْ}»». أخرجه الترمذي (٣٢٩٧).

و(الواقعةُ): اسمٌ من أسماءِ يوم القيامة.

* سورة (الواقعة) من السُّوَر التي شيَّبتْ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم:

عن أبي بكرٍ الصِّدِّيقِ رضي الله عنه، قال: «سألتُ رسولَ اللهِ ﷺ: ما شيَّبَكَ؟ قال: «سورةُ هودٍ، والواقعةِ، و{عَمَّ يَتَسَآءَلُونَ}، و{إِذَا اْلشَّمْسُ كُوِّرَتْ}»». أخرجه الترمذي (٣٢٩٧).

* أُثِر عن النبي صلى الله عليه وسلم قراءتُه لسورة (الواقعة) في صلاة الفجر:

عن جابرِ بن سَمُرةَ رضي الله عنه، قال: «كان رسولُ اللهِ ﷺ يُصلِّي الصَّلواتِ كنَحْوٍ مِن صلاتِكم التي تُصَلُّون اليومَ، ولكنَّه كان يُخفِّفُ، كانت صَلاتُه أخَفَّ مِن صَلاتِكم، وكان يَقرأُ في الفجرِ الواقعةَ، ونحوَها مِن السُّوَرِ». أخرجه أحمد (٢٠٩٩٥).

1. تحقيق القيامة (١-٥٦).

2. دلائلُ البعث والجزاء (٥٧-٧٤).

3. تعظيم القرآن، وصدقُ أخباره (٧٥-٩٦).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (7 /598).

مقصدُ سورة (الواقعة) هو التذكيرُ بوقوع يوم القيامة وهَوْلِه، ووصفُ ما يحدُثُ به؛ لتخويف الناس وترهيبهم من معصية الله عز وجل ومخالفة أمره، وفي ذلك دعوةٌ لهم للرجوع إلى الحق، والاستجابة لأمر الله.

ويُبيِّن ابن عاشور محورَها فيقول: «هو التذكيرُ بيوم القيامة، وتحقيق وقوعه.

ووصفُ ما يَعرِض لهذا العالَمِ الأرضي عند ساعة القيامة.

ثم صفة أهل الجنة وبعض نعيمهم.

وصفة أهل النار وما هم فيه من العذاب، وأن ذلك لتكذيبهم بالبعث.

وإثبات الحشر والجزاء.

والاستدلال على إمكان الخَلْق الثاني بما أبدعه الله من الموجودات بعد أن لم تكن.

والاستدلال بدلائل قدرة الله تعالى.

والاستدلال بنزعِ الله الأرواحَ من الأجساد والناس كارهون لا يستطيع أحدٌ مَنْعَها من الخروج، على أن الذي قدَرَ على نزعها بدون مُدافعٍ قادرٌ على إرجاعها متى أراد على أن يُمِيتَهم.

وتأكيد أن القرآن منزلٌ من عند الله، وأنه نعمةٌ أنعم الله بها عليهم فلم يشكروها، وكذَّبوا بما فيه». "التحرير والتنوير" لابن عاشور (27 /280).